يستخدم خل التفاح (بالإنجليزية: Apple Cider Vinegar) لأغراض عديدة كحفظ المأكولات، وإعطاء نكهة لذيذة للأطعمة، وتعقيم الخضراوات والفواكه، والأسطح المختلفة.
إضافة إلى ذلك، يتمتع خل التفاح العضوي بخواص عدة تتيح استخدامه كعلاج منزلي لبعض الأمراض أو المشاكل الصحية والوقاية منها. ومن فوائده واستخداماته الشائعة التحكم في سكر الدم والمساعدة في فقدان الوزن. لكن يجب التنويه إلى أهمية استشارة الطبيب قبل تناول خل التفاح وإدخاله إلى النظام الغذائي.
تعرف في هذا المقال على طريقة عمل خل التفاح، وفوائد خل التفاح، ومخاطر تناوله وآثاره الجانبية.
طريقة عمل خل التفاح
يتم إنتاج خل التفاح من خلال عملية تسمى التخمر، والتي تشتمل على مرحلتين، الأولى حيث يتفاعل السكر مع الخمائر أو البكتيريا ليتم تحويله إلى كحول. ثم يتم في المرحلة الثانية من التخمير تحويل الكحول إلى حمض الأسيتيك أو حمض الخليك (الخل)، وبذلك يتكون خل التفاح المخمر.
مكونات خل التفاح
يتكون خل التفاح من مجموعة من المواد والعناصر والمركبات التي تتمتع بخصائص مضادة للميكروبات وللأكسدة، كما يحتوي على الاحماض التي تمنحه الطعم اللاذع والرائحة القوية. وتتضمن مكوناته ما يلي:
- البكتين (بالإنجليزية: Pectin).
- العديد من الفيتامينات، مثل فيتامين B1، وفيتامين B2، وفيتامين B6، والبيوتين، وحمض الفوليك، والنياسين، وفيتامين سي.
- كميات بسيطة من المعادن، مثل الصوديوم، والفوسفور، والبوتاسيوم، والكالسيوم، والحديد، والمغنيسيوم.
- البكتيريا والأحماض اللبنية، وحمض الستريك، وحمض الماليك وهو ما يعرف باسم حمض التفاح أيضاً.
فوائد خل التفاح
يستخدم الكثير من الأفراد خل التفاح أثناء تحضير بعض الأطباق، مثل السلطة، وآخرين يشربونه بشكل مباشر أو يتناولون الكبسولات المحتوية على خل التفاح، وذلك لفوائده للصحة والجسم، والتي تشمل ما يلي:
تعزيز مناعة الجسم
يساهم حمض الأسيتيك، وهو من مكونات خل التفاح الرئيسية في تعزيز المناعة من خلال قتل بعض مسببات الأمراض ومنع تكاثر البكتيريا الضارة. لذا يستخدم كمادة حافظة طبيعية لمنع البكتيريا من النمو وإفساد الطعام، وكمطهر عام للأسطح من الميكروبات، وتنظيف بعض الأطعمة قبل طهيها، مثل الدجاج.
كما يستخدم خل التفاح في الطب البديل في تنظيف الجروح وعلاج فطريات الأظافر، والقمل، والثآليل.
كذلك، أشارت نتائج دراسة أولية على الحيوانات عام 2018 إلى أن خل التفاح له تأثيرات مضادة للميكروبات، مثل الإشريكية القولونية، والمكورات العنقودية الذهبية، والمبيضات. لهذا بالإضافة إلى فوائد خل التفاح المتعارف عليها منذ القدم في الطب البديل، فإنه أحد البدائل التي يدرسها العلماء لتعزيز المناعة ومكافحة الالتهابات في ظل تزايد مقاومة المضادات الحيوية.
خفض مستويات السكر في الدم
يساعد حمض الأسيتيك الموجود في خل التفاح على منع الإنزيمات المشاركة في هضم النشا، الأمر الذي يعمل على التحكم بنسبة سكر الدم بعد تناول الوجبات النشوية، مثل الخبز، والأرز، والمعكرونة.
أشارت نتائج مراجعة بحثية نشرت عام 2017 في مجلة أبحاث السكري والممارسة السريرية إلى أن تناول الخل مع الوجبات يساعد على الحفاظ على مستويات سكر الدم ضمن معدلها الطبيعي.
لهذا، من أبرز فوائد خل التفاح هو المساهمة في علاج وإدارة مرض السكري من النوع الثاني، حيث بالإضافة إلى فوائده في خفض مستوى سكر الدم، فإن خل التفاح يقلل من مقاومة الأنسولين في الجسم.
