قد تصيب الجلطة القلبية العديد من الأشخاص، وقد يصفها البعض بأنها خفيفة، والتي تعرف علميًا باحتشاء عضلة القلب غير الناجم عن ارتفاع المقطع ST (بالإنجليزية: Non-ST Segment Elevation Myocardial Infarction or NSTEMI)، سنتعرف في هذا المقال على أعراض الجلطة الخفيفة، وأسبابها، وطرق علاجها.

يمكنكم الآن استشارة طبيب من أطبائنا للإجابة على كافة استفساراتكم المتعلقة بهذا الموضوع.

ما هي الجلطة الخفيفة؟

الجلطة الخفيفة (بالإنجليزية: Mini Heart Attack)، أو الجلطة القلبية الصامتة، تنتج بسبب منع تدفق الدم إلى القلب جزئيًا نتيجة لانسداد شرايين القلب، وتشبه النوبة القلبية، ولكنها تسبب ضرر أقل على القلب، بالمقارنة مع النوع الأطثر شيوعًا من جلطة القلب، الناجم عن ارتفاع المقطع ST. [1,2]

يجدر الذكر أن الجلطة الخفيفة تشكل حالة صحية طارئة، وتستوجب التماس الرعاية الصحية الطارئة، على عكس ما يعتقده البعض بأنها خفيفة ولا تسبب الأضرار. [2]

ما الفرق بين الجلطة الخفيفة والجلطة القلبية الشديدة؟

تعرف النوبة القلبية علميًا باسم احتشاء عضلة القلب الناجم عن ارتفاع المقطع ST (بالإنجليزية: ST Segment Elevation Myocardial Infarction or STEMI)، وهي حالة تنتج عن انسداد كامل في شرايين القلب، مسببًا ضررًا أكبر مقارنة بالجلطة الخفيفة، وتختلف كلا الحالتين عن بعضهما في طريقة التشخيص، رغم تشابه أعراض الجلطة الخفيفة السريرية، والنوبة القلبية. [1,3]

يعتبر كلا النوعين من النوبات القلبية من المتلازمات التاجية الحادة، وهو مصطلح يصف أي انسداد في تدفق الدم إلى عضلة القلب، وقد تؤدي الحالتين إلى تلف أنسجة القلب. [1]

يتم تشخيص الجلطة القلبية بشكل عام باستخدام مخطط كهربية القلب (بالإنجليزية: Electrocardiogram)، ويكمن الاختلاف بين النوعين من الجلطة القلبية أن في الجلطة الخفيفة ستتأثر موجات القلب بشكل معاكس للنوبة القلبية المعتادة، ويكون مصحوب بانسداد جزئي في الشريان التاجي، بينما في النوبة القلبية العادية يكون الانسداد كلي. [1]

ما هي أعراض الجلطة الخفيفة؟

قد تشبه أعراض الجلطة الخفيفة أعراض الجلطة القلبية المعتادة، ولكنها تستمر لمدة أقصر، وتشتمل على: [2,4,5]

  • ألم يشبه الضغط في الصدر، يستمر لأكثر من 10 دقائق.
  • ألم يمتد إلى الذراعين، أو الرقبة، أو الفك، أو الظهر، أو المعدة، وقد يكون ف جهة واحدة من الجسم، أو الجهتين.
  • ضيق في التنفس، الذي قد يصاب به المريض دون ظهور علامات الجلطة الخفيفة الأخرى.
  • تسارع ضربات القلب.
  • استفراغ، وغثيان، وتجشؤ.
  • حرقة في المعدة.
  • إغماء.
  • تعب.
  • التعرق.
  • يجدر الإشارة إلى أن أعراض الجلطة الصغرى تختلف بين الجنسين، وعادة ما يعاني الذكور من ضغط الصدر الذي يستمر لعدة دقائق، وضيق في التنفس والتعرق والغثيان. بينما عادة ما تعاني الإناث من آلام في منتصف أو أعلى الظهر وضيق في التنفس. [2]

    وعلى الرغم من تشابه أعراض الجلطة الخفيفة والمعتادة، ولكن وجد أن نسبة ضيق التنفس وخفقان القلب في الجلطة الخفيفة أعلى من الجلطة المعتادة. [2]

    اقرأ أيضًا: أعراض النوبة القلبية الصامتة

    ما هي أسباب الجلطة الخفيفة؟

    تحدث النوبات القلبية الخفيفة عندما يسد الشريان الذي يمد القلب بالدم، ما يمنع تدفق الدم، مما يؤدي إلى تلف الجزء الذي يتغذى على الدم الذي يضخه الشريان المسدود في القلب. [2,5]

    أهم أسباب الجلطة الخفيفة هي مرض القلب التاجي، أو مرض الشريان التاجي، حيث أن الكوليسترول والدهون الأخرى تشكل لويحات، أو رواسب دهنية تتراكم على جدران الشرايين التاجية التي تغذي القلب، لتسبب جلطات دموية تسد الشريان. [2,5]

    اقرأ أيضًا: ما هي أسباب الجلطة القلبية؟

    ما هي عوامل خطر الجلطة الخفيفة؟

    تتعدد عوامل خطر الإصابة بالجلطة الخفيفة، والتي تزيد من احتمالية الإصابة بها، وتشتمل على: [1,2,5]

