تعرف التلبينة (بالإنجليزية: Talbina) بأنها حساء أو مرق محضر من الشعير المطحون. ويعود سبب تسميتها بهذا الاسم لقوامها الشبيه باللبن. وقد ذُكرت فوائدها الصحية في الأحاديث النبوية الشريفة، وأصبحت تعرف بالتلبينة النبوية. إضافة إلى ما سبق، تشتهر التلبينة بخصائصها المهدئة واحتوائها على العناصر الغذائية الأساسية التي يحتاجها الجسم، مما يفسر استخدامها منذ القدم لتخفيف مشاعر الحزن، والحفاظ على صحة المعدة والأمعاء، وتزويد الجسم بالمغذيات التي يحتاجها. [1]
ومن الجدير بالذكر أنَّ التلبينة النبوية تختلف عن ماء الشعير في طريقة التحضير؛ إذ يُحضر ماء الشعير من حبوب الشعير الكاملة كما هي دون طحنها، بينما تُحضر التلبينة النبوية من خلال طحن دقيق الشعير مع نخالته أو قشوره. [1]
فوائد التلبينة النبوية
تتميز التلبينة النبوية بفوائدها الصحية العديدة، ويعود السبب في ذلك لكونها غنية بالعناصر الغذائية الأساسية التي قد تلعب دورًا مهمًا في الحفاظ على صحة الجسم. كما أنَّ سهولة هضم التلبينة وقوامها اللطيف والخفيف على المعدة يجعلها خيارًا مناسبًا للأشخاص الذين يعانون من مشكلات تؤثر في الجهاز الهضمي. وتشمل فوائد التلبينة النبوية المحتملة ما يأتي:[2]
الحفاظ على صحة الجهاز الهضمي
قد يساعد محتوى التلبينة النبوية الغني بالعناصر الغذائية العديدة، مثل: الألياف، والفيتامينات، والمعادن الأساسية في الحفاظ على صحة الجهاز الهضمي، ويشمل ذلك تحسين عملية الهضم، وتعزيز الشعور بالشبع والامتلاء، وعلاج العديد من المشكلات الصحية التي تؤثر في الجهاز الهضمي أو الوقاية منها، مثل: [1][2]
- الإمساك: يمكن أن يساعد محتوى التلبينة النبوية الغني بالألياف في الحفاظ على حركة الأمعاء المنتظمة، وبالتالي يقلل من خطر الإصابة بالإمساك من خلال المساعدة على تليين البراز، وتسهيل مروره خارج الجسم.
- داء الرتج: يمكن أن يساعد تناول التلبينة النبوية على الوقاية من داء الرتج الذي يؤثر في الأمعاء الغليظة، أو التعافي منها في حال حدوثها.
للمزيد: صحة الجهاز الهضمي
تهدئة القلب وتخفيف الحزن
ورد عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قدرة التلبينة النبوية على تهدئة القلب، وتخفيف الحزن، ومنح مستهلكيها الراحة الجسدية والروحانية. ففي دراسة أجريت عام 2013، ونُشرت في مجلة التدخلات السريرية في الشيخوخة "Clinical Interventions in Aging" أن تناول مجموعة من كبار السن المصابين بالاكتئاب التلبينة النبوية لمدة 3 أسابيع ساهم في تقليل مستويات الاكتئاب، والقلق، والتوتر، واضطرابات المزاج. [2][3]
وترجح الدراسة قدرة التلبينة النبوية على تهدئة القلب لكونها غنية بالكربوهيدرات، والمعادن، والأحماض الأمينية مثل التربتوفان، كما أكدت الدراسة أن التلبينة النبوية قد تلعب دورًا مهمًا في الحفاظ على الصحة العقلية لكبار السن. [3]
الوقاية من مشكلات القلب والأوعية الدموية
يمكن أن يساعد الشعير المكون الأساسي للتلبينة النبوية على الوقاية من مشكلات القلب والأوعية الدموية، ويعود ذلك للخصائص المضادة للالتهابات والخافضة للكوليسترول التي يتميز بها فيتامين B3 أو النياسين (بالإنجليزية: Niacin)، والمواد الكيميائية النباتية الأخرى التي يحتويها، مثل الليغنان (بالإنجليزية: Lignans)، والفيتوستيرول (بالإنجليزية: Phytosterols). [1][4]
الحفاظ على مستويات سكر الدم
يساهم محتوى التلبينة النبوية بالألياف الغذائية، وتحديدًا الألياف القابلة للذوبان المعروفة باسم البيتا جلوكان (بالإنجليزية: Beta-Glucans) في الحفاظ على مستويات سكر الدم ضمن الحدود الطبيعية، مما يجعله خيارًا مفيدًا لمرضى السكري. [4]
كما يلعب محتوى التلبينة النبوية بمعدن المغنيسيوم، والذي يعد عاملًا مساعدًا لما يزيد عن 300 إنزيم، دورًا مهمًا في إتمام التفاعلات الكيميائية التي تحدث في الجسم بغرض استخدام الجلوكوز، وإفراز الأنسولين، مما يحمي مرضى السكري من النوع الثاني من ارتفاع مستويات سكر الدم غير المنضبط. [1]
دعم صحة جهاز المناعة
يلعب محتوى التلبينة النبوية الغني بالبيتا جلوكان دورًا مهمًا في دعم صحة جهاز المناعة؛ إذ إنه يعزز نشاط الخلايا المناعية وآليات الدفاع في الجسم، كما أن خصائصها المضادة للالتهابات قد تقلل من خطر الإصابة بالمشكلات الصحية المزمنة. [5]
بالإضافة للبيتا جلوكان تحتوي التلبينة النبوية على البكتيريا النافعة أو ما تسمى البروبيوتيك، ونسبة جيدة من فيتامينات A و B، والعديد من مضادات الأكسدة الموجودة في الزنك والمعادن النزرة الأخرى، والتي قد تساعد جميعها على تحسين ودعم صحة جهاز المناعة. [4]
فوائد أخرى للتلبينة النبوية
إضافة إلى ما سبق، يذكر من فوائد التلبينة النبوية ما يأتي: [4][6]
- علاج التهابات المسالك البولية: يُعتقد أن الشعير الذي تتكون منه التلبينة النبوية أحد أفضل مدرات البول، لذا يمكن أن يساعد تناولها على علاج التهابات المسالك البولية.