يمكن أيضاً للأشخاص غير المصابين بمرض السكري الاستفادة من فوائد خل التفاح في السيطرة على معدل سكر الدم، حيث أن ارتفاع مستويات السكر عامل خطر للعديد من الأمراض المزمنة، مثل أمراض القلب.
لكن، يوصى باستشارة مقدم الرعاية الصحية قبل استهلاك كميات أكبر من خل التفاح لأغراض علاجية، إذ قد يتفاعل مع بعض أدوية السكري، ومع بعض الحالات الصحية، مثل خزل المعدة.
المساعدة على فقدان الوزن
تعود فوائد خل التفاح للتنحيف لدوره في ما يلي:
- تعزيز الشبع والشعور بالامتلاء، وبالتالي قمع الشهية واستهلاك سعرات حرارية أقل.
- خفض سكر الدم ومستويات الأنسولين.
- خفض مستويات الكوليسترول الضار.
- تعزيز حرق الدهون.
- تقليل تراكم وتخزين الدهون، ويعود ذلك لاحتواء خل التفاح على حمض الخليك.
على الرغم من الحاجة إلى مزيد من الأدلة الداعمة حول فوائد خل التفاح للتخسيس، فإن نتائج بعض الدراسات واعدة، حيث أظهرت دراسة استمرت لمدة 3 أشهر وشملت 175 شخص يعاني من السمنة أن تناول خل التفاح يومياً أدى لتقليل دهون البطن وفقدان الوزن.
أيضاً، أشارت دراسة تم نشرها عام 2018 أن تناول 30 مل من خل التفاح يومياً لمدة 12 أسبوع ساعد على خسارة الوزن، وخاصة الدهون الحشوية، وهي الدهون الموجودة حول الأعضاء في البطن، والتي تعد عامل خطر للعديد من الأمراض، مثل السكري وأمراض القلب.
يحتوي خل التفاح فقط على حوالي ثلاثة سعرات حرارية لكل ملعقة طعام ، وهي نسبة منخفضة جداً. لكن، يجدر الإشارة إلى أن إضافة خل التفاح إلى الطعام نادراً ما يكون له دور ملحوظ في خسارة الوزن، ما لم يتم اتباع حمية غذائية مناسبة واتباع نمط حياة نشط.
يمكن استخدام خل التفاح للتنحيف من خلال إضافة 1 أو 2 ملعقة طعام من خل التفاح إلى الطعام أو إلى الماء، ويمكن إضافة خل التفاح إلى السلطة مع زيت الزيتون. وعند استخدام خل التفاح يجب اتباع النصائح التالية:
- تجنب استخدام خل التفاح دون تخفيفه بالماء، وذلك لضمان عدم حصول آثار جانبية بفعل حموضته العالية.
- توزيع كمية خل التفاح اليومية على جرعتين أو ثلاث جرعات خلال اليوم، ومن الأفضل شرب خل التفاح قبل الوجبات.
- تجنب الاستخدام المفرط لخل التفاح، الذي قد يسبب بعض المشاكل، مثل حكة الحلق في حال شربه بكميات كبيرة.
علاج السعال والتهاب الحلق
تعد من أقدم استخدامات وفوائد خل التفاح في الطب التقليدي علاج التهاب الحلق، ولكن ليس هناك الكثير من البحوث أو الدراسات العلمية الكافية التي تثبت ذلك.
هناك العديد من الوصفات والطرق المختلفة لاستخدام خل التفاح لتخفيف السعال أو التهاب البلعوم، ومنها:
- خلط ملعقة صغيرة من خل التفاح، وملعقة صغيرة من العسل، ورشة صغيرة من الفلفل الحار في كوب من الماء الدافئ، ثم شرب هذا المزيج أو الغرغرة به.
- مزج ملعقة صغيرة من خل التفاح مع ملعقتين من العسل، ويضاف له الجلسرين، بمقدار ملعقتين ويمزج جيداً، ويتم تناول ملعقة صغيرة من المزيج ثلاث مرات يومياً لعلاج السعال. وفي حال كان السعال شديداً تؤخذ ملعقة صغيرة كل ساعتين. أما في حالة نوبات السعال الليلية فيؤخذ ملعقة صغيرة أو ملعقتين صغيرتين من خل التفاح قبل النوم.
يجدر الذكر إلى أن علاج التهاب الحلق بخل التفاح العضوي قد يسبب الضرر أو التلف في أنسجة الحلق وتفاقم الألم وجعل البلع أكثر صعوبة، ما لم يتم خلط خل التفاح وتخفيفه مع كمية كافية من الماء. كما لا يوجد أدلة حول أمان استخدامه لعلاج التهاب الحلق عند الأطفال.
