من الطبيعي أن يكون للمولود الجديد الحاجة للاتصال بجسد أمه بعد أن قضى تسعة أشهر من حياته في أحشائها، فحمل الرضيع بالقرب من صدرك بطريقة دافئة وآمنة سيحيطه بهالة من الأحاسيس التي ستذكره بحياته داخل الرحم، حيث سيكون قادراً على اشتمام رائحتك، والشعور بنبضات قلبك، وسيشعر الثقة بالعالم من حوله من خلال ضمه برفق إلى صدرك، وهذه هي أفضل طريقة لمساعدته على أن يصبح أكثراستقلالية في المستقبل.
قد تشعرين ببعض التوتر عند حمل أو شيل طفلك لأول مرة، فهو ليس بالأمر السهل، كما ستخافين من أن ينزلق الطفل من بين يديك بسبب صغر حجمه وضعفه، لكن يمكنك من خلال اتباع مجموعة من التعليمات تعلم طريقة حمل الرضيع بطريقة صحيحة وآمنة.
التحضير لحمل الرضيع
من الضروري الأخذ بعين الاعتبار أهمية كل من الخطوات التالية قبل حمل الرضيع:
- نظفي يديك جيداً، حيث لا يزال نمو الجهاز المناعي الخاص بطفلك مستمراً، ومن الممكن أن تنتقل إليه العدوى بسهولة، لذلك، عليك غسل يديك بالماء والصابون قبل حمله، كما من المهم توفير معقم اليدين بالقرب من الطفل ليتمكن كل من يرغب بحمل الطفل من استخدامه.
- كوني مرتاحة وواثقة من نفسك، فمن الطبيعي أن تشعري بالخوف في بداية الأمر، ولكن ما يلبث أن يتبدد هذا الشعور مع مرور الوقت.
- وفري الدعم الجيد لرأس وعنق الطفل، حيث لا يستطيع الأطفال حديثو الولادة من قلة السيطرة على عضلات الرقبة حتى الشهر الثالث من العمر، كما ينبغي التأكيد على ضرورة عدم الضغط على منطقة يافوخ الطفل أثناء حمله.
الطريقة الصحيحة لحمل الرضيع
إن تعلم كيفية حمل الرضيع من الأمور الهامة، وجدير بالذكر أنه يمكن حمل الطفل الرضيع منذ ولادته وحتى وصوله إلى سن الثالثة من العمر، ويكون ذلك من خلال اختيار وضعيات الحمل المناسبة، حيث يمكنك عزيزتي تجربة عدة وضعيات لحمل طفلك لفهم ما يناسبه بشكل أفضل، وفيما يلي سنسرد أمثلة على بعض الوضعيات السليمة لحمل الرضيع، لتجنب الوقوع في أخطاء حمل الرضيع:
- حمل الرضيع باتجاه الكتف (بالإنجليزية: Shoulder hold)، وهي الطريقة الأكثر شيوعا، فهي تتيح للطفل سماع دقات قلبك، ويكون فيها جسم الطفل موازياً لجسمك، بحيث ترفعينه إلى ارتفاع كتفك، مما يمكنه من وضع رأسه عليه، مع ضرورة الانتباه لدعم رأسه ورقبته بيد واحدة، واستخدام اليد الأخرى لدعم مؤخرته.
- حمل الرضيع بوضعية المهد (بالإنجليزية: Cradle hold)، تساعد وضعية الحمل هذه الطفل على النوم، وتكون من خلال جعل جسم الطفل موازياً لمستوى صدرك، حيث تضعين رأسه على ساعدك، وتحافظين على دعم مؤخرة الطفل وفخذيه بيدك الأخرى.
- حمل الرضيع في مواجهة البطن (بالإنجليزية: Belly hold)، تعتبر هذه الوضعية من الوضعيات المفضلة عند الأطفال، فهي تساعده على التجشؤ والتخلص من الغازات، بحيث يكون صدر وبطن الطفل على ساعد يدكِ، ووجهه للأسفل، بالإضافة إلى وضع اليد الأخرى على ظهره برفق، مع ضرورة التأكد من دعم عنقه ورأسه طوال الوقت.
- حمل الرضيع بوضعية المقعد (بالإنجليزية: Chair hold)، يمكن استخدام هذه الوضعية بعد ثلاثة شهور من ولادة الطفل، بحيث يصبح بإمكانه السيطرة على رأسه وعنقه بشكل كامل، وتكون بوضع إحدى اليدين تحت مؤخرة الرضيع بوضعية الجلوس، مع وضع اليد الأخرى على صدره لدعمه.
- حمل الرضيع وجهاً لوجه (بالإنجليزية: Face-to-face hold)، تتيح لك هذه الوضعية التواصل والتفاعل مع طفلك، وتتم من خلال دعم رأس طفلك وعنقه بيد واحدة، ووضع اليد الأخرى تحت مؤخرته، وحمله وجهاً لوجه أسفل صدرك مباشرة.
- حمل الرضيع في الحضن (بالإنجليزية: Lap hold)، يمكن استخدام هذه الوضعية أثناء إرضاع الطفل بزجاجة الحليب بينما تكونين جالسة، حيث تضعين قدميك على الأرض وتضعين الطفل في حضنك، يكون رأس الطفل عند ركبتيك ووجهه للأعلى.
أقرأ أيضاً: خلع الكتف عند الاطفال حديثي الولادة
نصائح يجب التقيد بها عند حمل الرضيع
إليك عزيزتي الأم بعض النصائح التي تساعدك على حمل الرضيع برفق دون التسبب له بالأذى:
- تأكدي من ملامسة جلد الطفل لجلدك، فهي طريقة ممتازة للحفاظ على دفئه، وتحسين الترابط فيما بينكما.
