يمكن أن تتعرض بعض النساء إلى الإصابة بهشاشة العظام أثناء فترة الحمل، وعلى الرغم من كونها حالة نادرة إلا أنها تسبب آلام شديدة في العظام، ويمكن أن تصل إلى الكسور أثناء الحمل وبعده.
سنتناول الحديث في هذا المقال عن أهم أسباب هشاشة العظام عند الحامل، وكيف يمكن تشخيصها، وكذلك أفضل طرق العلاج.
ما هي هشاشة العظام عند الحامل؟
تعاني العديد من النساء أثناء الحمل من انخفاض كثافة العظام، وذلك نتيجة لاستهلاك الجنين للكالسيوم الضروري لتكوين الهيكل العظمي، لذا إذا لم تحصل المرأة الحامل على ما يكفي من الكالسيوم من نظامها الغذائي، فسيتم سحب الكالسيوم اللازم لنمو الجنين من العظام. [1]
تعد هشاشة العظام المرتبطة بالحمل من الأمور نادرة الحدوث، حيث يبلغ معدل انتشار هشاشة العظام بين النساء الأقل من 50 عامًا ما يقل عن 2٪، بينما تبلغ النسبة بين النساء اللاتي تتراوح أعمارهن بين 20 و 40 عامًا 1.2٪ فقط.[1]
كما أن هشاشة العظام المرتبطة بالحمل أكثر شيوعًا أثناء الحمل الأول للمرأة، ولكنه قد يحدث أيضًا في حالات الحمل المستقبلية.[3]
يمكن أن تسبب هشاشة العظام عند الحامل الشعور بآلام الظهر الشديدة، وكذلك التعرض للكسور في العظام أثناء الولادة أو بعدها بحوالي 8 إلى 12 أسبوعًا.[1]
اقرأ أيضًا: أنواع هشاشة العظام
أسباب هشاشة العظام عند الحامل
تعد هشاشة العظام عند الحامل من الحالات النادرة، وعادةً ما يكون السبب غير معروف، ولكن عندما تم إجراء بعض الاختبارات لبعض النساء اللاتي تعرضن لكسور أثناء الحمل وبعده، اتضح أن لديهن بعض العوامل التي قد تكون مسببة لهذه الحالة مثل:[1] [2] [3]
- انخفاض مستويات فيتامين D.
- التدخين.
- تناول المنشطات وغيرها من الأدوية التي تؤثر على كثافة العظام، وتسبب زيادة خطر الإصابة بالكسور.
- الإصابة باضطراب وراثي أساسي في العظام، مثل تكون العظم الناقص، ولكنه من الحالات النادرة.
- وجود تاريخ عائلي للإصابة بهشاشة العظام.
- اضطراب الأكل.
- الانسمام الدرقي، أو زيادة هرمونات الغدة الدرقية.
- أمراض الكلى.
- أمراض الكبد.
- التهاب المفاصل الروماتويدي.
أعراض هشاشة العظام عند الحامل
تعد هشاشة العظام عند الحامل من الحالات التي تسبب انخفاض كثافة العظام، وزيادة احتمالية التعرض لكسور العظام في العمود الفقري والوركين أثناء الحمل وبعده، وقد لا تظهر الأعراض أثناء الحمل حتى تحدث كسور العظام، لكن يمكن أن تظهر بعض أعراض هشاشة العظام أثناء الحمل، وتشمل ما يلي:[1][3]
- آلام الظهر الشديدة.
- كسور انضغاطية في الفقرات.
- الكسور العشوائية غير المتوقعة للعظام.
اقرأ أيضاً: مضاعفات كسور العظام
عوامل خطر الإصابة بهشاشة العظام عند الحامل
لا يوجد سبب محدد لحدوث هشاشة العظام عند الحامل، ولكن يمكن أن تزيد بعض عوامل الخطر من احتمالية الإصابة بهشاشة العظام أثناء الحمل، وتشمل ما يلي: [3]
- تناول أدوية الغدة الدرقية، التي تستخدم لفقدان الوزن.
- استخدام بعض الأدوية لعلاج العقم، مثل الكلوميفين.
- الإصابة ببعض الاضطرابات الهضمية.
