تُوجد العديد من أسباب الإمساك لدى الأطفال، منها ما يتعلّق بالأنشطة اليوميّة، مثل الانشغال في اللعب، ومنها ما يرتبط بالحالات المرضية واستخدام الأدوية، حيث تُؤثر هذه الأسباب على حركة الأمعاء، مما يجعل الطفل يتبرّز أقل من مرتين أسبوعيًا. [1][2]
يُوضّح المقال أسباب الإمساك عند الأطفال والرضّع، بالإضافة إلى دواعي استشارة الطبيب.
أسباب الإمساك عند الأطفال
تشمل أسباب الإمساك عند الأطفال كلًا مما يأتي:
النظام الغذائي
يُغيّر النظام الغذائي من قوام البُراز، حيث يُصبح أكثر صلابةً وجفافًا، مما يُصعّب حركته في الأمعاء، ويُسبب الإمساك للطفل، وترتبط هذه الحالة بالعادات الغذائية الآتية: [1][3][4]
- انخفاض كميّة الألياف في الوجبات؛ فقد يتناول الطفل الأغذية المُصعنة (الأغذية الجاهزة للأكل)، أو يعتمد على الوجبات السريعة والمعلّبة في نظامه الغذائي.
- شرب كميات قليلة من الماء والسوائل.
- تناول كميات كبيرة من منتجات الألبان؛ مثل الحليب والجبن.
كما توجد بعض التوصيات التي تُخفف من حالة الإمساك المرتبطة بالنظام الغذائي، ومنها:
- شرب كميات كافية من السوائل:
يحتاج الأطفال إلى قرابة 6-8 كؤوس من المياه يوميًا، حيث تُسهّل السوائل من حركة البراز داخل الأمعاء. [2][5]
- تناول كميات إضافية من الألياف:
توجد الألياف في العديد من الأصناف الغذائية، مثل الشوفان والتفاح، ونخالة القمح والموز الناضج، ويُوصى بإضافتها تدريجيًا إلى وجبات الطفل اليوميّة.
ويُمكن تقدير كمية الألياف التي يحتاجها الطفل من خلال معادلة بسيطة؛ وهي (عُمر الطفل+5= كمية الألياف بالغرام التي يحتاجها الطفل يوميًا). [2][5]
- تقليل بعض الأصناف الغذائية:
يُوصى بتقليل كمية الدهون، والسكريات، والنشويات التي يتناولها الطفل، حيث تُبطئ هذه الأصناف من حركة الأمعاء. [2][5]
اقرأ أيضًا: مدة الإمساك الطبيعي عند الأطفال
استخدام الأدوية والفيتامينات
تُضعِف بعض الأدوية من حركة الأمعاء، مما يُسبب الإمساك عند الطفل، ويُذكر من الأصناف الدوائية التي تُسبب الأمر: [2][3][6]
- مُسكنّات الألم.
- مضادات الاكتئاب.
- الفيتامينات التي تحوي عنصر الحديد.
- أدوية الصرع.
- مضادات الحموضة؛ بالأخص التي تحوي الألمنيوم والكالسيوم.
التوتر والقلق
تُنظّم عملية الهضم من خلال التواصل بين الدماغ والأمعاء، ولكنّ الضغوط النفسية قد تُعيق هذا التواصل، مما يُسبب الإمساك عند الطفل. [3]
ويُذكر من الأنشطة التي تُعرّض الطفلَ للتوتر والقلق: [1][2][4]
- شعور الطفل بالإحراج، وامتناعه عن استخدام الحمامات العمومية.
- التدرب على استخدام المرحاض، أو تخوّف الطفل من استخدام المقعدة.
- الشعور بالقلق لأسباب متعلقة بالمدرسة، أو الأصدقاء، أو المشاكل في البيت.
- الانتقال إلى مكان جديد، أو الدخول إلى الحضانة.
تغير الأنشطة اليومية
قد تتغيّر عادات الذهاب إلى دورة المياه عند الطفل، بعد تغيّر أنشطته اليوميّة، فأحيانًا لا ينتبه لحاجته إلى التبرّز أثناء قيامه بنشاط جديدٍ، وقد يخاف دُخول دورة المياه في مكان مُعيّن، ومن الحالات التي تتغيّر فيها الأنشطة اليوميّة: [1][3]
- الذهاب في رحلةٍ أو إجازة الصيف.
- الذهاب إلى مدرسة جديدة.
- قضاء وقت طويل في مكان بعيد عن البيت.
ولكن يُمكن تنظيم عادات الذهاب إلى الحمّام من خلال التوصيات الآتية: [2]
- تنظيم مواعيد الطعام:
يُحفّز الطعام حركة الأمعاء طبيعيًا، وكلما كان وقت الطعام مُحددًا، كانت حركة الأمعاء أكثر تنظيمًا.
- تنظيم مواعيد الذهاب إلى الحمّام:
يُمكن للوالدين تعويد طفلها على الذهاب إلى الحمّام في موعد محدد، وأفضل ما يكون بعد الوجبات، إذ يوصى بإدخال الطفل إلى الحمّام قبل موعد الإخراج المُرادِ بـ10 دقائق.
