لا يقتصر دور الرضاعة الطبيعية على تغذية الرضيع وتعزيز صحته فحسب، بل قد تساهم أيضاً في الحفاظ على صحة الأم ووقايتها من سرطان الثدي أو الحد من خطر إصابتها به.
يتناول هذا المقال دور الرضاعة الطبيعية في الوقاية من سرطان الثدي.
الرضاعة الطبيعية والوقاية من سرطان الثدي
نذكر فيما يلي بعض المعلومات حول دور الرضاعة الطبيعية في تقليل معدل خطر الإصابة بسرطان الثدي لدى النساء، وذلك وفقاً لبعض المنظمات والأبحاث العالمية:
- وفقاً لمنظمة الصحة العالمية والمعهد الأمريكي لأبحاث السرطان، فإنه للحصول على فوائد الرضاعة الطبيعية في الوقاية من سرطان الثدي، فإنه لا بد من ممارستها لمدة 6 أشهر على الأقل. [1]
- وفقاً لإحدى الدراسات التحليلية التي اشتملت على إعادة تحليل بيانات 47 دراسة في 30 دولة، بلغ عدد الحالات بها مجتمعة 50302 امرأة مصابة بسرطان الثدي و96973 امرأة غير مصابة، فقد تبين ما يلي: [2]
- النساء المصابات بسرطان الثدي حظين بعدد ولادات أقل من النساء غير المصابات.
- انخفاض خطر الإصابة بسرطان الثدي بمعدل 4.3% عند النساء اللاتي مارسن الرضاعة الطبيعية لمدة عام (إجمالي مدة الرضاعة لجميع الأطفال).
- انخفاض خطر الإصابة بسرطان الثدي بمعدل 7.0% لكل ولادة.
- كلما كان إجمالي مدة الرضاعة الطبيعية أطول، كلما كان دورها في الوقاية من سرطان الثدي وتقليل خطر الإصابة به أكبر وملحوظ أكثر.
- عدم وجود اختلافات كبيرة بمعدل انخفاض خطر الإصابة بسرطان الثدي المرتبط بالرضاعة الطبيعية لدى النساء التي تباينت بينهن العديد من العوامل، مثل:
- وفقاً لدراسة نشرت عام 2019، فقد تلعب الرضاعة الطبيعية دوراً أكبر في تقليل خطر الإصابة ببعض أنواع سرطان الثدي على وجه الخصوص، إذ لوحظ ارتباط الرضاعة الطبيعية بانخفاض خطر سرطان الثدي السلبي لمستقبلات هرمون الإستروجين بمعدل أكبر مقارنةً بسرطان الثدي الإيجابي لمستقبلات الإستروجين. [3]
الرابط بين سرطان الثدي والرضاعة الطبيعية
على الرغم أنه ما زال هناك الحاجة إلى مزيد من الدراسات والأبحاث لتوضيح الأسباب وراء العلاقة بين الرضاعة الطبيعية وانخفاض خطر الإصابة بسرطان الثدي، لكن هناك بعض التفسيرات المحتملة حول هذه العلاقة، منها: [1][4]
- يرافق الرضاعة الطبيعية تغيرات في مستوى العديد من الهرمونات في الجسم، مما يؤدي إلى تأخير أو غياب الدورة الشهرية لدى المرأة المرضع طوال فترة الرضاعة أو معظمها، الأمر الذي يعني انخفاض معدل التعرض لبعض الهرمونات المرتبطة بزيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي، وخاصة الأندروجينات، مثل الإستروجين.
- يصاحب عملية الرضاعة الطبيعية عمليات تخلص وتقشير مستمرة لأنسجة الثدي، مما يساهم في القضاء على وإزالة الخلايا القابلة للتسرطن، بما في ذلك الخلايا غير الطبيعية أو التي تشتمل على ضرر في الحمض النووي الخاص بها.
يجدر الذكر أن الرضاعة الطبيعية قد تساهم أيضاً في تقليل خطر الإصابة بسرطان المبيض، وذلك نتيجة ما يصاحبها من تغيرات هرمونية في الجسم قد تمنع حصول الإباضة، وكلما قل معدل التبويض لدى المرأة كلما انخفض معدل التعرض لهرمون الإستروجين الذي قد يعزز من نمو الخلايا السرطانية. [1]
اقرأ أيضاً: الوقاية من سرطان الثدي
أسئلة شائعة حول الرضاعة الطبيعية وسرطان الثدي
نذكر فيما يلي بعض الأسئلة المتعلقة بالرضاعة الطبيعية وسرطان الثدي:
هل يمكن الإصابة بسرطان الثدي أثناء الرضاعة؟
نعم، لكنه أمر نادر الحدوث، إذ يقدر أن 3% فقط من النساء قد يصبن بسرطان الثدي أثناء فترة الرضاعة الطبيعية. [5]
هل تصوير الثدي بالأشعة السينية آمن أثناء الرضاعة؟
توصي إرشادات الكلية الأمريكية للأشعة الجديدة بعدم تأجيل تصوير الثدي الدوري في حال تزامن تاريخ إجراؤه مع الرضاعة الطبيعية أو في حال الشك أو الخوف من وجود إصابة بسرطان الثدي.
لكن، نظراً لزيادة كثافة أنسجة الثدي أثناء الرضاعة الطبيعية، فقد يصعب قليلاً اكتشاف أي تشوهات غير طبيعية في الثدي، مع ذلك، يوصى بعدم تأجيل تصوير الثدي إذا ما استدعت الحاجة.
ينصح بتفريغ الثديين قبل الخضوع للتصوير، لتقليل شعور الإنزعاج أثناء التصوير ولتسهيل قراءة صورة الماموجرام. [6]
هل الرضاعة آمنة في حال الإصابة بسرطان الثدي؟
يعتمد إمكانية إرضاع الأم لطفلها في حال إصابتها بسرطان الثدي بشكل رئيسي على خطة العلاج، إذ وعلى الرغم من أن السرطان لا يمكن أن ينتقل إلى الرضيع، إلا أن بعض علاجات السرطان قد يتم إفرازها عبر الحليب، ويمكن أن تسبب آثار وأضرار جانبية لدى الرضيع. [6]
للمزيد: سرطان الثدي أثناء الرضاعة