تشير قراءة قياس ضغط الدم إلى القوة التي يؤثر بها الدم على الأوعية الدموية عند المرور من خلالها، وهي تختلف من شخص إلى آخر فقد تكون طبيعية، أو مرتفعة، أو منخفضة.
يلجأ الأطباء عادة لأخذ أكثر من قراءة قبل اعتماد الحالة وتصنيفها ارتفاعاً أو انخفاضاً في ضغط الدم، أم طبيعية، فهل يتغير ضغط الدم خلال اليوم حتى يلجأ الأطباء لذلك؟ سنتعرف على الإجابة في هذا المقال إلى جانب معرفة لماذا قد يتغير الضغط؟ وكم نسبة التغير من الصباح حتى المساء، وهل يتغير قياس ضغط الدم بعد الرياضة والمشي وعند الاستلقاء، ولماذا يرتفع الضغط في الليل أو الصباح في بعض الأحيان، وأخيراً ما هو علاج ضغط الدم غير المستقر؟ فلنتابع!
تغير قراءات ضغط الدم خلال اليوم
يعد تغير قراءات ضغط الدم خلال اليوم أمراً طبيعياً، حيث يتغير ضغط الدم عدة مرات من الصباح حتى المساء، وقد لا تتسبب تقلبات ضغط الدم هذه في ظهور أية أعراض في كثير من الأحيان، لأنها عادة ما تكون قصيرة وعابرة، إلا أنه يمكن ملاحظة بعض الأعراض عندما تحدث زيادة كبيرة في الضغط، أو انخفاض شديد.
إن تغير ضغط الدم خلال اليوم ضمن مدى معين طبيعياً، سواء ارتفاع أو انخفاض في قراءة قياس ضغط الدم، إذ أنه من الطبيعي أن ينخفض ضغط الدم أثناء الليل، وأن يبدأ في الارتفاع تدريجياً قبل الاستيقاظ من النوم بساعات قليلة؛ نتيجة لتنبيه أو تحفيز الجسم للجهاز العصبي المركزي للاستيقاظ، ويعد هذا سبب اختلاف قياس ضغط الدم في الصباح بشكل ملحوظ.
يستمر ضغط الدم في الارتفاع خلال اليوم ويبلغ هذا الارتفاع ذروته في منتصف ساعات المساء، ومن ثم يبدأ بالهبوط مجدداً في الساعات المتأخرة من المساء وفي بداية ساعات الليل.
للمزيد: مخاطر انخفاض ضغط الدم وطرق الوقاية
نسبة تغير قراءات ضغط الدم خلال اليوم
يبلغ قياس ضغط الدم الطبيعي أقل من 120/80 ملم زئبقي، ويمكن أن ترتفع أو تنخفض هذه القراءة في فترات الصباح، وخلال اليوم، وأثناء الليل.
خلال النوم يمكن أن ينخفض ضغط الدم عن هذه القراءة بنسبة تتراوح بين 10-30%، ويرتفع قياس ضغط الدم الطبيعي عند الاستيقاظ من النوم أيضاً بنسبة تتراوح بين 10-30% وخلال اليوم، وتعد الزيادة أو الانخفاض ضمن هذا المستوى طبيعية.
تشير قراءة ضغط الدم التي تتراوح بين 120/80 ملم زئبقي، و139/89 ملم زئبقي إلى أن الشخص معرض لخطر تطور مرض ارتفاع ضغط الدم، أما القراءة التي تزيد عن 140/90 ملم زئبقي، فتعني أن الشخص مصاب بارتفاع ضغط الدم، خاصة الزيادة الكبيرة في قراءة ضغط الدم عند الاستيقاظ.
لماذا يتغير ضغط الدم خلال اليوم؟
يجب أخذ بعض العوامل بعين الاعتبار عند قياس ضغط الدم في الصباح الباكر أو في أي وقت خلال اليوم، إذ يمكن أن تزيد بعض العوامل من خطر تغير قراءات ضغط الدم، وقد تشمل هذه العوامل ما يلي:
- التدخين.
