تعاني الكثير من النساء من مشكلة تساقط الشعر، والتي قد تحدث لأسباب مختلفة، منها أسباب مرضية، مثل الإصابة باضطراب الغدة الدرقية، ومنها أسباب غير مرضية، مثل اتباع عادات خاطئة أثناء العناية بالشعر. ويساعد تحديد أسباب تساقط الشعر عند النساء في علاج المشكلة والوقاية منها.
تعرف في هذا المقال على دورة حياة الشعر وأهم أسباب تساقط الشعر لدى النساء، وخيارات الوقاية والعلاج.
دورة نمو الشعر
يمكن أن تستمر دورة نمو الشعر الواحدة لمدة 6 سنوات أو أكثر، بينما يكون للشعرالقصير مثل الرموش، وشعر الذراع، والساق، والحواجب مرحلة تنامي قصيرة تقدر بحوالي شهر واحد. ويمر الشعر بثلاث مراحل خلال الدورة الواحدة، وهي:[1]
- مرحلة التنامي أو النمو (بالإنجليزية: Anagen Phase or Growing Phase)، وتستمر هذه المرحلة لمدة 2-8 سنين، وما يعادل 85%-90% من شعر الرأس يكون بهذه المرحلة.
- مرحلة التراجع أو المرحلة الانتقالية: (بالإنجليزية: Catagen Phase or Transition Phase)، وهي المرحلة التي تبدأ فيها بصيلات الشعر بالتقلص، وتستمر لمدة 2-3 أسبوع.
- مرحلة الراحة أو التيلوجين: (بالإنجليزية: Telogen Phase or Resting Phase)، وتستغرق هذه المرحلة فترة 2-4 أشهر، وتنتهي بتساقط الشعر.
يعد تساقط 50-100 شعرة يومياً جزءاً من عملية التوازن الطبيعي لدورة حياة الشعر، ولكن عند اختلال التوازن ما بين معدل نمو الشعر ومعدل تساقطه تبدأ بعض أعراض تساقط الشعر بالظهور، مثل ترقق الشعر التدريجي، وملاحظة بعض البقع الصلعاء أو خفيفة الشعر في فروة الرأس.[1]
أسباب تساقط الشعر عند النساء
تشمل أهم أسباب تساقط الشعر لدى النساء ما يلي:
العوامل الوراثية
تعد الجينات الوراثية من أهم أسباب تساقط الشعر عند النساء، وخاصة نمط تساقط الشعر الأنثوي (بالإنجليزية: Female Pattern Hair Loss (FPHL))، الذي يظهر في الغالب على شكل ترقق الشعر وتساقطه على طول الجزء العلوي من الرأس وعلى الجانبين.[2]
يعرف هذا النمط من التساقط أيضاً باسم الصلع الوراثي عند النساء أو الثعلبة الوراثية، وتزداد معدلات ظهوره لدى النساء مع تقدم العمر، وبعد انقطاع الطمث، إلا أنه قد يظهر في أي مرحلة عمرية لدى المرأة.[2]
المشكلات النفسية
يمكن أن يسبب التعرض للتوتر أو ضغط نفسي كبير إلى تساقط الشعر، مثل فقدان شخص عزيز، وغالباً لا يظهر تأثير العوامل النفسية على الشعر على نحو فوري، ولكن قد تلاحظ المرأة تساقط الشعر بعد مدة تصل إلى ثلاثة أشهر.[2][3]
يعد التعرض للضغوضات النفسية أو الصدمات العاطفية من أسباب تساقط الشعر المفاجئ عند النساء، ولكنه عادةً ما يكون مؤقت، ومن أنواع تساقط الشعر الكربي، والذي يعني زيادة عدد بصيلات الشعر التي تصل إلى مرحلة الراحة، وهي المرحلة التي يتساقط بنهايتها الشعر.[2]
كما يمكن أن تسبب بعض الاضطرابات النفسية تساقط الشعر، مثل هوس النتف، أو الاكتئاب، أو القلق، أو اضطرابات الوسواس القهري.[2][3]
متلازمة تكيس المبايض
تعتبر متلازمة تكيس المبايض(بالإنجليزية: Polycystic Ovary Syndrome (PCOS)) من أبرز أسباب تساقط الشعر عند النساء، إذ تسبب خلل في توازن الهرمونات، وزيادة في إفراز هرمون الأندروجين الذي له تأثير على ترقق الشعر في فروة الرأس و زيادته في أجزاء الجسم الأخرى.[4]
غالباً ما يرافق تكيس المبايض أعراضاً أخرى، مثل عدم انتظام الدورة، وحب الشباب، إلا أنه في بعض الحالات القليلة يكون تساقط الشعر هو العرض الوحيد الظاهر لهذه المتلازمة.[4]
اضطرابات الغدة الدرقية
يمكن أن تسبب مشاكل الغدة الدرقية المختلفة، مثل فرط نشاط الغدة الدرقية، أو خمول الغدة الدرقية جفاف في الشعر، وتقصفه، وتساقط الشعر.[3]
يؤثر نقصان إفراز هرمونات الغدة الدرقية، مثل هرمون الثيروكسين (T4) وهرمون ثلاثي يود الثيرونين (T3)على مرحلة نمو الشعر من الجذور، مما يسبب تساقط الشعر وعدم تعويضه بنمو شعر جديد. ويمكن أن تتسبب مشاكل الغدة الدرقية تساقط الشعر وترققه في فروة الرأس ومناطق أخرى من الجسم، مثل الحاجبين.[3]
سوء التغذية
عندما يؤدي سوء التغذية إلى فقد الكثير من الوزن، فقد يحدث أيضًا تساقط للشعر عند النساء، تشمل الأسباب الأخرى ما يلي:[2]
- نقص الحديد والبروتين والعناصر الغذائية الأخرى.
