يعتبر ألم البطن عند الأطفال من أكثر الأعراض شيوعاً التي يشكو منها الأطفال. حيث أنه 1 بين كل 3 أطفال ذهب لزيارة الطبيب خلال أول 15 سنة من حياته بسبب ألم البطن. ومن هذه النسبة نستنتج أن شكوى الأطفال من ألم البطن هو أمر منتشر، ولكن من المهم معرفة أن جزء صغير جداً من هذه الحالات هو ما يكون بسبب أمر جدي أو خطير، أي أن معظم الحالات يكون سببها أمر عارض.
ينتشر ألم البطن بين الأطفال الذين أعمارهم أقل من 11 سنة، ويكون ذلك غالباً بسبب تغيير في نظام الأكل، أو تغير في عدد مرات حركة الأمعاء. ويتم تجاوز ألم البطن في هذه الحالات بوصفات منزلية تساعد الطفل على الشعور بالراحة وتعافي ألم البطن. ولكن في بعض الحالات يكون ألم البطن مقلق بالنسبة للأهل، ويحتاج الأهل إلى معرفة النقاط الأساسية والمهمة للتمييز بين حالات ألم البطن عند الأطفال والتي تستدعي القلق ومراجعة المشفى خلال أقرب وقت، وتلك التي يمكن أن تكون عارضة ولا تحتاج إلى تدخل طبي.
يشير الأطباء إلى أن حدوث ألم البطن دون وجود أي من الأعراض التي سيتم ذكرها لاحقاً، وإختفاء الألم من تلقاء نفسه خلال أقل من 3 ساعات، عادة ما يكون السبب غير خطير.
ويصنف ألم البطن حسب مكانه إلى ألم بطن منتشر في جميع أجزاء البطن، أو ألم بطن محدد، أي يستطيع الطفل تحديد منطقة محددة واحدة يوجد فيها الألم، وعلى سبيل المثال الألم محدد في منطقة البطن السفلية إلى اليسار أو اليمين وهكذا. كما تختلف تعبيرات الأطفال الناتجة عن شعورهم بالألم حسب المرحلة العمرية إلى:
- الطفل الرضيع، يصبح سريع الهيجان وكثير البكاء، مع رفع الأطراف السفلية باتجاه البطن، وعدم قبوله للطعام والحليب بالشكل المعتاد.
- الطفل الأكبر عمراً يمكن أن يعبر عن طريق الكلام ويشير إلى منطقة الألم.
للمزيد: هل تختلف آلام البطن حسب مكانها؟
الأعراض التي تستدعي مراجعة الطبيب
- الألم الشديد، ويقصد بالألم الشديد هو الذي لا يمكن تشتيت الطفل عنه، أي يبقى الطفل في حالة من الألم والبكاء وعدم الراحة الشديدة بشكل مستمر.
- وجود دم في البراز، ورؤية الدم في البراز قد تكون مفزعة ولكنها في أغلب الحالات تكون مصاحبة للإمساك (الأمساك عند الأطفال)، ونتيجة حدوث شق شرجي بسبب صلابة الإخراج. ولكن يمكن أن يكون الدم في البراز نتيجة أسباب أكثر خطورة وقد تحتاج لتدخل جراحي لذلك يجب مراجعة الطبيب.
- استفراغ الدم، على الرغم من أنه لا يشير إلى أمر خطير في جميع الحالات حيث يمكن عند وجود نزيف في الأنف عند الطفل من رجوع الدم إلى الحلق واستفراغه على شكل دم. كما يمكن عند وجود استفراغ شديد ومتكرر أن يستفرغ الطفل الدم. ولكن يجب مراجعة الطبيب عند وجود دم في القيء مع ألم البطن عند الأطفال.
- لون القيء الأصفر أو الأخضر، ويمكن أن يشير ذلك إلى وجود انسداد في الأمعاء خصوصاً إذا كان ألم البطن حاد.
- ارتفاع في درجة الحرارة وأن يبدو الطفل باهت ونعسان بشكل غير معتاد مع قشعريرة وارتجاف.
