أصبحت اورام الغدد الليمفاوية الحميدة منتشرة جداً في الوقت الحالي، ولحسن الحظ قد تكون بعض انتفاخات تلك الخلايا ذات مدلول جيد وليس سيء، لكن كيف يمكن التفريق بينها وبين السرطان؟ وما هي أعراضها وأسبابها؟ نتعرف على الإجابة وأكثر في السطور التالية.

ما هي اورام الغدد الليمفاوية الحميدة؟

تعد الخلايا الليمفاوية جزءاً من خلايا الدم البيضاء التي لها دور هام في مناعة الجسم، وقد يصيب غددها أوراماً حميدة أي أنها ليست سرطانية ولا تشكل تهديداً لحياة المريض، وهي تكتلات صغيرة تظهر بسبب نمو الخلايا الليمفاوية بصورة كبيرة غير متحكم فيها، كذلك قد يصعب تشخيص تلك الأورام مبكراً في بعض الحالات.

تعتبر اورام الغدد الليمفاوية الحميدة نادرة نسبياً، إذ يصاب شخص بين كل 2000 فقط بها.

اماكن ظهور اورام الغدد الليمفاوية الحميدة

يعد الموقع الأكثر شيوعاً لانتفاخ الغدد الليمفاوية الحميدة هو العقد الليمفاوية، ويمكن أن تظهر في عدة أماكن مختلفة، مثل:

  • الرئة.
  • الكبد.
  • العينين.
  • الجهاز الهضمي.

إن اورام الغدد الليمفاوية الحميدة أوراماً بطيئة الانتشار، كما أنها لا تطال مناطق محيطة بها في أغلب الأحيان، لكنها قد تتشابه في بعض الأوقات مع الأورام الخبيثة.

اسباب اورام الغدد الليمفاوية الحميدة

تعد الأسباب الرئيسية خلف ظهور أورام الغدد الليمفاوية الحميدة غير معروفة بشكل واضح، لكن قد تتسبب بعض العادات والأمور في ظهورها، ومن أهم تلك العوامل ما يلي:

  • الملوثات البيئية التي أصبحت منتشرة في كل مكان، والسموم الخطيرة المختلفة مثل الإشعاع.
  • أسباب وراثية.
  • العادات الغذائية الخاطئة، إذ مع الأسف بسبب الإيقاع السريع للحياة انتشرت المأكولات الضارة، والمبيدات الحشرية في الخضروات، والأطعمة المصنعة، بجانب العادات السيئة في تناول الطعام.
  • الصدمات الرضحية والإصابات المختلفة.
  • الإجهاد المستمر.

قد ترتبط كل الأسباب السابقة السابقة بارتفاع احتمال الإصابة بالأورام، كما قد تتسبب أيضاً بعض أنواع الأدوية في ظهورها، لكن هذا الأمر ما زال قيد البحث.


اعراض اورام الغدد الليمفاوية الحميدة

قد تبدأ الأعراض بوجود تورم أو تكتل صغير في منطقة معينة، مثل اورام الغدد الليمفاوية الحميدة في الرقبة، أو الصدر، أو البطن، أو غيرهم، وغالباً لا يصاحب تلك التكتلات ألماً، كما قد تظهر أعراض أخرى منها ما يلي:

  • الغثيان
  • ألم الصدر.
  • فقدان الوزن بشكل غير مبرر.
  • الإعياء، والتعب، وفقدان الطاقة.
  • الطفح الجلدي.
  • آلام أسفل الظهر.

تشخيص اورام الغدد الليمفاوية الحميدة

يحتاج الطبيب إلى إجراء بعض الفحوصات والتحاليل للتأكد من أن الورم حميد وليس خبيث، تبدأ بالفحص السريري لتحسس الورم والتأكد منه، ومن تلك الفحوصات ما يلي:

  • تحاليل الدم، للتحقق من وجود عدوى.
  • الأشعة المقطعية (بالإنجليزية: Computed Tomography or CT Scan)، والأشعة السينية (بالإنجليزية: X-ray)، والتصوير بالرنين المغناطيسي (بالإنجليزية: Magnetic Resonance Imaging or MRI)، والموجات فوق الصوتية (بالإنجليزية: Ultrasound)، لمعرفة شكل الغدد والورم بوضوح.

