تدور في أذهان بعض الأفراد العديد من الأسئلة التي تتعلق بالرجفان الأذيني والحمل، بما فيها هل يمكن الحمل للنساء المصابات بالرجفان الأذيني؟ وما هو تأثير الحمل على أعراض الرجفان الأذيني؟ وهل يؤثر الرجفان الأذيني على الولادة؟ وغيرها من الأسئلة.
ومن أجل معرفة كل ما يخص الرجفان الأذيني والحمل، فإننا ننصح بقراءة المقال التالي.
الحمل لمريضة الرجفان الأذيني
من أكثر الأسئلة تداولًا حول الرجفان الأذيني والحمل هو هل من الآمن حدوث الحمل لدى النساء المصابات بالرجفان الأذيني؟
والإجابة على ذلك، هي نعم من الآمن أن تحمل المرأة المصابة بالرجفان الأذيني، إلا أنه يجب عليها أولًا إخبار الطبيب المشرف على حالتها بأمر الحمل، حيث سيقوم الطبيب بإجراء عدد من التعديلات في نظامها العلاجي، كما يمكن أن يقوم بإعطائها عدد من النصائح التي تساعد في تقليل تأثير الرجفان الأذيني على الجنين والحمل. [1]
هل يؤثر الحمل على الرجفان الأذيني؟
من الممكن أن تتفاقم وتزداد أعراض الرجفان الأذيني عند الحامل، حيث أنه وفي الوضع الطبيعي، أي دون الإصابة بالرجفان الأذيني، ستزداد ضربات القلب أثناء الحمل كما سيزداد حجم القلب، وذلك من أجل زيادة تدفق الدم نحو الرحم لتغذية الجنين. [1،2]
كما أن التغيرات الهرمونية أثناء فترة الحمل يمكن أن تغير من طريقة عمل القلب والأوعية الدموية، فعلى سبيل المثال إن ازدياد مستويات هرمون الاستروجين أثناء الحمل يتسبب في زيادة حساسية مستقبلات الأدرينالية المتواجدة داخل القلب والأوعية الدموية. [1،2]
وفي حال وجود الرجفان الأذيني عند الحامل، يمكن أن تسبب هذه التغيرات الطبيعية بجعل المرأة أكثر عرضة لحدوث اضطراب في ضربات قلبها وتفاقم الأعراض لديها. [1]
هل يسبب الحمل الرجفان الأذيني؟
يعتقد البعض أن الحمل يعد سبباً لحدوث الرجفان الأذيني لدى بعض النساء، وذلك لاكتشاف إصابتهن بالرجفان الأذيني لأول مرة أثناء فترة الحمل. [1]
لكن، يعد حدوث الرجفان الأذيني عند الحامل مؤشرًا على وجود أحد أمراض القلب العضوية الكامنة لدى المرأة والتي لم يتم اكتشافها ما قبل الحمل، ونادرًا ما يكون سبب الرجفان الأذيني عند الحامل تسبب الحمل بتغيرات في قلب المرأة الطبيعي والسليم. [4]
لذا، عند ظهور الرجفان الأذيني أثناء الحمل لدى المرأة السليمة، عندها يجب التأكد من عدم وجود أي من عوامل خطر الإصابة لديها بالرجفان الأذيني، بما فيها أمراض القلب الخلقية، أو تعاطي الكحول، أو اضطراب الكهارل، أو فرط نشاط الغدة الدرقية. [2،3]
وغالبًا ما يزداد خطر حدوث الرجفان الأذيني عند الحامل خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل أو مع ازياد عمر الأم الحامل وتجاوزه الـ 45 سنة. [1،3،4]
يمكنك التحقق من صحة قلبك بالإجابة عن بعض الأسئلة انقر هنا وابدأ الاختبار الآن.
هل يؤثر الرجفان الأذيني على الجنين؟
أكثر ما تخافه الأم الحامل المصابة بالرجفان الأذيني هو تأثير مرضها على صحة جنينها. وحول تأثير الرجفان الأذيني على الجنين، فمن المهم ذكر أن عدم السيطرة على الرجفان الأذيني عند الحامل يمكن أن يزيد من احتمالية ما يلي:
- حدوث مشاكل في قلب الأم.
- بطء نبضات قلب الجنين.
- الولادة المبكرة.
- انخفاض وزن الطفل عند الولادة.
- دخول الطفل الرضيع لوحدة الخداج.
- مضاعفات الحمل، مثل تسمم الحمل. [1،2،3]
لذا، لا بد من الالتزام بتعليمات الطبيب وزيارته بشكل دوري ومنتظم، بهدف التحكم بالمرض، وبالتالي تقليل تأثير الرجفان الأذيني على الحمل والجنين. [1]
للمزيد: خطورة الرجفان الأذيني ومضاعفاته
علاج الرجفان الأذيني للحامل
يتضمن علاج الرجفان الأذيني أثناء الحمل:
أدوية الرجفان الأذيني والحمل
تعد فترة الحمل حساسة جدًا، ولا بد من اختيار أدوية الحامل بعناية، حيث يمكن أن تتسبب بعض الأدوية بزيادة خطر حدوث الإجهاض، أو الولادة المبكرة، أو تطور العيوب الخلقية لدى الطفل. وفي ذات الوقت لا بد للحامل المصابة بالرجفان الأذيني الالتزام بأدويتها للتقليل من خطر حدوث نوبات الرجفان لديها وتعريض صحتها وصحة الجنين للخطر. لذا، من الأمور المهم ذكرها حول الرجفان والحمل هي مدى سلامة استخدام أدوية الرجفان الأذيني للحامل. [1]
لا بد من استشارة الطبيب حول تبديل الأدوية الموصوفة للمرأة بمجرد معرفتها بالحمل، ويعتمد اختيار أفضل أنواع أدوية الرجفان الأذيني للحامل على الوضع الصحي للحامل ومدى شدة الرجفان الأذيني لديها. [1]
ومن أدوية الرجفان الأذيني التي يمكن استخدامها للحامل هي حاصرات البيتا، مثل:
- الأتينولول.
