الركود الصفراوي في الحمل المعروف أيضاً باسم الركود الصفراوي داخل الكبد أثناء الحمل (بالإنجليزية: Intrahepatic Cholestasis of Pregnancy or ICP) هو مرض شائع يصيب الكبد أثناء الحمل، يسبب حكة شديدة، خاصة في اليدين والقدمين، بسبب تراكم الصفراء في الدم.
يحدث الركود الصفراوي للحامل عندما لا يستطيع الكبد إفراز الصفراء بشكل صحيح، ويظهر عادة في أواخر الثلث الثاني أو خلال الثلث الثالث من الحمل، وغالباً ما يختفي في غضون أيام قليلة بعد الولادة.
لا تشكل الحالة عادة خطراً كبيراً على صحة الأم على المدى الطويل، ولكنها قد تسبب مضاعفات خطيرة للجنين؛ لذلك غالباً ما يتم ولادة أطفال النساء المصابات بالركود الصفراوي مبكراً، عادة في الأسبوع 38 من الحمل، لتجنب المخاطر المحتملة.
سنتعرف خلال هذا المقال على الركود الصفراوي في الحمل وما هي أعراضه وعلامات حدوثه، وأيضاً ما هو علاج الركود الصفراوي للحامل وهل يمكن علاج الركود الصفراوي للحامل بالأعشاب، وما هي مخاطره المحتملة مثلاً هل يؤثر الركود الصفراوي على الجنين، ولماذا قد يستمر ظهور ركود صفراوي بعد الولادة؟!
الركود الصفراوي في الحمل
الركود الصفراوي للحامل هو مرض شائع في الكبد أثناء الحمل، يصيب حوالي 1 إلى 2 من كل 1000 امرأة حامل. يعتقد أن هرمونات الحمل، وخاصة هرمون الإستروجين، تؤثر على الأداء السليم للمرارة والكبد. عندما تزداد مستويات الهرمونات أثناء الحمل، يتوقف تدفق الصفراء في الكبد أو يتباطأ؛ مما يتسبب في تراكم الصفراء في الكبد ومن ثم دخولها إلى مجرى الدم.
يحدث الركود الصفراويفي الحمل عادة في الثلث الثالث عندما تكون هرمونات الحمل في أعلى مستوياتها. في بعض الحالات، قد يكون وراثياً، بمعنى أنه ينتقل بين أفراد الأسرة.
يشخص الطبيب الركود الصفراوي عند الحامل من خلال الفحص البدني واختبارات الدم. تخبر هذه الفحوصات عن كيفية عمل الكبد، كما يقاس مستوى الأحماض الصفراوية في الدم.
اقرأ أيضاً: حقائق عن أمراض الكبد
اعراض الركود الصفراوي للحامل
تعد الحكة الشديدة هي العرض الرئيسي من أعراض الركود الصفراوي في الحمل، وقد تكون هي العرض الوحيد. قد تظهر الحكة في جميع أنحاء الجسم، ولكنها أكثر شيوعاً في راحتي اليدين وباطن القدمين، وغالباً ما تزداد سوءاً أثناء الليل. وقد تشمل علامات الركود الصفراوي للحامل الأقل شيوعاً ما يلي:
- الغثيان.
- التعب والإرهاق.
- قلة الشهية.
- ألم في الجزء العلوي الأيمن من البطن.
- البول الداكن، والبراز فاتح اللون.
- اصفرار لون الجلد، والعينين، والأغشية المخاطية (اليرقان).
قد تتشابه أعراض الركود الصفراوي للحامل في بعض الأحيان مع بعض الحالات الصحية الأخرى؛ لذلك يرجى عدم الاعتماد على هذه الأعراض لتشخيص الركود الصفراوي عند الحامل، ويجب مراجعة الطبيب للحصول على التشخيص الصحيح.
اقرأ أيضاً: التغيرات الجلدية التي تظهر أثناء الحمل
مخاطر الركود الصفراوي للحامل
قد ينطوي الركود الصفراوي في الحمل على بعض المضاعفات لكل من الأم الحامل والطفل. فيما يخص الأم، فبالإضافة إلى الحكة الشديدة، قد تعاني أيضاً من بعض المشاكل في امتصاص الفيتامينات التي تذوب في الدهون، وخاصة فيتامين ك؛ مما قد يؤدي إلى زيادة خطر حدوث نزيف شديد عند الولادة.
غالباً ما يحث الأطباء على الولادة مبكراً، إذا كانت الأم مصابة بالركود الصفراوي في الحمل، بسبب المضاعفات الخطيرة المحتملة على الطفل.
