خلال العام الأول من عمر الطفل، يعاني الأبوين، وخاصةً الأم من التعب والإرهاق، واضطرابات النوم، ومع ذلك، فهو عام مليء بالمفاجآت واللحظات السعيدة التي لا تتكرر، فمع كل يوم، وفي كل شهر، تتطور حواس الطفل، ومهاراته، وقدراته، ويصبح ذلك الكائن الصغير أكبر حجماً وأكثر قدرةً على التواصل، والتعبير عن مشاعر الحب، والاندماج في هذا العالم الكبير.

لنتعرف على كافة المعلومات التي تخص الطفل في عامه الأول حتى تساعد الأم في نمو الطفل بصورة أفضل.

العناية بالمولود حتى بلوغه العام الاول

بالإضافة إلى كونه كائناً حياً صغيراً عاجزاً عن التعبير عن جوعه، أو نعاسه، أو ألمه، أو حتى توقه إلى الاحتضان والحنان، يحتاج الطفل إلى الكثير من الاهتمام والوعي بالتفاصيل الدقيقة المرتبطة بنموه وحاجاته. وتشمل الأمور الهامة فيعام الطفل الأول ما يلي:

  • الرضاعة الطبيعية، واتباع الطريقة الصحيحة لإرضاعه، ومراعاة جميع الإرشادات العلاجية والغذائية لزيادة إدرار الحليب، فذلك يساعد على نموه جيداً.
  • إعطاء الطفل فيتامين دمن اليوم الأول لولادته ووفقاً لإرشادات الطبيب.
  • العناية بالسرة حتى سقوط الملقط.
  • الختان للذكور والعناية بالعضو الذكري حتى يشفى.

وتتساءل الأمهات كيف اخلي طفلي عمره سنة دايما نظيف، حيث يجب تعلم الطريقة الصحيحة لتحميم الرضيع، وتنظيف وجهه، وعينيه، وأذنيه، وأنفه، مع تجنب الإجراءات التقليدية الخطيرة للعناية بالرضيع والتي تشمل تمليح الطفل أو تكحيله.

  • ضرورة مراجعة الأم والرضيع للطبيب، للتحقق من الحالة الصحية لكل منهما، ومتابعة نمو الطفل.
  • أخذ الطفل للقاحات والمطاعيم الضرورية خلال السنة الأولى من عمره لإعطائه المناعة والوقاية من الإصابة بالأمراض المعدية.

وتشهد حياة الأب تغيراً جذرياً أيضاً منذ اللحظة الأولى التي يحتضن بها طفله، حيث تصبح راحة الرضيع وتوفير كل ما يلزم له، ولنموه، وللحفاظ على صحته، أولوية بالنسبة له. ويشارك الأب، والأم، وحتى الأقارب في حمل الرضيع، والاعتناء به، وإلهائه، ومساعدته على استكشاف العالم الجديد من حوله.

ويشهد الوالدان بالإضافة إلى جميع اللحظات الجميلة، بعض الأحداث والساعات الصعبة والمقلقة التي يمكن أن تشمل:

  • بكاء الرضيع المستمر والمقلق بسبب أو دون سبب.
  • مغص الرضيع، وتقيؤه.
  • اضطرابات نوم الرضيع.
  • اضطراب الروتين اليومي لكل من الأب والأم، وهو الأمر الذي يؤثر على أوقات استيقاظهما، ونومهما، وعملهما، واستراحتهم.

حتى أن الأمور يمكن أن تتعقد لتصل إلى إصابة الأم أو الأب باكتئاب ما بعد الولادة.

وتشمل المشاكل الأخرى التي يواجهها الطفل في الأيام الأولى من عمره:

  • مشكلة اليرقان الذي يعاني منه بعض الرضع، والذي يمكن علاجه بسهولة في حال تشخيصه مبكراً، واتباع الإجراءات العلاجية اللازمة في أقرب وقت.
  • مشكلة الحمى التي يمكن أن تنجم عن الإصابة بالعدوى المختلفة والتي تستلم مراجعة الطبيب.
  • مشاكل الجهاز الهضمي: مثل الإسهال، أو الإمساك، المغص، الغازات، والإنتفاخات.
  • المشاكل الجلدية التي تشمل، قشرة الشعر وطفح الحفاض، وحبوب الجلد بأنواعها المختلفة.

تغذية الطفل خلال العام الأول

توصي منظمة الصحة العالمية وكافة المنظمات الصحية المحلية، والدولية، والعالمية بضرورة حصول الطفل على الرضاعة الطبيعية منذ الساعة الأولى من ولادته، وفي حال تعذر إرضاع الطفل لأسباب تتعلق بصحته أو صحة الأم أو أي ظروف أخرى، يمكن إعطاء الطفل حاجته من المواد الغذائية من خلال اختيار الحليب الصناعي الأنسب لحالة الطفل وتقبله.

