يعد الشعر من أهم مظاهر الجمال، ولا تقتصر أهمية الشعر فقط على الناحية الجمالية، بل إن له أهمية وظيفية كبيرة، حيث يحمي الشعر الجلد من العوامل البيئية الضارة، ويحمي العين، والأذن، ومجرى الأنف من جزيئات الغبار.
يتكون الشعر من بنية بسيطة تتضمن بروتين الكيراتين، وهو نوع من البروتينات القوية التي تشكل قوة الشعر والأظافر، لكن ما هي مكونات الشعر وأجزاءه؟ هذا ما سنتناول الحديث عنه في المقال التالي.
أجزاء الشعر
تتضمن مكونات الشعر من طبقات وهياكل مختلفة، وتنشأ كل شعرة من فجوة على البشرة، يتكون الشعر من جزأين مختلفين هما بصيلات الشعر وجذع الشعرة.
بصيلات الشعر
تعد بصيلات الشعر هي أهم مكونات الشعر، وهي النقطة الرئيسية التي ينمو منها الشعر، تنشأ بصيلات الشعر في الطبقتين الأولى والثانية من الجلد وهما البشرة والأدمة، ويسمى الجزء النهائي من بصيلات الشعر داخل الجلد بصلة الشعر، وهي البنية التي تتكون من خلايا نشطة النمو، تنتج هذه الخلايا ألياف شعر طويلة وناعمة وذات شكل أسطواني.[1][2][3]
تحتوي بصلة الشعر على خلايا خاصة تنتج الصبغة التي تعطي الشعر لونه، تسمى المادة التي تعطي الشعر لونه بمادة الميلانين، ويتم إنتاج تلك المادة من خلايا تعرف باسم الخلايا الصباغية.[1][2]
اقرأ أيضًا: أسباب تساقط الشعر
يوجد في قاعدة بصلة الشعر منطقة تسمى الحليمة الجلدية، تحتوي على أوعية دموية صغيرة، تساعد على تغذية هذه الجذور للحفاظ على نموها، كذلك تحفز تكوين شعر جديد.[1][2]
تحاط بصيلة الشعر بغلاف داخلي وخارجي يعمل على حماية الشعر النامي، يحيط الغلاف الداخلي بصيلة الشعر وينتهي قبل فتح الغدة الدهنية، بينما يستمر الغلاف الخارجي على طول البصيلة وحتى الغدة.[1][2]
توجد العديد من الغدد المجاورة لبصيلات الشعر، وأهم هذه الغدد هي الغدة الدهنية، حيث تفرز الزيوت الطبيعية التي تعمل على تليين الشعر.[1][2]
جذع الشعر
يطلق على جزء الشعر الذي ينمو فوق سطح الجلد اسم جذع الشعرة، يتكون جذع الشعرة من خلايا ميتة تحولت إلى كيراتين ومادة رابطة مع كميات قليلة من الماء، يفسر ذلك سبب عدم الشعور بأي ألم أثناء قص الشعر.[1][2]
يتكون جذع الشعرة من ثلاث طبقات تشمل كلًا من:[1]
- النخاع: هي أعمق طبقة من جذع الشعرة، ولا تظهر إلا في الشعر السميك.
- القشرة: هي الطبقة الوسطى من جذع الشعرة التي توفر القوة، واللون، والملمس لألياف الشعر.
- البشرة: هي الطبقة الخارجية من جذع الشعرة، وتكون رقيقة وعديمة اللون، تعمل على حماية القشرة.
