تحدث حساسية الموز (Banana allergy) نتيجة استجابة الجهاز المناعي إلى بعض البروتينات الموجودة في الموز، وتُصيب هذه الحالة أقل من 1% من سكّان العالم حسب دراسة نُشرت عام 2023 في المكتبة الوطنية الأمريكية للطب (NLM).
تتراوح حدّة حساسية الموز بين ردود فعل تحسسية بسيطة وشديدة، كما قد تؤدي إلى الإصابة بصدمة الحساسية التي تتطلّب تدخل طبي مباشر.
يناقش هذا المقال أسباب حساسية الموز وأعراضها، ومضاعفاتها، وعلاجها. [1][2]
البروتينات المسببة لحساسية الموز
لدى بعض الأفراد، قد يتفاعل الجهاز المناعي مع البروتينات الموجودة في الموز مسببًا بأعراض حساسية، ويُذكر من أبرز البروتينات التي قد تُسبب حساسية الموز ما يلي: [1]
- بروتين البروفيلين (Profilin).
- الفئة الأولى من بروتين كايتيناز (Class 1 chitinase).
- البروتينات الناقلة للدهون (LTP).
- بروتين الثوماتين (Thaumatin).
- بروتين بيتا جلوكاناز (Beta 1,3 glucanase).
- بروتين الأسكوربات بيروكسيداز (APX).
تتركّز غالبية هذه البروتينات في قشرة الموز، ولهذا يوصى بتقشير الموز لدى الأفراد الأكثر عرضةً للإصابة بحساسية الموز. [4]
أعراض حساسية الموز
أشارت دراسة نُشرت عام 2023 في مجلّة الأغذية (Foods)؛ إلى أنّ أعراض حساسية الموز تظهر بنسبة 95% بعد تناول الموز النيء (الطازج)، وبنسبة 59% بعد تناول الموز المُعالج بالحرارة، أيّ الموز الذي تعرّض للحرارة أثناء إعداده كصنف غذائي للأسواق، ويُمكن تقسيم أعراض حساسية الموز إلى:
- أعراض حساسية الموز الخفيفة
قد تظهر أعراض حساسية الموز بعد وقت قصير جدًا من تناوله، أو لمس قشوره، ويُذكر من أعراض حساسية الموز ما يأتي: [2][3]
- حكّة الجلد، وظهور الطفح الجلدي.
- تورّم اللسان، والشفتين.
- احتقان الحلق.
- صعوبة في البلع.
- الشرى؛ وهي تورّمات أو بقع منتفخة في الجلد، تظهر باللون الأحمر أو الوردي.
- حكّة العينين، المترافقة مع التورم والاحمرار.
- العطس، وسيلان الأنف.
- ضيق التنفّس.
- آلام البطن.
- الإسهال.
- التقيؤ والغثيان.
- أعراض حساسية الموز الشديدة
غالبًا ما ترتبط أعراض حساسية الموز الشديدة بحدوث صدمة الحساسية (Anaphylaxis)، وهي رد فعل تحسسي شديد يظهره الجسم نتيجه تفاعله مع مواد محددة، وقد تظهر أعراضها خلال 5 دقائق أو بعد 1-2 ساعة، ويُذكر منها: [2][3]
- هبوط ضغط الدم.
- فقدان الوعي.
- الارتباك والتشوش.
- كتمة في الصدر، وصعوبة التنفّس.
- الأزيز؛ سماع صوت يشبه الصفير عند التنفّس.
- السعال.
- بحّة الصوت.
- احتقان الحلق وصعوبة البلع.
- الإعياء والضعف الشديد.
- الطفح الجلدي.
- التقلصات المعويّة.
- احمرار الوجه والجلد.