- الجفاف.
- مناوبات العمل الليلية.
- القلق، والتوتر.
- مواجهة بعض الضغوطات النفسية، مثل ضغوطات العمل والحياة.
اقرأ أيضاً: تأثير التوتر على ضغط الدم
تغير قراءات ضغط الدم بسبب الادوية
قد تسبب بعض الأدوية تغير ضغط الدم خلال اليوم؛ إذ يمكن لبعض أنواع الأدوية أن ترفع ضغط الدم على مدار اليوم أو أن تكون من أسباب ارتفاع ضغط الدم ليلاً، ومن الأمثلة على هذه الأدوية ما يلي:
- أدوية علاج ارتفاع ضغط الدم خاصة التي لا يدوم مفعولها 24 ساعة، مثل الإينالابريل (بالإنجليزية: Enalapril).
- مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات.
- حاصرات مستقبلات بيتا (بالإنجليزية: Beta-Blockers)، أو أدوية علاج أمراض القلب الأخرى.
- أدوية علاج نزلات البرد، ومزيلات الاحتقان.
- أدوية علاج مشاكل الانتصاب، خاصة إذا تم استخدامها مع النيتروجليسرين.
- مثبطات جهاز المناعة.
- أدوية موانع الحمل الفموية.
- مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، والكورتيكوستيرويدات.
- بعض أدوية علاج السرطان.
- أدوية علاج الحساسية.
- أدوية علاج مرض الباركنسون.
يمكن لبعض الأدوية أن تسبب أيضاً انخفاض ضغط الدم على مدار اليوم أو عند الاستيقاظ من النوم، مثل بعض أدوية علاج ارتفاع ضغط الدم، ومدرات البول.
يمكن أن يشير تغير قراءات ضغط الدم في بعض الأحيان إلى وجود خطأ في نوع أو جرعة الدواء التي يستخدمها المريض، ويمكن أن تشمل العوامل التي تزيد من احتمالية تغير قراءات ضغط الدم عند استخدام الأدوية، ما يلي:
- استخدام الأدوية قصيرة أو متوسطة المفعول، خاصة أدوية علاج ارتفاع ضغط الدم.
- استخدام جرعة صغيرة جداً من الدواء.
- استخدام دواء خفض ضغط الدم بمفرده، دون باقي الأدوية التي يوصي الطبيب باستخدامها بالتزامن مع استخدام أدوية خفض الدم، مثل مدرات البول.
- عدم ملائمة الدواء للمريض والحاجة لتغييره لنوع آخر من الدواء، أو لمجموعة أخرى من الأدوية.
تغير قراءات ضغط الدم بسبب تناول بعض الاطعمة والمشروبات
يمكن أن تسبب بعض أنواع الأطعمة والمشروبات تغير ضغط الدم خلال اليوم، خاصة الأطعمة التي تحتوي على نسبة مرتفعة من التيرامين الذي يوجد بنسب مرتفعة في الأطعمة القديمة أو منتهية الصلاحية، والتي تكون من أسباب تقلبات ضغط الدم على مدار اليوم، وتشمل الأطعمة والمشروبات الأخرى التي يمكن أن تسبب ارتفاع ضغط الدم ما يلي:
- المشروبات التي تحتوي على نسبة مرتفعة من الكافيين مثل القهوة، والشاي، ومشروبات الطاقة.
- الأطعمة المملحة.
- الأطعمة والمشروبات المخمرة.
- الأطعمة المعالجة كيميائياً.
اقرأ أيضاً: فوائد واضرار مشروبات الطاقة
تغير قراءات ضغط الدم بسبب مشاكل الغدة الكظرية
تعد الغدة الكظرية مسؤولة عن إنتاج الهرمونات في الجسم، ومن أهمها هرمون الأدرينالين، ويمكن لبعض مشاكل الغدة الكظرية أن تسبب تغير في قراءات ضغط الدم مثل التعب الكظري (بالإنجليزية: Adrenal Fatigue) الذي يسبب انخفاض إنتاج هذه الهرمونات؛ مما يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم، كما يمكن لفرط نشاط الغدة الكظرية أن يتسبب في ارتفاع ضغط الدم المفاجئ.