من فوائد خل التفاح الأخرى ما يلي:
- الحفاظ على صحة الكلى والمساهمة في علاج التهاب المسالك البولية، وتطهير المجاري البولية من الجراثيم. وفي حالات التهاب حوض الكلى، ووجود الخلايا القيحية في البول، ينصح بتناول ملعقتين صغيرتين من خل التفاح العضوي في كوب من الماء.
- تخفيف وعلاج التعرق الليلي، وذلك من خلال أخذ القليل من خل التفاح ودلك سائر الجسم به قبل النوم.
- خفض ضغط الدم المرتفع، إذ يمكن أن يساعد تناول السلطات الممزوجة بزيت الزيتون وخل التفاح من خمس إلى ست مرات في الأسبوع في السيطرة على ارتفاع ضغط الدم.
- علاج الأرق، وذلك عن طريق شرب خل التفاح بعد نحو ساعة ونصف من تناول وجبة الطعام على شكل مزيج مكون من نصف ملعقة صغيرة من خل التفاح مع ملعقتين صغيرتين من العسل ونصف كوب ماء دافىء للمساعدة على النوم والتغلب على الأرق.
- تنظيف الجروح ومعالجة الفطريات، حيث يتميز خل التفاح العضوي بخصائصه المضادة للميكروبات.
- التخلص من رائحة الجسم، وخاصة رائحة القدمين الكريهة، إذ تساعد خواص الخل المطهرة على إزالة الروائح الكريهة وتطهير القدمين، بالإضافة إلى أن خصائصه المضادة للفطريات تمنع وتكافح الحالات الفطرية، مثل فطريات قدم الرياضي. ويمكن استخدامه عن طريق خلط كوب واحد من خل التفاح مع أربعة أكواب من الماء في الحوض ونقع القدمين لمدة 15 دقيقة، ثم يتم شطف، وتجفيف القدمين.
اقرأ أيضاً: فوائد خل التفاح للجنس
حساب مؤشر كتلة الجسم
الرجاء ادخال الارقام باللغة الانجليزية
الرجاء ادخال الارقام باللغة الانجليزية
فوائد خل التفاح للبشرة
تتعدد استخدامات وفوائد خل التفاح للبشرة، وفيما يلي بعض هذه الفوائد:
- تخفيف تهيج الجلد: يمتلك الخل الطبيعي خصائص مضادة للالتهاب تساعد على تلطيف تهيج الجلد، حيث أنه يحتوي على أحماض ألفا هيدروكسي التي تعمل كمقشر لإزالة تراكمات الجلد الميت. يمكن إضافة ثمان أونصات أو ما يعادل كوب من الخل إلى حوض الاستحمام المملوء بالماء الدافئ ثم الاسترخاء فيه لمدة 15 دقيقة.
- تضييق مسامات الوجه وعلاج حب الشباب: يعد خل التفاح من العلاجات التقليدية التي تستخدم لعلاج حب الشباب، حيث أنه يحتوي على مواد مضادة للجراثيم، ومضادة للفطريات، ومضادة للفيروسات تعمل على:
- علاج كدمات الجلد: يتم تغميس كرة من القطن في الخل المخفف وتثبيتها بضمادة على الكدمة وتركها لمدة ساعة، وحيث أن الكدمات ناتجة عن الدم المتجمع تحت الجلد نتيجة للصدمة، فإن الخواص المضادة للالتهاب للخل تساعد على إزالة الدم المتجمع مما يساعد على تسريع الشفاء.
- علاج الثعلبة: يتم تدليك موضع الإصابة بالثعلبة بخل التفاح المركز ست مرات في اليوم ولمدة 15 يوماً، من الضروري معرفة أن هذه الطريقة لن تؤدي إلى إعادة إنبات الشعر في المنطقة المصابة، ولكنها يمكن أن تساعد في توقف انتشار الثعلبة.
- علاج لدغ الحشرات: يمكن علاج الشعور بالألم والحكة الناتجين عن لدغ الحشرات عن طريق استخدام مواد موضعية تقلل من ذلك الشعور في المنطقة المصابة، ومن هذه المواد الخل، والكحول، والملح. يمكن استخدام الخل على الأجزاء المكشوفة من الجسم من خلال تحضير غسول ثلاثة أرباعه من الخل وربعه من خلاصة مغلي الزعتر، ويوضع على مكان اللدغ باستخدام قطعة قماش يتم تغميسها فيه.