- وجود ألم أثناء التبول، أو وجود دم في البول حيث يمكن أن يأتي التهاب المسالك البولية الحاد مرافق لألم البطن.
- فقدان الطفل للوزن، من المعروف أن الطفل يمكن أن يفقد قليل من الوزن عند تعرضه لالتهاب الأمعاء مع اسهال واستفراغ. ولكنه عادة ما يكسب الوزن مجدداً بعد زوال الوعكة الصحية. ولكن في حال استمرار وزن الطفل بالنزول مع استمرار ألم البطن يجب مراجعة الطبيب.
- وجود طفح جلدي وتورم في الوجه، مع شكوى الطفل من الدوار، يمكن أن يكون ذلك رد فعل تحسسي شديد جداً أو صدمة الحساسية ويجب في هذه الحالة طلب الإسعاف. كما يفيد معرفة وجود تحسس مسبق عند الطفل بسبب مادة معينة.
- وجود ألم البطن في الجزء الأسفل لليمين من البطن مع فقدان الشهية وغيرها من الأعراض يمكن أن يشير إلى وجود التهاب في الزائدة الدودية.
- الاستفراغ المستمر ورفض الطفل لتناول الطعام، إذ يمكن أن يعاني الطفل من الجفاف.
وجود أحد الأعراض أو العلامات التي تم ذكرها سابقاً تستدعي مراجعة الطبيب خلال أقرب وقت كونها تشير إلى إمكانية وجود سبب شديد يستدعي التدخل الطبي. ولكن عدم وجودها لا يعني أن كل ألم بطن آخر هو بسيط ولا يجب الاهتمام لوجوده، لذلك من المهم معرفة الأسباب المؤدية لآلام البطن عند الأطفال.
للمزيد: أسباب الدم في البراز
أسباب ألم البطن عند الأطفال
- وجود عدوى معوية، ويمكن أن تكون العدوى بسبب فيروس (وهو الأكثر شيوعاً مثل فيروس الروتا، وفيروس نورووك، والفيروس الغدي) أو بكتيريا أو الطفيليات مثل الأميبا. ويسمى ذلك بالتهاب الأمعاء (بالإنجليزية: Gastroenteritis). ويعتبر التهاب الأمعاء أكثر الأسباب الطبية التي تسبب ألم البطن عند الأطفال، ويتميز التهاب الأمعاء إضافة لألم البطن بمجموعة من الأعراض منها:
ويجب الانتباه للطفل عند الإصابة بالتهاب الأمعاء من تطور المشكلة إلى جفاف، حيث يمكن أن يعاني الأطفال بسهولة من الجفاف نتيجة فقدان السوائل المتكرر من خلال الإسهال والاستفراغ المتكرر. فيصبح الطفل عطشان، وتجف الشفاه، كما يقل عدد المرات التي يتبول بها. وجود هذه الأعراض تستدعي الذهاب للمشفى لتعويض السوائل اللازمة.
- مشاكل تتعلق بالطعام مثل تسمم الطعام، ويكون الطفل قد تناول طعام من خارج المنزل. أو حساسية الطعام، حيث يكون أن تناول أغذية معينة يمكن أن يكون مرتبط بالتحسس عند بعض الأطفال مثل تناول الحليب، أو البيض، وغيرها من الأطعمة. أو الإفراط في تناول الطعام والسكاكر والحلويات يمكن أن يسبب ألم بطن.
- التسمم نتيجة تناول أدوية أو مواد خطرة.
- أسباب جراحية ويكون سببها ألم البطن الحاد عند الأطفال مثل التهاب الزائدة الدودية وهو أكثر الأسباب الجراحية لألم البطن في الأطفال. حيث يعاني الطفل من ألم غامض منتشر حول السرة، ثم يتركز خلال 6-48 ساعة في المنطقة السفلية من البطن جهة اليمين، مع أو دون استفراغ أو ارتفاع في درجة الحرارة. ويتميز الطفل بأنه سليم ومعافى سابقاً.