- في حال كنت تشعرين بالتوتر أثناء حمل الرضيع، فيمكنك حمله وأنت جالسة، كما أن هذه الوضعية تناسب حمل الأطفال ذوي الأوزان الثقيلة نسبياً.
- لا تحملي الطفل أثناء الطهي، أو أثناء التعامل مع شيء ساخن لئلا تتسببي في وقوع حادث.
- عند الحاجة لحمل الرضيع كثيرا ولفترات طويلة، بإمكانك استخدام وسادة لدعمه، خصوصاً عند إرضاعه.
- في حال كنتِ ترغبين في إيقاظ الطفل، بإمكانك لمس خديه أو دغدغة قدميه بلطف.
- استخدمي كلتا يديك في حمل الرضيع، خصوصاً عند صعود السلالم أو نزولها، وهذه هي أيضاً طريقة حمل الطفل الرضيع عند الخروج للمشي.
- تجنبي كثرة حمل الرضيع بدون داع إلى ذلك.
اقرأ أيضاً: مغص الأطفال: شكوى الأبوين المستمرة
فوائد حمل الرضيع
هناك فوائد عديدة لحمل الرضيع، منها:
- يلبي حمل الرضيع الحاجة الشديدة للاتصال، كما يساعد في تأسيس رابطة عاطفية قوية بين الوالدين والطفل.
- يساعد حمل الرضيع على التكيف تدريجياً مع بيئته الجديدة.
- يحفز حمل الرضيع نمو عضلاته وتطور وركه.
- يساعد حمل الرضيع عمودياً على تسهيل عملية الهضم.
- يساعد حمل الرضيع على التجشؤ والتخلص من الغازات التي تسبب له المغص.
- يحفز حمل الرضيع على المشاركة في الأنشطة اليومية، والاندماج في الحياة الأسرية.
اقرأ أيضاً: الكشف المبكر عن خلع الورك عند المواليد
رغبة الطفل الرضيع بأن يبقى محمولاً طوال الوقت
تعد رغبة الطفل الرضيع بالحمل طوال الوقت مشكلة تواجه العديد من الآباء حيث تشكو بعض السيدات وتقول طفلي لا يسكت الا اذا حملته، أو طفلي الرضيع منزعج دائماً، حيث من الممكن أن يتعود الطفل على الحمل، فستجدينه يستمر بالبكاء والصراخ عندما تضعينه من بين يديك، ولا يتوقف إلى أن تحمليه من جديد، ومن أهم الأسباب التي تؤدي إلى هذه المشكلة:
- صعوبة تكيف الطفلمع البيئة خارج الرحم.
- شعور الطفل بالقلق حيال إدراكه بأنه كائن منفصل عن أمه.
- رغبة الطفل بالحصول على الدفء والحنان من خلال اتصاله بوالدته.
يعد حل مشكلة حمل الطفل تحدياً صعباً، فهو يتطلب الكثير من الصبر، والمثابرة، والمرونة، ويمكن استشارة طبيب الأطفال للتعرف على طريقة حمل الرضيع بالشال، ومتى يمكن حمل الرضيع في الحمالة؟ ومتى يحمل الرضيع على الكتف؟ حيث أن هذه من بعض الوسائل التي يمكن أن تخفف عليك هذه المشكلة.
اقرأ أيضاً: كيفية التعامل مع الطفل العصبي
حل مشكلة حمل الطفل
فيما يلي بعض النصائح التي من الممكن أن تساعدك في حمال الرضع:
- لف الطفل (كوفلة الطفل): حيث من الضروري أن يشعر الأطفال حديثي الولادة بالدفء والراحة الكافية بعد الولادة، ويكون ذلك من خلال لفه ببطانية ناعمة لتزويده بالدفء المطلوب.
- توفير الراحة للطفل: حاولي أن تجعلي البيئة المحيطة بطفلك مريحة لتساعدينه على التكيف مع البيئة الجديدة.
- تعويد الطفل على أن يلعب وحده: ينبغي تعويد الطفل على وجود مسافة مناسبة بينك وبينه عند وضعه على السرير أو على الأرض للعب، كما يجب أن تحاولي حمله قبل أن يبدأ بالبكاء لئلا تعززي لديه فكرة أن البكاء يجعلك تحملينه، واطلبي عزيزتي من الآخرين من حولك أن يفعلوا الشيء نفسه.
- زيادة طول الفترات التي يستخدم فيها الألعاب للترفيه: يمكن أن تساعد الألعاب على تخفيف حاجة الطفل لكِ، ومن الأمثلة على الألعاب المفيدة في حالة الأطفال حديثي الولادة هي الألعاب ذات التباين اللوني مثل الأبيض والأسود، أو الألعاب التي تصدر أصواتاً، أو تلك التي تومض بأضواء معينة، حيث ستلاحظين الفرق بعد بضعة أيام في قدرة طفلك على الترفيه عن نفسه لفترات طويلة من الزمن.
اقرأ أيضاً: قماط الطفل ما بين الفوائد والاضرار
اقرأ أيضاً: فحوصات حديثي الولادة: احذروا تجاهلها
اقرأ أيضاً: أسباب البكاء عند الأطفال
شكر خاص للدكتور أكرم سعادة، أخصائي طب الأطفال، الذي ساهمت المعلومات القيمة التي قدمها في إثراء هذا المقال.