مع التقدم في العمر، تحدث العديد من التغيرات الجسدية، والنفسية، والاجتماعية لدى الفرد، ولكن من الممكن الحفاظ على الصحة مع التقدم في العمر من خلال اتخاذ عدد من التدابير والأمور.

في هذا المقال نذكر عدداً من الطرق والتدابير من أجل الحفاظ على الصحة مع التقدم في السن والتأقلم مع هذا الأمر.

من الممكن أن يكون التعامل مع التغيرات التي تحدث للفرد مع تقدمه في العمر أمراً صعباً على البعض، ولكن إن الطريقة الصحيحة للتعامل مع هذه التغيرات قد تكون مفتاح للحصول على شيخوخة صحية والاستمتاع في هذه الفترة من الحياة.

أيضاً يوجد العديد من المفاهيم والمعتقدات الخاطئة حول الشيخوخة والتي تساهم في جعل مرحلة الشيخوخة مصدر للقلق بالنسبة للكثيرين، حيث يبدأ الفرد بالتساؤل حول كيف سيعتني بنفسه في المراحل المتأخرة من عمره، وحول كيف سوف يتعامل مع فقدانه لزوجه، وهل سيصاب بأية أمراض يمكن أن تؤثر على ذهنه.

لكن الحقيقة أن الإنسان أقوى وأكثر مرونة مما قد يدركه الفرد، فبالإضافة إلى تعلم كيفية التكيف مع هذه التغيرات، يمكن الحصول على شيخوخة صحية أيضاً من خلال العثور على أشياء جديدة يستمتع بها الفرد، والحرص على الاحتفاظ بالنشاط الجسدي والاجتماعي، والشعور بالاستمرار ارتباط الفرد بمجتمعه وأحبائه.

فيما يلي نذكر عدداً من النصائح من أجل الحفاظ على الصحة مع التقدم في العمر:

أولاً: تعلم كيفية التأقلم مع التغيرات

كأول النصائح من أجل الحفاظ على الصحة مع التقدم في العمر، أنه من المهم وجود لدى الفرد مرونة وقدرة على التعامل مع التغيرات والتحديات التي سوف يواجهها مع تقدمه في العمر، حيث أنه سيواجه فترات مليئة بالفرح والهدوء وأخرى مليئة بالحزن والتوتر. حيث أن تعلم كيفية التأقلم مع التغيرات تساعد استفادة الفرد من الفترات السعيدة والجيدة بأقصى حد والحفاظ على ثبات رأيه وعزيمته أثناء الأوقات صعبة.

فمن أجل تعلم كيفية التأقلم مع التغيرات ينصح بـ:

  • التركيز على الأشياء التي يشعر الفرد بالامتنان لها.
  • اعتراف الفرد بمشاعره وقيامه بالتعبير عنها، حيث أن دفن المشاعر يمكن أن يؤدي إلى الغضب، والاستياء، والاكتئاب.
  • تقبل الأشياء التي لا يمكن تغييرها، والتركيز على الأشياء التي يمكن التحكم بها ومنها طريقة التعامل مع المشاكل.
  • النظر إلى الجانب الإيجابي لكل الأمور والتغيرات التي تحدث في حياة الفرد، وكما يقول المثل: ما لا يقتلنا يجعلنا أقوى.
  • اعتماد إجراءات يومية لكيفية التعامل مع تحديات الحياة وعدم تجاهل أي مشكلة يواجهها الفرد، فتجاهل المشكلة لا يجعلها تختفي وإنما يزيد من المشكلة ومستوى القلق لدى الفرد.

اقرأ أيضاً: حافظ على مظهرك الخارجي مع التقدم بالسن

ثانياً: عدم اهمال النفس وصحتها

إن القيام بالفحوصات بانتظام يعد من أهم طرق الحفاظ على الصحة مع التقدم في العمر، فزيارة الطبيب من الحين إلى الآخر يعطي فرصة لاكتشاف المشكلات بوقت مبكراً، مما يساعد على علاجها سريعاً وقبل أن تتفاقم.

ويعتمد عدد المرات التي ينصح بها لزيارة الطبيب على:

  • العمر.
  • نمط الحياة.
  • التاريخ المرضي للعائلة.
  • وجود أية أمراض يعاني منها الفرد.

