تعد نزلة البرد، أو الرشح، أو الزكام لدى الأطفال حالة من التهاب الأنف والبلعوم أو التهاب الطرق التنفسية العلوية الفيروسي عند الأطفال، وهو المرض الحاد الأكثر حدوثاً عند الأطفال، وأكثر سبب يراجع من أجله الأطفال طبيبهم، وهو مرض معد وسببه الكثير من الفيروسات، ويمكن لبعض الأطفال أن يصابوا بأكثر من خمس نوبات من نزلات البرد أو من الرشح خلال فصل واحد من الشتاء، مما يدعو الأهل للاعتقاد بأن طفلهم لا يشفى أو انه مريض دائماً.

اقرأ أيضاً: الرشح في فصل الصيف

أسباب نزلة البرد عند الأطفال

نزلة البرد هي مرض فيروسي، ومن أكثر مسبباته ما يلي:

  • الإصابة بفيروسات الرينوفيروس (بالإنجليزية: Rhinoviruses)، وتتواجد هذه الفيروسات في كل مكان، وفي الهواء، وكل المواد التي نلمسها، وهناك أكثر من مئة نوع من هذا الفيروس، إضافة إلى فيروسات كثيرة أخرى.
  • التعرض للهواء الجاف.
  • التدخين، ويعمل ذلك من خلال إضعاف المناعة في الغشاء المخاطي للأنف، حيث قد يسبب تعرض الطفل المصاب بالرشح للدخان طول المرض وتطوره، وإلى حدوث اختلاطات أخرى مثل التهاب القصبات والتهاب الرئة أحياناً.

علامات وأعراض نزلة البرد عند الأطفال

هناك العديد من علامات وأعراض الرشح عند الأطفال، منها:
  • الإحساس بالحرقة والألم في البلعوم، وهذه هي أول علامة.
  • سيلان الأنف، وانسداده، والعطاس، والسعال، ومن الطبيعي أن تتحول مفرزات الأنف في الرشح من رائقة إلى صفراء أو خضراء، وقد يصاحبها قليل من الدم أحياناً.
  • الصداع وارتفاع خفيف في درجة حرارة الطفل.
  • بعض الإعياء، وألم العضلات، ونقص الشهية.

عدوى نزلة البرد عند الأطفال

تعتبر نزلة البرد مرضاً معدياً، وخاصة في الأيام الثلاثة الأولى من الرشح، وقد تبقى بعض الحالات معدية لعدة أسابيع، وتحدث العدوى بالتماس بين شخصين كالمصافحة، وبالرذاذ التنفسي عند العطاس والسعال.

الوقاية من نزلة البرد عند الأطفال

لا يوجد لقاح ضد نزلة البرد، أو ضد الرشح حتى الآن، وخاصة بسبب كثرة الفيروسات المسببة، ولا يعد اللقاح المسمى بلقاح الأنفلونزا أو الكريب لقاحاً ضد نزلة البرد، ولكن يمكن للإجراءات التالية أن تحمي الطفل من الإصابة بنزلة البرد إلى حدٍ كبير:

  • إبعاد الطفل عن المدخنين والمصابين بالرشح، حيث يمكن لفيروس الرشح أن ينتقل لمسافة ثلاثة أمتار بعد عطاس الشخص المصاب.
  • حث الطفل على غسل يديه بشكل متكرر، خاصة بعد تنظيف أنفه.
  • حث الطفل على تغطية الفم والأنف عند العطاس أو السعال.
  • عدم السماح للأطفال باستخدام نفس المناشف وأدوات الطعام، خاصة في حالات الرشح.
  • عدم السماح للطفل باستخدام منديل طفل آخر.

لم تؤكد الأبحاث حتى الآن أن الفيتامين "سي" أو الزنك يمكن أن يقي من نزلة البرد أو الرشح، أو يحدان منه، وكذلك الأمر بالنسبة لأدوية الطب البديل مع قلة الأبحاث حولها عند الأطفال، لذلك ينصح بعدم إعطاء الطفل أيّاً من هذه الأدوية إلا بعد مشورة الطبيب.

