الغدة الدرقية هي غدة تقع في الجزء الأمامي السفلي من الرقبة، تكون على شكل فراشة و تقع تحديداً تحت تفاحة آدم، وهي مسؤولة عن عمليات الأيض في الجسم، كما تفرز الهرمونات التي تعمل على تنظيم إنتاج الطاقة والتحكم بعمليات التنفس.

سرطان الغدة الدرقية

لا يعتبر سرطان الغدة الدرقية من الأورام الشائعة، وهو من أنواع السرطانات التي يشفى معظم المرضى منها إذا تم الكشف عنها مبكراً وتم علاجها بالطريقة الصحيحة. يتكون سرطان الغدة الدرقية عند نمو وتكاثر خلايا الغدة الدرقية بشكل غير طبيعي إلى أن يتكون ورم في الغدة الدرقية.

يبدأ سرطان الغدة الدرقية عادة على شكل كتلة أو عقدة صغيرة في الغدة، وتزداد حجماً مع الوقت، وقد ينتشر الورم إلى الغدد اللمفاوية في الرقبة أو إلى مناطق أخرى. يصيب سرطان الغدة الدرقية عادة الأشخاص الذين يتراوح عمرهم من 25 إلى 50 سنة، ولكنه يمكن أن يصيب جميع الفئات العمرية أيضاً.

اسباب سرطان الغدة الدرقية

لا يوجد سبب واضح لتكون أورام الغدة الدرقية لدى معظم المرضى، ولكن توجد بعض الأسباب التي قد تؤدي إلى تكون الورم لدى قليل من الناس، منها:

  • أسباب وراثية، وتكون نسب الإصابة قليلة. للمزيد: اكتشاف اختلال جيني مرتبط بسرطان الغدة الدرقية.
  • نقص اليود، في حال عدم الحصول على الكثير من هذا العنصر الكيميائي في النظام الغذائي، فإن ذلك يجعل الشخص أكثر عرضة لأنواع معينة من سرطان الغدة الدرقية، ويعتبر نادراً في البلدان التي يضاف فيها اليود إلى الملح والأطعمة الأخرى.
  • التعرض للإشعاع في منطقة الرقبة أثناء الطفولة.

للمزيد:زيادة سرطان الغدة الدرقية بعد التعرض للأشعة في الطفولة

انواع الخلايا داخل الغدة الدرقية

يختلف نوع سرطان الغدة الدرقية باختلاف نوع الخلايا المتأثرة به، وقد يكون حميدياً (أي لا ينتشر في أنحاء الجسم)، وقد يكون خبيثاً (أي أنه ينتشر في الجسم)، وتكون أنواع الخلايا داخل الدرقية كالتالي:

  • الخلايا الجريبية

الخلايا الجريبيةهي الخلايا التي تستخدم اليود لإنتاج هرمون الثيروكسين، وهو الهرمون الذي يتحكم بعمليات الأيض في الجسم.

زيادة هذا الهرمون في الجسم بشكل غير طبيعي يؤدي إلى نشاط الغدة الدرقية، مما يؤدي إلى سرعة ضربات القلب، أو عدم انتظامها، ومشاكل النوم، والعصبية، والجوع، وفقدان الوزن، والشعور بالدفء الشديد.

أما نقص هذا الهرمون يؤدي إلى خمول الغدة الدرقية، مما يؤدي إلى إبطاء الشخص، والشعور بالتعب، وزيادة الوزن. يتم تنظيم إنتاج هرمون الغدة الدرقية من الغدة النخامية في قاعدة الدماغ.

  • خلايا سي (c-cells)

تفرز خلايا سي الكالسيتونين، وهو هرمون يساعد في التحكم في كيفية استخدام الجسم للكالسيوم.

  • خلايا الجهاز المناعي (الخلايا الليمفاوية).
  • الخلايا الداعمة.

انواع سرطان الغدة الدرقية

توجد عدة أنواع من سرطان الغدة الدرقية. ولكل نوع علاج قد يختلف عن الآخر:

  • سرطان الغدة الدرقية الحليمي

سرطان الغدة الدرقية الحليمي (بالإنجليزية: Papillary Thyroid Cancer)، وهذا النوع يشكل حوالي 80% من كل سرطانات الغدة الدرقية، وهو أيضاً من أقلها خطورة، ينمو سرطان الغدة الدرقية الحليمي ببطء، وممكن أن ينتشر إلى العقد الليمفاوية في الرقبة. مع ذلك يمكن أن يعالج هذا النوع بسهولة.

  • سرطان الغدة الدرقية الجريبي

يشكل سرطان الغدة الدرقية الجريبي (بالإنجليزية: Follicular Thyroid Cancer) حوالي 10-15% من حالات سرطان الغدة الدرقية في الولايات المتحدة. يمكن أن ينتشر هذا النوع إلى العقد الليمفاوية وإلى الأوعية الدموية أيضاً.

