يعد الأرق مشكلة شائعة يمكن أن تؤثر على جميع الفئات العمرية، بما في ذلك الأطفال، وهو من أكثر المشكلات الصحية التي تؤثر على صحة الأطفال وسلامتهم، وقد يكون له تأثير كبير على جودة حياتهم ونموهم العقلي والجسدي.
يمكن أن تنشأ مشكلات الأرق عند الأطفال نتيجة لأسباب متنوعة، تتضمن الأسباب البيولوجية، والنفسية، والاجتماعية.
سنتناول هذه المقال الحديث عن أسباب الأرق عند الأطفال، والعوامل المؤثرة فيه، إضافة إلى بعض النصائح والاستراتيجيات التي يمكن للوالدين اتباعها للتعامل مع هذه المشكلة وتحسين نوم أطفالهم.
ما هو الأرق عند الأطفال؟
الأرق هو اضطراب في النوم يسبب للطفل صعوبات في النوم، أو في البقاء نائمًا، أو الاستيقاظ المبكر في الصباح، وحيث أن النوم أمرًا هامًا لنمو الطفل الصحي، فيمكن أن يؤدي الأرق إلى اضطرابات صحية وسلوكية للطفل.[1]
يمكن أن يكون الأرق عند الأطفال قصير المدى، حيث يرتبط بالأدوية، أو القلق حول حدث معين، أو نتيجة مرض مؤقت، كما يمكن أن يكون مزمنًا أو طويل المدى، ويؤثر على الطفل على مدار حياته.[1]
يمكن اعتبار الأرق مزمنًا عندما يحدث ثلاث مرات في الأسبوع لمدة شهر أو أكثر، أو دوريًا مع مشاكل في موازنة دورات النوم والاستيقاظ، وقد يستمر هذا النوع طوال فترة النمو.[1]
يجدر الذكر أنه يعاني حوالي 10٪ من المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و 19 عامًا من الأرق المزمن.[1]
أنواع الأرق عند الأطفال
يوجد نوعان رئيسيان للأرق لدى الأطفال، هما:[1]
- الأرق الأساسي: يكون هذا النوع غير مرتبط بحالة أخرى، ويشار إليه أحيانًا بالأرق النفسي الفسيولوجي، وغالبًا ما يتضمن عادات نوم سيئة، وصعوبة في النوم، والاستيقاظ في أوقات مختلفة، والتفكير بأفكار سلبية أو القلق بشأن النوم.
- الأرق الثانوي: يكون الأرق في هذه الحالة أحد الأعراض المرتبطة بمشكلة صحية أكبر، أو ينتج عن اضطرابات صحية سلوكية.
يعاني الأطفال عادةً من ثلاثة أنماط مختلفة من الأرق، يؤثر كل منها على نومهم ليلاً، ويمكن تقسيم أنماط الأرقعند الأطفال كما يلي:[1]
- الأرق عند بداية النوم: حيث يواجه الأطفال صعوبة في الدخول في النوم، ويستغرق منهم الوقت أكثر من 30 دقيقة للغفو.
- الأرق في وسط النوم: حيث يستيقظ الأطفال في منتصف الليل أو يصبحون غير قادرين على النوم لفترات طويلة.
- الأرق في الصباح الباكر: حيث يستيقظ الأطفال في وقت مبكر جدًا من الصباح ويصعب عليهم العودة للنوم.
فحص الكشف عن الإكتئاب
يستعمل هذا الفحص لتحديد نسب لإحتمالية معاناة شخص ما من الإكتئاب, ويعتمد في ذلك على مدى تكرر الشعور بالاكتئاب وانعدام التلذذ خلال الأسبوعيين السابقين للفحص, وإعطاء عدد معين من النفاط لكل حالة.
يمكن تقسيم النقاط الناتجة عن هذا الفحص على شكل نسب لاحتمال معاناة الشخص من الاكتئاب كما يلي:
• صفر نقطة: أقل أو يساوي 0.6%.
• نقطة واحدة: أكثر من 0.6%.
• نقطتان: أكثر من 1.3%.
• 3 نقاط: أكثر من 5.4%.
• 4 نقاط: أكثر من 15.7%.
• 5 نقاط: أكثر من 17.9%.
• 6 نقاط: أكثر من 58.1%.
يعتبر الحصول على 3 نقاط في هذا الفحص حداً فاصلاً لتشخيص الاكتئاب، حيث أنّ الحصول على 3 نقاط أو أكثر يعني زيادة احتمالية معاناة الشخص من الاكتئاب.
نتائج العملية الحسابية
أعراض الأرق عند الأطفال
يظهر على الأطفال المصابون بالأرق العديد من السلوكيات والمقاومة أثناء وقت النوم، وتشمل أهم هذه السلوكيات ما يلي:[2]
- تكرار طلب الأنشطة: قد يطلب الطفل تكرار الأنشطة مثل شرب الماء، قراءة الكتب، أو اللجوء إلى أي مشتتات أخرى قبل النوم.
- مقاومة وقت النوم: حيث يمكن أن يقاوم الطفل عند محاولة الآباء إجباره على النوم.
- البقاء مستيقظًا: حيث يحاول الطفل الابتعاد عن النوم ويبقى مستيقظًا لأطول فترة ممكنة، مما يؤثر على جودة نومه.
- تأثر بجدول النوم للآباء: إذا كان لدى الآباء صعوبة في الحفاظ على جدول نوم منتظم، فقد يؤثر ذلك على نمط نوم الطفل ويزيد من مشكلات النوم لديه.
