من المهم اتباع روتين يومي للعناية بالفم والأسنان للحفاظ على نظافتهما. ومن بين طرق العناية المتوفرة لذلك القيام بالمضمضة بالزيت (بالإنجليزية: Oil Pulling) وهي من الطرق القديمة التي تعود أصولها إلى النظام الطبي التقليدي الهندي المعروف بالإيورفيدا (بالإنجليزية: Ayurveda)، وقد ارتبطت هذه الممارسة القديمة بفوائد كثيرة لصحة الفم والأسنان. [1]

في هذا المقال، سنسلط الضوء على فوائد المضمضة بالزيت، وأنواع الزيوت المستخدمة في هذه العملية، بالإضافة إلى أضرارها المحتملة.

فوائد المضمضة بالزيت المحتملة

في حين أنه ليس من الواضح تمامًا آلية عمل المضمضة بالزيت، إلا أنه يمكن أن تعمل على سحب البكتيريا من الفم، وقد تساعد أيضًا عن طريق ترطيب اللثة وزيادة إنتاج اللعاب، مما قد يقلل من أضرار البكتيريا في الفم. كما يمكن أن تمتلك بعض أنواع الزيوت المستخدمة في هذه العملية خواص مضادة للبكتيريا والالتهابات. [1]

ولا تقتصر فوائد المضمضة بالزيت على صحة الفم والأسنان فقط، بل إنها لها فوائد عديدة أخرى للجسم عامة، مثل: التخفيف من الصداع والشقيقة والمساعد في التحكم بعدد من الأمراض المزمنة، مثل: مرض السكري. [2]

preg
water_calculator
water_calculator_description
احسب الآن
arrow
احسب الآن
arrow

وفيما يلي نذكر أبرز فوائد المضمضة بالزيت المحتملة:

الحفاظ على صحة الفم والأسنان

تشمل فوائد المضمضة بالزيت للفم والأسنان ما يلي: [1][2][3][4]

  • الحد من نمو البكتيريا الضارة في الفم

تتواجد نسب من البكتيريا بشكل طبيعي في الفم، ولكن عند زيادة نمو البكتيريا في الفم، أو عند نمو أنواع أخرى ضارة من البكتيريا، فإنها تساهم في الإصابة بالعديد من مشكلات الفم والأسنان، بما فيها تسوس الأسنان، ورائحة الفم الكريهة، وأمراض اللثة. [1][2][3]

ومن فوائد المضمضة بالزيت أنها تساعد في تقليل عدد البكتيريا الضارة في الفم واللعاب، بالتالي فهي تساهم بتحسين صحة الفم والوقاية من أمراض الفم التي تسببها البكتيريا. [1]

  • الحد من رائحة الفم الكريهة

تنتج رائحة الفم الكريهة عن إهمال نظافة الفم واللسان وتراكم البكتيريا المطلقة لغازات ذات رائحة كريهة، كما تنجم عن الإصابة بأمراض الفم، مثل: التهاب اللثة. ومن الممكن أن تساعد المضمضة بالزيت في التخلص من البكتيريا المسببة لهذه الرائحة الكريهة، وبالتالي ستعمل على تحسين رائحة الفم. [1][3]

  • الوقاية من تجاويف وتسوس الأسنان

يؤدي إهمال نظافة الفم والأسنان وتراكم البكتيريا والإكثار من السكريات إلى تسوس الأسنان وتكون التجاويف. وتساعد المضمضة بالزيت في تقليل عدد البكتيريا في الفم، وبالتالي منع تسوس الأسنان وتكون التجاويف. [1][2]

  • تحسين صحة اللثة والوقاية من أمراضها

تعد البكتيريا المسببة لتكون طبقة الجير أو البلاك سببًا رئيسيًا لالتهاب اللثة، وقد يتطور الأمر إلى نزيف في اللثة. وقد تكون المضمضة بالزيت علاجًا فعالًا لتحسين صحة اللثة وتقليل الالتهاب، فهي تعمل في المقام الأول عن طريق تقليل البكتيريا الضارة ومنع تكون طبقة الجير التي تساهم في الإصابة بأمراض اللثة. [1][3]

  • تخفيف أعراض داء المبيضات الفموي

من فوائد المضمضة بالزيت أيضًا أنها تعمل على إزالة مسببات داء المبيضات الفموي (بالإنجليزية: Oral Thrush). ولتعزيز تأثير المضمضة، يوصى باستخدام زيت له تأثير مضاد للفطريات، مثل: زيت جوز الهند. [2][3]

  • تبييض الأسنان

يمكن أن تكون عملية المضمضة بالزيت وسيلة طبيعية فعالة لتبييض الأسنان، لقدرتها على سحب البقع من سطح الأسنان، على الرغم من عدم وجود بحث علمي يدعم ذلك. [1][4]

كيف انزل ضغط الدماغ؟ فقد أخبرني الطبيب أن هناك ارتفاع في ضغط الدماغ وأنا خائف أن يسبب لي مشاكل خطيرة

علاج بعض الأمراض الجسم

إضافة لفوائدها الموضعية في الفم، تقدم المضمضة بالزيت فوائد صحية للجسم عامة، فهي تستخدم للوقاية والعلاج من أكثر من 30 مرضًا مختلفًا، ويمكن أن يعود ذلك لقدرة المضمضة بالزيوت على التخلص من السموم المتراكمة في الجسم، وبالتالي تحسن الصحة العامة وتقلل من العديد من المشاكل الصحية، مثل: الصداع والالتهابات. [2][4]

كما يمكن أن تساعد المضمضة بالزيت في التقليل من التهابات الجيوب الأنفية، كما يمكن أن تكون مفيدة في مكافحة الالتهابات المرتبطة بالعديد من الحالات الصحية المزمنة، مثل: التهاب المفاصل وأمراض القلب. [1][2][5]

وقد تساهم المضمضة بالزيت الصحية الوقاية من وعلاج الحالات التالية: [2][5]

  • مرض السكري.
  • أمراض القلب والأوعية الدموية.
  • التهابات الشعب الهوائية.
  • الربو.
  • الأمراض الجلدية المزمنة، مثل: الأكزيما.
  • التجلطات الدموية.

