يواجه العديد من الأفراد تحديات صحية نفسية تؤثر على نوعية حياتهم وسلوكهم اليومي في عالمنا المعاصر. من بين هذه التحديات، يبرز اضطراب ثنائي القطب والاكتئاب الموسمي كمشكلتين نفسيتين تشكلان تحديات مختلفة للأفراد الذين يعانون منها. إن فهم هذين الاضطرابين النفسيين يمكن أن يساعد في تحسين الوعي بالمشكلات النفسية وتوجيه الأشخاص المتأثرين بها نحو العلاج والدعم المناسبين.
يهدف هذا المقال إلى تقديم فهم شامل لاضطرابي ثنائي القطب والاكتئاب الموسمي، والتسليط على التحديات والتأثيرات المحتملة التي يمكن أن يواجهها الأفراد المتأثرون بهذين الاضطرابين. والأعراض الشائعة والأسباب المحتملة وكيفية التشخيص وخيارات العلاج المتاحة. بالإضافة إلى نصائح عملية للأفراد الذين يعيشون مع هذه الاضطرابات.
اضطراب ثنائي القطب
يعد اضطراب ثنائي القطب اضطرابًا مزاجيًا يتراوح فيه السلوك بين مرحلتين رئيسيتين وهما مرحلة الهوس ومرحلة الاكتئاب. وفي حالة مرور اضطراب ثنائي القطب بمرحلة الهوس، يمكن للفرد أن يعيش فترات تتسم بزيادة كبيرة في النشاط والحماس، مع صعوبة في النوم، وربما شعور بعدم الحاجة إليه، واضطرابات في السلوك، وسهولة التشتت. [1]
أما عن أعراض اضطراب ثنائي القطب في مرحلة الاكتئاب، فتشمل الشعور باليأس والحزن الشديد، والخمول وفقدان الشهية، وصعوبة في إتمام المهام البسيطة، وزيادة الحاجة إلى النوم، وربما حتى التفكير في الانتحار. [1]
علاقة اضطراب ثنائي القطب بالاكتئاب الموسمي
يعد اضطراب المزاج الموسمي اضطرابًا نفسيًا نتيجة لتغيرات الطقس والمناخ، حيث يمكن تصنيفه كنوع فرعي ضمن اضطرابات الاكتئاب الرئيسية لاضطراب ثنائي القطب الذي يمكن أن يتأثر بالبيئة؛ مما يؤدي إلى ظهور أنماط موسمية في الأعراض المصاحبة له. وعادة ما يُعرف اضطراب المزاج الموسميبالاكتئاب الموسمي أو اكتئاب الشتاء.[1][2]
تعتبر الإناث، والأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و30 عامًا أكثر عرضة للإصابة بهذا الاضطراب، بالإضافة إلى المقيمين في المناطق الباردة والبعيدة عن خط الاستواء، وأولئك الذين يحملون تاريخًا عائليًا يتضمن أمراضًا نفسية كالاكتئاب. وعادة ما يعاني الأشخاص المصابين من أعراض اكتئابية في فصل الخريف أو الشتاء، وتشمل هذه الأعراض الآتي: [1][2]
- مزاج متدني ومنخفض يستمر لفترات طويلة.
- فقدان الاهتمام والمتعة بالأنشطة اليومية الاعتيادية.
- الخمول والتعب.
- شعور باليأس والذنب وانعدام القيمة وازدراء الذات.
- النوم لفترات أطول من المعتاد وصعوبة الاستيقاظ في الصباح ونعاس خلال فترة النهار.
- زيادة الوزن والرغبة في تناول الكربوهيدرات.
- صعوبة في التركيز والتشتت.
- انخفاض الرغبة الجنسية.
اقرأ أيضًا: تأثير المناخ على الصحة العقلية
أسباب الاكتئاب الموسمي
تعزى أسباب الاكتئاب الموسمي إلى مجموعة من العوامل والأسباب، وتؤدي هذه العوامل إلى هذا التحول المفاجئ في المزاج، ومن هذه العوامل، انقلاب الساعة البيولوجية للجسم والتغيرات في إنتاج هرمون الميلاتونين، وهو الهرمون الذي يسهم في تنظيم النوم والاستيقاظ. بالإضافة إلى انخفاض في مستوى فيتامين د في الجسم، وهو أمر يمكن أن يؤثر سلبًا على المزاج والصحة العامة، وفيما يلي توضيح بسيط لكل منها: [1][3]
- الساعة البيولوجية وهرمون الميلاتونين: وهو هرمون يتم إنتاجه من قبل الغدة الصنوبرية (بالإنجليزية: Pineal Gland) في الدماغ، وعندما يتم إفرازه في الدورة الدموية يسبب شعورًا بالتعب والنعاس، ويتم إفراز هذا الهرمون خلال الليل قبل ساعتين من النوم. ويتأثر إفراز الميلاتونين بأشعة الشمس؛ ففي فصل الشتاء تقل ساعات النهار، فينتج الدماغ كميات زائدة من الميلاتونين؛ مما يسبب شعورًا بالتعب خلال النهار، وبالتالي تشويشًا واضطرابًا في الساعة البيولوجية.
- فيتامين د: يتم امتصاص معظم فيتامين د من خلال أشعة الشمس. ففي فصل الشتاء، تقل أشعة الشمس نظرًا لقصر فترة النهار، فيقل امتصاصه وبالتالي مستوياته في الجسم. وتكمن أهمية فيتامين د أيضًا في تصنيع هرمون السيروتونين، والذي يلعب دورًا كبيرًا في تحسين المزاج.
نصائح للتعايش مع الاكتئاب الموسمي
يعزز وضع استراتيجيات معدة بعناية للتعايش مع الاكتئاب الموسمي من قدرة الأفراد على التغلب على هذه الحالة وتحسين نوعية حياتهم. كما أنه يساعد على التقليل بشكل كبير من شدة الأعراض ومنع تدهور الحالة النفسية حيث ينصح المختصون باتباع الآتي: [3]
- التعرض لأكبر قدر من الضوء الطبيعي.
- اتباع نمط حياة صحي وتناول غذاء متوازن.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
- تنظيم مواعيد النوم والحصول على القدر الكافي منه.
- استخدام خاصية العلاج بالضوء.
- الالتزام بتعليمات وإرشادات المختص النفسي.
نصيحة الطبي
يعد التعامل مع اضطراب ثنائي القطب والاكتئاب الموسمي تحديًا فريدًا من نوعه، ينصح الطبي بتبني استراتيجيات وممارسات صحية للتعايش مع هذه الاضطرابات. الالتزام بنمط غذائي متكامل وتبني أسلوب حياة صحي فيما يتعلق بالنوم وممارسة الرياضة بانتظام قد يحدث فرقًا هائلًا فيما يتعلق بالصحة النفسية وتحسين الحياة بكافة جوانبها، وعلى كافة الأصعدة.