تبدأ العناية بصحة الفم والأسنان منذ الصغر، وتحديداً خلال فترة الرضاعة، حيث أن حليب الأم يلعب دوراً رئيسياً في مدى تأثير حليب الأم على نمو أسنان الطفل، وترتبط الرضاعة الطبيعية لفترة قصيرة مع وجود حالات شاذة في تطور الوجه والأسنان.
وتساهم حركة العضلات المعقدة التي تنفذها عضلات الفكين واللسان عند الطفل أثناء الرضاعة الطبيعية في تطور ونمو الفك والأسنان. كما أن للرضاعة الطبيعية فوائد على الفك السفلي؛ حيث أنها تحفزه للانتقال من مركزه البعيد الى موضع متقدم وهذا ما يسمى بالخطوة الأولى للإطباق الفيزيولوجي. وبهذه الطريقة، فإنها تجنب تراجع الفك السفلي وتحسن العلاقة بين الفك العلوي والفك السفلي.
وفي هذا المقال، سوف نتعرف على تأثير حليب الام على نمو الاسنان وقوتها.
فوائد حليب الام لتحسين اطباق الاسنان
تساهم الرضاعة الطبيعية في الحفاظ على صحة أسنان الطفل، والحصول على أفضل إطباق لفكي الأسنان، حيث أن استمرار الأم في الرضاعة الطبيعية للطفل لمدة لا تقل عن 6 شهور (خاصة الستة أشهر الأولى) بعد الولادة تجعل الرضيع أقل عرضة من غيره للإصابة بتشوهات الأسنان أو ظهور مشاكل أخرى، مثل:
- اعوجاج الأسنان أو التأثير على اصطفافها: تزداد فرص حدوث اعوجاج الأسنان أو عدم اصطفافها بشكل طبيعي في حالة عدم إعطاء الطفل حليب الأم.
- العضة المفتوحة، وتعني وجود مسافة بين الأسنان الأمامية العلوية والسفلية بحيث لا تصل الأسنان العلوية للأسنان السفلية.
- العضة المعكوسة: وهي حالة تعض فيها الأسنان الأمامية العلوية خلف الأسنان السفلية مباشرة بدلاً من أمامها.
وبالتالي يمكن الحفاظ على صحة أسنان طفلك وحمايته من هذه المشكلات من خلال حليب الأم بدلاً من اللجوء إلى تقويم الأسنان فيما بعد.
اقرأ أيضاً: العضة المفتوحة الأمامية .. أحدث المفاهيم العلاجية
فوائد حليب الام اثناء بزوغ الاسنان
تنصح الأكاديمية الأمريكية لطب أسنان الأطفال (بالإنجليزية: American Academy of Pediatrics) باستمرار حصول الطفل على حليب الأم لمدة عام كامل، ولا تفضل أبداً الانقطاع عن الرضاعة الطبيعية قبل ذلك حتى أثناء بزوغ الأسنان، كذلك أشادت منظمة الصحة العالمية (بالإنجليزية: World Health Organization) بعدم فطام الطفل قبل إتمام عامين كاملين من الرضاعة الطبيعية، وذلك للأمور التالية:
- الحفاظعلى الصحة العامة للطفل، وكذلك صحة الفم.
- تعزيزالجهاز المناعي للطفل، لوقايته من العدوى المحتملة.
- ضمانسلامة تكوين عظامه وأسنان بطريقة صحية.
كما أن للرضاعة الطبيعية تأثيرا إيجابياً على النمو الطبيعي والتناغم لعظام الفكين، وخاصة الفك العلوي. وفي الوقت نفسه، فإن حليب الأم يساهم في تطوير عملية التنفس، والبلع، والمضغ، والتنسيق بينهم في تناغم. كما تمنع عناصر المناعة المكتسبة أثناء الرضاعة تمنع االحساسية والتهابات الجهاز التنفسي التي غالباً ما تسبب تشوهات الفم والأسنان.
كذلك تلعب الرضاعة الطبيعية دوراً كبيراً في تقوية عضلات الفك مثل عضلة الخد أو ما يعرف بالعضلة المبوقة (بالإنجليزية: Buccinator Muscle).
للمزيد: زيارة الطفل الأولى لطبيب الأسنان قبل بلوغه العام الأول
فوائد حليب الام لمنع تسوس الاسنان
بالإضافة إلى فوائد حليب الأم في تغذية وتقوية مناعة الطفل، فإن الرضاعة الطبيعية تلعب دوراً كبيراً في الحفاظ على صحة أسنان الطفل وحمايتها من التسوس في سن صغيرة عوضاً عن استعمال زجاجة حليب الأطفال، والتي قد تحتوي على المشروبات السكرية المحلاة مثل اللبن الصناعي، أو العصائر بأنواعها، وخاصة وقت النوم، مما يتسبب في التصاق السكر على أسنان الطفل وبقائه لفترة زمنية طويلة، وبالتالي تعرض أسنانه للتسوس وخصوصاً الأسنان الأمامية، إذ تتأثر بالتسوس بشكل ملحوظ أكبر من بقية الأسنان، فيما لا تتسبب الرضاعة الطبيعية في تسوس الأسنان.
