يعاني العديد من الأشخاص من ضيق التنفس عند الاستيقاظ من النوم ويشعرون بالقلق بشأن الحالة الصحية العامة لأنفسهم، وقد يكون هذا الشعور مؤقتاً ولا يستدعي القلق، لكن في بعض الحالات يمكن أن يكون علامة على وجود مشكلة صحية معينة.
سنتناول الحديث في هذا المقال عن أسباب ضيق التنفس عند الاستيقاظ من النوم بشكل مفصل، ونسلط الضوء على أعراضه، كذلك سوف نذكر بعض النصائح العملية التي يمكن اتباعها للتعامل مع هذه الحالة.
أسباب ضيق التنفس عند الاستيقاظ من النوم
تحدث هذه الحالة عندما يستيقظ الأشخاص من النوم يلهثون بحثًا عن الهواء مع الشعور بالاختناق، وقد يحدث ضيق التنفس عند الاستيقاظ من النوم نتيجة للعديد من الأسباب التي يمكن تصنيفها إلى أسباب قصيرة الأمد، وأسباب طويلة الأمد، وعادة ما تندرج شدتها من البسيطة إلى الخطيرة، كما سنوضح تاليًا.[1]
أسباب ضيق التنفس عند الاستيقاظ من النوم غير المزمنة
يمكن أن يحدث ضيق التنفس عند الاستيقاظ من النوم نتيجة بعض الأسباب قصيرة المدى، وتشمل تلك الأسباب ما يلي:[1][2][3]
- التنقيط الأنفي الخلفي: يحدث التنقيط الأنفي الخلفي نتيجة تراكم إفرازات الأنف عند أسفل الحلق ليلًا، خاصة في حال النوم على الظهر، مما يؤدي إلى انسداد مجرى الهواء، والتسبب في ضيق التنفس عند الاستيقاظ من النوم.
- توقف التنفس أثناء النوم: يمكن أن تتسبب متلازمة انقطاع التنفس أثناء النوم في ضيق التنفس عند الاستيقاظ من النوم، وذلك نتيجة استرخاء عضلات الحلق لدرجة أنها تسد مجرى الهواء، مما قد يسبب الاستيقاظ في منتصف الليل، مع رغبة ملحة في البحث عن الهواء.
- نوبات القلق والتوتر: يمكن أن يؤدي القلق والتوتر إلى نوبات من الهلع، وعندما تحدث في الليل قد يستيقظ الشخص وهو يعاني من صعوبة في التنفس، ويرغب بشدة في البحث عن الهواء، ويذكر أن حوالي 70 ٪ من الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات القلق يعانون أساسًا من صعوبة في النوم.
- الارتجاع المعدي المريئي: ينتج الارتجاع المعدي المريئي نتيجة تسرب العصائر الحمضية من المعدة إلى القصبة الهوائية، ولكن قد لا يؤدي فقط إلى ظهور أعراض حرقة المعدة التقليدية، لكن يمكن أن يسبب السائل الحمضي تهيج الحلق، وبالتالي يؤدي إلى ضيق التنفس عند الاستيقاظ من النوم.
اقرأ أيضًا: أعراض التهاب الجيوب الأنفية
أسباب ضيق التنفس عند الاستيقاظ من النوم المزمنة
يمكن أن تكون أسباب ضيق التنفس عند الاستيقاظ من النوم لها علاقة ببعض الحالات المرضية المزمنة وطويلة المدى، وهي تشمل ما يلي:[2][3]
- الربو: يندرج الربو تحت الحالات المزمنة التي تسبب التهاب الشعب الهوائية، وهو أحد أسباب ظهور أعراض ضيق التنفس عند الاستيقاظ من النوم، وتشمل الأعراض الإضافية للربو كلًا من السعال، وصوت أزيز، والشعور بعدم القدرة على التنفس، والشعور بضيق في الصدر.
