يختلف علاج الانهيار العصبي حسب حالة المريض، فقد يقوم المعالج بتوجيه المريض إلى إجراء تغييرات في نمط الحياة بهدف تقليل الضغط النفسي، والتوتر، وتخفيف الانهيار العصبي، وفي حال لم يجد ذلك نفعًا يقوم المعالج بإجراء العلاج السلوكي المعرفي، وقد يتطلب الأمر في بعض الأحيان وحالات الانهيار العصبي الشديدة استخدام الأدوية النفسية.
تعرف في هذا المقال على هذه الطرق الثلاث لإدارة وعلاج الانهيار العصبي.
يمكن إدارة وعلاج الانهيار العصبي من خلال تغيير نمط الحياة، ومن الممكن أيضًا اتباعالعلاج السلوكي المعرفي للتعامل مع حالة الانهيار العصبي، وفي بعض الحالات يتم استخدام الأدوية، مثل مضادات الاكتئاب وأدوية علاج اضطراب القلق.
إدارة الانهيار العصبي بتغيير نمط الحياة
يعد تغيير نمط الحياة من الأساليب العلاجية البسيطة والفعالة في إدارة الانهيار العصبي، وفي بعض الحالات يمكن لتغييرات نمط الحياة وحدها أن تساعد في علاج الأمراض النفسية التي تسبب الانهيار العصبي مثل الاكتئاب والقلق، ومن أهم تغييرات نمط الحياة التي يمكن أن تساعد في إدارة الانهيار العصبي: [1]
- ممارسة التمارين الرياضية
تفيد التمارين الرياضية في تحسين الحالة المزاجية وتقليل أعراض الاكتئاب والقلق وإدارة الانهيار العصبي، حيث أنها تزيد إنتاج السيروتونين والاندروفين في الدماغ، وهي مواد كيميائية تساعد في علاج الاكتئاب، وقد يفيد التمرين في: [1]
- تعزيز الثقة بالنفس.
- زيادة احترام الذات.
- السيطرة على مشاكل النوم.
- تعزيز الروابط والعلاقات الاجتماعية.
كل هذه الأشياء لها تأثير إيجابي في إدارة الانهيار العصبي.
- اتباع نظام غذائي صحي
يعد الدماغ أحد أكثر أجزاء الجسم نشاطًا في عملية التمثيل الغذائي ويحتاج إلى إمداده بشكل مستمر بحاجته من العناصر الغذائية ليقوم بوظائفه المختلفة ولإنتاج النواقل العصبية التي قد يؤدي الخلل في إنتاجها إلى ظهور أعراض القلق أو الاكتئاب، ومن أهم النصائح التي تفيد في الحصول على الغذاء الصحي لإدارة الانهيار العصبي: [1] [2]
- الابتعاد عن شرب الكحول
يعد شرب الكحول من أحد العوامل المسببة للاكتئاب وبالرغم من ذلك يلجأ بعض الأشخاص إليه لحل مشاكلهم النفسية دون وعيهم بأنه يسبب زيادة سوء الأعراض، لذلك يجب على الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب التوقف عن شرب الكحول لأنه قد يؤدي إلى حدوث انهيار عصبي. [1]
- النوم
تؤثر قلة النوم على الحالة المزاجية، ويعود السبب في ذلك إلى أن النواقل العصبية اللازمة لدعم الحالة المزاجية يتم تجديدها في أثناء النوم. وبالتالي يجب الحصول على قدر كافي من النوم للحفاظ على دماغ متوازن والمساعدة في تخفيف الاكتئاب والقلق، إذ يعد الأشخاص الذين لا يحصلون على قسط كافٍ من النوم أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب الشديد والانهيار العصبي. [1]
ومن أهم النصائح للحصول على القسط الكافي من النوم الصحي وتخفيف الانهيار العصبي:[2]
اقرأ أيضًا: أعراض الانهيار العصبي
- الحد من التوتر
يؤدي التوتر إلى تفاقم الاكتئاب والقلق وبالتالي زيادة خطر الانهيار العصبي، ويمكن أن تفيد استراتيجيات إدارة التوتر في تقليل خطر الانهيار العصبي، وزيادة الهدوء والقدرة على إدارة التحديات والسيطرة على زمام الأمور، ومن أهم طرق للتغلب على التوتر: [1] [2]
علاج الانهيار العصبي بالعلاج السلوكي المعرفي
يساعد العلاج السلوكي المعرفي في إدارة المشاكل عن طريق تغيير طريقة التفكير وردود الفعل، وهو يستخدم لعلاج المشاكلالصحية العقلية والجسدية ويفيد في علاج القلق، والاكتئاب، والانهيار العصبي. [3]
يعتمد العلاج السلوكي المعرفي على ترابط الأفكار، والمشاعر، والأفعال، ويهدف العلاج السلوكي المعرفي إلى التعامل مع المشكلات الصعبة بطريقة أكثر إيجابية وفعالية عن طريق تقسيمها إلى أجزاء أصغر. ويبحث عن طرق عملية لتحسين الحالة الذهنية بشكل يومي. [3] [4]
يستخدم العلاج السلوكي المعرفي في إدارة وعلاج الانهيار العصبي بالإضافة إلى عدد من حالات الصحة العقلية المختلفة التي قد تزيد احتمال حدوث الانهيار العصبي مثل: [3] [5]
- الاكتئاب والقلق.
