تتشابه أعراض الربو الشعبي مع العديد من أمراض الجهاز التنفسي المزمنة، ومنها الانسداد الرئوي المزمن، يشترك المرضان في أعراض مثل عدم حرية حركة الهواء بسهولة عبر الأنف والرئتين، وصعوبة التنفس، والصفير، والسعال المزمن.
يتساءل الناس نتيجة هذا الخلط بين المرضين، هل يصيب الانسداد الرئوي الأطفال؟ وهل كل مرضى الربو يعانون من الانسداد الرئوي؟ نشرح في مقالنا هذا الفروقات بين الانسداد الرئوي المزمن والربو القصبي بالتفصيل، وطرق العلاج.
ما هو الانسداد الرئوي المزمن
يصف مصطلح مرض الانسداد الرئوي المزمن (بالإنجليزية: Chronic Obstructive Pulmonary Disease (COPD) أمراض الجهاز التنفسي المزمنة التدريجية مثل انتفاخ الرئة، والتهاب الشعب الهوائية المزمن.
يتميز الانسداد الرئوي بالنقص التدريجي في معدل تدفق الهواء مع مرور الوقت، كذلك التهاب الأنسجة المبطنة للمسالك الهوائية.
لا ينتبه الكثير من مرضى الانسداد الرئوي إلى الأعراض التي تعتريهم، وقد لا يعرفون بمرضهم من الأساس، خاصة المدخنين، يساعد التشخيص المبكر لمرضى الانسداد الرئوي على الحفاظ على وظائف الرئة.
يعاني حوالي 40% من مرضى COPD من الربو القصبي أيضاً، فهو عامل خطر للإصابة بمرض الانسداد الرئوي.
يعتبر التدخين السبب الرئيسي لغالبية حالات الانسداد الرئوي المزمن، كذلك الإصابة بالاضطراب الوراثي الذي يسبب انخفاض بروتين الفا 1 انتيتريبسن، الذي له دور في حماية الرئتين، ويسبب نقصه تلف الرئة بصورة سهلة عند المدخنين وغيرهم حتى لو من الأطفال والرضع، لكن بنسبة قليلة لا تتعدى 1%. (4)(2)
ما هو الربو الشعبي
يحدث الربو عند معظم الحالات نتيجة التعرض لمسببات الحساسية، مثل شعر الحيوانات، وغبار العث، وحبوب اللقاح، مما يسبب تقلص عضلات الشعب الهوائية، وضيق ممرات التنفس، فتقل حركة الهواء إلى داخل وخارج الرئة، مما يجعل عملية التنفس شاقة ومجهدة على مريض الربو، مسببة ضيق الصدر أيضاً.
قد يحدث الربو لأسباب غير تحسسية مثل استنشاق الدخان، أو التوتر العصبي، أو التعرض للهواء البارد، أو ممارسة الرياضة. (3)(4)
للمزيد: ما الفرق بين الحساسية الصدرية والربو؟
ما هو الفرق بين الربو والانسداد الرئوي المزمن
يبدو الربو والانسداد الرئوي متشابهين تماماً، لكن مع الدراسة الدقيقة لأعراض كل منهما، والتاريخ الطبي للمريض، والفحص البدني من قبل الطبيب، والفحوصات المختبرية، يتضح الفرق.
نذكر تالياً أهم النقاط التي توضح الفرق بين الربو ومرض الانسداد الرئوي المزمن:
العمر
يحدث انسداد المجاري الهوائية في كلا المرضين، لكن يحدد عمر المريض وقت ظهور أول الأعراض نوع المرض، حيث يشخص الانسداد في الشعب الهوائية في عمر الطفولة، والمراهقة، والبالغين أقل من 40 عاماً بالربو القصبي، بينما لا تظهر أعراض السدة الرئوية في حالة الانسداد الرئوي المزمن إلا فوق 40 عاماً، خاصة لدى المدخنين الحاليين أو السابقين. (1)
للمزيد: أعراض مرض الربو، ماهي؟
الأعراض
توضح الأعراض الفرق بين الربو والانسداد الرئوي المزمن، حيث يتميز COPD بالسعال المزمن الصباحي اليومي، الذي يصاحبه البلغم الكثيف، وهو صفة مميزة لالتهاب الشعب الهوائية المزمن، بينما يختص الربو بنوبات الأزيز، والصفير، وضيق الصدر خاصة في الليل وقت النوم.
تصاحب مرض الربو أعراض الحساسية عند غالبية الحالات مثل التهاب الأنف التحسسي، أو الاكزيما، لكن تختفي مثل تلك الأعراض عند مريض الانسداد الرئوي. (2)
للمزيد: ربو القلب، ما هو وما هي أعراضه؟
التدخين
يتمثل الفرق بين الربو والانسداد الرئوي المزمن في نقطة التدخين بشكل أساسي، حيث يرتبط الانسداد الرئوي في معظم الحالات بالتدخين، خاصة المرضى ذوي التاريخ الطويل من التدخين، لكن يصيب الربو المدخنين وغير المدخنين، فهو ينتشر بكثافة بين الأطفال.
يعاني غالبية المدخنين من الانسداد الرئوي المزمن مع الربو، حيث يزيد التدخين من تهيج الرئتين، فتفقد الحويصلات الهوائية مرونتها، وينحبس الهواء داخل الرئة وقت الزفير، مما يزيد من سوء حالة الربو وقد يؤدي إلى نوبة ربو. (2)
العلاج
يعتمد علاج الربو بالأساس على التعرف على مسببات الربو سواء كانت تحسسية أو غير تحسسية، والابتعاد عنها وتجنبها، بالإضافة إلى الانتظام في تلقي الجرعات العلاجية يومياً دون انتظار حدوث نوبة ربو ثم تناول العلاج.
تشمل خيارات أدوية الربو ما يلي:
للمزيد: كل ما تريد معرفته عن الربو التحسسي
يعد الانسداد الرئوي المزمن من الأمراض طويلة الأمد أيضاً وهو حالة صحية متأخرة، ويهدف العلاج في حالة الانسداد الرئوي إلى التحكم في الأعراض لمنع حالة المريض من التدهور أو التفاقم.
يجب على المريض الإقلاع الفوري عن التدخين وتجنب التدخين السلبي، قد يصف الطبيب علاجات بديلة للنيكوتين مثل اللاصقات لتسهيل خطوات الإقلاع على المريض، بالإضافة إلى الأدوية والإجراءات الطبية الأخرى وهي كالتالي:
تبين طرق العلاج المختلفة الفرق بين الربو والانسداد الرئوي المزمن، لكن يتشابه كلاهما في أن التشخيص المبكر والمداومة على العلاج تقلل كثيراً من حدة الأعراض. (1)
اقرأ أيضاً: كيف تتعامل مع نوبة الربو؟