يعتبر رهاب العناكب أحد أكثر أنواع الرهاب شيوعا ويقع ضمن فئة رهاب الحيوانات مثل رهاب الأفاعي والفئران. وغالبا ما تكون ردود أفعال الأشخاص المصابين بهذا الرهاب غير عقلانية بالنسبة للآخرين، وأحيانا بالنسبة للمصابين أنفسهم.

يشعر المصابون برهاب العناكب بالضيق الشديد عند تواجدهم في أماكن توجد فيها أدلة ظاهرة على وجود العناكب، منها خيوط العنكبوت، وفي الأماكن التي يعتقدون بوجود العناكب فيها. وإن شاهد المصاب عنكبوتا،ً فقد يعتزل الأماكن العامة إلى حين تجاوزه نوبة الذعر.

وفي بعض الحالات، فقد تتسبب صورة عنكبوت أو حتى رسم واقعي له بإثارة الذعر والخوف لدى المصاب. كما وقد يشعر بالإهانة والحرج إن حدثت هذه النوبات له أمام أقرانه أو أحد أفراد أسرته.

هناك تفاوت في شدة الخوف من العناكب. والأشخاص الذين يخافون بشدة من العناكب يصنفون على أنهم مصابون بالرهاب. ويشار إلى أن نحو 50% من النساء و10% من الرجال لديهم رهاب متوسط إلى شديد من العناكب.

ومن الممكن أن يعالج باستخدام أي من الوسائل المستخدمة في علاج الرهاب بشكل عام.

وتفيد إحدى وجهات النظر التي يتبناها علم النفس النشوئي بأن وجود العناكب السامة قاد إلى نشوء الخوف من العناكب عامة أو جعل اكتساب الخوف منها سهلاً.

وتشير وجهة النظر البديلة إلى أن الأخطار الناجمة عن العناكب مثلاً هي أخطار مبالغ في تقديرها ولا تعد كافية للتأثير في النشوء. بدلاً من ذلك، فقد يسبب توارث الرهاب تأثيرات مقيدة وسلبية على إمكانية البقاء، وذلك بدلاً من أن تصبح مساعدة على البقاء. فعلى سبيل المثال، لا توجد عناكب قاتلة في أوروبا الشمالية والوسطى لتتسبب في مخاوف نشوئية. ورغم ذلك، فإن هذه المناطق هي التي بدأ فيها أشد أنواع الخوف من العناكب، مما يؤيد فكرة ارتباط الخوف بثقافة المجتمع.

وعلى خلاف تلك المناطق، فإن العديد من الثقافات لا تخاف من العناكب عموماً، وإن بعض المجتمعات كما في بابوا غينيا الجديدة وفي أمريكا الجنوبية (بإستثناء تشيلي والبرازيل) تستخدم العناكب كأحد مكونات الأكلات التقليدية.

وبما أن العناكب صغيرة نسبياً، فهي غير ملائمة لتكون مصدر خطر تقليدي ضمن مملكة الحيوان، إذ أن الحجم هو العامل الأساسي الذي يحدد مدى الخوف من الحيوان. و مع أن أغلب أنواع العناكب سامة، و بعض هذه الأنواع قاتل، غير أنها نادراً ما تشكل خطراً على الإنسان.