يعد مرض التصلب الجانبي الضموري أحد الأمراض العصبية والتي تتسبب بفقدان الفرد للقدرة على التحكم بعضلاته وتحريكها، وذلك نتيجة لحدوث تلف واضطراب في الخلايا العصبية الحركية. [1]
ونظرًا لما يسببه هذا المرض من تأثيرات سلبية كبيرة على حياة المريض، لهذا لا بد من تقديم العلاج المناسب لمريض فور تشخيصه بهذا المرض. [1]
فكيف يتم علاج التصلب الجانبي الضموري؟ وهل يمكن الشفاء من هذا المرض؟ هذا ما سيتم الإجابة عنه في المقال التالي. يمكنكم الآن استشارة طبيب من أطبائنا للإجابة على كافة استفساراتكم المتعلقة بهذا الموضوع.
هل يمكن الشفاء من التصلب الجانبي الضموري؟
للأسف إلى الآن لا يوجد حالات شفيت من مرض التصلب الجانبي الضموري، حيث أنه لا يوجد أي علاج يعمل على شفاء المريض بشكل نهائي. وعادة ما يتم تقديم العلاج لهؤلاء المرضى بهدف ما يلي: [1]
- تخفيف الأعراض.
- تحسين نوعية حياة المريض.
- منع ظهور المضاعفات.
- إبطاء تقدم وتطور المرض قدر الإمكان.
- إطالة عمر المريض قدر الإمكان.
وعادة ما يشرف على علاج مرض التصلب الجانبي الضموري فريق متخصص يتضمن العديد من الأطباء والمتخصصين، بما في ذلك اختصاصي أعصاب، واختصاصي تغذية، واختصاصي جهاز هضمي، وطبيب نفسي، وطبيب متخصص في الطب الفيزيائي وإعادة التأهيل، ومعالج وظيفي، ومعالج النطق، وغيرهم الكثير. [2]
ويمكن أن يتضمن علاج التصلب الجانبي الضموري ما يلي:
علاج التصلب الجانبي الضموري بالأدوية
يوجد 3 أنواع من الأدوية التي تمت الموافقة عليهما من قبل مؤسسة الغذاء والدواء من أجل علاج التصلب الجانبي الضموري، وهما:
- الريلوزول
تمت الموافقة على دواء الريلوزول (بالإنجليزية: Riluzole) من أجل علاج مرض التصلب الجانبي الضموري في عام 1995، والذي يعمل على التقليل من تلف الخلايا العصبية الحركية من خلال تقليل مستويات الغلوتامات في الجسم. كما يمكن أن يعمل هذا الدواء على إبطاء تطور المرض والإبطاء من تطور أعراض الجهاز التنفسي، وهذا ما يمكن أن يساعد بإطالة عمر المريض. [1،2]
يتم إعطاء دواء الريلوزول عبر الفم، ومن الممكن أن يتسبب هذا الدواء ببعض الأعراض الجانبية، ومنها اضطراب المعدة، والكدمات، والدوخة. [3]
- الإدارافون
تمت الموافقة على دواء الإدارافون (بالإنجليزية: Edaravone) لعلاج التصلب الجانبي الضموري في شهر مايو من عام 2017، وهو أحد مضادات الأكسدة التي يمكن أن تمنع تلف الخلايا العصبية الناجم عن الجذور الحرة. [1،3]
يساعد دواء الإدارافون على الإبطاء من تطور مرض التصلب الجانبي الضموري وتدهور الوظائف الجسدية للمريض، وخاصة لمن هم في المراحل المبكرة من المرض. [1،2]
يعطى هذا الدواء عن طريق الوريد، ويمكن أن يتسبب ببعض الآثار الجانبية، ومنها الكدمات، وعدم الاستقرار أثناء المشي، والصداع. [3]
- صوديوم فينيلبوتيرات تورورسوديول
تمت الموافقة على الدواء المركب الذي يحتوي على صوديوم فينيلبوتيرات تورورسوديول (بالإنجليزية: Sodium Phenylbutyrate and Taurursodiol) في عام 2022، والذي يمكن أن يساعد على إطالة فترة حياة المرضى المصابين بمرض التصلب الضموري الجانبي. [4]
يأتي هذا الدواء على شكل مسحوق، والذي يتم خلطه مع الماء ومن ثم شربه عبر الفم. [4]
ويمكن أن يصف الطبيب عدد من الأدوية الأخرى لمريض التصلب الجانبي الضموري، وذلك بهدف تقليل الأعراض لديه، ومن هذه الأدوية: [2،3]
- مسكنات الألم، ومنها مضادات الالتهاب غير الستيرويدية أو المورفين.
- مرخيات العضلات، ومنها المكسيليتين والباكلوفين.
- دواء الديازيبام، والذي يمكن أن يعمل على التقليل من تقلصات وألم العضلات.
- الدواء المركب الذي يحتوي على الديكستروميتورفان والكينيدين، والذي يساعد على التقليل من التقلبات المزاجية والانتكاسات العاطفية.