- ترميم أنسجة الجسم: قد يساعد محتوى التلبينة النبوية من البروتين على ترميم أنسجة الجسم المصابة، وذلك لكون البروتين مصدرًا غنيًا بالأحماض الأمينية اللازمة لبناء الأنسجة ونموها.
- بالإضافة إلى وظائف الجسم الأساسية المختلفة.
- الحفاظ على صحة العظام: يلعب محتوى التلبينة النبوية بالمعادن الأساسية، مثل: المغنيسيوم، والفوسفور، والمنغنيز، والسيلينيوم دورًا مهمًا في الحفاظ على صحة العظام.
- حماية خلايا الجسم من الإجهاد التأكسدي: تحتوي التلبينة النبوية على مضادات الأكسدة، مثل: الفينولات، وفيتامين E، والتي تساهم في حماية خلايا الجسم من الإجهاد التأكسدي الذي يرتبط بالشيخوخة، وعدد من المشكلات الصحية المزمنة.
كيفية تحضير التلبينة النبوية
لتحضير التلبينة النبوية، والاستفادة من جميع العناصر الغذائية التي تحتويها، يمكن اتباع الخطوات التالية: [7]
- إضافة ثلاث ملاعق كبيرة من دقيق الشعير غير المنخول إلى مقلاة الطهي. يمكن استخدام دقيق الشعير المنخول، إلا أن القيمة الغذائية لدقيق الشعير غير المنخول أعلى بسبب احتوائه على النخالة الغنية بالفيتامينات، والمعادن، والألياف الغذائية المفيدة للجسم.
- إضافة ثلاث أكواب أو ما يعادل 200 ملليلتر من الحليب البارد إلى دقيق الشعير.
- طبخ الخليط على نار هادئة مع تحريكه باستمرار.
- عند غليان المزيج، إضافة كمية قليلة من المنكهات مثل: الفانيليا، أو القرفة، أو الهيل، أو ماء الورد.
- الاستمرار بطبخ المزيج على نار هادئة لمدة تتراوح ما بين 10 - 15 دقيقة.
- إضافة ثلاث ملاعق كبيرة من العسل إلى المزيج قبل أن ينضج كليًا، مع التحريك المستمر حتى يغلي مجددًا.
- يوضع المزيج بعد اكتمال نضجه في طبق التقديم، ويمكن تزيين الوجه بالمكسرات والعسل.
اقرأ أيضًا: دقيق الشعير
حساب مؤشر كتلة الجسم
الرجاء ادخال الارقام باللغة الانجليزية
الرجاء ادخال الارقام باللغة الانجليزية
القيمة الغذائية للتلبينة النبوية
يوضح الجدول أدناه، مقدار ما يحتويه 25 جرام من التلبية النبوية الجافة غير المطبوخة من الطاقة والعناصر الغذائية الأساسية المختلفة: [5][8]
العنصر الغذائي
القيمة الغذائية
الطاقة
94 كيلو كالوري
254.5
الكربوهيدرات
21.6 جرام
27.8
البروتين
1.2 جرام
7.7
الدهون
0.2 جرام
12.5
الصوديوم
3.1 ملغ
5233.4
المغنيسيوم
14.5 ملغ
122.85
الزنك
5.2 ملغ
6.7
اقرأ أيضًا: أهم فوائد الشعير المغلي
نصيحة الطبي
يسعى الكثيرون لتجربة التلبينة النبوية بهدف تعزيز صحة الجسم، وعلاج بعض المشكلات الصحية؛ إذ إنها غنية بالعناصر الغذائية المختلفة التي تزود الجسم بما يحتاجه وتحافظ عليه. ويمكن الاستفادة من خدمة الاستشارات الطبية المتاحة يوميًا على مدار 24 ساعة على موقع الطبي للإجابة عن استفساراتكم الطبية.