اقرأ أيضًا: أضرار الموز عند الإكثار من تناوله
عوامل خطر الإصابة بحساسية الموز
تزيد بعض العوامل من احتمالية الإصابة بحساسية الموز، ومنها:
- التاريخ العائلي
قد تظهر الحساسية تجاه طعام مُعيّن لدى الفرد، في حال وجود الأقرباء المصابين بحساسية الطعام، أو الإكزيما التحسسية، أو الربو التحسسي. [2]
وحسب دراسة نُشرت عام 2023 في مجلة المكتبة الوطنية للطب، فإنّ حساسية الموز قد تظهر لدى 67% من المصابين بالربو، والتهاب الجلد التأتبي؛ الذي يعدّ أحد أنواع الإكزيما. [1]
- الإصابة بأنواع حساسية أخرى
إصابة الأفراد ببعض أنواع الحساسية يزيد من خطر إصابتهم بحساسية الموز، ومن الأمثلة على هذه الحساسيات ما يلي: [2][3]
- حساسية اللاتكس الطبيعي: تُفرز شجرة المطاط سائلًا يُعرف باللاتكس الطبيعيّ (اللَثى)، والأفراد المصابون بحساسية اللاتكس الطبيعي قد يصابون بحساسيّة الموز، إذ يوجد تشابه كبير في البروتينات الموجودة فيهما.
- حساسية حبوب اللقاح: قد يتعرّض المصابون بحساسية حبوب اللقاح، إلى الإصابة بحساسيّة الموز، وغالبًا ما تظهر حساسيّة حبوب اللقاح خلال المراهقة والبلوغ، ونادرًا ما تُصيب الأطفال الرضّع.
ما هي أخطر أنواع الحساسية؟ وهل يمكن الوقاية منها؟
تشخيص حساسية الموز
تُشخّص حساسية الموز من خلال أخصائي المناعة أو أخصائي الحساسية، وتتطلّب التدقيق في التاريخ المرضي للفرد والعائلة، بالإضافة إلى الفحص البدني.
ويُمكن إجراء عدة اختبارات للتحقق من تشخيص حساسية الموز، مثل: [2]
- فحص الغلوبولين المناعي E: يتم بأخذ عينة من الدم، والتحقق من احتوائها على الغلوبولين المناعي E (IgE) المُحفّز للحساسية.
- وخز الجلد: يتضمّن حقن كمية صغيرة من مستخلص الموز، في الذراع أو الظهر أو تحت الجلد، ومراقبة رد فعل الجسم.
- فحص الاختبار الفموي: يُعرف بتحدي الطعام، وغالبًا ما يُجرى في حال لم تُظهر الفحوصات السابقة أيّ نتائج دقيقة.
حساسية الموز عند الأطفال
حسب معهد الزراعة والموارد الطبيعية التابع لجامعة جامعة نبراسكا لينكولن؛ تُعدّ حساسية الموز حالة نادرة عند الأطفال، وعمومًا يبلغ معدلّ انتشار حساسية الأطعمة قرابة 8% عند الأطفال الذين تقلّ أعمارهم عن 3 سنوات. [2]
وقد أوصت مؤسسة الربو والحساسية الأمريكية بتوخّي الحذر والانتباه، حتّى مع انخفاض نسبة الانتشار، إذ إن حساسية الأطعمة تُعدّ السبب الأكثر شيوعًا لحدوث صدمة الحساسية عند الأطفال. [7]
يُمكن للطفل تناول الموز بعد بلوغه 6 شهور، وفي المرّة الأولى؛ يُوصى بإطعامه كمية صغيرة من الموز، ومراقبة أي أعراض أو تغيرات تظهر على الطفل، وتجدر الإشارة إلى اختلاف أعراض صدمة الحساسيّة، بين الأطفال والبالغين، والرضّع، حيث تزيد احتمالية ظهور بعض الأعراض لدى الرضّع، ومنها: [5-7]
- الحكة.
- الطفح الجلدي.
- الشرى.
- التقيؤ.
- الإسهال.
- البكاء المترافق مع بحة الصوت.