اقرأ أيضًا: أعراض الأرق
أسباب الأرق عند الأطفال
يمكن أن يحدث الأرق لدى الأطفال بسبب عدة عوامل، تشمل ما يلي:[1]
- الاضطرابات النفسية: مثل اضطراب ثنائي القطب أو الاكتئاب، حيث يؤثر هذا النوع من الاضطرابات النفسية على نمط النوم للطفل.
- الكافيين والمنبهات الأخرى: تناول كميات كبيرة من الكافيين أو المنبهات قبل النوم قد يصعب على الطفل النوم.
- العوامل البيئية: مثل درجات الحرارة القصوى والضوضاء العالية، التي يمكن أن تسبب اضطرابات في النوم.
- الحالات الصحية: مثل الحساسية، والربو، والأكزيما، وأمراض الغدة الدرقية، والارتجاع المعدي المريئي، وآلام النمو، والألم العضلي الليفي، فقد تؤثر هذه الحالات الصحية على النوم لدى الطفل.
- بعض الأدوية: قد تؤثر بعض الأدوية، مثل الكورتيكوستيرويدات التي تعالج اضطراب نقص الانتباه، وأدوية الاكتئاب والتشنجات على نمط النوم لدى الأطفال.
- اضطرابات النمو العصبي: مثل متلازمة أسبرجر، أو التوحد، أو الإعاقات العقلية، حيث يمكن أن تسبب بعض هذه الاضطرابات مشكلات في النوم لدى الطفل.
- اضطرابات النوم: مثل انقطاع النفس الانسدادي النومي، ومتلازمة تململ الساقين، والتي تؤثر على نوم الطفل بشكل سلبي.
اقرأ أيضا: أسباب الأرق عند النساء، تعرف عليها
تشخيص الأرق عند الأطفال
يجب مراقبة نمط النوم والاستيقاظ لمدة أسبوعين على الأقل من أجل تشخيص الأرق عند الأطفال، ويجب تسجيل المعلومات التالية في مفكرة وإعطائها للطبيب لمساعدته على تحديد سبب الأرق، وإعطاء نصائح أو علاجات مناسبة:
- أوقات الذهاب إلى الفراش والاستيقاظ في الليل وفي الصباح.
- أي سلوكيات تؤخر النوم أو تسبب اليقظة، مثل طلب الماء، أو الحمام، أو الضوء.
- كيفية تعامل الوالدين مع هذه السلوكيات، مثل الموافقة، أو الرفض، أو التهدئة.
يمكن أيضًا استخدام جهاز صغير يسمى الأكتيغرافيا يرتديه الطفل على معصمه لقياس حركته ونشاطه خلال النهار والليل.
اقرأ أيضًا: أضرار الأرق
علاج الأرق عند الأطفال
يمكن السيطرة على الأرق عند الأطفال من خلال بعض الممارسات الصحية التي تعزز النوم الصحي للطفل، وتتضمن ما يلي:[2]
- يجب وضع حدود صارمة من قبل الوالدين بشأن وقت النوم والروتين الليلي لدى الطفل.
- ينبغي أن يكون وقت النوم ثابتًا ولا يجب تجاوزه بأي حال من الأحوال.
- يجب أن يكون الروتين الليلي مفيدًا ومريحًا، ولا يشمل أي نشاطات مثيرة أو مزعجة.
- يمكن استخدام نظام المكافأة أو التهديد إذا قاوم الطفل النوم، وذلك لتشجيعه على الالتزام بوقت النوم.
- يجب أن يتعلم الطفل كيف ينام بمفرده في سريره دون الحاجة إلى الهز أو المساعدة من الآخرين.
اقرأ أيضًا: علاج الأرق وقلة النوم
نصائح للوقاية من الأرق عند الأطفال
تشمل أهم النصائح التي تساعد على الوقاية من الأرق عند الأطفال ما يلي:[3]
- يجب على الطفل استخدام سريره للنوم أو لممارسة أنشطة الاستعداد للنوم فقط، مثل قراءة قصة أو الاستماع إلى موسيقى هادئة.
- ينبغي أن تكون غرفة نوم الطفل مكانًا مريحًا، ومظلمًا، وباردًا بما يكفي للنوم بشكل جيد.
- يجب على الطفل الالتزام بجدول نوم منتظم، حتى في عطلات الأسبوع، وعدم السهر كثيرًا.
- ينبغي أن تكون وجبات الطفل قبل النوم خفيفة وغنية بالبروتين، والألياف والكالسيوم، مع تجنب السكر والكافيين.
- يجب على الطفل ممارسة الأنشطة البدنية بانتظام، ولكن يجب تجنب ممارسة تمارين شاقة قبل ساعتين من النوم.
- ينبغي أن يستفيد الطفل من ضوء الشمس الطبيعي في الصباح لضبط ساعته البيولوجية والشعور بالحيوية.
- يجب تقليل مدة وعدد القيلولات التي يأخذها الطفل خلال النهار، وتجنب القيلولة بعد الظهر.
- ينبغي منع الطفل من استخدام الأجهزة الإلكترونية، مثل التلفزيون، أو الهاتف، أو الكمبيوتر قبل ساعة من وقت النوم، وإبعادها عن غرفته خلال ساعات النوم.
- يجب قضاء بعض الوقت مع الطفل كل يوم لإظهار المودة والثقة والدعم.
اقرأ أيضًا: علاج الأرق بالأعشاب والروائح العطرية