الانشغال في اللعب
لا ينتبه بعض الأطفال إلى المؤشرات الجسدية المتعلّقة بالذهاب إلى التبرّز، أو يؤجلون الذهاب إلى دورة المياه بسبب انشغالهم بنشاط مُعيّن؛ مثل الألعاب الإلكترونيّة. [1][3]
كنت بدي لابني الفيدروب 4 نقط كل يوم بس النقط كانت بتنزل كتير اكتر من 4 فالكميه والعدد فدا ممكن يكون ليه تأثير عليه ولا عادي واديله تاني من امته بقالي يومين مش بديله
الحالات المرضية
قد تُسبب بعض الأمراض الإمساكَ عند الأطفال، ومنها: [1][2][6]
- أمراض الغدد الصماء؛ مثل السكريّ، الذي يؤثر على أيض الطعام وهضمه، أو قصور الغدة الدرقية، الذي يؤثر على الهرمونات الجسمية.
- اضطراب الجهاز العصبي، مثل الشلل الدماغي.
- مشكلات الجهاز الهضمي، مثل القولون العصبي.
- الداء البطني (celiac disease)؛ وهو مرض مناعي وراثي.
- الأورام التي تسبب انغلاقًا أو تضيقًا في القولون أو المستقيم.
اقرأ أيضًا: أسباب الإمساك المزمن للكبار والأطفال
قلة الحركة
تعدّ الحركة البدنية ركيزةً أساسية للحفاظ على حركة الأمعاء، وقد لا يُشارك الطفل في أيّ رياضة أو نشاط بدنيّ خلال يومه، أو يُكثِر من الجلوس، وهذا ما يُسبب الإمساك. [1][3]
ويُوصى في هذا الصدد بتشجيع الطفل على القيام بالأنشطة الحركيّة، مهما كانت بسيطةً، مثل المشي، أو ركوب الدراجة الهوائية. [2]
تأجيل الذهاب إلى دورة المياه
يُؤجل الطفل الذهاب إلى الحمّام، ويتغاضى عن شعوره المُلحّ للتبرّز، مما يزيد كتلة البراز في أمعائه، ويجعل عملية التبرّز مؤلمة، وقد يميل الطفل إلى هذه العادة تبعًا للأسباب الآتية: [4]
- عدم رغبة الطفل في استخدام الحمام خارج بيته، أو الرائحة الكريهة للحمام.
- وجود إصابة في منطقة المستقيم، مثل الشق الشرجي، مما يجعل التبرز مؤلمًا.
أسباب الإمساك عند الأطفال الرضع
قد يصعب ملاحظة الإمساك عند الرضع، لأن العلامات غير واضحة للوالدين، وهذا ما يتطلّب استشارة الطبيب، ولكنْ يُشار إلى بعض أسباب الإمساك لدى الأطفال الرضّع، ومنها: [1][7][8]
- الخطأ في تحضير زجاجة الحليب، حيث لا تتناسب كمية الحليب مع الماء، وبهذا يُصبح الحليب مركزًا وثقيلًا على معدة الطفل.
- تغيير نوع الحليب المستخدم، كالتبديل بين أصناف الحليب الصناعي، واستعمال الأصناف المُعدّة من حليب الأبقار، أو عند استخدام الحليب الصناعي بدلًا من حليب الأم.
- عدم كفاية السوائل التي يتناولها الطفل الرضيع، لا سيّما خلال الأجواء الحارة، التي تتطلّب زيادةً في مرّات الإرضاع لدى الأطفال الذين يقلّ عمرهم عن 6 شهور، وشرب كميات إضافية من الماء للأطفال الذين يزيد عمرهم عن 6 شهور، وهذا للحفاظ على رطوبة البراز، وتسهيل عبوره في الأمعاء.
- تناول الطفل للأطعمة الصلبة قبل بلوغه 6 شهور، أو إعطائه كميات كبيرة من البقوليات، كالعدس والبازيلاء.
- صعوبة الإخراج، حيث يَحبس الرضيعُ البرازَ؛ بسبب شُعوره بالألم، أو وجود تسلّخات في المنطقة المحيطة بالشرج.
وفي حال كان الرضيع مصابًا بالإمساك، يُوصى بالاطلاع على التوصيات الآتية: [8]
- الابتعاد عن إضافة الأرز المطحون، أو مستخلص الشعير، أو السكّر إلى زجاجة الحليب، حيث إنّ هذه الخيارات غير مفيدة في علاج الإمساك.
- تجنّب إعطاء عصير البرقوق إلى الطفل الرضيع، حيث يحوي مركّبات تُهيّج الأمعاء.
دواعي استشارة الطبيب
تستدعي بعض حالات الإمساك عند الأطفال استشارة الطبيب العاجلة، ومنها: [6][9]
- ظهور الإمساك في عمر مبكر.
- الحمى المتكررة.
- ألم البطن المستمر.
- الانتفاخ.
- تورّم البطن.
- الإسهال الدموي.
- القيح أو الصديد حول فتحة الشرج.
- صعوبة المشي.
- القيء الصفراوي؛ الذي يظهر باللون الأصفر.
- مشاكل النمو.
- سوء التغذية.
نصيحة الطبي
تُوجد العديد من أسباب الإمساك عند الأطفال، منها ما يتعلّق بحالتهم النفسيّة، وشعورهم بالقلق أو الخوف، ومنها ما يرتبط بنظامهم الغذائيّ، مثل تناول كميات كبيرة من منتجات الألبان، ومنها ما يتعلق بميولهم إلى اللعب وتأجيل الذهاب إلى دورة المياه، ولكنّ توجد حلول للتعامل مع هذه الأسباب.
بإمكانك سؤال الطبيب عن أسباب الإمساك عند الأطفال؛ عبر مكالمة صوتية أو محادثة نصيّة، وذلك من خلال خدمة الاستشارة الطبية عن بعدٍ، التي يُوفّرها موقع الطبي على مدار 24 ساعةً، وطيلة أيام الأسبوع.