للمزيد: الوقاية من تسوس الأسنان عند الأطفال
فوائد حليب الام الاخرى لصحة اسنان الطفل
بالإضافة إلى فوائد حليب الأم السابقة، يوفر حليب الأم فوائد صحية أخرى، وتشمل:
- احتوائه على المغذيات: يحتوي حليب الأم على العديد من المغذيات المفيدة لنمو الطفل وإكسابه مناعة طبيعية.
- سهولة امتصاص الحليب: لأن حليب الأم مادة غذائية سهلة الامتصاص، فإنه يسهل امتصاص الأطفال والرضع للمغذيات والمعادن الموجودة بها، مما يساهم في تقوية الأسنان ومنع تكاثر البكتيريا على الأسنان.
- الوقاية من الإمساك والاضطرابات الهضمية:يساعد حليب الأم في تقليل احتمالية الإصابة بالإمساك، والمغص، والاضطرابات الهضمية التي يمكن أن تصيب الطفل الرضيع، على عكس الحليب الصناعي الذي يزيد فرص حدوث هذه المشكلات الصحية.
اقرأ أيضاً: فوائد الرضاعة الطبيعية
العناية باسنان الطفل خلال فترة الرضاعة
قد تجهل العديد من الأمهات أن أسنان الطفل تبدأ بالنمو في الرحم، لذلك من الضروري العناية بأسنان الطفل أثناء الحمل، وبعد بضعة أيام من الولادة، وعلى مدار الأشهر والسنوات القادمة، وذلك باتباع الإجراءات التالية:
- يجب البدء في مسح لثة الطفل بقطعة شاش نظيفة ورطبة أو قطعة قماش كل يوم، كما تتوفر فرشاة أسنان شديدة النعومة مخصصة للثة الرضع.
- يجب البدء مباشرة في تنظيف أسنان الطفل مرتين في اليوم بمجرد ظهور السن الأول، مع استخدام معجون أسنان خاص بالأطفال يحتوي على الفلورايد، وبكمية لا تزيد عن حجم حبة الأرز وذلك لمكافحة التسوس.
اقرأ أيضاً: معاجين الأسنان الخالية من الفلورايد: مع أم ضد؟
نصائح الوقاية من تسوس اسنان الطفل
بالإضافة إلى ضرورة تنظيف أسنان الطفل جيداً بالطرق التي ذكرناها سابقاً، سوف نعرفك على أهم نصائح الوقاية من تسوس أسنان الطفل:
- التأكد من عدم ترك أي أطعمة على أسنان الطفل: حليب الأم مع السكر هو أسوأ من السكر وحده عندما يتعلق الأمر بتسوس الأسنان، لذلك عليك التأكد من عدم ترك أي أطعمة أخرى على أسنان الطفل إذا كان الطفل يرضع رضاعة طبيعية طوال الليل.
- تجنب تناول الطفل للكثير من الأطعمة السكرية واللزجة أيضاً: حيث تزيد هذه الأطعمة من احتمالية إصابة الأسنان بالتسوس حتى بعد غسلها، وذلك لأنها تتعلق بالأسنان بقوة يصعب التخلص منها بشكل تام، وفي حالة تناول الطفل لأي أطعمة سكرية أو لزجة، فيجب التأكد من غسلها جيداً بعد ذلك.
- تجنب تبادل القبلات بين الأم ورضيعها: فبعد أن يحصل الطفل على أسنان، يمكن الحصول على البكتيريا المسببة للتسوس وتسمى المكورات العقدية، وذلك من خلال مشاركة اللعاب سواء ملامسة اللعاب من الأم أو أي شخص آخر للطفل، وللمساعدة في منع انتقال هذه البكتيريا إلى الطفل، ينصح بتجنب ملامسة أي لعاب لفم الطفل الرضيع، مثل: مشاركة الملاعق والأكواب، أو القبلات الرطبة على الفم، أو مضغ الطعام للطفل، أو وضع لهاية الطفل في فم الأم.
- تنظيف أسنان الطفل جيداً خاصة إذا كان يتناول أي شئ آخر غير حليب الأم مثل الأدوية.
كما قد يكون من المفيد للطفل أن يشرب الماء بعد الوجبات للمساعدة في غسل بقايا الطعام.
للمزيد: كيف تختار معجون اسنان مناسب؟