- التغيّر المفاجئ في السلوك.
للمزيد: حساسية الطعام عند الأطفال
علاج حساسية الموز
تُسهم الأدوية في التخفيف من حدّة أعراض حساسية الموز، ويُذكر من الأدوية المُستخدمة ما يأتي: [2-4]
- مضادات الهيستامين: تُفيد إذا كانت أعراض الحساسية خفيفة، حيث تُخفف من الحكّة، وإدماع العينين، وسيلان الأنف.
- حقن الأدرينالين: قد يصرف الطبيب حقنة الأدرينالين (Adrenaline) لاستخدامها في حالات الطوارئ، لا سيّما عند التعرّض لصدمة الحساسية، وتوجد بعض الأصناف المُجهّزة للحقن بسهولة.
يُوصى في حال الإصابة بحساسية الموز بحمل مضادات الهيستامين وحقن الأدرينالين في حقيبة قبل الخروج من البيت، ويُنصح بأخذ حقنتين أدرينالين، إذ قد تستدعي الحاجة إلى استخدام الحقنة الثانية عند استمرار الأعراض أو زيادة حدّتها بعد 5 دقائق من الحقنة الأولى.
نصائح للتعامل مع حساسية الموز
يوصى المرضى المصابون بحساسية الموز بما يلي: [2][3][6]
- تجنّب الأدوية ومستحضرات التجميل، التي يُستخدم الموز في إعدادها، واستشارة الطبيب حول البدائل المتاحة.
- قراءة ملصقات الأغذية، ومكوّنات الأطعمة والمشروبات، والتأكد من عدم احتوائها على الموز.
- التحقق من أمان استخدام المنتجات التي تحوي على مادة اللاتكس أو المطاط، مثل القفازات، والبالونات، والألعاب، إذ تتشابه البروتينات المحفزة للحساسية ما بين الموز ومادة اللاتكس.
يجدر الذكر أن البروتينات المسببة لحساسية الموز تتفكك إثر تعرضها للحرارة، لذا يمكن في بعض الحالات الخفيفة جدًا أن يسمح الطبيب بتناول القليل من الموز المطبوخ، ولكنْ، في حال كانت الحساسية شديدة؛ يوصى بتجنّب الموز كليًا. [3-5]
نصائح غذائية للمصابين بحساسية الموز
في حال الإصابة بحساسية الموز، يُمكن تناول العديد من أنواع الفواكه الأخرى، ومنها: [2][3]
- القرع واليقطين.
- التوت.
- البرتقال.
- البطاطا الحلوة المطبوخة.
يكون الأفراد المصابين بحساسية الموز عرضةً للإصابة بحساسية تجاه الأطعمة التي تحتوي على محفزات مشابهة للعامل المسبب لحساسية الموز، لذا يوصى مرضى حساسية الموز باستشارة طبيب قبل تناول أحد الأطعمة التالي ذكرها وتجنبها إذا أوصى بذلك: [2][3][6]
- البطاطا.
- الأفوكادو.
- الطماطم.
- البابايا.
- الكيوي.
- الكستناء.
- الفلفل الحلو.
- البطيخ.
- الجزر.
- الكرفس.
- الزيتون.
- الخوخ.
اقرأ أيضًا: أطعمة غير متوقعة تسبب الحساسية
نصيحة الطبي
قد يتعرّف الجهاز المناعي على البروتينات الموجودة داخل الموز بوصفها مواد غريبة أو خطرة، مما يؤدي إلى الإصابة بحساسية الموز، والتي قد تكون أعراضها خفيفة، مثل العطس وحكّة الجلد، أو تكون شديدة، ويتطلّب علاجها استخدام حقن الأدرينالين.
بإمكانك الآن التحدث مع طبيب معتمد في أي وقت؛ عبر مكالمة صوتية أو محادثة نصيّة، وذلك من خلال خدمة الاستشارات الطبية عن بعد عبر منصة الطبي.