تعد الحروق من الإصابات الشائعة التي قد تحدث للأطفال والكبار، وتنجم عن التعرض للحرارة المفرطة من لهب أو سوائل ساخنة، أو ملامسة مواد كيميائية، أو صعق بالكهرباء، وربما قد تحدث جراء التعرض لأشعة الشمس المباشرة فترة طويلة. يعتمد علاج الحروق على إجراء الإسعافات الأولية واستعمال أدوية لتخفيف الأعراض في الحالات البسيطة، أما الحروق الشديدة فتستدعي التوجه للمستشفى على الفور. [1]
يتناول هذا المقال طرق علاج الحروق البسيطة والشديدة مع توضيح كافة الخطوات والتعليمات للتعامل مع الحروق، وكيفية تخفيف الألم وتعزيز الشفاء، والحد من حدوث ندبات قدر الإمكان.
ما هي درجات الحروق؟
تختلف درجة الحرق بناء على عمق الضرر الذي يلحق بالجلد، وتشمل ما يلي: [2][3]
- حروق الدرجة الأولى: تؤثر حروق الدرجة الأولى على طبقة الجلد السطحية (البشرة) فتؤدي إلى حدوث ألم مع احمرار والتهاب الجلد، وربما تورم خفيف.
- حروق الدرجة الثانية: تؤثر حروق الدرجة الثانية على طبقة البشرة والأدمة وتتسبب في الشعور بألم أكثر شدة، واحمرار، وانتفاخ الجلد، وتكون فقاعات مليئة بسائل.
- حروق الدرجة الثالثة والرابعة وما بعدها: تصيب الحروق الشديدة من الدرجة الثالثة والرابعة وما بعد ذلك جميع طبقات الجلد، وربما تؤثر على الأنسجة تحت الجلد من الدهون والعضلات وقد تصل إلى العظام. تتسم أعراض الحروق الشديدة بمظهر طبقة شمعية بيضاء، أو يصبح النسيج أسود متفحمًا، أو بنيًا داكنًا.
علاج الحروق
يمكن علاج الحروق في المنزل في حالات حروق الدرجة الأولى والثانية، ولكن تستدعي الحروق الشديدة تلقي العلاج في المستشفى. [4]
تتضمن خطوات علاج الحروق ما يلي:
الابتعاد عن مصدر الحريق
تعد أول خطوة في علاج الحروق هي إبعاد الجسم عن مصدر الحريق وإطفاء أي مواد مشتعلة تلتصق بالجسم، وكذلك إخماد النار والابتعاد عن المكان. [5]
إزالة الملابس والمجوهرات
ينبغي إزالة الملابس المحترقة وفي حال التصاق جزء منها بمكان الحرق يوصى بقص الملابس حول هذه المنطقة وعدم محاولة إزالة الجزء الملتصق بالجلد لتجنب تفاقم الضرر. [5]
يجب أيضًا خلع المجوهرات القريبة من مكان الحرق خاصة الخواتم، نظرًا لأن منطقة الحرق قد تنتفخ ويصعب إزالة المجوهرات فيما بعد. [5]
وضع المنطقة المصابة تحت ماء جاري
يعد من أهم خطوات علاج الحروق هي وضع المنطقة المصابة تحت ماء جاري مدة 20 دقيقة لتبريد الجلد وتخفيف الألم، وكذلك لتهدئة التهيج ومنع حدوث مزيد من الضرر. [4]
ينبغي في علاج الحروق الكيميائية غسل المنطقة المصابة بماء فاتر مع الحرص الشديد على عدم نثر المادة الكيميائية على الجلد السليم. [1]
يوصى بأن يكون الماء فاترًا وليس باردًا، ويمكن عمل كمادات إذا لم يتوفر مصدر ماء جارٍ ولكن يمنع استخدام الماء المثلج أو الثلج في علاج الحروق. [5]
تنظيف المنطقة المصابة
يساهم وضع المنطقة المصابة تحت الماء في تنظيف الحرق ولكن ينصح أيضًا بغسل الحرق برفق باستخدام صابون مضاد للبكتيريا لتجنب الإصابة بعدوى مع مراعاة عدم فرك الجلد. [4]
استخدام الكريمات الموضعية
قد يساهم استخدام بعض المراهم في علاج الحروق بالمنزل، مثل: [6][7][8][9][10]
- الألوفيرا: يعمل الألوفيرا على ترطيب الجلد وتسكين الألم، وتخفيف الالتهاب، فضلًا عن المساهمة في إصلاح الجلد والتئامه، ولكن يقتصر استعمال جل الألوفيرا على علاج الحروق السطحية وحروق الشمس.
