تتعدد أسباب ضعف العضلات وقد يكون هذا الضعف مؤقتًا نتيجة القيام بمجهود شاق وحاجة الجسم إلى الراحة وهو ما نمر به جميعًا من وقت لآخر، بينما في حالات أخرى يكون الضعف العضلي مستمرًا، أو دون تفسير واضح، أو مصحوبًا بأعراض أخرى، فقد يشير ذلك إلى احتمالية الإصابة بحالة طبية تستدعي العلاج، مثل الاضطرابات العضلية، أو العصبية، أو مشاكل الغدة الدرقية، وغيرها. [1] [2]
تعرف في هذا المقال على ما هي أسباب الضعف العضلي في الجسم، وكذلك الحالات الطبية الخطيرة التي تؤدي إلى ضعف في العضلات.
أسباب ضعف العضلات
نذكر فيما يلي أبرز أسباب الضعف العضلي ما يلي:
التقدم في العمر
يعد أحد أسباب ضعف العضلات عند الكبار هو التقدم في العمر، حيث تفقد العضلات كتلتها وتصبح أضعف بمرور الوقت، عادة بعد الستينات أو السبعينات من العمر، وقد يصيب كبار السن أيضًا بعض الأمراض التي قد تسبب مزيدًا من الضعف في العضلات. [3]
الإصابة في العضلات
قد يؤدي حمل شيء ثقيل أو إجهاد العضلات بصفة متكررة إلى حدوث شد عضلي أو تمزق في العضلات، ويعد ذلك من أبرز أسباب ضعف العضلات عند الشباب. [3]
اختلال توازن الإلكتروليتات في الجسم
تلعب الإلكتروليتات (الأملاح والمعادن في الجسم) دورًا هامًا في عمل العضلات، والأعصاب، والقلب، وكذلك المخ؛ لذا يؤدي حدوث أي خلل في توازن الإلكتروليتات إلى التأثير على قدرة العضلات على الانقباض على نحو سليم، ومن ثم ضعف العضلات. [4]
تشمل اضطرابات الإلكتروليتات التي قد تؤثر على عمل العضلات ما يلي: [5]
- فرط الكالسيوم في الدم.
- نقص مستوى البوتاسيوم في الدم.
- نقص المغنيسيوم في الدم.
قصور الغدة الدرقية
قد ترجع أسباب ضعف العضلات والإصابة بالتشنج العضلي إلى قصور أو خمول الغدة الدرقية ونقص إنتاج هرموناتها، وقد يزداد الأمر سوءًا عند القيام بنشاط بدني، مثل ممارسة الرياضة. [4]
داء السكري
يمكن أن يتسبب مرض السكري في تلف الأعصاب، وهو ما يؤثر على العضلات ويضعفها، وقد يؤدي ذلك إلى الإصابة بالآتي: [4]
- الشعور بالإرهاق والتعب.
- سهولة السقوط.
- إعاقة الحركة.
داء أديسون
يمكن أن تعزى أسباب ضعف العضلات ونقص الوزن إلى الإصابةبمرض أديسون أو القصور الكظري، ويحدث عندما لا تنتج الغدد الكظرية ما يكفي من هرمون الكورتيزول والألدوستيرون. [4]
اقرأ أيضًا: ضمور العضلات: أسبابه وعلاجه
أمراض المناعة الذاتية
قد تؤدي الإصابة ببعض أمراض المناعة الذاتية إلى حدوث ضعف في العضلات، مثل: [2]
- مرض جريفز: هي حالة يهاجم فيها الجهاز المناعي للجسم الغدة الدرقية.
- الوهن العضلي الوبيل: هو مرض مناعي ذاتي يؤثر على مستقبلات الناقل العصبي الأسيتيل كولين في النهايات العصبية العضلية؛ مما يؤدي إلى ضعف العضلات وإجهادها.
- متلازمة غيلان باريه: هي حالة نادرة يهاجم فيها الجهاز المناعي للجسم الجهاز العصبي الطرفي.
الأمراض العصبية
ربما تتسبب الإصابة ببعض الأمراض العصبية في معاناة الفرد من ضعف العضلات، ومن هذه الأمراض ما يلي: [2] [5]
- التصلب اللويحي: قد يكون التصلب اللويحي من أسباب ضعف العضلات والأعصاب، وهي حالة تؤثر على المخ والحبل الشوكي، وغالبًا ما تزداد سوءًا بمرور الوقت، وتشمل الأعراض ضعف العضلات، وصعوبة التوازن، بالإضافة إلى قلة التناسق الحركي، ومشاكل أخرى.
- شلل الوجه النصفي: يحدث شلل الوجه النصفي نتيجة التهاب الأعصاب التي تتحكم في عضلات الوجه.
- الشلل الدماغي: يعد الشلل الدماغي من أخطر أسباب ضعف العضلات عند الأطفال، وهو اضطراب نمائي ينجم عن تعرض الطفل لنقص الأكسجين. يسبب الشلل الدماغي ضعف العضلات، ويظهر ذلك في صعوبة المشي، أو الشد العضلي ومشاكل في توتر العضلات.
- التصلب الجانبي الضموري: هو مرض عصبي عضلي حاد يسبب ضعفًا تقدميًا في العضلات.