- أسباب خارج البطن، مثل ألم البطن الحاد الذي يمكن أن يصيب مرضى السكري عند حدوث الحماض الكيتوني السكري، مضاعفة نتيجة ارتفاع السكر الحاد عند الأطفال. أو بسبب التهاب الرئة السفلي حيث يمكن أن يرافقها ألم في أعلى البطن.
للمزيد: كل ما تود معرفته عن الجفاف عند الأطفال
أنواع ألم البطن عند الأطفال
يقسم ألم البطن عند الأطفال إلى:
- ألم البطن الحاد: وهو ألم البطن الذي يستدعي تدخل طبي عالج، ويحتاج في معظم الحالات إلى تدخل جراحي. ويشمل ذلك التهاب الزائدة الدودية، وانسداد الأمعاء، والانغلاف المعوي. ويحتاج التعامل مع هذه الحالات إلى التدخل السريع. ويبدأ هذا النوع من الألم بشكل مفاجئ وسريع، ولا يشكو الطفل قبل ذلك عادة من أعراض ولا تكون الحالة متكررة.
- ألم البطن المتكرر: وهو ألم البطن الذي يستمر ويتكرر لمدة 3 شهور على الأقل، على أن يعاني الطفل من ألم بطن خلالها ل3 مرات على الأقل ويكون الألم كافي للتأثير على نشاطاته اليومية. أي لا يستطيع الطفل اللعب أو الذهاب إلى المدرسة وغيرها من الأنشطة. ويصيب ألم البطن المتكرر الأطفال في عمر المدرسة بنسبة 10-20% ويكون ذلك لأسباب غالباً غير عضوية، أو ما يسمى بـ ألم البطن الوظيفي عند الأطفال.
للمزيد: التهاب المسالك البولية عند الأطفال
تشخيص ألم البطن عند الأطفال
يتم تشخيص ألم البطن من خلال أخذ السيرة المرضية للطفل، والقيام بالفحص السريري، ثم يمكن أن يقوم الطبيب بطلب الفحوصات الطبية لتحديد التشخيص ونفي الأسباب الأخري المحتملة مثل:
- فحص الدم الكامل.
- فحص البراز، ويمكن طلب زراعة البراز في حالات محددة.
- فحص البول.
- صورة للبطن مثل صورة الأشعة العادية، وصورة الأمواج فوق الصوتية (الألتراساوند)، وصورة طبقية.
- صورة ملونة بعد أخذ حقنة شرجية.
- تنظير للأمعاء، التنظير العلوي والتنظير السفلي.
للمزيد: مغص الأطفال : شكوى الأبوين المستمرة
علاج ألم البطن عند الأطفال
يعتمد علاج البطن عند الأطفال على السبب المؤدي للألم، وفي حال تشخيص السبب عند الطبيب فيتم اتخاذ الإجراء المناسب مثل وصف مضاد حيوي، أو إجراء تدخل جراحي، أو غيرها من العلاجات. ولكن للتعامل مع ألم البطن عند الأطفال في المنزل فيمكن اتخاذ الخطوات التالية للتعامل مع ألم البطن العارض. ومن هذه الخطوات:
- الراحة للطفل، حيث يمكن أن يساعد بقاء الطفل بالسرير لتقليل حركة البطن وتخفيف الألم.
- تناول السوائل بشكل كافي، إضافة للماء يمكن شرب السوائل الساخنة مثل الأعشاب المضادة لألم البطن، والغازات. وتجنب شرب الحليب ومشروبات الكافيين لأنها يمكن أن تسبب الغازات وتزيد الألم. وفي حال الاستفراغ المتكرر، تجنب شرب كميات كبيرة، وشرب رشفات كل فترة من الوقت.
- تناول الأطعمة الجافة والخفيفة مثل الرز الأبيض، والخبز ، والبطاطا المسلوقة. وتجنب تناول الأطعمة بشكل مبالغ فيه لمساعدة الأمعاء على الراحة.
- يمكن استخدام مسكنات الالم المناسبة للأطفال، وطارد للغازات لمساعدة الطفل على الشعور بالراحة.
- تجنب أخذ أي مضاد حيوي أو دواء دون استشارة الطبيب.