يعرف الزرع اللاهوائي (Anaerobic Culture) أو زرع البكتيريا اللاهوائية بأنه أسلوب يستخدم لتنمية الكائنات اللاهوائية المأخوذة من العينات السريرية دون تعريضها للأكسجين. لا تستطيع الكائنات اللاهوائية المجبرة العيش بوجود الأكسجين بخلاف الكائنات الهوائية والكائنات اللاهوائية المخيرة. تتم عملية أخذ العينة اللازمة وزراعتها بطرق تضمن حماية هذه الكائنات من الأكسجين.
أسباب إجراء فحص الزرع اللاهوائي
يطلب الطبيب من المرضى إجراء فحص الزرع اللاهوائي بناءً على مكان الجرح أو الإصابة، وعلى مدى إصابة الأنسجة بالتلف، وعلى خروج رائحة سيئة من الجرح أو الإصابة، وذلك للأسباب التالية:
- الحصول على عينة جيدة من المكان المصاب في الجسم بشكل يضمن عدم تعرضها للأكسجين.
- البحث عن وجود بكتيريا معينة في العينة المأخوذة من منطقة في الجسم تعرضت للجروح أو الالتهابات كالالتهابات الفموية، والالتهابات الرئوية، والتهابات القدم الناجمة عن السكري، والعضات الملتهبة، والغرغرينا.
- اختيار العلاج الملائم لحالة المريض وفقاً للبكتيريا المحددة التي سببت الالتهاب.
- التأكد من فعالية العلاج للالتهاب ومدى استجابته له.
كيفية إجراء فحص الزرع اللاهوائي
يحتاج فحص الزرع اللاهوائي إلى الحصول على عينة من السائل أو النسيج المتأثر. قد يستخدم الفني الإبرة لسحب السائل من الجرح أو مكان الإصابة، وقد يؤدي هذا إلى شعور المريض بالقليل من الألم أو عدم الراحة.
كيفية أخذ العينة
- من الضروري أخذ العينة من المكان المصاب بطريقة تضمن حمايتها من التعرض للأكسجين.
- يجب أخذ العينة التي تحتوي على البكتيريا اللاهوائية من المكان الصحيح دون تلويث المنطقة ببكتيريا من جلد أو غشاء مخاطي أو نسيج مجاور.
- يجب تجنب المسحات القطنية عند أخذ عينات البكتيريا اللاهوائية كون ألياف القطن قد تكون مؤذية لها.
- ينصحبسحب عينات السوائل باستخدام إبرة معقمة ثم تغلق بإحكام لمنع دخول الهواء لها.
- تُحفظ العينات المأخوذة من الأنسجة في كيس مفرغ من الغاز ومحكم الإغلاق. أو في زجاجة خاصة (vial) مفرغة من الهواء ومغلقة بإحكام.
- توضع العينات بأسرع وقت ممكن في بيئة معدة لتنمية البكتيريا (زراعتها). يحتاج هذا الفحص حوالي أسبوع لتظهر نتائجه وذلك لأن البكتيريا تحتاج إلى وقتٍ كافٍ كي تنمو في المختبر.
مكان أخذ العينات
بعض العينات المتوقع أن تحتوي على البكتيريا اللاهوائية:
- الدم.
- العصارة الصفراء.
- نخاع العظم.
- السائل الدماغي النخاعي.
- السوائل المسحوبة من الرئة.
- العينات المأخوذة من أنسجة معقمة بطبيعتها.
- السائل المستخرج من مكان معقم بطبيعته (كالمفصل).
- الخراج السني.
- الخراج البطني أو الحوضي.
- الإصابة الناجمة عن عملية جراحية أو التعرض للإصابة بسكين أو عيار ناري.
- الحروق الشديدة.
أما العينات التي ليس من المتوقع أن تحتوي على البكتيريا اللاهوائية فتتضمن الآتي:
- البلغم الخارج من الحلق.
- المسحة الشرجية.
- مسحة الحلق أو الأنف.
- مسحة الإحليل.
نتائج فحص الزرع اللاهوائي
تؤثر العديد من الأمور على نتائج فحص الزرع اللاهوائي ومنها الطريقة التي يستخدمها كل مختبر لإجراء الفحص. لذلك، إذا كانت النتائج تختلف عن الحدود الطبيعية لا يعني ذلك بالضرورة وجود مشكلة، ويجب عندها التحدث مع الطبيب لتحليل الوضع بشكل دقيق. يمكن تفسير نتائج هذا الفحص كما يلي:
- نتيجة سلبية: وتعني عدم وجود البكتيريا. ومع ذلك، لا يزال المريض عرضةً لأن يكون مصابا ًبالتهاب بكتيري كون البكتيريا اللاهوائية لا تنمو بسهولة في المختبر.
- نتيجة إيجابية: وتعني أن البكتيريا قد نمت في العينة المأخوذة من المريض. ولكن، قد تكون البكتيريا التي نمت في العينة مختلفة عن تلك المسببة للالتهاب لدى المريض لكنها قد تؤثر على نتائج الفحص.
- سلبية كاذبة: أي أن الفحص يظهرعدم وجود بكتيريا على الرغم من وجودها فعلاً في الجسم، وذلك لأن البكتيريا اللاهوائية صعبة النمو، كما أن بعضها قد لا ينمو في هذا الفحص.