تغير قراءات ضغط الدم بعد الرياضة والمشي
من الطبيعي أن يرتفع قياس ضغط الدم بعد الرياضة أو المشي لمسافات طويلة؛ لأن العضلات تحتاج إلى المزيد من الأكسجين، مما يعمل القلب بجهد أكبر لتوصيله.
قد يرتفع قياس ضغط الدم بعد الرياضة إلى 140/90 ملم زئبقي، ويجب أن يعود إلى طبيعته بعد بضع ساعات. إذا زاد الضغط عن ذلك نتيجة للنشاط القوي، فإن هذا يعرف بارتفاع ضغط الدم أثناء ممارسة الرياضة. قد يشير ذلك إلى وجود مشكلة، ويجب الحصول على استشارة طبية.
بطبيعة الحال، فإن ممارسة الرياضة بانتظام تساعد أيضاً في تقليل مخاطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم. فهي تقوي القلب وتجعله أكثر كفاءة في إمداد الجسم بالدم. ومع ذلك، يجب على من يعاني من ارتفاع ضغط الدم، أن يتجنب التمارين الشاقة التي قد تسبب ضغطاً كبيراً على القلب.
اقرأ أيضاً: الفوائد الصحية للتمارين الرياضية
تغير قراءات ضغط الدم عند الاستلقاء
يمكن أن يؤثر وضع الجسم على قراءة ضغط الدم أيضاً. فوفقاً لبحث قديم، قد يرتفع قياس ضغط الدم عند الاستلقاء، ولكن وجدت الدراسات الحديثة أنه ينخفض قياس ضغط الدم عند الاستلقاء مقابل الجلوس. على الرغم من ذلك تكون هذه التقلبات في ضغط الدم طفيفة ولا تؤثر على التشخيص الصحيح لضغط الدم. قد يكون الاستثناء الوحيد في الحالات التي يكون فيها شخص ما يعاني من حالة صحية أساسية، فقد يحدث تغير قراءات ضغط الدم بشكل ملحوظ.
لتحقيق الاتساق، يقترح الأطباء أن قراءات ضغط الدم يجب أن تؤخذ بنفس الوضعية في كل مرة.
اسباب اخرى لتغير ضغط الدم خلال اليوم
تشمل الأسباب الأخرى التي يمكن أن تسبب تغير ضغط الدم خلال اليوم عن النمط الطبيعي، ما يلي:
- الحمل.
- ارتفاع مستوى الكوليسترول.
- مرض السكري.
- مشاكل الغدة الدرقية.
- أمراض الكلى، والقلب.
- الحالات التي تؤثر على الجهاز العصبي.
- متلازمة كوشينغ (بالإنجليزية: Cushing s Syndrome).
لماذا يرتفع الضغط في الليل؟
يمكن أن يشير تغير قراءات ضغط الدم الكبير في وقت معين، مثل ارتفاع ضغط الدم أثناء الليل (بالإنجليزية: Nocturnal Hypertension) إلى وجود مشكلة صحية تحتاج إلى المتابعة الطبية، مثل ارتفاع ضغط الدم الخارج عن السيطرة، وأمراض الكلى، ومرض السكري، وأمراض القلب والأوعية الدموية، واضطرابات النوم، مثل انقطاع التنفس أثناء النوم (بالإنجليزية: Sleep Apnea)، وغيرها من الحالات التي تم ذكرها سابقاً كأحد أسباب تغير قراءات ضغط الدم خلال اليوم.