للمزيد: هل يمكن التخلص من الزكام الموسمي من دون أدوية؟

فترة امتداد نزلة البرد عند الطفل

تظهر أعراض نزلة البرد والرشح بعد يومين إلى ثلاثة أيام من تعرض الطفل للعدوى، وتستمر أكثر الحالات أسبوعاً إلى أسبوعين.

علاج نزلة البرد عند الأطفال

الوقت وحده كفيل بالشفاء من الرشح ونزلة البرد، ولا يمكن للأدوية أن تشفي الرشح، ولكنها تخفف من الأعراض المزعجة، كالصداع والاحتقان الأنفي، ويمكن إعطاء الطفل المسكنات وخافضات الحرارة (الباراسيتامول أو الإيبوبروفين)، ولا ينصح بإعطاء الأسبرين للأطفال ممن هم دون 12 سنة، أما بالنسبة لمضادات الاحتقان الأنفية التي تعطى عن طريق الفم ففائدتها قليلة، وقد تسبب بعض الهياج وتسرع دقات القلب عند الطفل، خاصة ممن هم دون السنتين من العمر، ولا يجوز إعطاءها لمن هم دون الستة أشهر؛ لخطرها الكبير، ولا ينصح بها دون السنتين.

اقرأ أيضاً: أخطاء تزيد أعراض الزكام سوءا

نصائح للأمهات لتخفيف أعراض المرض

لتخفيف أعراض نزلة البرد عن الأطفال تنصح الأمهات بما يلي:

  • غسل أنف الطفل بمحلول الماء الملحي الفيزيولوجي عدة مرات كل يوم (وهو موجود على شكل بخاخ).
  • ترطيب غرفة الطفل بالبخار، وتجنب الماء الساخن جداً أو الماء البارد.
  • دهن أنف الطفل من الخارج بدهون الفازلين لتخفيف التخريش.
  • عدم إعطاء الأدوية المضادة للسعال إلا بعد استشارة الطبيب.
  • تحميم الطفل خلال الرشح لتخفيف آلام العضلات، وذلك على عكس المعتقد السائد بضرورة عدم تعريض الطفل للحمام.
  • الإكثار من السوائل في وجبات الطفل، ولكن ليس من صنف الكولا أو الكافيين التي تزيد إدرار البول.
  • حث الطفل على التزام الراحة قدر الإمكان.

استشارة الطبيب بخصوص نزلة البرد عند الأطفال

لن يقوم الطبيب بمحاولة معرفة أي من الفيروسات هو المسبب لنزلة البرد التي ألمت بالطفل، ولكن قد يقوم بإجراء مسحة للبلعوم لاستبعاد السبب الجرثومي البكتيري للمرض، كما يجب مراجعة الطبيب في الحالات التالية:

  • إذا لم يتحسن الطفل خلال ثلاثة أيام مع استمرار الحرارة؛ لاستبعاد التهاب الجيوب المرافق للرشح احياناً.
  • إذا لم يتحسن الطفل خلال أسبوع رغم غياب الحرارة؛ لاستبعاد التهاب الأنف التحسسي.
  • إذا حدث لدى الطفل سعال مع صعوبة تنفس وأزيز.
  • إذا كان لدى الطفل سعال مستمر مصحوب مع الكثير من القشع أو البلغم.
  • إذا شعر الطفل بالنعاس والميل للنوم.
  • إذا نقصت كميات الرضعات عند الرضيع.
  • عند وصول درجة الحرارة لأكثر من 39 درجة مئوية خاصة عند الرضع.
  • عند ظهور ألم في الصدر أو أعلى البطن.
  • ظهور عقد لمفاوية متضخمة في العنق.
  • عند ظهور ألم في الأذنين خوفاً من التهاب الأذن الوسطى.