يعتقد كثير من الأشخاص أن عملية التخسيس هي الحل الأمثل والأكثر فعّالية للتخلص من السمنة وخسارة الوزن الزائد والحصول على الجسم المثالي، ولكن هذا أمر خاطيء، لأن عملية التخسيس يمكن أن تسبب مضاعفات خطيرة في بعض الأحيان، حيث أنها لا تناسب كافة الأشخاص، ويمكن أن تؤثر على حياتهم بالسلب.
الحالات التي لا يجب فيها إجراء عملية التخسيس
الأطفال الصغار
تشكل عملية التخسيس خطورة على صحة الأطفال الصغار، فلا ينبغي إجراؤها لطفل أقل من 18 عام إلا في بعض الحالات الإستثنائية وفقاً لرأي الطبيب، فقد تتطلب بعض الحالات الأقل من 18 عام إجراء عملية التخسيس لأن السمنة تهدد حياتهم، ويكون هذا بعمل وموافقة الوالدين.
ولكن بشكل عام لا يحبذ إجراء عملية تخسيس للتخلص من سمنة الأطفال لأنها يمكن أن تؤثر على حالتهم النفسية بالسلب، والأفضل هو اتباع حمية غذائية مناسبة بالإضافة إلى ممارسة الرياضة، حيث يسهل على الطفل فقدان الوزن الزائد بشكل أسرع من الكبار، ويمكن تشجيع الطفل من خلال مشاركته في نظامه الغذائي لتحفيزه على اتباع الحمية وخسارة الوزن بطريقة آمنة وصحية.
وبشكل عام، يجب أن يعتاد الطفل على تناول الأطعمة الصحية التي تساعد في بناء ونمو الجسم ولا تسبب زيادة الوزن، مع التنويع في العناصر الغذائية التي يحصل عليها، وتأتي الخضروات والفواكه في مقدمة هذه الأطعمة، بالإضافة إلى الحبوب الكاملة والبروتينات الخالية من الدهون، كما يجب أن يتناول نسبة قليلة من النشويات يومياً.
الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة
يمكن أن تتسبب السمنة في الإصابة بالعديد من الأمراض الخطيرة مثل مرض السكري من النوع الثاني وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والشرايين، ولكن في حالة الإصابة بهذه الأمراض بالفعل، يجب التأكد من امكانية إجراء عملية السمنة لأنها تشكل خطورة على حياة الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة، وتهدد حياتهم.
ولتفادي مخاطر عمليات التخسيس على الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة، يجب إجراء كافة التحاليل اللازمة للتأكد من تناسب العملية مع حالتهم الصحية، وخاصةً مع تناول أدوية لعلاج الأمراض المزمنة، وحينها يمكن للطبيب أن يتخذ القرار بشأن إمكانية أجراء العملية أم لا.
الأشخاص بوزن أقل من 100 كيلوغرام
لا تتناسب عملية التخسيس مع الأشخاص الذين تقل أوزانهم عن 100 كيلوغرام، بل يمكن أن تشكل خطورة على حياتهم، كما يجب ألا يقل مؤشر كتلة الجسم عن 40، ففي حالة زيادة الوزن ومؤشر الكتلة عن هذه الأرقام يمكن إجراء عملية التخسيس.
أما في حالة كان الشخص أقل من 100 كيلوغرام، فإن عملية التخسيس لا تناسبه، والأفضل هو اتباع حمية غذائية وفقاً لوزنه ومرحلته العمرية ونسبة الدهون الموجودة في الجسم، بالإضافة إلى ممارسة الرياضة التي تزيد من حرق الدهون.
وفي حالة صعوبة فقدان الوزن للأشخاص الأقل من 100 كيلوغرام، يجب إجراء فحوصات للتأكد من عدم وجود مشكلة صحية تؤثر على معدل الحرق في الجسم، مثل اضطرابات الغدة الدرقية التي تسبب خلل الهرمونات المسؤولة عن حرق الدهون والوزن.
