شقائق النعمان (مفردها شقيقة) أزهار برية حمراء جميلة، ارتبطت بالتراث العربي القديم، قيل إنها نبتت على قبر النعمان بن المنذر أشهر ملوك الحيرة عندما داسته الفيلة في معركة ذي قار، بعد أن رفض الخضوع لملك الفرس وتسليمه نساء العرب.
ويطلق على هذه النبتة في مناطق بلاد الشام، وبخاصة في الأردن وفلسطين، اسم "الدحنون" أو "الحنون"، ولها ألوان عدة منها البنفسجي والزهري والأحمر والأبيض والقرمزي والقرنفلي والأرجواني.
وشقائق النعمان عبارة عن نبات حولي ذي ساق نحيل مغطى بشعر يصل ارتفاعه الى نحو متر، له أوراق قاعدية مميزة مغمدة للساق (تلتف حول الساق)، وأوراق ساقيه محززة وأزهاره حمراء رباعية البتلات. وهذه النبتة منها البري والبستاني، ويختلف
النوعان في الشكل، سواء بلون الأزهار، أو بشكل الأوراق، والبري، من الناحية الطبية، أفضل من البستاني. وتعرف شقائق النعمان علمياً باسم: (Papaven thoeos) والجزء الطبي المستخدم من هذه النبتة هو الأزهار والأوراق.
شقائق النعمان في الطب القديم
اشار العشاب الأيرلندي كيوغ سنة 1735م الى ان شقائق النعمان ذات طبيعة مبردة ومنعشة عند شرب مغلي ما بين خمس الى ست زهرات، حيث يخف الألم ويحث على النوم. كما يمكن وضع الأوراق الخضراء المرضوضة للرؤوس الخضراء علىالقروح
والحبوب والحميات الجلدية الحارقة. وقد أدرجت شقائق النعمان في دستور الأدوية البريطانية لعام 1949م.
ويقول داود الأنطاكي عن شقائق النعمان انها تستأصل شأفة البلغم مضغاً وأكلاً، وإذا شربت سكنت الوجع، وبخاصة القولون، وتزيل البرص شرباً وطلاء، وإذا اكتحل بمنقوع أزهارها حسن من ظلمة العين وبياضها، وإذا استعط مسحوقها خفف آلام الدماغ،
وطبخه يدر الحليب شرباً والحيض احتمالاً، ومسحوقها يقطع الرعاف نفوخاً، وإذا حشي مع نصفه قشر جوز أخضر ودفن في الأرض أربعين يوماً فإنه يسود الشعر.
أما ابن البيطار في جامعه فقال: "إذا مضغت أزهار النبات اجتذبت البلغم، وعصارته تنقي الدماغ من المنخرين، وهي تلطف وتجلو الآثار الحادثة في العين من القرحة، وتنقي الشقائق القروح الوسخة وتقلع وتستأصل العلة التي ينقشر معها الجلد وينزل الطمث
إذا إحتملت به المرأة ويدر الحليب".
أما ديسقوريدس فيقول: " النوع البستاني والبري من شقائق النعمان إذا دقت جذورها واخرج ماؤها واستنشق نقي الرأس، وإذا مضغت طردت البلغم، وإذا طبخت وتضمد بطلائها ابرأت اورام العين الحارة، وتدمل القروح، وتنقي الجروح الوسخة، وإذا تضمدت
به قلعت الجرب المتقرح".
أما عيسى بن علي فيقول: "شقائق النعمان ان خلط زهرها مع قشور الجوز الرطب صبغت الشعر صبغاً شديد السواد، وتقلع القوباء وعصارتها تذهب بياض العين، ولا سيما أعين الأطفال، وإذا اكتحل بماء عصارتها سودت الحدقة ومنع من ابتداء الماء النازل
في العين وقوى حاستها وأحدّ بصرها".
استعمالاتها في الطب الحديث
تعد ازهار شقائق النعمان مهدئة وتستخدم اليوم بشكل رئيسي كمفرج معتدل للآلام، وكعلاج للسعال المتهيج. كما انها تساعد في خفض فرط النشاط العصبي. ويمكن استخدام العشبة ايضاً في علاج الأرق والهيوجيه العامة والسعال والربو ويعطى عادة كشراب.
وتستعمل العشبة بكاملها في محلول عادي، وذلك بأخذ ملعقة صغيرة من مسحوق العشبة، وتوضع في ملء كوب ماء مغلي وتترك لتنقع لمدة عشر دقائق ثم تصفى وتشرب لعلاج الاضطرابات العصبية عند الأطفال بمعدل ملعقة كبيرة مرتين الى ثلاث مرات
في اليوم. وهناك مستحضرات طبية سائلة مسجلة تستعمل للاضطرابات العصبية عند الكبار.
تحذير:
يجب عدم استخدام شقائق النعمان من قبل النساء الحوامل والمرضعات، ويفضل استشارة الطبيب المختص قبل استعماله.