- اللابيتالول.
- الميتوبرولول. [1،2]
كما يمكن استخدام دواء الديجوكسين أثناء الحمل، إلا أنه يجب الالتزام بالجرعة الموصوفة منه من قبل الطبيب. ومن الممكن استخدام كلًا من الفليكاينيد والبروبافينون. [2]
أما حول استخدام أدوية الرجفان الأخرى أثناء الحمل فينصح بتجنبها، بما في ذلك:
- الأدوي المستخدمة لإعادة تنظيم إيقاع القلب، مثل الأميودارون، حيث من الممكن أن تزيد من خطر ولادة الأطفال المصابين بخمول الغدة الدرقية.
- حاصرات قنوات الكالسيوم، مثل الفيراباميل والديلتيازيم، فهي تزيد من احتمالية الإصابة بمشاكل في القلب أو عيوب خلقية، خاصة عند إعطاؤه في الثلث الأول من الحمل. [1،2]
كما لا بد من إعطاء الحامل أحد الأدوية التي تقلل من حدوث الجلطات الدموية لديها، فهي من الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالتجلطات، ويزداد لديها خطر حدوث مضاعفات الرجفان الأذيني المتمثلةبالجلطات الدمويةوالسكتات الدماغية. ومن الأدوية الآمن استخدامها للحامل:
- مضادات التخثر، مثل الهيبارين والأدوية التابعة لمجموعة الهيبارين منخفض الكثافة.
- الأسبرين، وذلك فقط خلال الثلث الثاني والثالث من الحمل.
- مضادات الفيتامين ك، ولكن يجب عدم استخدامها في الأسابيع ما بين الأسبوع 6 - الأسبوع 12. [2-4]
ويجب التنويه إلى أن الحامل تحتاج لجرعات أعلى من مضادات التخثر وبتكرار أعلى. [2]
أما حول استخدام دواء الوارفارين، فمن غير الآمن استخدامه للحوامل المصابات بالرجفان الأذيني، حيث أنه يرتبط بزيادة احتمالية حدوث الإجهاض أو ظهور عيوب خلقية لدى الطفل. [2،3]
كما يجب تجنب استخدام مضادات التخثر الفموية غير التابعة لمجموعة مضادات الفيتامين ك. [3،4]
تقويم نظم القلب الكهربائي للحامل
يمكن إجراء تقويم نظم القلب الكهربائي للحامل التي تتعرض لنوبات الرجفان الأذيني والتي لا تستجيب للعلاج بالأدوية. لكن، يجب الانتباه إلى أن هذا الإجراء لا يعد آمنًا في جميع مراحل الحمل. كما ينصح بمراقبة الجنين وضربات قلبه أثناء إجراء تقويم نظم القلب الكهربائي. [2،3]
يتم إجراء تقويم نظم القلب الكهربائي تحت التخدير باستخدام البروبوفول، والذي يعد سريع المفعول، ويستمر مفعوله لفترة قصيرة، وهو آمن للحامل. كما عادة ما يتم إعطاء الحامل أحد مضادات التخثر عبر الوريد قبل إجراء تقويم نظم القلب لها. [2-4]
في بعض الحالات، يمكن تكرار إجراء تقويم نظم القلب الكهربائي في حال استدعى الأمر ذلك. [2]
للمزيد: طرق علاج الرجفان الأذيني
الرجفان الأذيني والولادة
عند اقتراب موعد الولادة، سوف يقوم الطبيب بإجراء عدد من التغيرات في أدوية الحامل، كما سيقوم بإعطائها عدد من النصائح حول الولادة والرجفان الأذيني، وأهم هذه النصائح هي تجنب تناول المميعات أثناء فترة المخاض والولادة أو قبلها مباشرة. [1]
سيقوم الطبيب بمراقبة قبل الأم الحامل المصابة بالرجفان الأذيني أثناء المخاض والولادة، وذلك للتأكد من أن الإجهاد الناتج عن الولادة لا يؤثر على نظم القلب أو يتسبب بعدم انتظام ضربات القلب. [1،3]
أيضًا، لا بد من قيام الطبيب بالتأكد من أدوية الأم بعد ولادة الطفل، وذلك للتأكد من أنها فعالة في التحكم بضربات وإيقاع القلب والوقاية من المضاعفات لديها، بالإضافة إلى أنها آمنة للاستخدام لدى المرضع في حال رغبت الأم بإرضاع طفلها. [1]
من المهم معرفة جميع المعلومات التي تخص الرجفان الأذيني والحمل من قبل جميع النساء المصابات بهذا المرض واللاتي يخططن للحمل أو حدث لديهن الحمل بالفعل. بشكل عام، يساعد الالتزام بالأدوية الموصوفة من قبل الطبيب بالتحكم بجميع نوبات الرجفان الأذيني عند الحامل وتقليل مخاطرها على صحة الجنين واستمرار الحمل.
اقرأ أيضًا: طرق الوقاية من الرجفان الأذيني