من المعروف أن فيروس كورونا المستجد (بالإنجليزية: Coronavirus) والمعروف أيضاً بإسم كوفيد-١٩ (بالإنجليزية: COVID-19) يسبب التهاباً رئوياً مع مجموعة من الأعراض مثل السعال وضيق في التنفس، ويمكن أن يكون هذا خطيراً للغاية بالنسبة لأولئك الذين يعانون أصلاً من مشاكل وصعوبات في التنفس.
ومن بين الأشخاص الأكثر عرضة لخطر الآثار الصحية الشديدة من فيروس الكورونا المستجد هم المرضى الذين يعانون من مشاكل حادة في التنفس بما في ذلك مرضى الربو (بالإنجليزية: Asthma) ومرضى توسع القصبات (بالإنجليزية: Bronchiectasis) ومرضى الانسداد الرئوي المزمن (COPD) إضافة إلى المرضى الذين يعانون من ضعف الجهاز المناعي.
اقرأ أيضاً: الدليل الشامل حول فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19)
ما هي العلاقة بين مرض الربو وأعراض مرض فيروس كورونا المستجد؟
وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) والاتحاد الأمريكي للرئة فإن الأشخاص الذين يعانون من حالات الربو المتوسطة إلى الشديدة يكونون أكثر عرضة للإصابة بالأعراض الشديدة والمضاعفات الخطيرة لمرض الكورونا (بالإنجليزية: Corona) في حال إصابتهم بفيروس كورونا المستجد.
وكما هو معروف أن المسبب الأول لنوبات الربو (بالإنجليزية: Asthma Attacks) هو الأمراض الفيروسية، لذا فإنه من المنطقي أن تكون أعراض الإصابة بمرض فيروس كورونا المستجد، والذي يسبب مشاكل تنفسية، أسوأ بالنسبة للأشخاص الذين يعانون أساساً من مرض الربو.
إن أي شخص يعاني من مرض رئوي يكون لديه احتياطي أقل من الأكسجين للتعامل مع أي شيء آخر يحد من قدرة الرئة على إدخال الأكسجين من الهواء إلى مجرى الدم.
فعلى سبيل المثال إذا كان الشخص سليماً فإن وظيفة الرئة لديه تكون ١٠٠ بالمئة، وعند تعرضه لمرض فيروس كورونا المستجد فإن وظيفة الرئة لديه تنخفض إلى ٧٠ بالمئة وهي تعتبر نسبة كافية ولا تهدد حياة الشخص. أما بالنسبة لمريض الربو فقد تكون وظيفة الرئة لديه في الأساس ٧٠ بالمئة مثلاً، وفي حال تعرضه لمرض فيروس كورونا المستجد تنخفض النسبة إلى ٤٠ بالمئة وهو ما يجعله يعاني أكثر.
لكن على الرغم من ذلك - وفقاً للكُلية الأمريكية للحساسية والربو والمناعة (ACAAI) - فإنه لا توجد أدلة واضحة على أن الأشخاص المصابين بالربو هم أكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا المستجد.
اقرأ أيضاً: متى يشتبه بإصابة الشخص بفيروس كورونا الجديد (كوفيد-19)؟
هل تزيد أدوية مرض الربو من خطر الإصابة بفيروس كورونا المستجد؟
تؤكد الكلية الأمريكية للحساسية والربو والمناعة (ACAAI) أنه لا يوجد دليل كافي على أن أدوية الربو المستخدمة لمنع ظهور أعراض الربو مثل الستيرويدات المستنشقة أو الفموية، والمونتيلوكاست (بالإنجليزية: Montelukast) والأدوية البيولوجية تزيد من خطر إصابة الشخص بفيروس كورونا المستجد.
ومع ذلك، فقد حذرت افتتاحية نُشرت في مجلة علم الغدد الصماء السريري والأيض بتاريخ ٣١ من شهر آذار لعام ٢٠٢٠ من أن الأشخاص الذين يتناولون فئة معينة من الهرمونات الستيرويدية تسمى (Glucocorticoids) لعلاج مرض الربو وغيره من أمراض المناعة والحساسية قد تقل لديهم القدرة على الاستجابة للإجهاد بشكل طبيعي وبالتالي فهم معرضون لخطر أكبر في حال إصابتهم بفيروس كورونا المستجد. ويعود السبب في ذلك – بحسب مؤلفي الافتتاحية – أن هذه الفئة من الستيرويدات تثبط استجابة الكورتيزون الطبيعي في الجسم للعدوى.