وتواجه الأم بعض التساؤلات أو التعقيدات بالأطعمة غير المسموحة للطفل قبل بلوغه العام الأول من عمره، وحول كمية الطعام التي ينبغي له أن يتناولها، وصولاً إلى إمكانية فطامه قبل بلوغ العام الأول من عمره، أو اتخاذ قرار استمرار إرضاعه لفترة أطول.

وتبدأ الأم في كل الأحوال، بإدخال الأطعمة الصلبة والأغذية الأخرى شيئاً فشيئاً وحسب الإرشادات والتعليمات الموصى بها، وحسب استعداد الطفل عند بلوغه الشهر الرابع أو الخامس من العمر. وتبدأ الأم جولة استشارة طبيب الأطفال، والقريبات، والصديقات الفعليات أو التي حتى التي تعرفهن عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن أفضل وأشهى الوصفات التي يمكنها تحضيرها وإطعامها لطفلها الذي يكبر أمام عينها.

يجب أن يشمل جدول تغذية الطفل عمر سنة الأطعمة التالية:

  • البروتينات: مثل اللحم، الدجاج، السمك، والبيض.
  • الفواكه والخضروات بأنواعها المختلفة.
  • منتجات الألبان المناسبة لكل مرحلة.
  • النشويات والحبوب.

للمزيد: دليلك لتغذية الطفل الرضيع

مراحل تطور الطفل في عمر سنة

تتساءل كثير من الأمهات كيف أتعامل مع طفل عمره سنة لمساعدته على النمو، حيث يشهد العام الأول من عمر الطفل العديد من المراحل التطورية الجسدية، والإدراكية، والنفسية.

ولعل أبرز المراحل والمحطات التي ينبغي لنا التوقف عندها والإشارة إليها:

  • نوم الطفل بعمر السنة: يصبح نوم الطفل في هذه المرحلة أكثر استقراراً، فبإمكانه أن ينام فترة طويلة ليلاً على عكس المراحل السابقة، وهو ما يساعده على النمو بشكل أفضل.
  • النمو الجسدي، حيث يتغير حجم الطفل ووزنه بشكل كبير خلال العام الأول، وهو الأمر الذي يمكن ملاحظته من مقارنة الصور، أو الملابس والحاجيات الأساسية.
  • النمو الإدراكي، حيث يبدأ الطفل بتمييز الوجوه من حوله، والتعرف على والديه، والخوف من الغرباء، وجب التعرف على كيفية تنمية مهارات الطفل عمر سنة، وكيف تلعب مع طفل عمره سنة، فهي أمور هامة لتطوير شخصية وذكاء الطفل في عمر السنة.
  • النمو الحركي، فبعد أن يكون الرضيع عاجزاً عن التقلب في سريره من جنبٍ إلى آخر، يبدأ التطور الحركي لديه تدريجياً من خلال تحريك الجسم كاملاً، أو تحريك الأطراف السفلية والعلوية، وتمتين الرأس وتحريك الربة، والالتفاف، وحتى أن بعض الأطفال يمشون خطواتهم الأولى قبل عمر السنة.
  • النمو النفسي، حيث تبدأ معالم شخصية الطفل بالتشكل، ويبدأ بالتعبير بشكل حقيقي وصحيح عما يشعر به من خوف، أو جوع، أو ألم، أو امتعاض، أو سعادة.
  • التسنين، حيث يمكن أن يبدأ ظهور الأسنان من الشهر الرابع أو قبل ذلك، ويتوالى ظهور الأسنان اللبنية تدريجياً ليحصل معظم الأطفال على سنين على الأقل قبل بلوغهم العام الأول، ويمكن أن يتأخر التسنين أو أن يتوالى ظهور الأسنان بسرعة.

ولا شك أن مساعدة الطفل على التعرف على العالم الجديد من حوله، وتوفير الألعاب التي تمكنه من تمييز اختلاف الشكل، واللون، والملمس، مع مراعاة الحفاظ على سلامته وعدم تعريضه للمخاطر المختلفة، مثل:

  • خطر الاختناق.
  • السقوط.
  • الارتطام بالحواجز الصلبة أو المؤذية.
  • تناول الأدوية أو المواد الكيميائية أو السامة.

اقرأ أيضاً: مراحل نمو الطفل في السنة الأولى

الاحتفال بمرور عام كامل على ولادة طفلك

احتفلي سيدتي مع شريكك ومن تختارين من الأحباء، والأقارب، والمعارف ببلوغ طفلك العام الأول، واستذكري كافة اللحظات التي مررت بها معه، سواء كانت مقلقة أم جميلة، وكوني إلى جانبه دوماً، وثقي أنكم جميعاً قد تمكنتم من تجاوز الفترة الأصعب، وأن الكثير من السعادة بانتظاركم!