متلازمة اليد الغريبة (بالإنجليزية: Alien Hand Syndrome) هي حالة عصبية نادرة الحدوث تجعل يد واحدة لدى المصاب تتصرف بإرادتها الحرة دون تدخل منه، وقد تؤثر على ساق واحدة أيضاً، ولكنه أمر غير شائع. وفي هذا المقال، سوف نتعرف على كافة التفاصيل حول متلازمة اليد الغريبة.
ما هي متلازمة اليد الغريبة؟
تعرف هذه المتلازمة أيضاً باسم متلازمة دكتور سترينجلوف (بالإنجليزية: Dr. Strangelove Syndrome)، وهو اسم لشخصية في فيلم ستانلي كوبريك الشهير الذي تم عرضه في عام 1964، والذي يحاول فيه ذراع الدكتور سترينجلوف الأيمن إلقاء التحية على النازية، ويجب أن يضربها باستخدام الذراع اليسرى حتى تتوقف عن هذا الفعل.
عند الإصابة بمتلازمة اليد الغريبة، لا تكون اليد تحت سيطرة العقل، وتتحرك من تلقاء نفسها كما لو كان لها عقلها الخاص، حيث تشعر هذه اليد المصابة بأنها غريبة على صاحبها، ويبدو أنها تتحرك عمداً للقيام بمهام غير مقصودة.
يمكن للشخص المصاب بمتلازمة اليد الغريبة أن يشعر بالإحساس في اليد المصابة، مثل الألم والوخز، ولكنه يعتقد أن اليد ليست جزءاً من جسده، ولا يتمكن من السيطرة على حركتها.
للمزيد: حقائق غريبة عن الدماغ الايمن والايسر
حقائق عن متلازمة اليد الغريبة
فيما يلي بعض الحقائق عن متلازمة اليد الغريبة:
- تم تسجيلها لأول مرة في عام 1909.
- عادةً ما تؤثر متلازمة اليد الغريبة على اليد اليسرى أو اليد الأقل في الاستخدام.
- قد تتسبب اليد الغريبة في إلحاق الضرر بالشخص المصاب بها، وتصبح مؤذية له.
- غالبا ما تحدث متلازمة اليد الغريبة لدى الأشخاص البالغين، ولكنها قد تصيب الأطفال أيضاً.
اسباب متلازمة اليد الغريبة
يمكن أن تحدث متلازمة اليد الغريبة نتيجة لعدة عوامل، وتشمل:
- بعد إصابة بالسكتة الدماغية، أو الصدمة في الدماغ، أو الورم في الدماغ، حيث ترتبط أحياناً بالسرطان، والأمراض التنكسية العصبية، وتمدد الأوعية الدموية في الدماغ.
- إجراء عملية جراحية في الدماغ: أيضاً يمكن أن ترتبط متلازمة اليد الغريبة بعمليات جراحية في الدماغ تفصل بين نصفي الدماغ، وقد يشمل ذلك شقاً على طول الجسم الثفني، وهو حزمة مسطحة واسعة من الألياف العصبية تقع تحت القشرة في الشق الطولي للدماغ، ويقوم الجسم الثفني بتقسيم نصفي الكرة المخية، ويسمح بالاتصال بين الجانبين.
- جراحات علاج الصرع: قد تؤثر جراحات علاج الصرع على الدماغ، وتؤدي إلى حدوث متلازمة اليد الغريبة.
- آفات الدماغ: تنتج آفات الدماغ عن عدة أسباب، ومنها السكتة الدماغية، أو إصابة الأوعية الدموية، أو ضعف إمداد الدماغ بالدم، ويمكن العثور عليها في القشرة الحزامية الأمامية للمخ، والقشرة الجدارية الخلفية، ومناطق القشرة الحركية التكميلية، وهناك اعتقاد أن متلازمة اليد الغريبة قد تنتج عن آفات أو تلف في القشرة الجدارية بالدماغ، مما يؤثر على أنظمة التخطيط المتعمد بها، ويمكن أن يسبب حركات عفوية.
اعراض متلازمة اليد الغريبة
تتمثل أعراض متلازمة اليد الغريبة في:
- عدم القدرة على التحكم في اليد: لأنها تعمل بشكل مستقل يصعب السيطرة عليها. قد تتحرك اليد المصابة بشكل لا إرادي وتؤدي المهام والإجراءات الموجهة نحو الهدف، ويبدو الأمر كما لو أنه يتحكم فيه شخص آخر.
