أن العديد من الأطفال المصابين بمرض التوحد يكون لديهم مشاكل صحية مرتبطة بالمرض قد تسهم في ما يفضي إليه من تأثيرات سلبية على حياة الطفل، سواء في المدرسة أو البيت أو غيرهما. فقد قامت مجموعة من الباحثين بتفحص نحو 3000 طفل من مصابي التوحد، ووجدت أن نحو ربعهم كانوا مصابين بمرض مزمن في الجهاز الهضمي، منه الإمساك و الإسهال و المغص و الغثيان.
علاوة على ذلك، فقد كان لدى مصابي الأمراض المذكورة حالات من القلق والاستجابات الحسية اللانمطية، أي أن ردود أفعالهم قوية وعالية تجاه الضوء أو الصوت أو بعض الأشكال.
وقد علقت ويكا مازوريك، وهي اختصاصية في علم النفس السريري لدى الأطفال واستاذة مساعدة في جامعة ميزوري، مشيرة إلى أن هذه الاضطرابات والمشاكل قد يكون لها تأثير سلبي حقيقي على حياة الطفل. فالأطفال المصابين بالقلق، على سبيل المثال، يشعرون بالضيق ويعزفون عن المشاركة بالنشاطات الجديدة عليهم. أما مصابي الاستجابات الحسية اللانمطية، فقد يجدون صعوبة في الانتباه والتركيز، أو قد يتجنبون التواجد في أماكن مثيرة لردود أفعالهم.
وتتشابه الأعراض المذكورة مع أعراض التوحد، ما يزيد الأمر سوءا.
أما عن أمراض الجهاز الهضمي، فإن أن الأطفال المصابين بالتوحد قد يكون لديهم آلام أو عدم راحة بسببها، إلا أن أعراض التوحد تمنعهم من توصيل شكواهم للبالغين ليقوموا بمساعدتهم عبر اللجوء إلى الطبيب المختص.
لذلك، وبحسب ما ذكرت مازوريك، فإن الالتفات إلى ملاحظة وجود هذه الأعراض والأمراض وعلاجها بفعالية يساعد على تحسين جودة حياة الطفل المصاب بالتوحد ويمكنه من الاستجابة لعلاجه بشكل أفضل.
وللوصول إلى ذلك، فعلى الأهل إدراك أن بعض ما لدى أطفالهم المصابين بالتوحد من أعراض أو صعوبات قد يكون ناجماً عن وجود مرض مستبطن. فإن لاحظوا وجود أي عرض على الطفل أو لاحظوا ازدياد أحد أعراضه سوءاً، فعليهم طرح الأمر على الطبيب لمعرفة الخيارات العلاجية المتوفرة لحالة طفلهم وليقوم بالعلاج اللازم.
كما وعلى الأطباء والاختصاصيين الذين يتعاملون مع مصابي التوحد أن يكونوا متيقظين لاكتشاف أية أعراض تطرأ على الطفل أو من الممكن أن تكون ناجمة عن مرض مستبطن. فعلاج الطفل من هذه الأعراض يساعد على تجاوبه مع علاجات مرض التوحد.