- استخدام أدوية السيولة، مثل الهيبارين.
- الضعف الشديد وانخفاض مؤشر كتلة الجسم.
- التدخين.
- الإصابة بسوء التغذية.
- اتباع نظام غذائي قليل الكالسيوم.
تشخيص هشاشة العظام عند الحامل
يتم تشخيص هشاشة العظام عند الحامل اعتمادًا على التاريخ الصحي والأعراض الجسدية الظاهرة، مثل آلام الظهر الشديدة، كذلك يمكن أن يطلب الطبيب بعض الفحوصات والأشعة التصويرية في التشخيص، وتشمل ما يلي:[1]
- التصوير بالرنين المغناطيسي.
- التصوير المقطعي المحوسب.
- مسح ثلاثي الأبعاد بالأشعة المقطعية.
- فحص امتصاص الأشعة السينية ثنائي الطاقة، والتي تكشف عن كسور العظام في العمود الفقري، مثل كسور العمود الفقري الانضغاطية، حيث تتطور هذه الكسور عادةً عند نهاية الحمل، أو بعد الولادة.
- إجراء خزعة العظم.
تأثير هشاشة العظام عند الحامل على الجنين
لا تؤثر هشاشة العظام عند الحامل عادة على نمو الجنين وصحته، كذلك يمكن للنساء اللاتي تعاني من هشاشة العظام المرتبط بالحمل أن يكون لديهن حمل وأطفال أصحاء.[1]
لكت الأمر المقلق في هذه الحالة النادرة هو استخدام بعض أدوية علاج هشاشة العظام التي يمكن أن تؤثر على الجنين، وحالات الحمل المستقبلية، مثل البايفوسفونيت، لأنه يؤثر على نمو الهيكل العظمي للطفل، ويسبب تشوهات المسالك البولية، والوجه، لذلك قد لا يتم وصفها أثناء الحمل.[1]
كذلك يمكن أن يبقى البايفوسفونيت في العظام لمدة تصل إلى 10 سنوات، لذلك يؤثر على حالات الحمل في المستقبل، ولذلك ينصح بالحصول على علاج هشاشة العظام أثناء الحمل تحت إشراف الطبيب المختص.[1]
وفي حال استمر علاج هشاشة العظام بعد الولادة، ينصح بالمتابعة مع الطبيب للتأكد من عدم تناول الأدوية التي يمكن أن تنتقل إلى الطفل أثناء الرضاعة.[1]
اقرأ أيضًا: علاج هشاشة العظام بالأعشاب
علاج هشاشة العظام عند الحامل
يتم علاج هشاشة العظام عند الحامل تحت إشراف طاقم الرعاية الصحية للحامل، وعادة ما يهدف العلاج إلى تجنب حدوث الكسور الجديدة، وتخفيف آلام الظهر، وزيادة كثافة العظام، كذلك يوجد العديد من خيارات العلاج الآمنة التي لن تؤثر على صحة الجنين، وتبدأ تلك الخيارات بتغيير نمط الحياة من خلال:[3]
- وقف الرضاعة الطبيعية.
- تناول المكملات الغذائية، مثل الكالسيوم وفيتامين د.
- تضمين الأطعمة الغنية بالكالسيوم في النظام الغذائي، مثل الخضروات الورقية الداكنة ومنتجات الألبان.
- ممارسة الرياضة، وزيادة النشاط.
- تجنب رفع الأشياء الثقيلة، أو التعرض للسقوط.
كذلك يمكن استخدام بعض الأدوية التي قد تعالج هشاشة العظام عند الحامل، مثل:[1]
- البايفوسفونيت: يعمل على منع فقدان كثافة العظام، ولكن ينصح باستخدامه تحت إشراف الطبيب، لأنه قد يؤثر على الهيكل العظمي للجنين.
- تري پاراتايد: يزيد هذا الدواء من كثافة العظام، ويقلل من التعرض الكسور، وآمن على صحة الجنين.
- الكالسيتونين: وهو هرمون يعمل على خفض مستويات الكالسيوم في الدم.
- رانيلات السترونتيوم: يساعد على نمو الأنسجة العظمية.