يعد التهاب الرئة من أكثر الأمراض المنتشرة بين الأطفال حديثي الولادة حول العالم، وقد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة في بعض الحالات، لذلك ينبغي فهم هذا المرض جيدًا، ومعرفة أسبابه وطرق الوقاية منه.
سنتناول الحديث في هذا المقال عن أسباب، وأعراض، وعلاج الالتهاب الرئوي عند الرضع، وكذلك طرق الوقاية منه للحفاظ على صحة الطفل.
ما هو الالتهاب الرئوي عند الرضع؟
يعرف الالتهاب الرئوي على أنه عدوى تصيب الأكياس الهوائية الصغيرة في الرئتين والأنسجة المحيطة بها، ويمكن أن يحدث نتيجة عدوى بكتيرية، أو فيروسية، أو فطرية.[1]
كذلك يعد الالتهاب الرئوي عند الرضع أحد أنواع العدوى البكتيرية الأكثر خطورة وشيوعًا عند حديثي الولادة، وقد يعاني الرضع من بعض الأعراض التي تختلف اعتمادًا على الوقت الذي يتم إصابتهم فيه بالعدوى بعد الولادة، إذ يصنف الالتهاب الرئوي عادة إلى نوعين:[1]
- الالتهاب الرئوي المبكر: عادة ما يبدأ خلال ساعات قليلة فقط من ولادة الطفل.
- الالتهاب الرئوي المتأخر: الذي يبدأ بعد مرور 7 أيام على عمر للطفل.
ويعد الالتهاب الرئوي المتأخر شائعًا بشكل خاص لدى حديثي الولادة في وحدات العناية المركزة الذين يكونون في حاجة إلى أنبوب تنفس لعلاج مشاكل الرئة.[1]
اقرأ أيضًا : أسباب ضيق التنفس عند الأطفال
أسباب الالتهاب الرئوي عند الرضع
يحدث الالتهاب الرئوي عند الرضع نتيجة العديد من العوامل والمسببات المختلفة، التي تشمل ما يلي:[2]
- إصابة الرئتين بأنواع مختلفة من الفيروسات والبكتيريا، إذ قد ينجم الالتهاب الرئوي عن الإصابة بعدوى فيروسية أولاً، ثم تطور إلى عدوى بكتيرية في حالة ضعف جهاز المناعة، أو تهيج مجرى الهواء بدرجة كافية لنمو البكتيريا في الرئة.
- تعرض المولود للالتهاب الرئوي نتيجة الإصابة بعدوى قبل الولادة، عبر المشيمة أو السائل الأمنيوسي، أو خلال أو بعد الولادة بفترة قصيرة.
- تعرض الأطفال حديثي الولادة للإصابة بالالتهاب الرئوي في المستشفى نتيجة لعدوى من مقدمي الرعاية أو أفراد الأسرة.
- المكورات العقدية من مجموعة ب وبكتيريا الإي كولاي من البكتيريا المسؤولة بشكل رئيسي عن الالتهاب الرئوي الجرثومي لدى حديثي الولادة.
- العدوى الفيروسية، مثل فيروس الجهاز التنفسي المخلوي، وفيروسالإنفلونزا، والفيروس المعوي، وفيروس كورونا.
- الإصابة بفطريات، مثل المبيضات وخاصة الرضع الذين يعانون من انخفاض الوزن عند الولادة، حيث يمكن أن يتعرضوا للعدوى الفطرية الغازية خلال الأسابيع الأولى من الولادة.
اقرأ أيضًا: اسباب فطريات الفم عند حديثي الولادة
أعراض الالتهاب الرئوي عند الرضع
يمكن للرضع أن يعانوا من التهاب الرئة في أي وقت من السنة، ولكنه يحدث بشكل أكثر شيوعًا خلال فصول الخريف، والشتاء، والربيع، وعادةً ما يبدأ المرض بنزلات البرد أو العدوى الأخرى التي تصيب الجهاز التنفسي العلوي، ثم يتفاقم الوضع ليتحول إلى التهاب رئوي.[2]
وتتمثل الأعراض الرئيسية للإصابة بالالتهاب الرئوي عند الرضع في صعوبة التنفس والحمى، وقد تظهر أعراضًا أخرى تشمل:[3]
- التقيؤ.
- إسهال.
- فقدان الشهية.
- صفير.
- تنفس سريع.
- السعال.
- تلون الجلد، أو الشفاه، أو الأظافر باللون الرمادي أو الأزرق، وذلك بسبب نقص الأكسجين في مجرى الدم.
- شحوب البشرة.
- ضعف وفقدان الطاقة.
- البكاء المستمر.