ومن أهم المشكلات الصحية التي يجب الاهتمام بالكشف عنها مع التقدم بالسن:

  • ارتفاع مستويات الكوليسترول.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • سرطان عنق الرحم.
  • سرطان القولون.
  • سرطان الثدي.
  • سرطان البروستات.
  • هشاشة العظام.

ومن أجل الحفاظ على الصحة مع التقدم في العمر، يجب أيضاً الحرص دائماً على تناول أي دواء موصوف للفرد تماماً وفقاً لتوجيهات الطبيب المشرف.كما ينصح دائماً بمراجعة الأدوية مع الطبيب باستمرار وذلك من أجل مناقشة ما إذا كانت جميع الوصفات الطبية الخاصة بالمريض لا تزال ضرورية.

للمزيد: تعرف الى اشهر امراض الشيخوخة

ثالثاً: البحث عن معنى للحياة

إن أهم النصائح من أجل الحفاظ على الصحة مع التقدم في العمر هو استمرار الفرد بايجاد معنى لحياته وكيفية الاستمتاع بها، ففقدان الأشياء التي كانت تشغل أوقات الفرد، مثل العمل أو تربية الأطفال، يمكن أن يكون فرصة من أجل الحصول على وقت إضافي من أجل القيام بمغامرات جديدة ومثيرة تجعل حياة الفرد أكثر استمتاعاً مثل:

  • ممارسة هواية لطالما أهملها الفرد أو تجربة هواية جديدة.
  • تعلم الأشياء الجديد، مثل العزف على آلة موسيقية، أو تعلم لغة جديدة، أو لعبة جديدة، أو رياضة جديدة وهو أمر يضيف معنى ومتعة للحياة ويساعد أيضاً في الحفاظ على صحة الدماغ ومنع تدهور وظائفه.
  • السفر إلى أماكن جديدة.
  • التنزه والذهاب للصيد أو رحلة للتخييم.
  • الاستمتاع بالفن، حيث يمكن زيارة متحف، أو الذهاب إلى حفلة موسيقية أو مسرحية.
  • كتابة المذكرات.
  • الانخراط في المجتمع، وذلك من خلال حضور الأحداث المحلية أو التطوع لقضية يهتم بها الفرد.

رابعاً: الحفاظ على نمط حياة صحي

صحيح أن خلال فترة الشيخوخة تحدث العديد من التغييرات الجسدية، إلا أن ذلك لا يعني دوماً معاناة الفرد من عدم الراحة والإعاقة. لذا يجب عدم التمسك بمقولة أن التقدم في العمر يعني تلقائياً عدم الشعور بالرضا والصحة بعد الآن.

فكأحد النقاط المهمة من أجل الحفاظ على الصحة مع التقدم في العمر، هي اتباع نمط حياة صحي الذي يساعد في التغلب على العديد من التحديات الجسدية والصحية المرتبطة بالشيخوخة أو تخفيفها منها بشكل كبير، ويتضمن ذلك:

  • ممارسة الرياضة، والتي تساعد في الحفاظ على القوة وخفة الحركة، وتزيد من الحيوية، وتحسن النوم، وتعزز الصحة العقلية، كما يمكن أن تساعد أيضاً في التقليل من الألم المزمن، ومن التمارين الرياضية التي ينصح بها:
    • المشي.
    • السباحة.
    • ركوب الدراجة.
    • الرقص.
  • تناول غذاء صحي متوازن، وذلك من خلال تجنب الأطعمة السكرية والكربوهيدرات المكررة والإكثار من تناول الفواكه والخضراوات الغنية بالألياف والحبوب الكاملة.
  • الحصول على قسط كافي من النوم، ولضمان ذلك ينصح بتطوير عادات نوم صحية مع التقدم في العمر، مثل:
    • التأكد من أن غرفة النوم هادئة، ومظلمة، وباردة.
    • تجنب التعرض للضوء الاصطناعي من الشاشات لمدة ساعة على الأقل قبل النوم.
    • زيادة مستويات النشاط أثناء النهار.
    • تجربة عدد من الطقوس التي تساعد على النوم، مثل الاستحمام أو تشغيل الموسيقى.
  • شرب كميات وفيرة من الماء.
  • تناول المكملات الغذائية التي تحتوي على الفيتامين د، والفيتامين ب12، والفيتامين ب6، والكالسيوم.
  • تجنب التدخين وعدم الإكثار من تناول الكحول.
  • الحفاظ على نظافة وصحة الفم، والقيام بتنظيف الأسنان كل يوم بشكل جيد وذلك لحماية الأسنان واللثة من أية مشكلات صحية.

