الشعور بمذاق مر في الفم عند تذوق طعام ما، أو بعد السعال، أو عند تناول بعض العقاقير والأدوية، هو أمر عادي وطبيعي، فغالباً ما تكون كل الأسباب السابقة مؤقتة وتزول بزوال السبب، ولكن أن تكون مرارة الفم أمراً دائماً ومزمناً، فهذا ليس طبيعياً بل ومدعاةً للقلق، ويمثل علامة على الإصابة بإحدى المشاكل الصحية.
حاسة التذوق حاسة مركبة وتتأثر بعوامل مثل ضعف صحة الأسنان، وجفاف الفم، وقلة الاهتمام بنظافة الفم، والحمل، كما يؤثر التدخين أيضاً بكل أنواعه على الفم، فيكسبه مذاقاً مراً ورائحة كريهة (بالإضافة إلى أضرار التدخين الكثيرة الأخرى والتي تتضمن الإصابة بالسرطان).
للمزيد: ما هي التأثيرات الصحية السلبية للتدخين؟
يتطلب علاج مرارة الفم المزمن علاج المسببات لها أولاً ليختفي المذاق المر بعد ذلك بالتبعية، أما في الحالات البسيطة غير الدائمة، والتي يشعر فيها الشخص بالمذاق المر على فترات متقطعة، فيمكن القضاء عليها في المنزل عن طريق بعض الطرق البسيطة.
أسباب مرارة الفم
الإحساس بمذاق المرارة في الفم ليس مرضاً بحد ذاته ولكنه قد يكون عرضاً لمرضٍ آخر، بالإضافة إلى الإزعاج الذي يسببه وإفساده لمذاق الطعام، نذكر في النقاط التالية مسببات مرارة الفم:
- متلازمةحرقة الفم (بالإنجليزية: Burning Mouth Syndrome): هي إحساس مؤلم جداً بالحرقة في الفم ويحدث بكامل الفم أو جزء منه، ومن أعراضه جفاف الفم والشعور بمذاق معدني أو مر، حيث تصيب متلازمة حرقة الفم الرجال والنساء، ولكنها تظهر بقوة عند النساء وخاصة في فترة الحيض أو انقطاع الطمث، ويعزو الأطباء سبب الإصابة بمتلازمة حرقة الفم إلى احتمالية حدوث تلف بأعصاب الفم، أو كنتيجة لمرض، أو ظرف معين مثل الإصابة بمرض السكري، أو التغييرات الهرمونية في فترة انقطاع الطمث.
- جفاف الفم: يحدث جفاف الفم نتيجة اضطراب الغدد اللعابية وبالتالي قلة إفراز اللعاب، وذلك نتيجة لعدد من العوامل منها: التقدم في العمر، والإصابة بالأمراض المناعية، والتدخين، وتؤدي قلة إفراز اللعاب إلى تغير المذاق بالفم إلى المرارة أو الملوحة أحياناً أخرى.
- ارتجاع الحمض (ارتجاع المريء): يحدث ارتجاع المريء عندما يندفع الطعام وأحماض المعدة في اتجاه عكسي إلى الأعلى نحو المريء والفم، مما يسبب مذاق المرارة، ومن أعراض ارتجاع المريء: إحساس بالحرقة في الصدر لعدة ساعات بعد تناول الطعام، ومشاكل في البلع، وسعال جاف مزمن.
- تلف الأعصاب: تتصل براعم التذوق مباشرة بأعصاب المخ، لذا فحدوث أي تلف بتلك الأعصاب يمكنه أن يغير من مذاق الأطعمة. يحدث تلف الأعصاب نتيجة أحد العوامل الآتية:
- الحمل: يتغير مستوى هرمون الإستروجين خلال فترة الحمل، مما يؤثر على براعم التذوق، شكت العديد من النساء من مذاق مر أو معدني أثناء فترة الحمل والذي غالباً ما يزول بعد الولادة.
- الإصابةبالمرض: عند الإصابة بالبرد أو التهاب الجيوب الأنفية، فإن الجسم يفرز طبيعياً بروتيناً معيناً بهدف القضاء على الأجسام الضارة وعلاج الالتهاب الحادث، يؤثر هذا البروتين على براعم التذوق مما يزيد الإحساس بالمرارة في الفم طوال فترة المرض.
- العقاقير والمكملات الغذائية: بعد امتصاص الأدوية والمكملات الغذائية، يحدث أن تفرز بقاياها في اللعاب، مما يترك مذاقاً مراً بالفم. أمثلة على تلك الأدوية:
- التهاب الفم: التهابات الفم الناتجة عن فطريات، أو بكتيريا، أو خمائر يمكنها أن تسبب مرارة في الفم ورائحة كريهة، ويزول المذاق تماماً بعد تمام الشفاء.
- مشاكل الأسنان: ضعف صحة الأسنان العامة من الممكن أن تسبب مرارة في الفم، وقد تسبب أيضاً زيادة في معدل النخر، والتهاب اللثة، بالإمكان تجنب كل تلك الأعراض عن طريق العناية بالأسنان.
- تناول بذور الصنوبر: يعاني البعض من الحساسية عند تناول بذور الصنوبر، حيث تستمر المرارة بالفم حوالي 3 أيام ثم تزول تلقائياً.
- أدوية علاج السرطان: التعرض للإشعاع والعلاج الكيميائي غالباً ما يسبب تهيج شديد في براعم التذوق لدرجة تغير طعم الماء إلى مذاق مر أو معدني.
للمزيد: جفاف الفم أسباب وعلاجات متعددة
اقرأ أيضاً: نظام غذائي لمرضى الارتجاع
للمزيد: كيف تختار معجون اسنان مناسب؟
طرق منزلية للقضاء على مرارة الفم
علاج مرارة الفم يوجب أولاً التعامل مع المسببات غير الظاهرة والمختفية تحت السطح، يتعامل الطبيب مع ذلك تبعاً للسبب الذي توصل إليه.
أما في حالة الإحساس المتقطع غير الدائم بمذاق المرارة، فذلك يمكن تجنبه بعدة طرق وهي:
- العناية الدائمة بالأسنان عن طريق تنظيف يومي بسيط بالفرشاة وخيط الأسنان، قد يساعد أيضاً استعمال غسول للفم أو مضمضة لإبعاد البكتيريا.
- تناول العلكة الخالية من السكر لحث الغدد اللعابية على إفراز المزيد من اللعاب.
- غسل الفم بمحلول من مسحوق الخبز (البيكربونات) مع الماء.
- تجنب مسببات ارتجاع المريء عن طريق الامتناع عن الأطعمة الدسمة أو الحارة، والإقلاع عن التدخين والكحوليات، وفقدان الوزن، واستبدال الوجبات الكبيرة بعدد من الوجبات الصغيرة موزعة على مدار اليوم.
- شرب كميات من الماء والسوائل طوال اليوم.