تعد حمى البحر الأبيض المتوسط من الأمراض الوراثية التي تظهر على شكل مجموعة من الأعراض المتكررة بهيئة نوبات متقطعة ومتكررة، حيث تم التعرف على المرض خلال الخمسين عاماً الماضية، وأصبح تشخيصه ممكناً.
تظهر أعراض المرض غالباً خلال مرحلة الطفولة والمراهقة قبل الوصول لسن العشرين، وهي أكثر شيوعاً عند الأشخاص المنحدرين من أصل مناطق البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط.
من أكثر أعراض مرض حمى البحر المتوسط شيوعاً ما يلي:
- نوبات الحمى.
- آلام البطن.
- آلام الصدر.
- التهاب المفاصل.
وتمتد هذه النوبات إلى بضع ساعات أو حتى أيام، وتتكرر لفترة قد تصل إلى بضعة أسابيع أو بضعة أشهر، كما أنه من الممكن أن يتمتع المصاب بصحة جيدة لفترات طويلة من حياته قد تصل إلى سنوات عديدة. [1,2,3]
علاج حمى البحر المتوسط
من الضروري المتابعة مع طبيب ذو خبرة في علاج حمى البحر الأبيض المتوسطلتجنب التشخيص الخاطئ الذي ينتج عن تشابه أعراض المرض بأمراض عضوية أخرى، حيث يمكن أن يكون تشخيص المرض وعلاجه صعباً بسبب ارتفاع معدل الإصابة بالأمراض النفسية والجسدية مثل الألم العضلي الليفي. [1,2,3,4]
لسوء الحظ، لا يمكن علاج حمى البحر الأبيض المتوسط تماماً، ولكن يهدف العلاج إلى تقليل نوبات الالتهاب، ومنع حدوث النوبات الحادة، بالإضافة إلى منع تطور المرض وحدوث المضاعفات، ففي حال لم يتم تشخيص المرض والسيطرة على الأعراض من الممكن أن يصاب المريض بتلف الأعضاء وصولاً إلى الفشل الكلوي.
يستخدم علاج حمى البحر المتوسط مدى الحياة للوقاية من نوبات الحمى وإصابة الأعضاء الداخلية طويلة الأمد، ويعدالكولشيسين هو الدواء المعتمد الأولي والأساسي للعلاج، فهو يعمل كعلاج وقائي لمنع حدوث النوبات ولكنه لا يمنع النوبة التي قد بدأت بالفعل.
يوصى باستخدام الكولشيسين لعلاج حمى البحر المتوسط لجميع الحالات المصابة بمجرد التشخيص بالمرض، وبغض النظر عن معدل تكرار النوبات وشدتها، ويكون الاستخدام مستمراً دون انقطاع.
يصف الأطباء الكولشيسين بجرعة 1 مجم في اليوم، وفي حال لم يستجيب المريض للعلاج يمكن رفع الجرعة إلى 1.5 إلى 2 مجم في اليوم، كما يمكن تقسيم الجرعة اليومية إلى جرعتين في بعض الحالات.
قد تعود النوبات في حال توقف المريض عن تناول الكولشيسين، في المقابل يعيش أغلب المصابين بحمى البحر الأبيض المتوسط حياة طبيعية إذا تناولوا تناول الكولشيسين بانتظام، ويمنع منعاً باتاً تغيير جرعة الدواء دون مناقشتها مع الطبيب.
لوحظ بعض حالات المقاومة لدواء الكولشيسين في علاج حمى البحر الأبيض المتوسط، يمكن حينها استخدام 40 ملغ من ميثيل بريدنيزولون وريدياً في المراحل الحادة من المرض، كما أظهرت بعض الأدوية فعالية في علاج حمى البحر المتوسط أيضاً، وتشمل ما يلي: [2]
- ألفا إنترفيرون.
- مضاد السيتوكين إنترلوكين 1 (IL-1).
- حاصرات مستقبلات بيتا وألفا انترلوكين 1 (IL1 alpha and IL-1 beta blocker).
- مثبط عامل نخر الورم (Anti TNF).
- دابسون المثبط التنافسي لحمض بارا أمينو بينزويك.
الأعراض الجانبية لعلاج حمى البحر المتوسط
يمكن أن تحدث بعض الأعراض الجانبية لدواء الكولشيسين، ويشمل ذلك ما يلي: [4]
- آلام البطن.
- الإسهال.
- الغثيان.
- التقيؤ.
- ضعف في العضلات خاصة عند تناول المضادات الحيوية من عائلة الإريثروميسين أو الستاتينات.
- ارتفاع انزيمات الكبد (تنخفض عند تخفيف الجرعة).
مضاعفات تنشأ عن عدم علاج حمى البحر المتوسط
يمكن أن تحدث المضاعفات التالية في حال لم تتم معالجة حمى البحر الأبيض المتوسط: [3]
- الداء النشواني: يعد الداء النشواني أكثر المضاعفات شيوعاً لحمى البحر الأبيض المتوسط، ويحدث ذلك بسبب تراكم بروتين أميلويد أ (بالإنجليزية: Amyloid A) في الدم.
- الفشل الكلوي: في بعض الحالات النادرة يمكن أن يؤدي اضطراب أنظمة ترشيح الكلى إلى حدوث الفشل الكلوي.
- التهاب المفاصل: يمكن أن تؤدي الإصابة لمرض حمى البحر الأبيض المتوسط إلى حدوث التهاب تدريجي في المفاصل، والإصابة بالروماتيزم.
- العقم عند الإناث: قد يسبب الداء النشواني بحدوث خلل في الجهاز التناسلي عند الإناث مسبباً لهم العقم.