لعب العلاج الكيميائي دوراً حاسماً في المعركة المستمرة ضد السرطان , اذ وفر للأطباء والمختصين في الأورام الخبيثة وسيلة علاجية للسرطان على المستوى الخلوي وبالرغم من أهمية العلاج الكيميائي كتطور هام في الحقل الطبي الا أنه محاط بالعديد من الخرافات والمعتقدات الخاطئة وفي الواقع يجهل الكثير منا كيفية سير العملية العلاجية وما يتبعها من مضاعفات وأعراض جانبية قد تتباين بين مريض وآخر.

قبل الخوض في أي معلومة، سواء أكانت صحيحة أم خاطئة لا بد من التنويه إلى أن مصطلح "العلاج الكيميائي " ﻻ ينطبق على العلاجات المضادة للسرطان بشكل حصري وإنما قد يشمل جميع الأدوية المركبة من المواد الكيميائية , وتشكل هذه الأدوية الأغلبية الساحقة من العلاجات الدوائية المستخدمة في الحياة اليومية والتي تتراوح بين المسكنات البسيطة إلى أدوية القلب التي يشكل عدم استخدامها في الوقت المناسب خطرا على الحياة. ويستثنى من مصطلح "الأدوية الكيميائية" نسبة قليلة من العقاقير الدوائية كتلك المركبة من الأعشاب أو المواد الطبيعية. ولغرض التسهيل على القارئ الكريم، سنستخدم مصطلح "العلاج الكيميائي" و "الأدوية الكيماوية" للتعريف على أحد وسائل علاج مرض السرطان .

قد تم طرح العديد من الأسئلة على مجموعة من الخبراء في مجال علاج مرض السرطان لتصحيح بعض المفاهيم الخاطئة الشائعة المتعلقة بالعلاج الكيماوي ومنها:

بدء المُصاب بالسرطان للعلاج الكيمائي مؤشر على أن حالة المريض حرجة

التصحيح: قد يكون هذا الاعتقاد صحيحا قبل ما لا يقل عن 30 عاما. أما الآن، فقد أصبح هذا العلاج يستخدم لأهداف عديدة، منها العلاج الوقائي للحد من تكرار الخلايا السرطانية بعد خضوع المريض للجراحة لاستئصال الورم أو العلاج الاشعاعي .

استخدام العلاج الكيماوي يتطلب ترك المُصاب لمنزله أوعمله وتجاهل نشاطاته اليومية للاقامة في المستشفى


التصحيح : بامكان معظم المصابين بالسرطان تلقي العلاج الكيميائي خارج المستشفى أو باتمام الجلسة العلاجية في المستشفى والعودة إلى البيت أوالعمل وممارسة حياته بشكل طبيعي الى أن يحين موعد الجلسة التالية . فضلاً عن ذلك فهناك علاجات كيميائية تعطى عن طريق الفم اعتماداً على حالة المُصاب الصحية ويمكن استخدامها دون الحاجة لزيارة المستشفى إلا في وقت المراجعة .

يرافق تلقي المُصاب بالسرطان للعلاج الكيميائي الشعور بالغثيان والحاجة للتقيؤ الذي يستمر لمدة زمنية طويلة

التصحيح: بالرغم من شيوع اصابة مرضى السرطان الخاضعين للعلاج الكيميائي بالغثيان والتقيؤ إلا أن ذلك ﻻ يعني بالضرورة معاناة جميع المرضى منها , كما يتوافر في الوقت الحالي مجموعة من العلاجات الدوائية المقاومة للغثيان والتقيؤ مما يؤكد على ضرورة إعلام الطبيب في حالة الإصابة بهما أو بأي عرض جانبي آخر لاتخاذ الاجراءات اللازمة كتعديل جرعات ومواعيد الجلسات العلاجية واستخدام العلاجات الدوائية الوقائية .

العلاج بالكيميائي تجربة لا يمكن احتمالها، كما وأن عدم الشعور بالغثيان والحاجة للتقيؤ مؤشر على عدم الاستجابة للعلاج

التصحيح : تجربة الخضوع للعلاج الكيميائي قد تكون شاقة لدى البعض ويعتقد الكثير بأن صعوبة التجربة أو سهولتها مؤشر على عدم فعالية العلاج والحقيقة أنه لم يتم تفسير اصابة بعض مرضى السرطان بالأعراض الحانبية الشائعة كالغثيان والتقيؤ في الوقت الذي لا تظهر الأعراض ذاتها على البعض الآخر . ولم يثبت ارتباط ظهور الأعراض أو عدمه بكفاءة العملية العلاجية .

العلاج الكيماوي يسببفقدان الشعربأكمله


التصحيح: عادة ما ﻻ يسبب العلاج الكيماوي تساقط الشعر بأكمله ويعتمد ذلك على نوع العقار الدوائية المستخدم في العلاج , فمعظم من يخضعون للعلاج الكييمائي يفقدون ولو جزءا من شعرهم وعادة ما يعاود النمو بمعدل 0.62-1.25 سم في الشهر الواحد بعد انتهاء العلاج أما البعض الآخر فيستمر شعرهم باللنمو أثناء خضوعهم للعلاج الكيميائي .

تفقد المرأة المُصابة بالسرطان قدرتها على الإنجاب بعد خضوعها للعلاج الكيمائي


التصحيح: تتعدد المخاوف بشأن احتمالية إصابة المرأة بالعقم بعد خضوعها للعلاج الكيميائي ولذلك يُوصى كلا الجنسين باستشارة الطبيب قبل بدء العلاج لاتخاذ الاجراءات التي من شأنها الحفاظ على خصوبة الرجل أو المرأة كما في تجميد البويضات أو السائل المنوي .

جميع المصابين بالنوع ذاته من السرطان يخضعون للعلاجات ذاتها

التصحيح: يتم اختيار العلاج المناسب لكل مُصاب بالسرطان بشكل منفرد مع الأخذ بعين الاعتبار عدد من العوامل كموقع الورم , درجة انتشاره , مدى تأثيره على حياة المصاب وغير ذلك من العوامل المتعلقة بالصحة العامة وفي الآونة الأخيرة تزايدت العلاجات التي يتم اختيارها بناء على جينات المصاب التي تؤثر بشكل كبيرعلى مدى استجابة المريض للعلاج الكيميائي .

لا يمكن تجاهل ما يسببه العلاج الكيميائي من انهاك للمصاب

التصحيح: قد يؤثر استخدام العلاج الكيماوي بشكل عام على طاقة المصاب ويختلف تأثيره بين مريض وآخر اذ تستدعي بعض الحالات استخدام جيل جديد من العلاجات الكيميائية تحفز زيادة عدد كريات الدم الحمراء وبالتالي تدفق الاكسجين بشكل أكبر لخلايا الجسم مما يمنح المريض شعوراً بالطاقة والحيوية .