اقرأ أيضًا: ماسك لترطيب الشعر
دورة نمو الشعر
يساعد فهم دورة نمو الشعر على تحديد المشكلات التي تحدث للشعر، حيث تمر كل بصيلة شعر بدورة ثابتة من النمو، والراحة، ثم التساقط في النهاية، تستمر هذه الدورة مرارًا وتكرارًا حتى يحدث شيء آخر يمنع البصيلة من تكوين شعر جديد.[1]
تحدد الجينات عادة نمط نمو بصيلات الشعر، لكن تتأثر دورة الشعر أيضًا بعوامل خارجية وبيئية أخرى، مثل قلة النوم أو الإجهاد، ويساعد اتباع أسلوب حياة صحي والابتعاد عن القلق والتوتر على تسريع معدل نمو الشعر، ويشجع النشاط البدني أيضًا الدورة الدموية في الجسم بما في ذلك فروة الرأس، مما يعزز نمو الشعر.[1]
اقرأ ايضًا: علاج تساقط الشعر
تتوقف بصيلات الشعر بشكل طبيعي مع التقدم في العمر عن إنتاج شعر جديد،وتقضي المزيد من الوقت في مرحلة الراحة.[1]
تشمل مراحل دورة نمو الشعر ما يلي:[1][2][3]
- طور النمو أو مرحلة التنامي (بالإنجليزية: Anagen Phase): وهي فترة نمو بصيلات الشعر، تشكل تلك المرحلة حوالي 90٪ أو ما يعادل 1000 يوم أو أكثر من دورة النمو، وتدوم هذه المرحلة عادة حوالي 3 إلى 5 سنوات.
- المرحلة المتوسطة أو الانتقالية (بالإنجليزية: CatagenPhase): تعرف بمرحلة التراجع، حيث تعد بصيلات الشعر نفسها لمرحلة الراحة، وتبدأ الأجزاء العميقة من بصيلات الشعر في الانهيار خلال هذه المرحلة، وتستمر تلك المرحلة من حوالي أسبوع إلى أسبوعين.
- مرحلة الراحة أو السقوط (بالإنجليزية: Telogen Phase): هي فترة الراحة والتساقط في دورة الشعر، وعادة ما تستمر من 3 إلى 4 أشهر، في نهاية هذه الفترة سوف يتساقط الشعر الأكبر سنًا الذي انتهى عمره ويبدأ الشعر الجديد في النمو.
اقرأ ايضًا: علاج الشعر الجاف
كيف يتحدد شكل الشعر
بعض الناس لديهم شعر مجعد، بينما يمتلك البعض الآخر شعرًا سميكًا ومستقيمًا ولامعًا، هذا المظهر يرجع إلى شكل الشعر، فالشعر الناعم له محيط دائري في الغالب، أما الشعر المجعد فيكون مسطح، وكلما كان جذع الشعرة دائريًا، كلما كان الشعر أكثر استقامة، والعكس صحيح.[2]
يحدد الشكل المقطعي للشعر أيضًا مقدار اللمعان الذي يتمتع به الشعر، حيث يكون الشعر الأملس أكثر لمعانًا لأن الدهون التي تفرز من الغدة الدهنية يمكن أن ينتقل بسهولة إلى أسفل الشعر الأملس، بينما تواجه تلك الدهون والزيوت الطبيعية صعوبة في الانتقال إلى أسفل الشعر مع الشعر المجعد، مما يجعله يبدو أكثر جفافاً وتجعدًا.[2]
كذلك يمكن أن يتغير لون شعرك وملمسه وسمكه مع تقدمك في السن، ويمكنه ويمكن أيضًا أن يتغير توزيع الشعر، حيث يوجد الكثير من الشعر في بعض المناطق، وقليل جدًا في مناطق أخرى.[2]
حالات مرضية تؤثر على الشعر؟
هناك العديد من الحالات المرضية التي تؤثر على صحة بصيلات الشعر، تشمل الحالات الأكثر شيوعًا ما يلي:[3]
- داء الثعلبة.
- الصلع عند النساء.
- التهاب الجريبات.
- التهاب الغدد العرقية.
- الضغوط النفسية والقلق والتوتر.
- تساقط الشعر الكربي.
- الرؤوس البيضاء أو الرؤوس السوداء أو المسام المتوسعة.
يساعد الاهتمام باتباع نظام حياة صحي على الحفاظ على صحة ومكونات الشعر وأجزاءه، بما في ذلك الاعتماد على نظام غذائي صحي غني بالفيتامينات والمعادن المعززة لصحة الشعر، كذلك الابتعاد عن القلق والتوتر، والحفاظ على النشاط البدني الذي يحفز الإمداد الدموي إلى فروة الرأس، مما يحفز تغذية الشعر ونموه.