وينطبق هذا الأمر بشكل خاص على مرضى الربو الذين لديهم استجابة مناعية مثبطة، أو مرضى الربو الذين تم إدخالهم إلى المستشفى بسبب نوبة ربو خلال ١٢ شهراً الماضية.
نصائح خاصة لمرضى الربو في ظل جائحة كورونا
تساعد نصائح لجنة مكافحة الأوبئة مثل التباعد الاجتماعي وغسل اليدين المتكرر على وقاية الأشخاص المصابين بالربو من الإصابة بفيروس كورونا المستجد تماماً مثل أي شخص آخر. إضافة إلى ذلك فإن هناك خطوات إضافية يمكن لمرضى الربو اتباعها لحماية صحتهم ضد فيروس كورونا المستجد، وتشمل هذه الخطوات:
المداومة على تناول أدويتهم
ينبغي على مرضى الربو المداومة على تناول أدوية الربو بشكل يومي كما هو موصوف لهم، وهذا يساعد على تقليل خطر الإصابة بنوبة ربو ناجمة عن أي فيروس يصيب الجهاز التنفسي مثل فيروس كورونا المستجد، كما ينبغي على مرضى الربو التأكد من توفر مخزون كافي من أدوية الربو وأجهزة الاستنشاق (بالإنجليزية: Inhalers) لديهم.
محاربة التوتر والإجهاد
يمكن للتوتر أن يثبط الجهاز المناعي، وقد يكون مرضى الربو بشكل خاص أكثر عرضة للتوتر كونهم على علم بأن خطر إصابتهم بمضاعفات مرض فيروس كورونا المستجد أعلى، كما أنه من المعروف أن القلق يمكن أن يؤدي إلى نوبات الربو أو جعلها أسوأ في حال بدأت. غالباً ما يعرف مريض الربو محفزات نوبات الربو بالنسبة إليه، وبالتالي فإن ذلك قد يساعده في تجنب النوبة أو إدارتها، إضافة إلى الآليات التي يستخدمها مرضى الربو بشكل دائم لتقليل التوتر والإجهاد مثل ممارسة الرياضة وتناول الأكل الصحي والتأمل، فإنه يُنصح باستبعاد الضغوطات المتعلقة بفيروس الكورونا قدر الإمكان؛ مثل تقليل استخدام الهواتف وأجهزة التلفاز وشاشات الكمبيوتر قدر الإمكان. وفي ظل العزلة الجسدية المفروضة فإنه يُنصح بالتواصل مع العائلة والأصدقاء أو المجموعات الاجتماعية عبر الهاتف أو الإنترنت لتلقي الدعم النفسي المناسب.
البقاء في المنزل مع اتباع تعليمات خاصة
يمكن أن يشكل الحجر الصحي في المنزل تحدياً خاصاً بالنسبة لمرضى الربو، وذلك لأنه قد يزيد من التعرض لمحفزات نوبات الربو. لذا فإنه من المهم الحفاظ على غرفة في المنزل خالية من أي محفزات مثل الحيوانات الأليفة أو الغبار قدر الإمكان. كما ينبغي الحفاظ على رطوبة منخفضة للحد من ظهور العفن أو عث الغبار. أيضاً يجب إبقاء النوافذ مغلقة لتقليل التعرض لحبوب اللقاح في فصل الربيع،
وينبغي التعامل مع مواد التنظيف المنزلية المستخدمة لتطهير المنزل بحذر حيث أن الأبخرة المتصاعدة منها قد تؤدي إلى تهيج الرئتين.
أما بالنسبة للأشخاص المصابين بالربو الذين تم تشخيص إصابتهم بفيروس كورونا المستجد أو يشتبه بإصابتهم ويستخدمون جهاز الاستنشاق داخل المنزل، فإنه ينبغي عليهم استخدامها في غرفة بعيدة عن بقية أفراد الأسرة، حيث أن فيروس الكورونا ينتشر عبر قطرات الماء عند الزفير.
وأخيراً ينبغي على المريض أن يبقى متيقظاً بشأن أي أعراض تنفسية قد يعانيها، وعليه عدم تجاهلها واعتبارها على أنها مجرد حساسية أو نوبة ربو، كما أن عليه التواصل مع مقدم الرعاية الصحية فور ظهور أي عرض.
الإقلاع عن التدخين بكافة أشكاله
إن تدخين السجائر العادية أو الإلكترونية مرتبطان بالتهاب الرئة وانخفاض الوظيفة المناعية في الشعب الهوائية، وهذا من شأنه أن يزيد من احتمال حدوث مضاعفات في حال التعرض لفيروس الكورونا.
اقرأ أيضاً: فيروس كورونا الجديد: نصائح لمعالجة القلق والتوتر النفسي