يعاني الكثير من البالغين من حالة الأرق المفاجئ بسبب زيادة ضغوطات الحياة، والتفكير المستمر، والقلق الدائم من المستقبل، وقد تنتهي حالة الأرق المفاجئ بانتهاء ظروف الحياة المسببة لها، دون الحاجة إلى علاج أو اللجوء لطبيب، ويتطلب الأمر فقط تعديل بعض الممارسات الخاطئة، والالتزام بنمط حياة أفضل، والبعد عن التوتر والقلق.

سنتناول في هذا المقال الحديث عن أسباب الأرق المفاجئ، وطرق السيطرة عليه.

ما هو الأرق المفاجئ؟

الأرق المفاجئ هو أحد اضطرابات النوم التي تحدث بشكل مفاجئ وليس تدريجيًا، حيث يصعب على الشخص الدخول في النوم العميق، مع الاستيقاظ كثيرًا أثناء الليل، وصعوبة العودة إلى النوم مرة ثانية، وتستمر حالة الأرق من عدة أيام إلى عدة أسابيع.[1][2]

يعد الأرق المفاجئ أحد أشكال الأرق الحاد، وهو الأكثر شيوعًا بين البالغين وخاصةً النساء.[1][2]

أعراض الأرق المفاجئ

يعد الأرق المفاجئ عرضًا لمشكلة ما، وليس مرضًا بحد ذاته، ولا يعني بالضرورة أن الشخص يعاني من مشاكل صحية، فقد يكون بسبب الإجهاد المستمر، أو بسبب ضغوطات الحياة، ولكن بعض الأحيان يكون مؤشرًاً مبكرًاً لبعض الحالات، وتتمثل أعراض الأرق في:[3]

  • صعوبة الدخول في النوم.
  • الاستيقاظ كثيرًا أثناء الليل.
  • عدم القدرة على العودة إلى النوم مباشرةً.
  • الاستيقاظ مبكرًا جدًا.
  • الشعور بالإرهاق والنعاس أثناء النهار.
  • صعوبة التركيز أثناء العمل.
  • الشعور بالتوتر، والقلق، والتهيج.
  • حدوث تغيرات في نمط النوم، مثل تكرار الكوابيس.

اقرأ أيضا: أعراض الأرق

أسباب الأرق المفاجئ

تتشابه أسباب الأرق المفاجئ مع أسباب الأرق بشكل عام، حيث يعاني الشخص المصاب بالأرق نتيجة فرط نشاط المخ والجسم أكثر مما ينبغي، وتشمل أسباب الأرق المفاجئ التالي:

التغيرات الهرمونية

يمكن أن تكون التغيرات الهرمونية نتيجة لأسباب طبيعية مثل الحمل، أو انقطاع الطمث، أو بسبب اضطرابات في أعضاء الجسم التي تفرز الهرمونات، مثل اضطراب الغدة الدرقية، وارتفاع مستوى الكورتيزول في الدم أثناء الليل، وزيادة نسبة السكر في الدم، وارتفاع درجة حرارة الجسم. [1]

نمط الحياة

يتسبب نمط الحياة غير الصحي في العديد من الأضرار الصحية ومنها الأرق، وذلك عندما يمارس الشخص بعض العادات غير الصحية مثل :[1][3]

  • تناول الكافيين كثيرًا وخاصة قبل النوم.
  • إدمان الكحوليات.
  • ممارسة الرياضة قبل النوم.
  • القيام بمجهود بدني كبير قبل النوم.
  • تناول الوجبات الدسمة ليلاً.
  • مشاهدة التلفاز أو الجلوس أمام شاشة الهاتف طويلاً قبل النوم.
  • تغيير الساعة البيولوجية للجسم.
  • تغيير نمط النوم بسبب الرحلات الجوية الطويلة أو طبيعة العمل.

بيئة النوم

يمكن أن تساهم بيئة النوم المزعجة، وغير الصحية، وغير الآمنة في صعوبة النوم، مثل الضوضاء العالية، والفراش غير المريح، وارتفاع درجة الحرارة أو البرودة الشديدة، والانتقال إلى بيئة جديدة غير مألوفة.[1]

اضطرابات النوم

تتسبب العديد من اضطرابات النوم في الإصابة بالأرق مثل:[1]

الحالة الجسدية

تساهم بعض المشاكل الصحية في عدم القدرة على النوم، مثل الصداع النصفي، وآلام الأسنان، واضطرابات الجهاز الهضمي، وكسور العظام، وأمراض الجهاز التنفسي.[1]

فحص الكشف عن الإكتئاب

يستعمل هذا الفحص لتحديد نسب لإحتمالية معاناة شخص ما من الإكتئاب, ويعتمد في ذلك على مدى تكرر الشعور بالاكتئاب وانعدام التلذذ خلال الأسبوعيين السابقين للفحص, وإعطاء عدد معين من النفاط لكل حالة.

