يعرف مرض الزهايمر بأنه اضطراب تدريجي يتسبب في تلاشي خلايا الدماغ، وتدهورها، وموتها. ومرض الزهايمر هو السبب الأكثر شيوعاً للخرف، حيث يمثل الخرف التدهور المستمر في التفكير والمهارات السلوكية والاجتماعية التي تعطل قدرة الشخص على العمل بشكل مستقل). قد تكون العلامات المبكرة للمرض هي نسيان الأحداث أو المحادثات الأخيرة، ولكن مع تقدم المرض، يصاب مريض الزهايمر بضعف شديد في الذاكرة ويفقد القدرة على أداء المهام اليومية.
قد تؤدي أدوية مرض الزهايمر الحالية إلى تحسين الأعراض مؤقتاً، أو إبطاء معدل التدهور، كما يمكن أن تساعد هذه العلاجات أحياناً الأشخاص المصابين بمرض الزهايمر على الحفاظ على الاستقلال لبعض الوقت، كما يمكن أيضاً أن تساعد البرامج والخدمات المختلفة في دعم الأشخاص المصابين بمرض الزهايمر ومقدمي الرعاية الصحية لهم على تحمل مصاعب المرض والتعايش معه.
لا يوجد علاج يشفي تماماً من مرض الزهايمر، أو يغير من تطور المرض في خلايا الدماغ. ففي المراحل المتقدمة من مرض الزهايمر، تؤدي المضاعفات الناتجة عن الفقدان الشديد لوظائف الدماغ (مثل الجفاف، أو سوء التغذية، أو العدوى) إلى الوفاة.
ويوميا يجري البحث في جميع أنحاء العالم لإيجاد علاج تجريبي لوقف مرض الزهايمر، أو حتى إبطائه أو الوقاية منه، وتمول جمعية الزهايمر الباحثين الذين يبحثون عن استراتيجيات علاج تجريبي جديد، وتدعو إلى مزيد من التمويل الفيدرالي لأبحاث مرض الزهايمر.
الأمل في الأدوية المستقبلية لعلاج مرض الزهايمر
حالياً، هناك خمسة عقاقير لمرض الزهايمر تمت الموافقة عليها من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (بالإنجليزية: FDA) التي تعالج أعراض مرض الزهايمر، و تساعد مؤقتاً في مشاكل الذاكرة والتفكير ومع ذلك، فإن هذه الأدوية لا تعالج الأسباب الكامنة وراء مرض الزهايمر أو تبطئ تقدمه.
تهدف العديد من العلاجات التجريبية للزهايمر، إلى تعطيل عملية المرض نفسها من خلال التأثير على واحد أو أكثر من تغيرات الدماغ المرتبطة بمرض الزهايمر، حيث توفر هذه التغييرات أهدافاً محتملة للأدوية الجديدة لإبطاء أو وقف تقدم مرض الزهايمر.
ويعتقد الباحثون أن العلاج الناجح سيتكون في النهاية من مجموعة من الأدوية التي تعمل على عدة أهداف، على غرار العلاجات الحالية للعديد من أنواع السرطان والإيدز.
اقرأ ايضاً: ما هي طرق علاج مرض الزهايمر؟
أهداف العلاجات التجريبية للزهايمر
فيما يلي أمثلة لأهداف واعدة للعلاجات التجريبية للزهايمر وهي مازالت قيد البحث والتجريب:
اميلويد بيتا
اميلويد بيتا (بالإنجليزية: Beta Amyloid) هو بروتين يعتبر المكون الرئيسي للويحات الخلايا العصبية التالفة في أدمغة مرضى الزهايمر(بالإنجليزية: Plaques)، وقد توصل العلماء لمراحل تكون البيتا اميلويد من مركب سابق له يسمى بروتين الاميلويد البدائي (بالإنجليزية: Amyloid Precursor Protein - APP) بواسطة إنزيم بيتا سيكريتيز، وانزيم جاما سيكريتيز، وذلك لتكوين بروتين بيتا أميلويد الموجود بمستويات عالية، وبشكل غير طبيعي في أدمغة المصابين بمرض الزهايمر.
ويسعى العلماء لتعطيل كل مراحل تكوين بروتين البيتا اميلويد، وما زال هناك العديد من التجارب السريرية للعقاقير التجريبية التي تستهدف مراحل تكوين بيتا أميلويد جارية حتى الآن، ومن المتوقع أن تنتهي الدراسات في عام 2025. وهناك عقار تجريبي يستخدم في الأبحاث التي تستهدف بيتا أميلويد وهو: CAD106 وCNP520
بيتا سيكريتيز
بيتا سيكريتيز (بالإنجليزية: Beta-Secretase -BACE) هو أحد الأنزيمات في مراحل تكون طليعة بروتين الأميلويد بيتا، الذي يتكون منه الأميلويد بيتا، فبالتالي الأدوية التي تقطع مسار تكون البيتا سيكريتيز فهي بالتالي تمنع تكون البيتا اميلويد المسبب لمرض الزهايمر.ومن المتوقع أن تكتمل الدراسة في عام 2024.