لماذا يرتفع الضغط في الصباح؟
عادة ما يرتفع ضغط الدم في ساعات الصباح بشكل طبيعي، إلا أنه قد يرتفع بشكل ملحوظ لدى كبار السن والأشخاص الذين يخضعون لفترات طويلة من العلاج لبعض الحالات المزمنة، مثل مشاكل الغدة الدرقية، لذلك يجب في تلك الحالات الاهتمام بقياس ضغط الدم في الصباح بعد ساعة أو أكثر من الاستيقاظ من النوم؛ لأن معظم المضاعفات الخطرة المتعلقة بارتفاع ضغط الدم مثل احتشاء عضلة القلب (بالإنجليزية: Myocardial Infarction)، والسكتة الدماغية تحدث في فترة الصباح.
ما هو علاج ضغط الدم غير المستقر؟
لا تحتاج تقلبات ضغط الدم إلى العلاج، إلا إذا كانت ناتجة عن حالة أو مرض كامن، ولهذا فإن علاج ضغط الدم غير المستقر يتألف من ثلاثة خطوات رئيسية، وهي:
- اتباع نمط حياة صحي: يمكن أن يساعد أسلوب الحياة الصحي على تجنب مشاكل أو تقلبات ضغط الدم، مثل الإقلاع عن التدخين، واتباع نظام غذائي صحي.
- مراقبة ضغط الدم بانتظام: قد تزيد المستويات المرتفعة والمنخفضة غير المعتادة لضغط الدم من خطر تطور المشكلات المستقبلية، لذا يجب مراقبة وتدوين قياسات ضغط الدم بانتظام؛ للكشف المبكر عن المشكلات الصحية.
- أخذ الأدوية وفقاً لتوجيهات الطبيب: قد يصف الطبيب الدواء للمساعدة في تنظيم تغير قراءات ضغط الدم، إذا لم تكن تغييرات نمط الحياة كافية.
علاج ضغط الدم غير المستقر في المنزل
يمكن مساعدة الجسم على التحكم في تغير قراءات ضغط الدم عن طريق اعتماد تغييرات في نمط الحياة تساعد على البقاء بصحة جيدة، وتشمل هذه التغيرات ما يلي:
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام: تساعد ممارسة التمارين الرياضية لمدة لا تقل عن 30 دقيقة يومياً على تنظيم تذبذب الضغط، والوقاية من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم المزمن، وأمراض القلب والأوعية الدموية.
- فقدان الوزن الزائد والمحافظة على الوزن الصحي: قد تزيد السمنة من خطر مشاكل تذبذب قياس ضغط الدم.
- عادات الأكل الصحية: يمكن أن تساعد عادات الأكل الصحية على التخفيف من تقلبات ضغط الدم، مثل اتباع نظام غذائي غني بالخضراوات، والفواكه، والحبوب الكاملة، ومنتجات الألبان قليلة أو منزوعة الدسم، كما أن هناك النظام الغذائي داش (بالإنجليزية: Dietary Approaches to Stop Hypertension or DASH Diet)، وهو خاص بمرضى ارتفاع ضغط الدم، والذي يساعد على التحكم في مستويات ضغط الدم.
- تخفيض كمية الصوديوم المستهلكة يومياً: يوصى بتناول 2300 ملليغرام من الصوديوم للأشخاص الذين لا يعانون من ارتفاع ضغط الدم، أما الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم فيجب استهلاك كميات من الصوديوم تقل عن 1500 ملليغرام يومياً.
- الإقلاع عن التدخين وشرب الكحول: يتسبب تناول كميات كبيرة من الكحول في انخفاض ضغط الدم، بينما يتسبب استهلاك كميات كبيرة من الكافيين في ارتفاع ضغط الدم، لذا يساعد الإقلاع عن شرب الكحول والتدخين في التحكم في تذبذب الضغط، وإبقائه ضمن المستويات الطبيعية.
- تخفيف التوتر: يمكن للعديد من الطرق أن تساعد على تخفيف التوتر اليومي الذي يعاني منه الشخص والذي قد يسبب تغير قراءات ضغط الدم، وتشمل هذه الطرق ممارسة اليوغا، وتقنيات التنفس، والتأمل.
اقرأ أيضاً: حمية داش لعلاج ضغط الدم