  • التدخين.
  • اتباع نظام غذائي غير صحي، وعالي في الدهون والأملاح.
  • الخمول وعدم ممارسة التمارين الرياضية.
  • الإصابة بزيادة الوزن أو السمنة.
  • التوتر.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • ارتفاع نسبة الكوليسترول.
  • الإصابة بداء السكري.
  • وجود تاريخ عائلي من أمراض القلب.
  • كيف يتم تشخيص الجلطة الخفيفة؟

    يتم تشخيص الجلطة الخفيفة من خلال إجراء فحوصات الدم، التي تشتمل على فحص مستويات الكرياتين كايناز (بالإنجليزية: Creatine Kinase)، والتروبونين، وعادةً ما تكون النتائج مرتفعة بشكل بسيط مقارنة بالنوبة القلبية المعتادة. كما يتم إجراء فحوصات نسبة الكوليستيرول في الدم، والسيراميدات، والببتيد المدر للصوديوم في الدماغ. [1,2,5]

    إضافة لفحوصات الدم، يتم إجراء فحوصات خرى وصور للقلب، وتشتمل على: [1,2,4,5]

  • مخطط كهربية القلب، الذي سيحدد ما إذا كانت نوبة قلبية قد حدثت أم لا، وأي نوع الذي حدث.
  • مخطط صدى القلب.
  • الأشعة السينية الصدر.
  • التصوير المقطعي للقلب.
  • التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي.
  • تصوير طبي بأشعة جاما.
  • اختبار الإجهاد.
  • جهاز هولتر.
  • تصوير البطين بالنويدات المشعة أو تصوير الأوعية بالنويدات المشعة.
  • اختبار تصوير نضح عضلة القلب.
  • قسطرة القلب.
  • اختبار الطاولة المائلة.
  • تخطيط صدى القلب عبر المريء.
  • ما هو علاج الجلطة الخفيفة؟

    من المهم عدم الاستخفاف بالجلطة الخفيفة، والحصول على الرعاية الصحية بشكل فوري، لأنها تدل على وجود مشكلة في القلب، تستوجب العلاج. [1]

    لعلاج الجلطة الخفيفة، فإنه يعتمد على مجموعة عوامل، وتشتمل على: [1]

  • مقدار انسداد الشرايين، وشدته.
  • العمر.
  • معدل ضربات القلب.
  • ضغط الدم الانقباضي.
  • مستوى الكرياتينين في الدم.
  • يجب أن يتم إجراء تصوير الأوعية التاجية مبكرًا لجميع مرضى الجلطة الخفيفة، والذي يعطي بعد ذلك خيار فتح الشريان في نفس الوقت إذا كان ذلك ضروريًا. [6]

    أما عن علاج الجلطة الخفيفة بالأدوية، فإنها تشتمل على: [1,2,5]

  • الأسبرين.
  • النيتروجليسرين، أو حبة تحت اللسان، لتحسين تدفق الدم إلى القلب عن طريق فتح الشرايين.
  • بمجرد تأكيد الإصابة بالجلطة الخفيفة، يعطى المريض مميع الدم، مثل دواء الهيبارين.
  • مضادات الصفيحات، مثل دواء البراسوجريل، والتيكاجريلول.
  • حاصرات بيتا.
  • الأدوية الخافضة لمستويات الكوليسترول في الدم، مثل مجموعة الستاتين.
  • مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين.
  • وفي الحالات المتقدمة، يتم علاج الجلطة الخفيفة بالجراحة، وتشتمل الجراحات على: [1,2,5]

  • التدخل التاجي عن طريق الجلد، وهو إدخال أنبوب مع بالون في عملية القسطرة ثم نفخه لفتح الانسداد، ثم إدخال دعامة لإبقائه مفتوحًا.
  • عملية تحويل مجرى الدم، أو فتح مجاز مواز للشرايين التاجية (بالإنجليزية: Coronary Artery Bypass Grafting or CABG)، حيث تؤخذ إحدى الشرايين أو الأوردة من أماكن أخرى من الجسم، مثل الساق، وتزرع حول الشريان المنسد.
  • للمزيد: أسباب عملية مجازة الشريان التاجي ومضاعفاتها

    طرق الوقاية من الجلطة الخفيفة

    للوقاية من الجلطة الخفيفة، قد يساعد تغيير نمط الحياة في ذلك، من خلال: [1]

  • تناول نظام غذائي متوازن وصحي للقلب، يشمل الفواكه، والخضروات، والحبوب الكاملة، والدهون الصحية، والحد من تناول الدهون المشبعة والمتحولة
  • ممارسة الرياضة لما لا يقل عن 30 دقيقة، خمسة أيام في الأسبوع.
  • ممارسة تمارين الاسترخاء، مثل اليوجا، أو التنفس العميق، أو المشي.
  • الإقلاع عن التدخين.
  • السيطرة على الوزن، والحفاظ على وزن طبيعي وصحي.
  • السيطرة على الأمراض المزمنة، مثل مرض السكري، وارتفاع الكوليسترول، وضغط الدم.