ومهما بلغ الفرد من العمر الآن، فلم يفت الأوان بعد لاتباع هذه الطرق من أجل الحفاظ على الصحة مع التقدم في العمر! فبغض النظر عن عمره أو مدى سوء صحته، فإن العناية بالجسم لها فوائد عديدة، حيث أنها تساعد الفرد على البقاء نشيطاً، وتحسن من ذاكرته، وتعزز من المناعة لديه.

خامساً: الحفاظ على الاتصال مع الاخرين

إن الحفاظ على الاتصال مع الآخرين لا يعد دائماً بالأمر السهل مع التقدم في العمر، خصوصاً مع التغيرات التي تحدث للفرد كتقاعده وانتقال أفراد أسرته وأصدقائه إلى منطقة أخرى، لذا من المهم على الفرد إيجاد طرق جديدة للتواصل مع الآخرين.

إن الأمر الجيد الآن هو أن الطرق التي تساعد في البقاء على اتصال مع أفراد العائلة والأصدقاء عديدة، كما أنه من غير المهم ما يفعله الفرد طالما أنه يجد أي سبيل من أجل الخروج من منزله والتواصل مع الآخرين، وقد يشمل ذلك:

  • قضاء الوقت مع الأشخاص الذين يستمتع الفرد بهم والذين يجعلونه يشعر بالتفاؤل، مثل:
    • التسوق مع أحد الأبناء.
    • اللعب مع الأحفاد.
    • الخروج في موعد غذاء مع أحد الأصدقاء.
    • ممارسة الرياضة مع أحد الجيران المقربين.
  • الحرص على تكوين صداقات جديدة وذلك حتى يبقى الفرد اجتماعي.
  • قضاء الوقت مع شخص واحد على الأقل كل يوم.
  • الحرص على القيام بالأعمال التطوعية.

سادساً: الحفاظ على نشاط العقل

إن الحفاظ على نشاط العقل لا يعد أقل أهمية من الحفاظ على نشاط الجسم، فالحفاظ على نشاط العقل يساعد على منع التدهور المعرفي ومشاكل الذاكرة. ومن من أجل الحفاظ على الصحة العقلية مع التقدم في العمر ينصح بممارسة الألعاب العقلية مثل حل الألغاز ولعب الكلمات المتقاطعة.

أيضاً إن محاولة إنجاز الأعمال اليومية بطريقة جديدة كل يوم، كسلوك طريق مختلف للعمل أو متجر البقالة، أو القيام بتنظيف الأسنان بيد مختلفة، يمكن أن يساعد على إنشاء مسارات جديدة في الدماغ وبالتالي تنشيط عمله والوقاية من أمراضه المختلفة كالخرف والزهايمر.

سابعاً: التقليل من مستوى التوتر

إن للإجهاد آثار سلبية متعددة على جسم الفرد، لذا ومن أجل الحفاظ على الصحة مع التقدم في العمر ينصح بالتخفيف من مستويات التوتر النفسي والإجهاد لدى الفرد وذلك من خلال تجربة الطرق التالية:

  • تقنيات الاسترخاء مثل التأمل، وتمارين التنفس، واليوجا.
  • ممارسة الرياضة.
  • التحدث إلى صديق أو أحد المقربين.
  • ممارسة رياضة التاي تشي.
  • القيام بالتلوين.

اقرأ أيضاً: رياضة التاي تشي الصينية وفوائدها المختلفة

ثامناً: مناقشة المشكلات الجنسية مع الطبيب

من الطبيعي أن تتأثر الرغبة الجنسية والأداء الجنسي مع التقدم في العمر، لذا لا داعي للقلق وبإمكان الفرد مناقشة ذلك مع طبيبه، حيث أن هناك العديد من الطرق ووسائل التي تساعد على هل المشكلات الجنسية الجنسية بما في ذلك استخدام الأدوية أو التواصل مع الشريك واستكشاف سبل جديدة للحميمية الجسدية والعاطفية.