وجدت دراسة قامت بها جامعة جورجيا حديثا أن الحالة النفسية السيئة تمتلك تأثيرا يزيد عما كان بالحسبان على آلام الصدر لدى الأطفال.
ويذكر أن علماء النفس من الجامعة المذكورة وجدوا أن الأطفال المشخصين بآلام الصدر غير الناجمة عن أمراض القلب كان لديهم مستويات من القلق والاكتئآب تزيد عما هو الحال لدى مصابي النفخات القلبية غير الضارة innocent heart murmurs، وهي ذلك الصوت أو البلبلة التي يحدثها تدفق الدم في قلب سليم بنائيا.
وقد أشارت جينيفر لي من الجامعة المذكورة، وهي إحدى القائمات الرئيسيات على هذه الدراسة، أن ما تم التوصل إليه من أن مستويات الأعراض النفسية تزيد لدى الأطفال المصابين بآلام الصدر غير الناجمة عن أمراض القلب يدل على أن هذه الأعراض تلعب دورا في الإصابة بهذه الآلام.
ويذكر أن نتائج الدراسة المذكورة قد أظهرت زيادة إحصائية واضحة في أعراض القلق والاكتئآب لدى من شخصوا بعد ذلك بآلام الصدر المذكورة مقارنة بمن شخصوا بالنفخات القلبية غير الضارة. وقد علقت لي على ذلك مشيرة إلى أنه لم يعرف ما إن كانت آلام الصدر هي التي سببت القلق أم القلق هو ما سبب آلام الصدر لدى المجموعة المشاركة بالدراسة.
وأضاف رونالد بلونت، وهو بروفيسور في علم النفس في كلية فرانكلين وأحد القائمين على هذه الدراسة، أنه على الرغم من أن الأعراض النفسية لم تكن شديدة لدرجة تؤدي إلى تشخيصها سريريا، إلا أن الفروقات بين المجموعتين المذكورتين كانت واضحة إحصائيا.
أما عن الكيفية التي أجريت بها الدراسة المذكورة، فقد شارك بها 129 مريضا ممن تراوحت أعمارهم ما بين 8-18 عاما. وقد قام هؤلاء المشاركون بالإجابة على أسئلة استبيانية قبل البدء بالدراسة، والتي أقيمت في نفس الأجواء لدى جميع المشاركين، حيث كانوا في قسم الأمراض القلبية ينتظرون معرفة تشخيص حالاتهم.
وقد أشار البروفيسور بلونت إلى أن هذه الدراسة تسلط الضوء على أن الحالة النفسية تلعب دورا في آلام الصدر.
وقد وجدت هذه الدراسة أيضا أن الأطفال المشاركين من مصابي آلام الصدر المذكورة كان لديهم مستويات أعلى من الإعاقة الوظيفية، أي القدرة على ممارسة النشاطات اليومية، كالجري في ملعب كرة القدم أو إمضاء النهار من دون قيلولة، وذلك مقارنة بالمجموعة الثانية. وذلك علاوة على أنهم يقضون أوقات أقل في المدرسة ولا يستطيعون ممارسة النشاطات المدرسية الإضافي مقارنة بتلك المجموعة.
وأضافت لي أن هؤلاء الأطفال قد ذكروا أن لديهم أعراضا جسدية غير واضحة الأسباب، منها آلام المعدة والصداع. وأشارت إلى أن هذه الأعراض تبدو أنها مظاهر نفسية على ما لديهم من ضغوطات نفسية. ففي بعض الأحيان، لا يقوم العقل بالتبليغ عن الإصابة بالضغوطات النفسية، ما يدعوا الجسد إلى القيام بذلك عبر إظهار هذه الأعراض وغيرها، واللاتي تكون نفسية المنشأ.
وقد وجد أيضا أن لدى هؤلاء الأطفال معدلات عالية من القلق بالإضافة إلى الخوف من الإصابة بالأعراض والخوف من أن يكون ما لديهم من أعراض ناجم عن مشكلة صحية خطيرة.
وأوضح البروفيسور بلونت أن الحالة النفسية ترتبط، وبشكل كبير، بالألم. فعلى الرغم من أن الألم يعد تجربة حسية، إلا أن الحالة النفسية تؤثر على مدى تأثير هذه التجربة على المصاب.
وتجدر الإشارة إلى أن هناك دراسات عديدة قد أشارت إلى أن التقليل من الأعراض النفسية يساعد على السيطرة على الآلام الجسدية. لذلك، فإن نتائج هذه الدراسة تشير إلى ضرورة إعطاء الأطفال المصابين بآلام الصدر المذكورة صورة أكثر وضوحا وتفصيلا حول حالتهم الصحية وإيجاد أساليب موجهة للحالة النفسية