فعلى سبيل المثال، قد تقوم اليد بملامسة الوجه أو غلق زر القميص أو تلتقط شيئاً دون رغبة الشخص في ذلك، ويمكن أن تتكرر هذه التصرفات أو تكون معاكسة لتصرفات اليد الأخرى مثل قيامها بغلق درج بعد فتحه باليد الأخرى.
- شعور المصاب بأن اليد غريبة ولا تنتمي له: وكأن كائن غير مرئي يقوم بالتحكم فيها وتحريكها.
للمزيد: أمراض الجهاز العصبي أسبابها وأعراضها وعلاجها
تشخيص متلازمة اليد الغريبة
يعد تشخيص متلازمة اليد الغريبة أمراً معقداً للغاية، وذلك لأنه اضطراب عصبي وليس نفسي، ويحتاج إلى ملاحظة ومراقبة ودقة لتشخيصه، وقد يختلط الأمر بينها وبين الاضطرابات النفسية، مما يصعب مهمة اكتشاف المرض.
وبالإضافة إلى مراقبة الحالة، يمكن أن يلجأ الطبيب إلى بعض الفحوصات الأخرى للكشف عن أي اضطرابات في الدماغ مثل:
- التصوير بالرنين المغناطيسي.
- التصوير المقطعي المحوسب.
علاج متلازمة اليد الغريبة
حتى الآن، لم يتم التوصل إلى علاج لمتلازمة اليد الغريبة كونه مرض نادر ومعقد، ولكن قد يعتمد الطبيب على بعض العلاجات لتخفيف الأعراض ومحاولة التحكم في تصرفات اليد الغريبة، وتشمل هذه العلاجات ما يلي:
- علاجات التحكم في العضلات مثل توكسين البوتولينوم (بالإنجليزية: Botulinum Toxin): تستخدم هذه الأدوية بشكل أساسي في تقليل التجاعيد، ولكنها قد تساهم أيضاً في تحسين التحكم بعضلات الجسم، وبالتالي يمكن أن تساعد الأشخاص المصابين بمتلازمة اليد الغريبة.
- عوامل الحجب العصبي العضلي (بالإنجليزية: Neuromuscular Blocking Agents): هي حقن يتم أخذها عن طريق الوريد أو العضل في بعض الأحيان.
- البنزوديازيبينات (بالإنجليزية: Benzodiazepines) هي أدوية مهدئة تساعد في تخفيف القلق.
كما يمكن الاستعانة ببعض العلاجات السلوكية للتحكم في التصرفات مثل:
- صندوق المرآة (بالإنجليزية: Mirror Box Therapy): هو علاج للألم أو الإعاقة التي تؤثر على جانب واحد من الجسم أكثر من الجانب الآخر، ويستخدم لعلاج مرضى ما بعد البتر الذين يعانون من آلام الأطراف الوهمية.
- تقنيات العلاج المعرفي والعلاجات السلوكية المعرفية: تساعد هذه العلاجات على إدراك التفكير غير الصحيح والتمكن من مواجهة المواقف الصعبة والتعامل معها بطريقة صحيحة وفعالة.
- تقنيات التدريب المرئي المكاني (بالإنجليزية: Visuospatial Coaching Techniques): أيضاً قد تساعد هذه التقنيات في زيادة القدرة على التحكم في الأعراض، وذلك من خلال القدرة على تمثيل الأشياء وتحليلها ومعالجتها عقلياً.
وبالإضافة إلى العلاجات السابقة التي يقوم بها الأطباء، يمكن أن يكون للمصاب دوراً في تقليل الأعراض، وذلك عن طريق الإجراءات التالية:
- سيطرة المريض على اليد: في بعض الأحيان يمكن أن يحاول المصاب منع تصرفات يده الغريبة عن طريق إمساكها بين أرجله أو الجلوس عليها، وقد يفضل بعض الأشخاص حمل شيء في اليد الغريبة لمنعها من هذه التصرفات عن طريق إلهائها بشيء آخر.
- إصدار أوامر شفهية لليد: قد تساعد الأوامر الشفهية الشخص المصاب بمتلازمة اليد الغريبة في إيقاف هذه الأفعال، سواء كانت هذه الأوامر من قبل الشخص المصاب أو شخص آخر يرافقه طوال الوقت، ومع هذا، قد لا توفر هذه الطريقة نتائج طويلة الأمد، ولذلك يجب أن تكون بالتزامن مع العلاجات الدوائية والسلوكية.