ومن الجدير بالذكر أن هناك حاجة لمزيد من الدراسات لتأكيد فوائد المضمضة بالزيت على صحة الجسم. [4]

أنواع الزيوت المستخدمة للمضمضة

عند اختيار نوع الزيت للمضمضة، يفضل اختيار نوع ذو جودة عالية، مع النظر إلى خواص الزيت الطبية. وغالبًا ما يستخدم واحد من الزيوت الثلاثة التالية: [2][3][6]

  • زيت جوز الهند: يتكون زيت جوز الهند من 92% من الأحماض المشبعة، بالإضافة إلى بعض المركبات ذات الخصائص المضادة للميكروبات المختلفة، مثل: الفطريات، والبكتيريا، والفيروسات.
  • زيت السمسم: يحتوي زيت السمسم على فيتامين E والأحماض الدهنية المتعددة غير المشبعة، التي تمتلك خصائص مضادة للأكسدة، وبالتالي فهي تقلل من تأثير الجذور الحرة على أنسجة الفم.
  • زيت الزيتون: تكمن فوائد المضمضة بزيت الزيتون في احتوائه على الأحماض الدهنية الأحادية غير المشبعة بنسب عالية، والتي تمثل ما يصل إلى 80٪ من إجمالي تركيبة الدهون. بالإضافة إلى احتوائه على مضادات الأكسدة القوية، مثل: البوليفينولات (بالإنجليزية: Polyphenols)، وبالتالي فهو يقلل الالتهابات.

وقد يستخدم البعض زيت دوار الشمس أيضًا، لكن بنسبة أقل مقارنة بالزيوت المذكورة سابقًا. [3]

طريقة المضمضة بالزيت

تعتبر طريقة إجراء المضمضة بالزيت أمرًا سهلًا للأطفال في سن 5 سنوات فما فوق والبالغين، وتتضمن بضع خطوات بسيطة فقط، وهي: [1][3][4]

  • أخذ ملعقة كبيرة من الزيت للبالغين، أي ما يقارب 15 مل. بينما تستخدم ملعقة صغيرة للأطفال.
  • المضمضة في الفم لمدة 15 - 20 دقيقة، ودفع الزيت بقوة داخل الفم، بحيث يدخل الزيت إلى الفراغات بين الأسنان، مع الحرص على عدم ابتلاع أي منها لأنه يحتوي على البكتيريا التي من المفترض التخلص منها بالزيت.
  • بصق الزيت بمجرد الانتهاء، ولكن يوصى بتجنب بصقه في الحوض أو المرحاض، لأن ذلك قد يتسبب في تراكم الزيت، مما قد يؤدي إلى انسدادها.
  • شطف الفم جيدًا باستخدام الماء قبل تناول أو شرب أي شيء. كما يوصى بتنظيف الأسنان باستخدام فرشاة الأسنان بعد الانتهاء.
  • تكرار هذه الخطوات عدة مرات في الأسبوع أو ما يصل إلى ثلاث مرات يوميًا.
  • للحصول على أفضل النتائج، يوصي معظم الأشخاص بالقيام بمضمضة الفم بالزيت أول شيء في الصباح على معدة فارغة. [1][3]

    محاذير المضمضة بالزيت

    على الرغم من اعتبار المضمضة بالزيت آمنة للاستخدام نسبيًا، إلا أن هناك بعض المحاذير المرتبطة بالقيام بها، والتي يمكن أن تشمل ما يلي: [2][3][5]

    • قد يسبب بلع كميات كبيرة من الزيت اضطرابات في الجهاز الهضمي والإسهال، لذا يوصى بتجنب بلع الزيت وبصقه بعد الانتهاء من المضمضة.
    • يحتوي الزيت المستخدم على البكتيريا والأوساخ المتواجدة في الفم، والتي تهدف المضمضة بالزيت للتخلص منها، لذا من المهم التخلص من الزيت بعد الانتهاء من المضمضة.
    • قد تسبب المضمضة بالزيت في قليل من الحالاتالالتهاب الرئوي الشحمي (بالإنجليزية: Lipoid Pneumonia) نتيجة لدخول القليل من الزيت إلى الرئتين.
    • يمكن أن يعاني الفرد من الحساسية تجاه الزيت المستخدم، ولهذا يجب دائمًا اختيار نوع الزيت بحذر وتجربته على مساحة صغيرة من الجلد قبل القيام بالمضمضة به.

    نصيحة الطبي

    في النهاية، المضمضة بالزيت هي وسيلة قديمة تستخدم في الطب التقليدي لتحسين صحة الفم والأسنان. على الرغم من وجود بعض الأبحاث التي تشير إلى فوائدها المحتملة، إلا أن هناك حاجة لمزيد من الدراسات لتأكيد فعاليتها وسلامتها.

    يجب أن يتم استخدام المضمضة بالزيت بحذر، ولا ينبغي أن تكون بديلًا للعناية الفموية الروتينية، مثل: تنظيف الأسنان بالفرشاة والخيط. إذا كنت تفكر في تجربة هذه العملية، فننصحك بالتشاور مع طبيب الأسنان للحصول على توجيهات محددة لحالتك الشخصية، ويمكنك التحدث مع إحدى أطباء موقع الطبي للحصول على استشارة عن بعد على مدار الساعة.