- قصور القلب الاحتقاني: يمكن أن يسبب قصور القلب الاحتقاني تراكم السوائل الزائدة في الرئتين أو حولهما، مما يؤدي إلى الاحتقان وضيق التنفس عند الاستيقاظ من النوم، وتحدث هذه الحالة عادة عندما يكون القلب غير قادر على ضخ كميات كافية من الدم إلى أعضاء الجسم الأخرى، مما يحرمها تلك الأعضاء من الأكسجين، ولذلك يتراجع الدم عندما لا يستطيع القلب ضخه للأمام بشكل صحيح، مما قد يسبب تسرب هذه الكمية للرئتين، وبالتالي يحدث ضيق في التنفس بعد الاستيقاظ من النوم.
- مرض الانسداد الرئوي المزمن: يحدث مرض الانسداد الرئوي المزمن عندما تتلف الأكياس الهوائية الصغيرة في الرئتين التي تسمى الشعب الهوائية، وتصبح مرنة، مما يجعل من الصعب دفع الهواء خارج الرئتين، لذلك يمكن أن تحدث أعراض ضيق التنفس عند الاستيقاظ من النوم عند المصابين بهذا المرض، و قد يستيقظون وهم يشعرون بالاختناق.
- الوذمة الرئوية: تحدث الوذمة الرئوية عندما يتجمع السائل الزائد في المساحات الهوائية والأنسجة في الرئتين، مما يسبب ضيق التنفس، وغالبًا ما تتطور الوذمة الرئوية ببطء مع مرور الوقت، ولكنها قد تحدث فجأة، مسببة ضيق التنفس عند الاستيقاظ من النوم.
اقرأ أيضًا: الربو عند الأطفال
أعراض ضيق التنفس عند الاستيقاظ من النوم
يمكن أن يصاحب حالة ضيق التنفس بعد الاستيقاظ من النوم بعض الأعراض الأخرى، تشمل تلك الأعراض ما يلي:[2]
- الإرهاق الشديد أثناء النهار.
- الشخير بصوت عال.
- صداع في الصباح.
- ضغط دم مرتفع.
- صعوبة في التركيز خلال النهار.
- صعوبة في التنفس أو ضيق في التنفس يزداد سوءًا عند الاستلقاء.
- القلق المفاجئ أو الأرق.
- ضربات قلب سريعة وغير منتظمة.
- ألم في الصدر.
- سعال قد ينتج عنه بلغم رغوي ويمكن أن يكون مختلطًا بالدم.
- رائحة الفم الكريهة.
اقرأ أيضًا: أسباب السعال المزمن وعلاجه
بعض النصائح للوقاية من ضيق التنفس
يمكن أن تساعد بعض الإجراءات الوقائية والعلاجية على الحد من حالة ضيق التنفس عند الاستيقاظ من النوم، وذلك من خلال اتباع بعض النصائح التالية:[2]
- علاج الحالة المرضية المسببة لضيق التنفس، وذلك من خلال استشارة الطبيب والحصول على العلاج المناسب لكل حالة مرضية.
- يمكن أيضًا استشارة الطبيب للحصول على بخاخات للأنف للحفاظ على ممرات الأنف مفتوحة أثناء النوم.
- الامتناع عن تناول الكافيين قبل النوم لمدة لا تقل عن 6 ساعات.
- الإقلاع عن التدخين.
- تجنب الأطعمة والمشروبات التي يمكن أن تسبب ارتجاع المريء، مثل الأطعمة الدهنية، والطعام حار، وتلك التي تحتوي على نسبة عالية من الحموضة.
- تجنب تناول الطعام قبل النوم، أو الانتظار لمدة لمدة ساعتين إلى ثلاث ساعات قبل النوم.
- تنظيم أوقات النوم، والحصول على عدد ساعات نوم كافية.
- تقليل التوتر والقلق، من خلال القيام ببعض التمارين البدنية والنفسية قبل الذهاب إلى النوم.