هل شعرت بالاكتئاب خلال الأسبوعين الماضيين؟ على الإطلاق عدة أيام أكثر من 7 أيام تقريبا يوميا
هل شعرت بفقدان القدرة على الاستمتاع خلال الأسبوعين الماضيين؟ على الإطلاق عدة أيام أكثر من 7 أيام تقريبا يوميا
احسب الآن
×إغلاق

يمكن تقسيم النقاط الناتجة عن هذا الفحص على شكل نسب لاحتمال معاناة الشخص من الاكتئاب كما يلي:
• صفر نقطة: أقل أو يساوي 0.6%.
• نقطة واحدة: أكثر من 0.6%.
• نقطتان: أكثر من 1.3%.
• 3 نقاط: أكثر من 5.4%.
• 4 نقاط: أكثر من 15.7%.
• 5 نقاط: أكثر من 17.9%.
• 6 نقاط: أكثر من 58.1%.
يعتبر الحصول على 3 نقاط في هذا الفحص حداً فاصلاً لتشخيص الاكتئاب، حيث أنّ الحصول على 3 نقاط أو أكثر يعني زيادة احتمالية معاناة الشخص من الاكتئاب.

نتائج العملية الحسابية

مجموع النقاط

الحالة النفسية

يمكن أن يكون السبب في الأرق هو حالة نفسية طارئة تسبب القلق والتوتر، بسبب تغيير في الوظيفة، أو تغيير المنزل، أو اتخاذ قرارات مصيرية، وقد يكون السبب أمراض نفسية مزمنة مثل الاكتئاب، وانفصام الشخصية.

كذلك قد يكون الأرق المفاجئ بسبب محفز قوي، أو بسبب بعض الضغوط الحياتية المتراكمة مثل:[3]

  • فقدان شخص قريب.
  • المشكلات الزوجية.
  • الانفصال.
  • الصعوبات المادية.
  • المخاوف الصحية.
  • القلق من فقدان الوظيفة.
  • الإجهاد الناتج عن الحمل.
  • السفر بعيدًا عن العائلة.
  • الإجهاد الناتج عن الامتحانات والاختبارات.
  • كثرة المسؤوليات وعدم القدرة على القيام بها.
  • عدم الرضى بشكل عام عن طريقة الحياة.
  • الصراعات الشخصية.

الأرق المفاجئ أثناء الحمل

يسبب الحمل عادةً الكثير من اضطرابات النوم، وأكثرها شيوعاً أرق الحمل، حيث أن حوالي 66% إلي 94% من النساء الحوامل تعانين من صعوبات في النوم، وذلك لعدة أسباب مثل:[1]

  • الغثيان الصباحي.
  • القيء المستمر بسبب الغثيان.
  • آلام الظهر.
  • كثرة التبول.
  • ارتفاع هرمون البروجسترون في الدم الذي يسبب توقف التنفس أثناء النوم، والنعاس أثناء النهار، والقيلولة المفرطة، والاستيقاظ كثيرًا أثناء الليل.

اقرأ أيضا: أسباب الأرق عند النساء، تعرف عليها

علاج الأرق المفاجئ

يختلف علاج الأرق باختلاف الأسباب المؤدية له، فعندما يكون الأرق حالة ثانوية ناتجة عن حالة مرضية محددة يتطلب الأمر علاج الحالة الجسدية أولاً، ويمكن أن يتم العلاج بمرور الوقت إذا كان سبب الأرق الحزن لفراق شخص ما، أو المرور بضغوط حياتية معينة، ولكن إذا كان الأرق غير مبررًا، فمن الضروري تغيير نمط الحياة غير الصحي.[1][2]

غالبا ما تنتهي حالة الأرق الحاد من تلقاء نفسها، بدون الحاجة إلى علاج أو طبيب، ولكن يحتاج الشخص إلى تعديل بعض السلوكيات الخاطئة التي يمارسها قبل النوم، واعتماد بعض الاستراتيجيات مثل: [1][2]

  • تغيير عادات النوم: مثل اختيار سرير مريح ومناسب، واستخدام السرير للنوم فقط وليس لمشاهدة التلفاز أو استخدام الهاتف، واختيار غرفة مظلمة وهادئة وباردة.
  • روتين نوم ثابت: قد يساعد تحديد وقت معين للذهاب إلى النوم والاستيقاظ كل يوم على علاج الأرق.
  • تقييد النوم: يساعد تقليل عدد ساعات النوم على مدار اليوم، وإلغاء القيلولة أثناء النهار على تعزيز الرغبة في النوم ليلًا، والقدرة على الاستمرار فيه.

اقرأ أيضا: علاج الأرق بالأعشاب والروائح العطرية

يمكن أن تحتاج بعض الحالات إلى اللجوء إلى الطبيب إذا تطلب الأمر، ومن الممكن أن يصف الطبيب بعض أدوية القلق التي تساعد في علاج الأرق الحاد والمفاجئ، ولكنها لا تصلح للاستخدام على المدى الطويل، حيث أنها تسبب الإدمان.[1][2]

يحتاج المريض أيضا إلى جلسات العلاج السلوكي المعرفي، التي تساعد الشخص على تهدئة أفكاره، أو تغيير نظرته إلى الحياة بشكل عام، واعتماد ممارسات نوم صحية تمكنه من علاج الأرق.[1][2]