- اضطراب الوسواس القهري.
- اضطراب الهلع.
- اضطراب ما بعد الصدمة.
- الذهان والفصام.
- مشاكل النوم والأرق.
- المشاكل المرتبطة بإساءة استخدام الكحول.
علاج الانهيار العصبي بالأدوية
هناك عدة أنواع مختلفة من الأدوية المتاحة لعلاج الأمراض العقلية والنفسية التي تسبب الانهيار العصبي، مثل مضادات الاكتئاب، ومضادات القلق، ومضادات الذهان، ومثبتات المزاج، والأدوية المنشطة. [6]
- مضادات الاكتئاب
تتوفر العديد من الخيارات الدوائية لعلاج الاكتئاب الذي قد يؤدي لحدوث الانهيار العصبي وأهمها: [6] [7]
- مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (بالإنجليزية: Selective Serotonin Reuptake Inhibitors (SSRIs))، مثل سيتالوبرام، وفلوكستين، فلوفوكسامين.
- مثبطات السيروتونين والنورإبينفرين الانتقائية (بالإنجليزية: Selective Serotonin & Norepinephrine Reuptake Inhibitors (SNRIs))، مثل ديسفنلافاكسين، دولوكستين، ليفوميلناسيبران.
- مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات (بالإنجليزية: Tricyclic Antidepressants)، مثل أميتريبتيلين، إيميبرامين، نورتريبتيلين.
- دواء ميثيل فولات (بالإنجليزية: L-methylfolate)، وهو دواء مرخص من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية في علاج الاكتئاب، وهو الشكل النشط لأحد فيتامينات ب التي تسمى حمض الفوليك، ويساعد في تنظيم النواقل العصبية التي تتحكم في الحالة المزاجية.
تتطلب مضادات الاكتئاب وصفة طبية ويقوم الطبيب بتحديد الدواء المناسب، وتستغرق هذه الأدوية عادةً من 4 إلى 6 أسابيع لتصبح فعالة بشكل كامل. ,تختلف الآثار الجانبية اعتمادًا على نوع الدواء المستخدم، وقد تزول هذه الآثار الجانبية بمجرد أن يتكيف الجسم مع الدواء. [7]
قد يرتبط استخدام مضادات الاكتئاب ببعض التأثيرات الجانبية مثل: اضطرابات المعدة، والصداع، والعجز الجنسي، ويجب عدم التوقف عن استخدام مضادات الاكتئاب بشكل مفاجئ، بل يجب تقليل الجرعة تدريجيًا على مدى عدة أسابيع مع العديد من مضادات الاكتئاب تحت إشراف الطبيب، فقد يؤدي التوقف عن تناولها فجأة إلى انتكاس الاكتئاب وظهور أعراض الانسحاب. [6] [7]
- أدوية علاج اضطرابات القلق
قد يقوم المعالج بوصف أدوية علاج القلق، بحال كان سبب الانهيار العصبي هو اضطراب القلق المزمن وغير المعالج، وتعد مضادات الاكتئاب، وخاصة مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية، فعالة أيضًا في علاج العديد من أنواع اضطرابات القلق، مثل اضطراب الهلع، والرهاب الاجتماعي، وتشمل الأدوية الأخرى المضادة للقلق البنزوديازيبينات مثل ألبرازولام، وكلونازيبام، والديازيبام. [6] [7]
يرتبط استخدام هذه الأدوية بخطر الإدمان لذا فهي غير مرغوبة للاستخدام على المدى الطويل، وتشمل الآثار الجانبية المحتملة الأخرى: النعاس، وضعف التركيز، والتهيج. [6]
نصيحة الطبي
يمكن إدارة وعلاج الانهيار العصبي بثلاث طرق، وهي: تغيير نمط الحياة من خلال ممارسة الرياضة، واتباع نظام غذائي صحي، والحصول على القدر الكافي من النوم، أو علاج الانهيار العصبي بالعلاج السلوكي المعرفي، أو من الممكن أيضًا استخدام الأدوية مثل مضادات الاكتئاب وأدوية علاج اضطراب القلق.