- متلازمة التعب المزمن: يمكن أن تكون متلازمة التعب المزمن أحد أسباب الضعف العضلي والإرهاق الشديد، وهي اضطراب مجهول السبب يتسم بإرهاق شديد لا يختفي مع الراحة، وكذلك ألم وضعف في العضلات.
اقرأ أيضًا: علاج الشد العضلي بالأدوية والطرق الطبيعية
الأمراض العضلية
يمكن أن ترجع أسباب ضعف العضلات إلى الإصابة بمرض عضلي، مثل: [2] [4] [6]
- الألم العضلي الليفي: هو مرض عضلي مزمن يسبب آلامًا مزمنة في العضلات بالإضافة إلى ضعفها، كما يصاحبه شعور بالإرهاق، ومشاكل النوم، وتغيرات المزاج.
- الحثل العضلي أو ضمور العضلات: هو اضطراب وراثي يحدث فيه فقدان تدريجي للأنسجة العضلية؛ مما يؤدي إلى ضعف في العضلات.
- التهاب الجلد والعضلات: هو مرض نادر يسبب ضعفًا في العضلات يصاحبه أعراض جلدية تظهر على مناطق الجلد المعرضة للشمس والجفون في صورة طفح جلدي أحمر أو أرجواني.
الإصابة بعدوى
قد تؤدي بعض أنواع العدوى إلى حدوث ألم في العضلات، مثل: [5]
- الإنفلونزا وعدوى كوفيد-19.
- عدوى فيروس إبشتاين بار.
- عدوى فيروس نقص المناعة البشرية.
- مرض لايم.
- التهاب السحايا.
- داء الكلب (السعار).
- الحمى الروماتيزمية.
- داء الزهري.
- داء المقوسات.
استخدام بعض الأدوية
يمكن أن تعود أسباب ضعف العضلات إلى الآثار الجانبية الناجمة عن استخدام بعض أنواع الأدوية، وفي هذه الحالة ينبغي مراجعة الطبيب. [4]
تشمل الأدوية التي قد تسبب ضعف العضلات ما يلي: [4]
- الأدوية المضادة للغدة الدرقية، مثل الميثيمازول أو البروبيل ثيوراسيل.
- الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية، مثل اللاميفودين أو الزيدوفودين.
- مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (مسكنات الألم)، مثل الإيبوبروفين والنابروكسين.
- الكورتيكوستيرويدات.
- أدوية العلاج الكيميائي.
- مضادات الفيروسات.
- الأميودارون.
- السيميتيدين.
- الليوبروليد.
- البنسلين.
- الستاتين.
اقرأ أيضًا: ما هو ألم العضلات المستمر؟
أسباب أخرى لضعف العضلات
تتضمن أسباب ضعف العضلات أيضًا ما يلي: [2]
- البقاء في الفراش فترات طويلة أو عدم الحركة.
- فقر الدم أو الأنيميا.
- التهاب العضلات.
- الاعتلال العضلي الكحولي.
- اضطرابات النوم.
- الانزلاق الغضروفي.
أسباب ضعف العضلات الخطيرة
يمكن أن يكون ضعف العضلات في بعض الحالات علامة على الإصابة بحالة صحية خطيرة قد تهدد الحياة، مثل: [2]
- السكتة الدماغية.
- النوبة الإقفارية العابرة.
- أمراض القلب.
- الفشل الكلوي المزمن.
- داء الانسداد الرئوي المزمن.
- التسمم الوشيقي أو التسمم السجقي.
اقرأ أيضًا: التقلصات العضلية اسباب وحلول
أسباب نادرة للضعف العضلي
تشمل الأسباب التي نادرًا ما تسبب ضعف العضلات ما يلي: [5]
- التهاب المفاصل الروماتويدي: يعد التهاب المفاصل الروماتويدي أحد أسباب ضعف العضلات والمفاصل، وهو مرض مناعي ذاتي يتسم بالتهاب وتلف تدريجي للمفاصل؛ مما يؤدي إلى تيبس المفاصل والشعور بألم فيها، وكذلك ضعف العضلات حول المفصل المصاب.
- الذئبة الحمامية الجهازية: هي مرض مناعي ذاتي يسبب طفحًا جلديًا والتهاب المفاصل، علاوة على التهاب العضلات والإحساس بأوجاع فيها، وضعفها.
- الساركويد: يعد الساركويد أحد أسباب ضعف وألم العضلات بالإضافة إلى التهاب المفاصل.
- فرط نشاط جارات الدرقية الثانوي: يؤدي زيادة هرمون الغدة الجار درقية إلى تكسير البروتين في العضلات مسببًا ضعف العضلات وآلام المفاصل، وهو أحد المضاعفات الشائعة لأمراض الكلى.
نصيحة الطبي
قد يحدث الضعف العضلي بسبب الإرهاق، أو تناول بعض الأدوية، وربما نتيجة الإصابة بأمراض أو حالات خطيرة تستدعي التدخل الطبي العاجل؛ لذا ينصح بمراجعة الطبيب عند الشعور بضعف في العضلات، لا سيما إذا كان مفاجئًا دون سبب واضح، أو مستمرًا لا يختفي مع الراحة، أو عندما يرافقه أعراض أخرى، كما يمكنك استشارة طبيب متخصص من الطبي.