  • سرطان الغدة الدرقية النخاعي

يعد سرطان الغدة الدرقية النخاعي (بالإنجليزية: Medullary Cancer) نادر نسبياً، إذ يشكل 4% من حالات سرطان الغدة الدرقية. يتم إكتشاف هذا السرطان في مرحلة مبكرة بسبب إنتاجه هرمون كالسيتونين في الدم.

وهو يختلف كثيراً في علاجه عن علاج النوعين الأولين. وفي كثير من الأحيان يكون وراثياً.

  • سرطان الغدة الدرقية التشنجي

يعتبر سرطان الغدة الدرقية التشنجي (بالإنجليزية: Anaplastic Carcinoma) من أسوأ أنواع سرطانات الغدة الدرقية، بسبب قدرته على الإنتشار الكبير في الجسم، وصعوبة علاجه. ولكن من الجيد أنهنادر الحدوث، وعادة يصيب الأشخاص بعد عمر 60 سنة.

  • الورم اللمفاوي

يعتبر الورم اللمفاوي (بالإنجليزية: Thyroid Lymphoma) من الأنواع نادرة الحدوث أيضاً.

اعراض سرطان الغدة الدرقية

في الغالب لن يلاحظ المريض أية أعراض في المراحل المبكرة من سرطان الغدة الدرقية، و لكن سوف تبدأ بعض الأعراض بالظهور عند نمو الورم؛إذ يكون الانتفاخ في أسفل الرقبة من الأمام حيث توجد الغدة، ولا ينتج عنه أي شعور بالألم، وتتمثل هذه الأعراض بما يلي:

  • ألم في الحلق، أو الرقبة.
  • صعوبة في البلع، مع ملاحظة تحرك الورم أثناء البلع.
  • بحة، أو تغيير في الصوت.
  • الإحساس بوجود كتلة في العنق.
  • ألم في الرقبة أو في الأذن.
  • ضيق التنفس.
  • تكون تكتلات في أماكن أخرى في الرقبة أحياناً.

تشخيص سرطان الغدة الدرقية

أهم فحصين لتشخيص أورام الغدة الدرقية هما صورة السونار والخزعة عن طريق الإبرة؛ فالصورة تكشف عن وجود كتلة أو عقدة في الغدة الدرقية مع تفاصيل أخرى. ومن أهم طرق تشخيص سرطان الغدة الدرقية ما يلي:

  • الفحص السريري

للتأكد من وجود أي تضخم، أو تكتلات في الرقبة. بالإضافة إلى ذلك يتم أخذ التاريخ المرضي بما في ذلك الأعراض التي يعاني منها المريض، والتاريخ العائلي للمريض.

  • اختبارات الدم

تشمل إختبارات هرمونات الغدة الدرقية، و هرمون المحفز لإنتاجها. في معظم الأحيان لا تستطيع فحوصات الدم تشخيص الورم إلا في حالات قليلة جداً. ولكنها تستطيع تحديد وجود زيادة إفراز في الهرمونات أو نقصان في إنتاجها.

  • فحص الموجات فوق الصوتية

يساعد هذا الاختبار على التعرف إن كانت عقيدات الغدة الدرقية ممتلئة بالسوائل، أم صلبة، بالإضافة إلى معرفة عددها، و لكن لا يمكن لهذا الإختبار أن يشخص إن كانت الأنسجة خبيثة بشكل مؤكد أم لا.

للمزيد: التصوير بالموجات الفوق صوتية لتشخيص سرطان الغدة الدرقية المبكر.

  • فحص اليود المشع

وجود اليود أصلا في الجسم قد يؤدي إلى نتائج خاطئة لهذا الإختبار لذلكلا ينصح بتناول الأطعمة الغنية باليود قبل الفحص بأسبوع أو اسبوعين. كما يمكن إستخدام اليود المشع كعلاج أيضاً لسرطان الغدة الدرقية.

  • خزعة عقيدات الغدة الدرقية

يتم أخذ الخزعة لمعرفة إن كان الورم حميداً أم خبيثاً.

يمكن للطبيب أيضا أخذ خزعة من الغدد اللمفاوية الموجودة حول الغدة. إذا لم تنجح الخزعة الإعتيادية بإستخدام أدوات صغيرة في تشخيص المرض، قد يتم عمل جراحة للعقيدات وإزالتها وفحصها وقد يتم عمل جراحة، وإزالة لنصف الغدة الدرقية، وهو ما يعتبر علاج أيضاً.

  • الأشعة السينية

تستخدمالأشعة السينيةلمعرفة إن كان السرطان قد إنتشر إلى الرئتين أم لا، خاصة سرطان الغدة الدرقية الجريبي.

  • التصوير المقطعي المحوسب

يساعدالتصوير المقطعي المحوسب على معرفة حجم، ومكان، وإنتشار الخلايا السرطانية.

  • التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)

يساعدالتصوير بالرنين المغناطيسي على معرفة حجم ومكان وإنتشار الخلايا السرطانية، ولكن يبقى التصوير بالموجات فوق الصوتية هو المفضل.

  • التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (PET)

إقرأ أيضاً:أربع فحوصات لتقييم العقد الدرقية.

علاج سرطان الغدة الدرقية

يتم إختيار العلاج المناسب للمريض على حسب حالته الصحية، وعمره، ومراحل مرضه. وتكون كالتالي:

الجراحة

تعتبر الجراحة العلاج الرئيسي لسرطان الغدة الدرقية، في معظم الأحيان بعد تشخيص الورم يتم استئصال الغدة الدرقية بأكملها. وعادة يتم ذلك لعدة أسباب مثل منع رجوع الورم في باقي الغدة، ولتسهيل المتابعة وعمل الفحوصات اللازمة.

تكون الغدد اللمفاوية في الرقبة متضخمة لدى بعض المرضى وذلك بسبب انتشار الورم فيها. في هذه الحالة يتم استئصال الغدد اللمفاوية خلال نفس العملية أو في وقت لاحق، في حالات الورم المبكر فإن العملية الجراحية وحدها تكفي للشفاء من الورم ولا يوجد داع لأي علاجات أخرى.

للمزيد: جراحة الغدة الدرقية.

اليود المشع

يعطى اليود المشع كعلاج بعد استئصال الورم لمنعه من العودة، ويعطي في بعض حالات السرطان الحبيبي والجريبي، ولكنه لا يفيد في الأنواع الأخرى، يستخدم اليود المشع لاكتشاف أي انتشار للورم في أماكن أخرى في الجسم، ويعطى اليود بعد العملية بـ 3 أو 4 أسابيع.

يمكن إعادة العلاج بعد 6 إلى 12 شهر إذا كان هناك داع لذلك، مع أن اليود المشع يعتبر علاج سهل نسبياً، لكنه في بعض الأحيان يمكن أن يؤدي إلى مشاكل أخرى في الجسم، مثل جفاف الفم، لذلك لا يعطى اليود المشع إلا عند الضرورة.

للمزيد: اليود المشع لعلاج السرطان.

العلاجات الموجهة

تعتبر العلاجات الموجهة من العلاجات الجديدة في علاج سرطان الغدة الدرقية، وهي تفيد بعض الحالات المتقدمة من الورم التي لا تفيد فيها الجراحة أو اليود المشع، ومن أمثلتها Sorafinib, Lenvatinib, Vandetanib.

العلاج بالأشعة السينية

إشعاع الحزمة الخارجية، أو العلاج بالأشعة السينية، ويستخدم لتدمير الخلايا السرطانية، وقد يمتد هذا العلاج لعدة أسابيع.

العلاج الكيماوي

يستخدم العلاج الكيماوي لتدمير الخلايا سريعة النمو.

للمزيد: دواء يحسن فرصة النجاة لمرضى سرطان الغدة الدرقية.

المتابعة بعد العلاج

من المهم جداً أن تتم متابعة المريض بعد علاج سرطان الغدة الدرقية، والهدف من المتابعة هو التأكد من عدم رجوع الورم، وهذا يتم من خلال ما يلي:

  • الفحص الطبي في عيادة الطبيب الجراح وإجراء الفحوصات الدورية.
  • صورة السونار: من أهم الفحوصات التي يتم إجراؤها، وذلك للتأكد من عدم رجوع الورم في الرقبة أو في الغدد اللمفاوية، وفحص الثايروغلوبيولين (بالإنجليزية: Thyroiglobulin)، وهو فحص دم يجب إجراؤه دورياً.
  • الصورة الطبقية أو صورة اليود المشع: وهي فحوصات أخرى يجب إجراؤها لبعض المرضى.

من المهم المعرفة أنه حتى لو رجع الورم ففي العادة يمكن استئصاله مرة أخرى والشفاء منه. إذا تم علاج سرطان الغدة الدرقية بصورة صحيحة من قبل جراح خبير في مثل هذه العمليات فإن 90% إلى 95% من سرطانات الغدة الدرقية يتم الشفاء منها كلياً.

للمزيد: منظمة الغذاء والدواء توافق على دواء جديد لسرطان الغدة الدرقية.

الوقاية من سرطان الغدة الدرقية

يمكن الوقاية من سرطان الغدة الدرقية عن طريق محاولة الحد من التعرض للإشعاعات في الرقبة في الصغر، بغض النظر إن كان التعرض لها لعلاج مرض معين، أو تشخيص مرض معين مثل التصوير بالأشعة السينية، أو المقطعية.

في حال وجود تاريخ عائلي للإصابة بسرطان الغدة الدرقية النخاعي الوراثي، يمكن عملفحوصات الدم للكشف عن الجين المسؤول عن هذا المرض وبالتالي العلاج المبكر للمرض.