يعاني الأشخاص المصابون بالرهاب الاجتماعي (بالإنجليزية: Social Phobia)، والذي يعرف أيضًا باضطراب القلق الاجتماعي (بالإنجليزية: Social Anxiety Disorder) من خوف مستمر وشديد ناتج عن التعرض أو المشاركة في المواقف والأنشطة الاجتماعية، وتعد هذه الحالة النفسية الشائعة خلال سنوات المراهقة أمرًا مرهقًا ومزعجًا يؤثر في قدرة الشخص على التمتع بحياة طبيعية، فهل يمكن الوقاية من الرهاب الاجتماعي وتجنب حدوثه؟ [1]
هل يمكن الوقاية من الرهاب الاجتماعي؟
لا توجد حتى الآن طريقة فعّالة يمكن اعتمادها للوقاية التامة من الرهاب الاجتماعي، ومع ذلك هناك العديد من التقنيات والأساليب المفيدة في إدارة الأعراض أو تقليلها أو تخفيف حدتها، بالإضافة لتعليم المصاب كيفية التكيف في المواقف والأنشطة الاجتماعية المقلقة سواء أكانت محددة أو عامة. [2] [3]
ما النصائح الواجب اتباعها للتعامل مع الرهاب الاجتماعي؟
فيما يلي توضيح لأبرز النصائح والتقنيات التي يمكن الاستعانة بها للتعامل مع الرهاب الاجتماعي وتقليل حدة أعراضه: [1] [2] [3] [4] [5] [6]
- الحصول على الدعم والمساعدة في أقرب وقت ممكن؛ إذ قد يكون علاج الرهاب الاجتماعي أمرًا أكثر صعوبة إذا تأخر الشخص في تلقي العلاج المناسب.
- تعويد النفس على كتابة المذكرات اليومية، والتي تشمل الأحداث والأفكار والمواقف جميعها التي تعرض لها الشخص خلال اليوم، ويهدف ذلك إلى تحديد المواقف المحفزة لأعراض الرهاب الاجتماعي، والأمور والأنشطة التي يمكن القيام بها لتحقيق الراحة والاسترخاء.
- تحديد قائمة بالأولويات، والهدف منها إدارة وتنظيم الوقت والجهد بحذر، وتخصيص الوقت الكافي للقيام بالأمور والأنشطة الممتعة والمريحة للنفس.
- تجنب استخدام المواد غير الصحية التي قد يلجأ إليها الأشخاص المصابين بالحالات الصحية النفسية المختلفة كالرهاب الاجتماعي لتقليل حدة الأعراض، ومنها الكحول، والمخدرات، والكافيين، ومنتجات التدخين التي تحتوي على النيكوتين؛ إذ يمكن أن تسبب هذه المواد القلق أو تزيده سوءًا، ونظرًا لأن الإقلاع عن التدخين يمكن أن يسبب القلق أيضًا، فيوصى باستشارة الطبيب لمعرفة طرق الإقلاع عن التدخين المناسبة.
- تلقي العلاج السلوكي المعرفي (بالإنجليزية: Cognitive Behavioral Therapy - CBT)، وهو أحد أنواع العلاج النفسي الفعّال، وخلاله يحاول الطبيب تغيير الطريقة السلبية المحفزة للقلق التي يفكر بها الشخص أثناء تعرضه للمواقف الاجتماعية، وتعليمه كيفية السيطرة على الأعراض الجسدية للقلق من خلال تقنيات الاسترخاء، وتمارين التنفس.
- إجراء التغييرات الإيجابية في نمط الحياة للتحكم بأعراض الرهاب الاجتماعي، ومن أبرزها:
- الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
- التفكير في الانضمام لمجموعات الدعم، والتي تضم مجموعة من الأشخاص الذين يعانون كذلك من الرهاب الاجتماعي.
- تناول الأدوية الموصوفة بما في ذلك مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقالية للسيطرة على القلق بانتظام، وتجنب تفويت أي جرعة منها، ومن أبرزها:
- اسيتالوبرام (بالإنجليزية: Escitalopram).
- السيرترالين (بالإنجليزية: Sertraline).
ما الأضرار الناتجة عن الرهاب الاجتماعي؟
كما أسلف الذكر؛ يتداخل الرهاب الاجتماعي مع قدرة الشخص على التمتع بحياة طبيعية، ويعيق إنجازه للعديد من المهام والأنشطة اليومية سواء أكان في العمل أو المدرسة، ويجعله أكثر انطوائية وعزلة خوفًا من حكم الآخرين السلبي ونقدهم له، ويؤثر تجنبه للمواقف الاجتماعية المختلفة في علاقاته الشخصية، ما قد يؤدي لـ: [6] [7]
- احترام متدني للنفس.
- سيطرة الأفكار السلبية عوضًا عن الإيجابية.
- الاكتئاب.
- الحساسية تجاه النقد من الآخرين.
- ضعف المهارات الاجتماعية، وعدم القدرة على تحسينها أو تطويرها.
- انخفاض جودة الحياة.
- عدم القدرة على تكوين صداقات أو الاحتفاظ بها.
- تعاطي المخدرات.
- التفكير في الانتحار.
لمعرفة المزيد: الرهاب الاجتماعي
نصيحة الطبي
في حين أن لا يوجد طرق للوقاية من الرهاب الاجتماعي تمامًا، إلا أن اتباع بعض النصائح والأساليب يمكن أن يساعد على التعامل مع أعراض الرهاب الاجتماعي والسيطرة عليها، ما يمنح الشخص فرصة للتعايش مع حالته، ومحاولة الانخراط مجددًا مع الآخرين في مختلف المواقف الاجتماعية، لذا إذا كنت تعاني من الرهاب الاجتماعي فيمكنك الاستفادة من الطرق والأساليب المفيدة في التعامل مع هذه الحالة النفسية الشائعة.