الشره المرضي العصبي ودواء بروزاك

تتنوع الأمراض النفسية والعقلية بدرجة كبيرة، وتعد تحديات الحياة وضغط القرناء أحد أهم الأسباب التي تدفع الناس للوقوع تحت طائلة المرض النفسي.

يعد النهام العصابي أو الشره المرضي العصبي واحد من تلك الحالات المرضية التي تصيب الناس نتيجة محاولة مجاراة القواعد العامة التي يضعها المجتمع للشكل المثالي الذي يجب أو يبدو عليه الشخص.

بساعد تلقي الدواء المناسب للحالة الذي يصفه الطبيب المختص في الحد من أعراض الشره العصبي كثيراً، فتتحسن حالة المريض وتنتظم سلوكياته الغذائبة، من ضمن تلك العلاجات حبوب بروزاك لانقاص الوزن، نستعرض بالمقال فوائد بروزاك في علاج الشره العصبي، ونجيب على التساؤل الشهير، هل حبوب بروزاك تسمن؟

الشره المرضي العصبي

يعد النهام العصابي (بالإنجليزية: Bulimia Nervosa) من الأمراض العقلية والنفسية وهو من اضطرابات الأكل، وقد يقع ضحيته أي شخص في أي عمر، أو جنس، ومن أي عرق.

يعاني مرضى الشره المرضي العصبي من سلكويات غذائية تتلخص في الإقبال على تناول الطعام بكميت كبيرة وشراهة عالية في مدة زمنية قصيرة، ويطلق على هذه المرحلة الإفراط في تناول الطعام.

يلي مرحلة الشراهة مرحلة تسمى بالتطهير وفيها يحاول المريض التخلص مما تناوله عن طريق إجبار النفس على التقيؤ أو تناول العلاجات المسهلة، ومدرات البول، وقد يلجأون إلى المبالغة في ممارسة الرياضة بشكل قاسي، والصيام لفترات طويلة، وهكذا سلسلة متوالية من الإقبال على الطعام والتطهير، فيصاب المريض بمضاعفات جسدية تؤذي الجسم، وقد تؤدي للوفاة.

يساعد بروزاك للنهام العصابي في الحد من تلك السلوكيات ليبدأ المريض في التعافي سريعاً وبصورة دائمة.

للمزيد: اضطرابات الأكل

يجب الانتباه من الخلط بين مرض الشره العصبي والإقبال الطبيعي على الطعام الذي يتشاركه العديد من الناس المحبيبن للأكل، حيث يتميز مرض النهام العصابي بالصفات التالية التي تميزه عن حب تناول الطعام المعتاد:

• يقبل المريض على الطعام دون أن يشعر بما يفعله وكأنه مدفوع دفعا لهذا الفعل، فلا يستطيع السيطرة على كمية الأكل أو سرعة تناوله.
• يلي الإقبال على الطعام بشراهة محاولات عديدة للتخلص من الطعام.
• يتناول مريض النهم العصبي أطعمة قد لا يميل لها في المعتاد.
• يشكو مرضى الشره دائماً من وزنهم الزائد وشكل جسمهم بصورة مبالغ فيها، ويعربون دائماًً عن رغبتهم في خسارة الوزن، ودائمي الانتقاد لأنفسهم.
• يلجأ مريض النهم إلى تلك السلوكيات عند الشعور العميق بالحزن أو اليأس، وكأنه وسيلة للتغلب على التوتر، أو الغضب. (1)(2)

للمزيد: اسباب الاكل العاطفي وعلاجه

بروزاك لعلاج النهام العصابي

يكثر استخدام مضادات الاكتئاب كجزء أساسي في علاج اضطرابات الأكل مثل فقدان الشهية العصبي، والشراهة في تناول الطعام، و الشره المرضي العصبي، الذي يستخدم لعلاجه دواء بروزاك، يعمل بروزاك للنهم العصبي وغيره من مثبطات السيروتينون الانتقائية عن طريق زيادة مستوى السيروتينون في الجسم.

ينظم بروزاك دواء مستويات المواد الكيميائية في الدماغ المتحكمة في الحالة المزاجية، حيث يؤدي الإحساس بالذنب إلى الاكتئاب حول الشراهة في تناول الطعام ومحاولة التخلص السريع مما تناوله المريض، يساعد بروزاك لعلاح الشره المرضي العصبي في خلق حالة متزنة ومستقرة من المشاعر، مما يساعد المريض في الخروج من تلك الحلقة المتكررة.

تأثير بروزاك على مريض الشره العصبي

تتغير سلوكيات وطباع مريض الشره العصبي المرضي بعد تناول حبوب بروزاك، فتقل نوبات الإفراط في الطعام القهرية، وكذلك نوبات التطهير بما يصل إلى نسبة 75%، كما تعتدل نظرة المريض لشخصه وتصوره الدائم أنه في حاجة إلى فقدان الوزن، ويكف عن انتقاد نفسه ولومها، وتقل مخاوفه عن كونه سمين أو يمتلك جسداً غير متناسق وهو ما يخالف الواقع بصورة مبالغ بها.

يستغرق علاج بروزاك عدة أسابيع حتى تظهر نتائجه على مريض الشره العصبي، لكن يوصى بالاستمرار في تناول الجرعات الموصوفة من قبل الطبيب، وعدم التوقف دون طلب الاستشارة. (3)(4)

اقرأ أيضاً: فوائد بروزاك للصحة النفسية

هل حبوب بروزاك تزيد الوزن؟

يتكرر السؤال كثيراً حول تأثير بروزاك على الوزن، وما إذ كانت حبوب بروزاك تسمن أم تنحف، تعمل معظم العلاجات المضادة للاكتئاب ومن ضمنها بروزاك على زيادة الوزن بالفعل مع حوالي 25% من المرضى، فقد يكتسب المريض حوالي 5 أو 6 كيلو غرامات وأحياناً أكثر من ذلك، في مدة علاجية أطول من 12 أسبوع فيما يقارب فترة 6 أشهر.

تعد تلك الزيادة في الوزن نتيجة استخدام بروزاك دواء هي أحد الآثار الجانبية، ويجب عدم تناول بروزاك لأغراض التسمين أو اكتساب الوزن، حيث أن بروزاك يصنف علاجاً للاكتئاب، والتوتر، وما شابههم من الحالات النفسية. (5)