- دواء الجليكوبايرولات، والذي يعمل على التقليل من اللعاب لدى مريض التصلب الجانبي الضموري.
كما يمكن أن تتضمن أدوية علاج التصلب الجانبي الضموري أدوية تساعد في التخفيف من الإمساك، والاكتئاب، والتعب، والأرق. [3]
علاجات أخرى للتصلب الجانبي الضموري
بالإضافة إلى تناول الأدوية، يمكن أن يتضمن علاج التصلب الجانبي الضموري خضوع المريض لعدد من البرامج العلاجية، بما فيها:
- العلاج الفيزيائي
يساعد العلاج الفيزيائي على التقليل من الآلام لدى المريض والتحسين من قدراته الحركية، كما أنه يساهم في الحفاظ على قوة العضلات وجعلها تعمل لأطول فترة ممكنة. ويتضمن العلاج الفيزيائي لمرض التصلب الجانبي الضموري ممارسة عدد من التمارين الخفيفة، واستخدام وسائل المساعدة على الحركة، مثل عصا المشي أو الكراسي المتحركة. [1،3،4]
- العلاج الوظيفي
يساعد هذا البرنامج من برامج علاج التصلب الجانبي الضموري على جعل الأفراد المصابين بالمرض أكثر استقلالية ويزيد من قدرتهم على ممارسة أنشطة الحياة اليومية، ومنها: [3،4]
- ارتداء الملابس.
- الاستحمام.
- تناول الطعام.
حيث يقوم المعالجون الوظيفيون بتعليم المرضى كيفية اختيار واستخدام المعدات التكيفية والتقنيات التي تساعدهم على القيام بهذه الأنشطة، بالإضافة إلى تدريبهم على كيفية التغلب على ضعف اليد والذراع. [1،4]
- علاج النطق
يمكن أن يتضمن علاج التصلب الجانبي الضموري أيضًا الاستعانة بمعالجي النطق، وذلك في حال كان يعاني المريض من صعوبة التحدث، حيث أنهم يساعدون على زيادة قدرة المريض على التحدث بشكل أكثر وضوحًا وتعليمه استخدام الأشكال البديلة من التواصل بمجرد أن فقدانه للقدرة على الكلام، بما في ذلك الكتابة. [1،3]
كما يمكن أن يعالج أخصائيو النطق صعوبة البلع لدى مريض التصلب الجانبي الضموري. [4]
- العلاج النفسي
يهدف العلاج النفسي لمرض التصلب الجانبي الضموري إلى التقليل من الاضطرابات العاطفية لدى المريض، بما في ذلك القلق والاكتئاب. [4]
- العلاج التنفسي
يمكن أن يتضمن علاج التصلب الجانبي الضموري أيضًا المعالجون التنفسيون، وذلك في حال معاناة المريض من ضعف في عضلات الجهاز التنفسي، حيث أنهم يساعدون على تعليم المريض كيفية التنفس والسعال، كما أنهم مفيدون في حال احتاج المريض لجهاز التنفس الاصطناعي. [1،4]
- التغذية
من المهم أن يتضمن علاج مرض التصلب الجانبي الضموري أيضًا وضع برنامج غذائي مناسب للمريض، حيث أن معاناته من صعوبة البلع يمكن أن تتسبب بعدم تناوله للطعام، وهذا ما يتسبب بعدم حصوله على كمية كافية من العناصر الغذائية. [1،3]
وعادة ما يتضمن النظام الغذائي الخاص بمرضى التصلب الجانبي الضموري تناول الوجبات سهلة البلع، كما يمكن أن يتم الاستعانة بأجهزة الشفط وأنابيب التغذية. [1]
علاجات جديدة للتصلب الجانبي الضموري
لا يزال البحث عن طرق جديدة لعلاج التصلب الجانبي الضموري قائمًا، ومن العلاجات المحتملة التي تتم دراستها الآن هي العلاج بالخلايا الجذعية، لكن إلى الآن لا يوجد أية دراسات تثبت فعالية هذا العلاج. [2،4]
كما أن هناك أكثر من 40 نوعًا من الأدوية الجديدة المحتملة التي تتم دراسة فعاليتها في معالجةمرض التصلب الجانبي الضموري منذ عام 2020 وحتى الآن. [2]
أيضًا، تركز الدراسات الخاصة بالتصلب الجانبي الضموري وعلاجه على ما يلي: [4]
- تحديد العيوب التي يمكن أن تساهم في انهيار الخلايا العصبية الحركية.
- إيجاد مؤشرات حيوية في الجسم يمكن قياسها، والتي يمكن أن تساعد في الكشف عن مرض التصلب الجانبي الضموري ومراقبة تطور المرض.
- تحديد دور الوراثة في الإصابة بالمرض.
نهاية، يمكن أن يتضمن علاج التصلب الجانبي الضموري عدد من الأدوية، بالإضافة إلى عدد من البرامج العلاج الفيزيائي، وعلاج النطق، والعلاج النفسي، وغيرها الكثير من البرامج التي تساعد على التحسين من جودة حياة المريض.