هل يؤثر الركود الصفراوي على الجنين؟
هناك خطر كبير من حدوث مضاعفات للطفل الجنين في حالات الركود الصفراوي في الحمل؛ حيث يمكن أن تنتقل الأحماض الصفراوية المتراكمة في دم الأم إلى الجنين، مما قد يؤثر عليه سلباً. وتشمل مخاطر الركود الصفراوي في الحمل المحتملة على الجنين ما يلي:
- الضائقة الجنينية (بالإنجليزية: Fetal Distress): وهي حالة تصف عدم حصول الطفل على كمية كافية من الأكسجين، وقد يكون معدل ضربات قلبه غير طبيعية.
- الولادة المبكرة (بالإنجليزية: Preterm Birth): قد تكون الحامل أكثر عرضة لولادة طفل مبكراً قبل اكتمال نمو أعضائه خاصة الرئة؛ مما قد يؤدي إلى حدوث مشاكل بالتنفس.
- موت الجنين قبل الولادة: طفل يموت في بطن الأم قبل الولادة.
- استنشاق العقي (بالإنجليزية: Meconium Aspiration): قد يدخل العقي (البراز الأول للطفل) في السائل الأمنيوسي قبل الولادة. إذا استنشق الطفل هذه المادة السميكة، يمكن أن يسبب مشاكل في الجهاز التنفسي.
لتجنب مخاطر الركود الصفراوي في الحمل على الجنين، سيتم إجراء اختبارات الدم بانتظام لمراقبة وظائف الكبد ومستويات الصفراء في الدم لدى الأم. قد تصبح عمليات الفحص بالموجات فوق الصوتية أكثر تواتراً أيضاً؛ لمراقبة صحة الجنين وتطوره.
غالباً ما يتم تحفيز الولادة في حوالي الأسبوع 38 من الحمل للحد من المخاطر، وإذا كان الركود الصفراوي في الحمل شديداً، فقد يحدث التحفيز في وقت سابق عن ذلك. قد يكون هذا عن طريق الولادة المهبلية مع أدوية تحفيز الطلق، أو قد يكون من خلال ولادة قيصرية.
اقرأ أيضاً: مضاعفات الحمل في الثلث الثالث من الحمل
علاج الركود الصفراوي للحامل
يهدف علاج الركود الصفراوي للحامل عادة إلى تخفيف الأعراض، وخاصة الحكة مع منع المضاعفات المحتملة للأم والجنين، وقد تشمل طرق علاج الركود الصفراوي للحامل ما يلي:
علاج الركود الصفراوي للحامل بالادوية
تستخدم بعض الأدوية والمكملات الغذائية للمساعدة في تخفيف الحكة وخفض مستوى الصفراء بالدم، وتشمل:
- حمض الأورسو ديوكسي كوليك (بالإنجليزية: Ursodeoxycholic Acid or UCDA): وهو دواء يستخدم لتخفيف الحكة، وتقليل مستويات الصفراء في الدم من خلال تحسين قدرة الكبد على العمل.
- الأدوية المضادة للحكة: مثل كريمات المنثول لتهدئة الحكة، وقد يساعد غسول الكالامين في الحكة أيضاً.
- فيتامين ك: تعاني المصابات بالركود الصفراوي في الحمل من انخفاض مستويات فيتامين ك؛ مما يزيد فرصة الإصابة بالنزيف، لذلك غالباً ما تحتاج الأم إلى مكملات فيتامين ك قبل الولادة وبعدها.
- إن أستيل سيستين (بالإنجليزية: N-acetylcysteine or NAC): ينتج الأستيل سيستين بشكل طبيعي من الجسم، وهو ينظم إنتاج الجلوتاثيون. الجلوتاثيون هو الهرمون الرئيسي للتخلص من السموم في الكبد، ويعد ضروري لوظيفة الكبد الصحية. لن تعالج مكملات الأستيل سيستين الركود الصفراوي في الحمل، لكنها تساعد في دعم وظائف الكبد الصحية.
علاج الركود الصفراوي للحامل بالاعشاب والطرق الطبيعية
تدعم الأعشاب التالية وظائف الكبد، وتحسن من تدفق الصفراء، وتقلل من المستوى السام لأحماض العصارة الصفراوية في الدم. تعتبر هذه الأعشاب آمنة بشكل عام للاستخدام أثناء الحمل، ولكن من الحكمة دائماً مراجعة الطبيب قبل تناول أي أعشاب أو أدوية أثناء الحمل؛ لتجنب أي آثار جانبية خطيرة محتملة، وتشمل طرق علاج الركود الصفراوي للحامل بالأعشاب ما يلي:
- بذور حليب الشوك أو الخرفيش (بالإنجليزية: Milk Thistle See): تعمل بذور حليب الشوك على تنظيم عملية التخلص من سموم الكبد، كما تحمي خلايا الكبد وتجددها.