يتم استخدام خل التفاح للوجه أو البشرة بتغميس كرة قطنية ومسح البشرة النظيفة والجافة به، دون الحاجة لشطفه بعد ذلك. لكن يجدر الإشارة إلى إمكانية تحسس بعض البشرات من الخل، وخاصة البشرات الحساسة.
اقرأ أيضاً: فوائد الكركديه مع خل التفاح
فوائد خل التفاح للشعر
يوجد العديد من الاستخدامات للخل الطبيعي للشعر، حيث ينصح باستخدامه كونه مركب طبيعي خال من أي مواد حافظة، ومن فوائده للشعر ما يلي:
- التغلب على قشرة الشعر المسببة للحكة.
- تنظيف فروة الرأس والتخلص من الدهون الزائدة التي تتسبب في تكوين القشرة، وذلك من خلال إعادة توازن الرقم الهيدروجيني لفروة الرأس. كما يقوم حمض الخليك بإزالة المواد الكيميائية المتبقية والمتراكمة على الشعر ويساعد على الحصول على خصل شعر براقة ولامعة.
- منع نمو الفطريات والبكتيريا في فروة الرأس والتي تسبب الالتهاب والحكة، حيث يمتلك الخل الطبيعي خصائص مضادة للفطريات لمكافحة القشرة وتخفيفها. بالإضافة إلى ذلك تعمل الخواص الحمضية لخل التفاح على موازنة مستويات الحموضة واستعادة طبقة الحماية الحمضية لفروة الرأس لمنع نمو الفطريات.
يمكن استخدام خل التفاح كغسول للشعر عن طريق خلط ملعقتان كبيرتان من الخل وكوب واحد من الماء، ثم استخدام المزيج على الشعر بعد غسيله بالشامبو. ينصح بتدليكه على فروة الرأس وتركه لمدة 10 دقائق قبل الشطف.
أما استخدام خل التفاح لعلاج قشرة الرأس فيكون من خلال تحضير مزيج مكون من أجزاء متساوية من الخل الطبيعي والماء، ويمكن تحضير كمية كبيرة والاحتفاظ بها لاستخدامها اليومي عند الاستحمام. يتم تدليك فروة الرأس قبل غسل الشعر بالشامبو.
الآثار الجانبية لخل التفاح
على نحو عام، يعد تناول خل التفاح بمقدار 15 مل يومياً (1 ملعقة كبيرة) آمن، ولكن زيادة جرعة خل التفاح قد يسبب العديد من المخاطر الصحية بسبب احتوائه على نسبة عالية من الخل والأحماض.
فيما يلي بعض مخاطر خل التفاح وآثاره الجانبية:
- تآكل مينا الأسنان: يستخدم بعض الأفراد خل التفاح لتبييض الأسنان وإنعاش النفس، لكن الأحماض يمكن أن تلحق الضرر بمينا الأسنان بشكل دائم لا رجوع فيه أو التسبب بتسوس الأسنان.
- تلف المريء: يمكن أن يؤدي استخدام خل التفاح غير المخفف بشكل يومي إلى حروق حامضية وتآكل في المريء.
- زيادة خطر مرض هشاشة العظام: يساهم الاستهلاك المفرط لخل التفاح في إضعاف العظام وفقدان كثافة المعادن فيها، مما يزيد من خطر الإصابة بهشاشة العظام.
- التسبب بحروق كيميائية: يمكن أن يسبب استخدام خل التفاح الكيميائي أو المركز بشكل مباشر على الجلد ولفترات طويلة حروق كيميائية.
- حرقة المعدة وتلف في الجهاز الهضمي: تحتوي العديد من منتجات خل التفاح على درجة حموضة من 2-3؛ أي أنها شديدة الحموضة، وبالتالي استخدامها بكميات كبيرة أو بدون تخفيف في الماء قد تسبب حرقة المعدة أو تلف في أي من أجزاء الجهاز الهضمي الأخرى.
- التفاعل مع بعض الأدوية: قد يتفاعل خل التفاح مع الأدوية، مثل:
يجدر الإشارة إلى أنه لا ينبغي استخدام خل التفاح كرذاذ للأنف أو غسول للجيوب الأنفية. وكذلك لا ينبغي أن يضاف إلى قطرات العين.
اقرأ أيضاً: أضرار خل التفاح
يوصى للحصول على فوائد خل التفاح استخدام خل التفاح العضوي، وتجنب أو الحذر عند استخدام الخل الكيميائي أو الصناعي، وذلك كونه مشتق من الخليك الكيماوي، وهو مهيج لجدار المعدة وقد يصيب مستخدميه بتقرح في الأمعاء ورأس المعدة تحديداً، عدا عن أنه لا يمكن استخدامه لأغراض علاجية.