- الفازلين: قد يفيد الفازلين في علاج الحروق البسيطة من خلال تكوين طبقة عازلة لحماية الجلد.
- مراهم بيتا سيتوستيرول: يعد من أبرز مراهم الحروق المراهم التي تحتوي على بيتا سيتوستيرول (بالإنجليزية: B-Sitosterol)، حيث تعمل على الحد من الألم، وتخفيف الالتهاب، والمساعدة على التئام الجلد وشفاؤه، وكذلك تقليل احتمالية حدوث ندبات.
- كريم سلفاديازين الفضة: يعد سلفاديازين الفضة (بالإنجليزية: Silver-Sulfadiazine) من مضادات البكتيريا، يستخدم في علاج الحروق من الدرجة الثانية، حيث يعمل على الوقاية من العدوى البكتيرية وعلاجها. يستعمل هذا الكريم عن طريق وضع طبقة رقيقة على الجلد مرة إلى مرتين يوميًا. يمنع تطبيق كريم سلفاديازين الفضة حول العين، أو استخدامه في علاج الحروق للأطفال أقل من شهرين، أو الحوامل، أو المرضعات.
جدير بالذكر أنه يمنع علاج الحروق بمعجون الأسنان، أو الزبدة، أو الزيوت، وكذلك البيض، إذ أن هذه المكونات قد تؤدي إلى حدوث مزيد من الالتهاب وتفاقم المشكلة، كما أنها تبطئ التئام الجلد، علاوة على الإصابة بعدوى. [6]
للمزيد: أهم 10 مراهم للحروق ودواعي استخدامها
استعمال المضادات الحيوية
يمكن أن تستخدم المضادات الحيوية الموضعية في الحروق لا سيما في علاج الحروق المنتفخة أو ذات الفقاعات، إذ تعمل المضادات الحيوية على علاج العدوى ومن ثم تسريع عملية التئام الجلد. [4]
نذكر فيما يلي أمثلة لمضادات حيوية تستخدم في علاج الحروق ويمكن صرفها دون وصفة طبية: [11][12][13]
- الباسيتراسين (بالإنجليزية Bacitracin): هو مضاد حيوي يستعمل في علاج الحروق من الدرجة الأولى والثانية. يوضع الباسيتراسين على المنطقة المصابة مرة إلى ثلاث مرات يوميًا.
- البوليميكسين ب (بالإنجليزية: Polymyxin B): هو مضاد حيوي يستخدم في علاج الحروق حيث يعمل على قتل أو تثبيط نمو البكتيريا سالبة الجرام.
- النيومايسين (بالإنجليزية: Neomycin): ينتمي النيومايسين إلى عائلة الأمينوغليكوزيد وهو مضاد حيوي واسع المجال يستخدم لعلاج العدوى البكتيرية، ويطبق على المنطقة المصابة 3 مرات يوميًا.
تجدر الإشارة إلى أنه يوجد منتجات لعلاج الحروق الجلدية تحتوي على مزيج من الباسيتراسين، والبوليميكسين ب، والنيومايسين معًا. [14]
وضع ضمادة
يمكن تغطية الحروق بعد وضع المراهم بضمادة معقمة ناعمة غير لاصقة مع مراعاة عدم إغلاقها بإحكام على المنطقة المصابة، والحرص على تغييرها مرة أو مرتين في اليوم أو في حال اتساخها أو بللها. [6]
تتوفر ضمادات علاجية تحتوي على أدوية تسرع من عملية التئام الجلد، وتستخدم هذه الضمادات بمفردها لعلاج الحروق دون الحاجة إلى وضع مراهم حروق، ومن أمثلتها: [6][15][16][17]
- الضمادات الغروائية المائية (بالإنجليزية: Hydrocolloids): تعمل هذه الضمادات على ترطيب المنطقة المصابة، وتخفيف الألم، كما أنها تقي من العدوى، بل وتعزز التئام الجلد.