- جذور الهندباء (بالإنجليزية: Dandelion root): تم استخدام هذا النبات بشكل شائع كمكمل غذائي أثناء الحمل فهو مفيد لوظيفة الكبد والمرارة. يحفز أيضاً من الهضم، ويزيل الماء الزائد من الجسم.
- الكركم: يحتوي الكركم على نسبة عالية من المكون النشط الكركمين، والذي يساعد على حماية الكبد ويحفز تدفق الصفراء، ويعزز أيضاً من هضم الدهون. كما يمكن أن يكون تأثيره المضاد للالتهابات مهدئ للبشرة المتهيجة والحكة، إلا أنه يجب استخدام الكركم باعتدال أثناء الحمل.
- الفحم النشط: يعمل الفحم على الارتباط بالسموم في الجسم؛ مما يساعد على التخلص من الصفراء الزائدة.
- الأطعمة والمشروبات المرة: تساعد الأطعمة والمشروبات المرة على تحفيز تدفق الصفراء، وتحسين عملية الهضم. يمكن تجربة ملعقة صغيرة من خل التفاح الخام في كوب من الماء قبل الوجبات. قد يفيد الليمون والزبادي أيضاً في عملية الهضم.
قد تساعد العلاجات الطبيعية التالية أيضاً في تخفيف حكة الجلد الناتجة عن الركود الصفراوي للحامل، وتشمل:
- إضافة البابونج واللافندر إلى مياه الاستحمام الدافئة. فهي نباتات مهدئة لها خصائص مضادة للالتهابات.
- مشروب القراص (بالإنجليزية: Nettles Tea)، قد يعمل مشروب أوراق نبات القراص كمضاد طبيعي للهيستامين؛ مما يقلل من الحكة.
- قد يساعد وضع زيت جوز الهند بعد الاستحمام على المناطق المصابة في تقليل الحكة أيضاً.
من المهم للغاية مراجعة الطبيب مسبقاً، للتأكد من أن علاج الركود الصفراوي للحامل بالأعشاب آمن، مع استشارة الطبيب إذا ساءت الأعراض.
اقرأ أيضاً: أغذية لتنقية الكبد
اسباب ظهور ركود صفراوي بعد الولادة
قد يستمر ظهور أعراض ركود صفراوي بعد الولادة في بعض الأحيان، وقد يعود ذلك إلى ما يلي:
- إذا استمرت نتائج اختبارات الدم في إظهار مستويات مرتفعة من إنزيمات وظائف الكبد أو أحماض الصفراء بعد ستة أشهر، فقد ينصح بالتوجه إلى أخصائي الكبد، في بعض الأحيان قد تكون هناك حالة كبدية أساسية وهي ليست الركود الصفراوي الذي تسبب في الحكة وقراءات الكبد غير الطبيعية أثناء الحمل، أو قد يكون الكبد من النوع الذي يستغرق بعض الوقت حتى يستقر.
- هناك خطر أكبر للإصابة بحصوات المرارة لحالات الركود الصفراوي في الحمل؛ مما قد يستمر ظهور ركود صفراوي بعد الولادة، لذلك ينصح عادة لحالات الركود الصفراوي للحامل بالمتابعة المستمرة، وإجراء الفحوصات الطبية بانتظام للاكتشاف المبكر للحصوات المرارية.
- قد تتسبب المضادات الحيوية، التي يتم تناولها بعد ولادة حالات الركود الصفراوي في الحمل، بعودة الحكة وأحياناً الركود الصفراوي، إلا أنه يجب أن تختفي أي حكة بمجرد التوقف عن تناول المضادات الحيوية. يرجى استشارة الطبيب في حال ظهور حكة عند استخدام المضادات الحيوية.
أخيراً… من المهم لحالات الركود الصفراوي للحامل، اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن مع الكثير من الفواكه والخضروات الطازجة؛ لاحتوائها على العناصر الغذائية التي تدعم صحة الكبد، وتقلل من مخاطر الإصابة بالركود الصفراوي والمشاكل الأخرى أثناء الحمل، مع شرب كميات كبيرة من الماء.
اقرأ أيضاً: إرشادات غذائية لمرضى المرارة
حساب موعد الولادة التقريبي(بسيط)
تستعمل هذه الحاسبة لتحديد موعد تقريبي لتاريخ الولادة، وتعتمد في ذلك على عمر الحمل المرتبط بآخر دورة شهرية.
يتم تحديد عمر الحمل المرتبط بآخر دورة شهرية عن طريق حساب عدد الأيام المنقضية منذ أول يوم من آخر دورة شهرية، كما يمكن تحديد تاريخ الولادة المتوقع عن طريق إضافة 280 يوم (40 أسبوع) إلى تاريخ اليوم الأول من آخر دورة شهرية.