اقرأ أيضاً: هل السمنة وراثية؟
الأشخاص في عمر متقدم
أيضاً لا يجب إجراء عملية تخسيس لشخص في مرحلة متقدمة من عمره، لأنها تشكل خطورة على حياته، وخاصةً الأشخاص فوق السبعين عاماً، فلن تناسبهم عملية التخسيس، حيث أنهم أكثر عرضة لمشاكل صحية عديدة في حالة إجراء عملية جراحية، مثل انقطاع التنفس ومشاكل القلب.
كما أن الأشخاص في عمر متقدم يمكن أن تحدث لهم مضاعفات نتيجة التخدير اللازم لعملية التخسيس، وهذا يعني عدم إمكانية إجراء هذه العمليات لأنها يمكن أن تهدد حياتهم.
الإصابة بمشاكل نفسية وعقلية
لا يمكن إجراء عملية التخسيس للأشخاص الذين يعانون من مشاكل نفسية وأمراض عقلية تؤثر على حياتهم وتجعلهم لا يتمكنوا من اتخاذ القرارات المختلفة في حياتهم، حيث أن عملية التخسيس يمكن أن تزيد من المشاكل التي يعانوا منها بدلاً من علاجها.
كما أن الأشخاص الذين تناولوا أدوية مضادة للإكتئاب يمكن أن يعانوا من زيادة الوزن بشكل ملحوظ، وبالتالي يمكن أن يستعيدوا الوزن الزائد بعد إجراء العملية لاستمرارهم في تناول هذه الأدوية التي تزيد الشهية والوزن.
اقرأ أيضاً: ما هو الاكتئاب
خطوات تقييم حالة مريض السمنة
يجب أن يقوم مريض السمنة ببعض الخطوات التي تساعد الطبيب في تقييم الحالة والموافقة على إجراء عملية التخسيس. وتتمثل هذه الخطوات في:
أيضاً يتحدث الطبيب مع المريض حول نمط الحياة الذي يلي إجراء العملية، حيث أنه يجب أن يقوم بتغيير نظامه الغذائي لإتمام عملية إنقاص الوزن، ولن يتمكن من تناول الأطعمة غير الصحية كما سبق، ويجب أن يكون المريض على استعداد لتطبيق هذه التغيرات في حياته.
كما أن قياس الوزن ومستوى الدهون في الجسم يساعد في تحديد العملية الجراحية الأنسب للمريض، حيث تختلف العملية وفقاً لكمية الدهون التي يحتاج المريض إلى التخلص منها.
ويكون قياس الوزن ومؤشر الكتلة ونسبة الدهون من خلال أجهزة شديدة الدقة لتظهر كافة التفاصيل حول وزن مريض السمنة.
كما يساعد إجراء الفحوصات في اكتشاف أي مشكلة صحية يعاني منها المريض دون علمه، والتي يمكن أن تكون سبباً رئيسياً في صعوبة فقدان الوزن، فعلى سبيل المثال، تتسبب اضطرابات الغدة الدرقية في صعوبة التخلص من الوزن الزائد، وتحتاج بعض الحالات إلى تناول أدوية لعلاج هذه المشكلة، كما أنها قد تتطلب تدخل جراحي في بعض الحالات الأخرى.
ففي بعض الحالات، ينبغي على المريض أن يتناول أطعمة محددة خلال الأيام السابقة للعملية إستعداداً لها، كما يجب أن يستعد لمرحلة جديدة في حياته وتحديات كبيرة تواجهه.
اقرأ أيضاً: عمليات السمنة المفرطة
اقرأ أيضاً: التدخل الجراحي لعلاج السمنة
اقرأ أيضاً: ما تحتاج أن تعرفه عن عملية تكميم المعدة
اقرأ أيضاً: بالون المعدة لعلاج السمنة و مضاعفاتها