على الرغم من تواجد الدهون الثلاثية بشكل طبيعي في الدم، كونها مصدرًا مهمًا للطاقة، إلا أنه عند ارتفاع مستوياتها عن الطبيعي، فإنها تسبب مجموعة من المضاعفات الخطيرة.
ولتفادي أي من المضاعفات، من المهم معرفة أسباب ارتفاع الدهون الثلاثية والسيطرة عليها، وهذا ما سنتعرف عليه في هذا المقال.
أسباب ارتفاع الدهون الثلاثية
تشتمل أسباب ارتفاع الدهون الثلاثية في الدم على ما يلي:
الإصابة باضطرابات جينية
قد تكون مشكلة ارتفاع الدهون الثلاثية ناتجة عن بعض الاضطرابات الجينية، التي تعرف باسم ارتفاع شحوم الدم العائلي (بالإنجليزية: Familial Hypertriglyceridemia)، كما أن اجتماع مجموعة من العيوب الوراثية والعوامل البيئية يعتبر من أسباب ارتفاع الدهون الثلاثية في الدم. [1]
ومن الاضطرابات الجينية التي تسبب ارتفاع الدهون الثلاثية ما يلي: [2,3]
وقد ارتبط وجود خلل في الجينات المسؤولة عن بعض الأمراض المزمنة، مثل السمنة ومرض السكري، بارتفاع الدهون الثلاثية في الدم. [2]
اتباع نمط الحياة غير الصحي
إن اتباع نمط حياة غير صحي يتسبب بالإصابة بارتفاع الدهون الثلاثية، ويعد الطعام من أهم أسباب ارتفاع الدهون الثلاثية، حيث إن النظام الغذائي غير الصحي هو السبب الأكثر شيوعًا لارتفاعها، بحيث يقوم الجسم بتحويل السعرات الحرارية الزائدة والسكريات إلى الدهون الثلاثية وتخزينها على شكل دهون. [1]
من الأنظمة الغذائية غير الصحية هي تلك الأنظمة الغنية بالكربوهيدرات والدهون المشبعة، والدهون المتحولة الضارة. [2]
ومن الأطعمة التي تعد سبب ارتفاع الدهون الثلاثية ما يلي: [1,4]
- الحبوب المكررة (بالإنجليزية: Refined Grains): مثل حبوب الإفطار، والمعجنات، والمخبوزات.
- الدهون المشبعة والدهون المتحولة، والمتواجدة في الأطعمة المقلية والوجبات السريعة، واللحوم الحمراء، وجلد الدجاج، وصفار البيض، والزبدة.
- الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية، وإن كانت من الأطعمة الصحية، مثل المكسرات، والأفوكادو.
- السكريات البسيطة، والسكر المضاف، مثل السكريات المتواجدة في الفواكه الطازجة أو المعلبة، والحلوى، والبوظة، والعصائر المحلاة، والعسل.
ويجدر التنويه هنا، إلى أنه على الرغم من فوائد الفاكهة واعتبارها من الأطعمة الصحية، إلا أن تناولها بكثرة يسبب ارتفاع الدهون الثلاثية. الكمية التي ينصح بها هي حصتين إلى ثلاث حصص من الفاكهة يوميًا فقط. [4]
إضافة إلى النظام الغذائي، فإن من أشكال نمط الحياة غير الصحي التي قد تعد سبب ارتفاع الدهون الثلاثية ما يلي: [2,3]
للمزيد: أفضل نظام غذائي لحرق الدهون الثلاثية
الإصابة باضطرابات في النوم
سبب آخر من أسباب ارتفاع الدهون الثلاثية هو الإصابة باضطرابات في النوم، سواء كانت قلة النوم أو زيادته. [1]
ارتبطت الاضطرابات الأيضية، واضطرابات القلب والأوعية الدموية، وعدد من الأمراض المزمنة بقلة النوم والإصابة ببعض الاضطرابات، مثل انقطاع النفس الانسدادي النومي (بالإنجليزية: Obstructive Sleep Apnea). [2]
ويجدر الإشارة إلى أن النوم لأكثر من 10 ساعات يساهم في الإصابة بمتلازمة التمثيل الغذائي، التي تسبب ارتفاع الدهون الثلاثية. [2]
الإصابة بالتوتر
لا يزال من غير الواضح ما إذا كان التوتر سبب لأمراض القلب، وذلك بحسب جمعية القلب الأمريكية، ولكن يحفز التوتر الأفراد على القيام بممارسات غير صحية، مثل تناول الأطعمة غير الصحية، والتدخين، وحتى النوم لساعات طويلة التي قد تكون من أسباب ارتفاع الدهون الثلاثية. [1]
اقرأ أيضًا: العلاقة بين القلق وامراض القلب
تناول بعض الأدوية
يمكن أن تؤثر بعض الأدوية على عملية الأيض للدهون، مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات الدهون الثلاثية، ومن الأمثلة على أدوية تزيد من الدهون الثلاثية في الدم ما يلي: [2,3]
- الكورتيكوستيرويدات.
- هرمون الاستروجين.
- مدرات البول.
- حاصرات بيتا.
- بعض مضادات الفيروسات.
- الرتينويدات.
- بعض مضادات الذهان.
- دواء التاموكسيفين.
- دواء السيكلوفوسفاميد (بالإنجليزية: Cyclophosphamide).
- دواء السيكلوسبورين.
- مثبطات البروتياز.
اقرأ أيضًا: أفضل طرق علاج ارتفاع الدهون الثلاثية
الإصابة بأمراض مزمنة معينة
قد تكون الإصابة بأمراض مزمنة معينة إحدى أسباب ارتفاع الدهون الثلاثية، ومن أهم هذه الأمراض الإصابة بالسمنة ومرض السكري، حيث إن 70% من مرضى السكري مصابون بارتفاع الدهون الثلاثية. [2,5]
يؤدي مرض السكري غير المسيطر عليه إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم، وارتفاع الأنسولين، الذي يساعد في تحويل الجلوكوز إلى الجلايكوجين، ثم تخزينه في الكبد. [2,5]
في حال ارتفاع نسبة الجلايكوجين في الكبد، يقوم الجسم باستخدام الجلوكوز والسكر المتناول لتصنيع الأحماض الدهنية، التي تتحول إلى دهون ثلاثية في الدم. [2,5]
ومن الأمراض الأخرى التي قد تكون سبب ارتفاع الدهون الثلاثية ما يلي: [2,3,5]
في النهاية، قد تتعدد أسباب ارتفاع الدهون الثلاثية في الدم، ولكن في معظم الحالات من الممكن تفاديها، للوقاية من مضاعفاتها. كما ينصح بمراجعة الطبيب بشكل دوري لإجراء الفحوصات اللازمة لتشخيص الحالة مبكرًا وعلاجها قبل تفاقمها.