في بعض الحالات قد يطلب الطبيب أخذ خزعة بالمنظار (بالإنجليزية: Endoscopic Biopsy) مثلاً أو عينة من الخلايا الليمفاوية، خاصة عند الإصابة بالسرطان من قبل، أو إذا لم تكن الفحوصات السابقة فعالة في تحديد السبب، إذ تعد الخزعة الفحص الوحيد الذي يمكنه الفصل بين الورم الخبيث والحميد، بجانب تحديد مرحلة السرطان وطرق العلاج الأنسب من خلالها.

علاج اورام الغدد الليمفاوية الحميدة

يعتمد علاج اورام الغدد الليمفاوية الحميدة على تحديد المسبب والتخلص منه كما يلي:

  • تناول مضادات الفيروسات عند وجود عدوى فيروسية.
  • استخدام مثبطات المناعة عند وجود أحد أمراض المناعة الذاتية.
  • تناول المضادات الحيوية عند وجود عدوى بكتيرية.

كذلك ينصح باتباع بعض الأمور خلال فترة العلاج، وحتى تعود الغدد الليمفاوية إلى حجمها الطبيعي، ومن تلك الإجراءات ما يلي:

  • شرب كثير من الماء والسوائل.
  • استخدام الكمادات الدافئة.
  • تجنب الضغط على الورم.
  • الراحة.

يمكن أيضاً تناول بعض المسكنات، مثل الإيبوبروفين التابع لعائلة مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (بالإنجليزية: Non Steroidal Anti-inflammatory Drugs or NSAIDs)، لكن ينبغي استشارة الطبيب أو الصيدلي قبل تناولها، إذ يمنع مثلاً تناول الأطفال الأسبرين.

الفرق بين اورام الغدد الليمفاوية الحميدة والخبيثة

توجد عدة فحوصات يطلبها الطبيب للتفريق بين اورام الغدد الليمفاوية الحميدة والخبيثة نتيجة تشابههما، كما ذكرنا سابقاً، لكن قد تساعد بعض العلامات على التفريق أيضاً لكن بشكل غير قاطع، فمثلاً تتراجع التورمات الحميدة عند علاج السبب مثل العدوى الفيروسية وغيرها، على عكس الورم الخبيث الذي قد يظل منتفخاً عدة أسابيع متسبباً في الحمى والتعرق خلال الليل، مع عدم وجود مرض واضح أو عدوى محددة، كما قد يظهر الورم الخبيث بشكل متصلب ويسبب احمرار المنطقة المحيطة به.

كذلك تزداد احتمالية وجود الورم الخبيث مع الأشخاص المصابين حديثاً بالسرطان، أو من أصيبوا قريباً. لكن نؤكد أن الطبيب وحده القادر على التفريق بين الحالتين بشكل قاطع من خلال الفحوصات، خاصة عبر أخذ خزعة.

ينبغي العلم أن وجود تورم في الغدد الليمفاوية لفترة ما قد يدل على عمل الجهاز المناعي وقدرته على محاربة أنواع معينة من العدوى، أي أن هذا التورم الحميد المؤقت قد يعني وجود معركة جارية بين الجهاز المناعي وعدوى ما داخل الجسم وهو أمر جيد.

كذلك يختلف علاج سرطان الغدد الليمفاوية الخبيثة عن العلاجات التي ذكرناها سابقاً للورم الحميد، إذ يحتاج هذا الأول إلى طرق علاجية أكثر فتكاً بالسرطان، مثل العلاج الإشعاعي والكيماوي، والجراحة، وغيرهم.

اقرأ أيضاً: ما الفرق بين الورم والسرطان؟

ختاماً، ذكرنا في السطور السابقة أهم اعراض اورام الغدد الليمفاوية الحميدة، وطرق التفريق بين الورم السرطاني والورم الحميد، إذ لا بد من استشارة الطبيب للاطمئنان في حال كان الورم حميداً وعلاج السبب مبكراً، أو علاج السرطان في مراحله المبكرة قبل تطوره.

اقرأ أيضاً: تعرف الى فوائد السيلينيوم والوقاية من السرطان