يمكن أن يتطور الالتهاب الرئوي بسرعة، لذلك من المهم الاتصال بمقدم الرعاية الصحية للرضيع في حال وجود علامات للالتهاب الرئوي وخاصة إذا كان عمره أقل من 3 أشهر.[3]
تشخيص الالتهاب الرئوي عند الرضع
عادة ما يتم تشخيص الالتهاب الرئوي عند الرضع من خلال إجراء بعض الفحوصات الطبية، التي قد تشمل ما يلي: [1]
- فحص شامل لجسم الطفل، إذ يستمع الطبيب لتنفسه لفحص رئتيه ومراقبة كيفية تدفق الهواء.
- قد يستخدم الأطباء جهاز قياس تشبع الأكسجين، أو مقياس التأكسج النبضي، الذي يتم تثبيته على إصبع الطفل، للتأكد من حصول الطفل على كمية كافية من الأكسجين.
قد لا يتطلب تشخيص الالتهاب الرئوي عادة أي اختبارات إضافية، إلا أن مقدم الرعاية الصحية قد يطلب بعض الاختبارات الأخرى، مثل:[2]
- صورة للصدر بالأشعة السينية.
- عمل فحص دم.
- أخذ مسحة من الأنف لفحص وجود فيروسات، مثل الفيروس المخلوي أو الإنفلونزا.
اقرأ أيضًا: الفيروس المخلوي عند الأطفال
علاج الالتهاب الرئوي عند الرضع
غالبًا ما يعتمد علاج الالتهاب الرئوي عند الرضع على نوع الالتهاب الرئوي عند الطفل، ولذا قد يشمل العلاج ما يلي:[2]
- إذا كان الطفل مصاب بالتهاب رئوي فيروسي، فإن المضادات الحيوية لا تكون فعالة، وبالتالي يركز العلاج على توفير الراحة، والسوائل، والمساعدة في التخفيف من الأعراض، مثل استخدام أدوات الشفط وأدوية خفض الحرارة.
- إذا كان الطفل مصاب بالتهاب الرئة البكتيري، فيتم وصف المضادات الحيوية من قبل مقدم الرعاية الصحية، وإذا تم تناول مضاد حيوي لالتهاب الرئة البكتيري فيجب استمرار تناوله طيلة فترة العلاج، حتى لو شعر الطفل بالتحسن خلال أيام قليلة، لأنه يمكن للعدوى أن تعود إذا لم يستمر العلاج كاملاً.
اقرأ أيضًا: علاج الارتجاع الصامت عند الأطفال
أما إذا دخل الطفل المستشفى، فقد يتم إعطاؤه المضادات الحيوية بجانب السوائل عن طريق الوريد، مع شفط الأنف بانتظام، ومراقبة مستويات الأكسجين في الدم باستخدام جهاز تأكسج، وإذا احتاج الطفل إلى مساعدة في التنفس، فقد يتم تزويده بأنبوب أو قناع أكسجين أنفي.[3]
غالبًا ما تتحسن معظم حالات التهاب الرئة غير المصحوبة بمضاعفات في غضون أسبوع، على الرغم من أن السعال يمكن أن يستمر لعدة أسابيع.[3]
الوقاية من الالتهاب الرئوي عند الرضع
يمكن اتباع بعض النصائح لحماية الطفل من خطر الإصابة بالالتهاب الرئوي، وفيما يلي بعض الطرق للوقاية من الالتهاب الرئوي عند الرضع :[3]
- الرضاعة الطبيعية: تحمي الرضاعة الطبيعية الطفل من الإصابة بالالتهاب الرئوي من خلال تعزيز الجهاز المناعي.
- تجنب التعرض للتدخين السلبي: يجب التأكد من أن بيئة الطفل خالية تمامًا من التدخين، حيث يؤدي التدخين إلى زيادة خطر إصابته بالتهاب الرئة، ينصح بالإقلاع عن التدخين لتوفير بيئة صحية وخالية من الملوثات.
- أخذ التطعيمات الضرورية: يعد التحصين أحد الوسائل الفعالة في الحماية من بعض الأمراض المسببة لالتهاب الرئة، ويشمل ذلك تحصين الطفل ضد الأمراض التالية: مرض المكورات الرئوية، والسعال الديكي، لذا يوصى بأخذ جميع الجرعات المحددة من التحصينات.
- الحفاظ على نظام غذائي متوازن: يجب توفير نظام غذائي صحي ومتوازن للطفل، كما يجب الحفاظ على وزن صحي للطفل، وذلك لتقليل خطر إصابة الطفل بالالتهاب الرئوي، لذا يجب مراعاة تناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات، والمعادن، والبروتينات، والألياف كالفواكه، والخضروات، والحبوب الكاملة، وتجنب الأطعمة المصنعة، والدهون، والسكريات.