وهناك عقار تجريبي يستخدم في البحث الذي يستهدف إفراز بيتا سيكريتيز يسمى JNJ-54861911
اقرأ أيضاً: الزهايمر، اعراضه، وطرق التعايش مع المريض
بروتين تاو
بروتين تاو( بالإنجليزية: Tau Protein) هو البروتين المكون الرئيسي للتشابك (بالإنجليزية: Tangles)، وتغير بروتينات تاو شكلها وتنظم نفسها في هياكل تسمى التشابك الليفي العصبي وهي السمة المميزة الأخرى لشذوذ الخلايا العصبية في الدماغ لمرضى الزهايمر، وهي التي تمنع التشابك العصبي بين الخلايا العصبية وبعضها.
ويساعد الحفاظ على بروتين تاو في الحفاظ على بنية الخلايا العصبية ومنعها من التشابك والتلف.
و يدرس الباحثون والعلماء آليات منع بروتين تاو من الانهيار، والالتواء، والتشابك، وعملية التشابك هذه هي التي تدمر الأنابيب الدقيقة في الخلايا العصبية في الدماغ، وفي النهاية تلف الخلايا العصبية نفسها.
وهناك عقار تجريبي يستخدم في البحث الذي يستهدف بروتين تاو يسمى: AADvac1
اقرأ أيضاً: حقائق طبية في اليوم العالمي لمرض الزهايمر
عوامل الالتهاب
من المعروف منذ فترة طويلة أن الالتهابات في الدماغ تلعب دوراً في التغيرات التي تحدث في مرض الزهايمر. تسبب كل من بيتا أميلويد وتشابكات تاو استجابة مناعية في الدماغ، وتعمل الخلايا الدبقية الصغيرة كأول شكل من أشكال الدفاع المناعي ضدها، ومع ذلك، في حين أن الخلايا الدبقية الصغيرة تساعد في إزالة بيتا أميلويد في الدماغ، فإنها يمكن أن تصبح مفرطة النشاط في وجود البيتا اميلويد وتنتج مركبات تدمر الخلايا المجاورة مما يؤدي لتلف الخلايا وحدوث مرض الزهايمر.
وهناك عقار تجريبي يستخدم في البحث الذي يستهدف عمليات الالتهاب يسمى سارجراموستيم (بالانجليزية: Sargramostim)، ويتم اختباره في مرض الزهايمر لأنه قد يحفز عمليات المناعة التي يمكن أن تحمي الخلايا العصبية في الدماغ من البروتينات السامة.
اقرأ أيضاً: كيف نتعامل مع الالتهابات وتداعياتها المرضية
مستقبلات 5-HT2
يمكن لمستقبلات 5-HT2A الموجود في بعض خلايا الدماغ أن تحبس مواد كيميائية تسمى الناقلات العصبية، وهذا يقلل من كمية الناقلات العصبية المتاحة للدماغ لاستخدامها في التواصل بين الخلايا العصبية. ومن المعروف أنه فقط من خلال التواصل بين الخلايا العصبية يمكن للفرد أن يفكر ويعمل بشكل طبيعي.
والأسيتيل كولين هو أحد هذه الناقلات العصبية، و الأشخاص المصابون بمرض الزهايمر لديهم مستويات منخفضة من الأسيتيل كولين. قد يؤدي استخدام علاج تجريبي يحظر مستقبل 5HT6 إلى زيادة كمية الأسيتيل كولين ومساعدة الخلايا العصبية في الحفاظ على الاتصال الطبيعي.
العلاج التجريبي الحالي في البحث الذي يستهدف 5-HT2A يسمى بيمافانسيرين (بالإنجليزية: Pimavanserin)، وهذا يعني أن بيمافانسيرين يمكن أن يسمى مفتاح السيروتونين في الجسم.
تجارب الوقاية من مرض الزهايمر
تقوم دراسة تسمى A4 بفحص فعالية دواء سولانيزوماب، وهو دواء يستهدف بيتا أميلويد، في 1169 متطوعاً خالياً من الأعراض، و تظهر فحوصات التصوير المقطعي بمفراس التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (بالإنجليزية: PET- Positron Emission Tomography) مستويات عالية بشكل غير طبيعي من بيتا أميلويد في الدماغ.
ومن المعروف انه تزيد المستويات العالية من بيتا أميلويد في الدماغ من خطر الإصابة بمرض الزهايمر، ويأمل الباحثون أن التدخل المبكر للأفراد المعرضين لخطر الإصابة بمرض الزهايمر سيمنع التدهور المعرفي لديهم.
اقرأ أيضاً: عادات تزيد من احتمالية الاصابة بالزهايمر
وحدة تجارب شبكة الزهايمر الوراثي السائد
من المعروف أن الطفرات على ثلاثة جينات تسبب شكلا نادرا من مرض الزهايمر، والذي يمثل أقل من 1% من حالات الزهايمر، وعندما يكون لدى شخص واحدة من هذه الطفرات، يكون لديه فرصة 95% إلى 100% للإصابة بمرض الزهايمر.
تأمل وحدة تجارب شبكة الزهايمر الوراثي السائد (بالإنجليزية: DIAN-TU) في إبطاء أو إيقاف تطور مرض الزهايمر لدى هؤلاء الأفراد باستخدام الأدوية التجريبية. ويجري حالياً اختبار علاج تجريبي يسمى جانتيروماب، وسولانيزوماب. كلاهما مصمم للمساعدة في إزالة البيتا أميلويد الزائد في الدماغ.