- ضمادات الهيدروجيل (بالإنجليزية: Hydrogel): تفيد هذه الضمادات في ترطيب الجلد، وتهدئة التهيج، وتسكين الألم، فضلًا عن تسريع عملية الالتئام.
- ضمادات الفضة(بالإنجليزية: Silver Impregnated Dressings): تتسم الفضة بخصائص مطهرة ومضادة للميكروبات، وتعد ضمادات الفضة أكثر فاعلية في تقليل حدوث عدوى وتخفيف الألم مقارنة بالكريمات الموضعية التي تحتوي على الفضة.
- الضمادات النفطية أو شاش الفازلين (بالإنجليزية: Petrolatum Impregnated Gauze): يتميز شاش الفازلين بعدم التصاقه بالمنطقة المصابة مع ترطيب الجلد وتوفير حماية له.
تناول مسكنات الألم
يساعد تناول مسكنات الألم في تخفيف الألم الناجم عن الحروق والحد من الالتهاب والتورم، ومن أمثلة هذه المسكنات: [4]
- الإيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen).
- النابروكسين (بالإنجليزية: Naproxen).
حماية المنطقة المصابة من الشمس
ينبغي الحرص على عدم تعرض المنطقة المصابة بالحروق للشمس، وبمجرد التئام الجلد يوصى بوضع واقي شمس مقاوم للماء مع عامل حماية 30 عند الخروج نهارًا للحد من تندب الجلد. [18]
اقرأ أيضًا: أفضل العلاجات المنزلية للحروق والأخطاء الشائعة في علاجها
علاج الحروق الشديدة
تستدعي الإصابة بحروق شديدة طلب الرعاية الطبية الطارئة، حيث يقتصر علاج الحروق في مثل هذه الحالات على المستشفى ولا يمكن علاجها في المنزل. [5]
يوجد بعض الإرشادات التي ينبغي اتباعها إلى حين وصول الإسعاف ونقل المريض للمستشفى، منها: [5][19]
- تغطية المنطقة المصابة بضمادة معقمة غير لاصقة دون إحكام إغلاقها.
- وضع فواصل من الضمادات بين الأصابع إذا كانت مصابة.
- تجنب نقع المنطقة المصابة في ماء أو تطبيق أي مراهم أو مستحضرات.
- إبعاد الملابس عن منطقة الحرق دون محاولة إزالة الملابس الملتصقة، وعدم نزع الملابس في المناطق السليمة.
- جعل المصاب يستلقي مع رفع قدميه قليلًا عن مستوى الجسم لتجنب الإصابة بصدمة، ما لم يكن الحرق في منطقة الرأس، أو الرقبة، أو الساق.
- فحص النبض ومراقبة التنفس.
- تغطية المصاب ببطانية أو ما إلى ذلك.
يتضمن علاج الحروق في المستشفى ما يلي: [5][19]
- إعطاء السوائل الوريدية.
- إعطاء مضادات حيوية ومسكنات للألم.
- تنظيف المنطقة المصابة وإزالة الجلد الميت جراحيًا.
- إعطاء لقاح الكزاز.
- ترقيع الجلد حيث أن الحروق الشديدة غالبًا لا تلتئم تلقائيًا.
اقرأ أيضًا: كيفية التعامل مع حروق الأطفال
نصيحة الطبي
يعتمد علاج الحروق البسيطة على إجراء الإسعافات الأولية لتقليل الضرر والألم قدر الإمكان، ومن ثم تطبيق المراهم التي تخفف من الالتهاب وتقي من العدوى. بينما ينبغي الذهاب إلى المستشفى في حالات الحروق الشديدة، أو عند الإصابة بحرق في الوجه أو الرقبة أو على أحد المفاصل، أو إذا كانت مساحة الحرق أكبر من 7 سم²، وكذلك إذا صاحب الحرق حمى أو ألم شديد.