- نقص فيتامين د.
- فقدان الشهية والشره المرضي.
تعد معظم حالات تساقط الشعر عند النساء الناتجة عن نقص الفيتامينات والمعادن مؤقتة وغير دائمة، ويمكن علاجها.
للمزيد: الغذاء وتساقط الشعر
الأمراض المناعية
يمكن أن تكون بعض أمراض المناعة الذاتية من ضمن أسباب تساقط الشعر عند النساء؛ فقد ينتج تساقط الشعر بسبب بعض الأعراض المصاحبة لهذه الأمراض، أو بسبب زيادة نشاط جهاز المناعة ومهاجمة خلايا الدم البيضاء للخلايا السليمة في بصيلات الشعر، مما يؤدي إلى إلحاق الضرر بالبصيلات وتناقص إنتاج الشعر.[3][4]
تشمل أشهر الأمراض المناعية المسببة لتساقط الشعر ما يلي:
- مرض الثعلبة البقعية (بالإنجليزية: Alopecia Areata)، وهو من أكثر الأمراض المناعية التي تسبب تساقط الشعر نتيجة مهاجمة الجسم المناعي لبصيلات الشعر.
- مرض الذئبة (بالإنجليزية: Lupus)، ويمكن أن ينمو الشعر مرة أخرى خلال فترات هدوء المرض، ما لم يحدث تندب في بصيلات الشعر.
- مرض الصدفية، الذي قد لا يسبب تساقط الشعر بشكل مباشر، ولكن قد تسبب قشرة فروة الرأس الشديدة تكسر في الشعر وتساقطه.
للمزيد: الامراض التي تسبب تساقط الشعر
الحمل والولادة
يمكن أن تزداد كثافة الشعر الشعر أثناء الحمل عند بعض النساء؛ وذلك بسبب ارتفاع مستويات هرمون الإستروجين، مما يؤدي إلى إبطاء تساقط الشعر، ومع ذلك، تعاني نساء أخريات من تساقط الشعر خلال فترة الحمل أو في الأشهر التالية للولادة.[4]
تعود أسباب تساقط الشعر عند النساء في الحمل إلى التغيرات الهرمونية، واختلال توازن الفيتامينات، والإجهاد بسبب عملية الولادة، أو الحالات الطبية التي قد تصاحب الحمل، مثل اختلالات الغدة الدرقية، أو فقر الدم ونقص الحديد.[4]
يعد تساقط الشعر طبيعي أثناء الحمل أو بعد الولادة، وغالباً ما يكون من أنواع تساقط الشعر الكربي، ويبدأ الشعر بالنمو مجدداً في غضون شهرين.[1]
حبوب منع الحمل
تسبب حبوب منع الحمل بعض التغيرات الهرمونية في الجسم لتثبيط عملية الإباضة ومنع حدوث الحمل، ولهذا فقد تلاحظ بعض النساء تساقط الشعر عند استخدامها، وكذلك الأمر في حال استخدام طرق منع الحمل الهرمونية الأخرى، مثل الحقن هرمونية، ولصقات الجلد، وغرسات البروجستين، وحلقات المهبل.[4]
تزداد احتمالية تساقط الشعر بسبب موانع الحمل لدى النساء اللاتي لديهن تاريخ وراثي لتساقط الشعر.[4]
تشمل أسباب تساقط الشعر لدى النساء أيضاً ما يلي:[2][3][4]
- العدوى الفطرية في فروة الرأس، وتعرف باسم سعفة الرأس.
- فقر الدم، ويكون تساقط الشعر الناتج مؤقت.
- فقدان الوزن المفاجئ، والذي يعد شكل من أشكال الصدمات البدنية ومن أسباب تساقط الشعر عند النساء.
- نقص البروتين في النظام الغذائي، أو المعاناة من بعض اضطرابات الأكل، مثل فقدان الشهية.
- العلاج الكيماوي، حيث أنه عبارة عن أدوية قوية تهاجم الخلايا السرطانية سريعة النمو، والخلايا الأخرى التي تنمو سريعاً في الجسم، مثل الخلايا في جذور الشعر، وهو من أسباب تساقط شعر الجسم عند النساء، ولكن غالباً ما يكون هذا التساقط مؤقتاً، ويعود الشعر إلى النمو مرة أخرى بعد انتهاء مدة العلاج.
- تناول بعض الأدوية، ويكون تساقط الشعر في معظم الحالات مؤقت يتوقف بمجرد ضبط الجرعة أو التوقف عن تناول الدواء. ولكن في بعض الحالات، قد تسبب الأدوية الصلع وتساقط الشعر بشكل دائم. وتشمل أهم الأدوية التي تسبب تساقط الشعر مضادات التخثر، وحاصرات مستقبلات البيتا، ومضادات التشنج، وأدوية الاكتئاب، وأدوية علاج النقرس.
- الشيخوخة، وعلى الرغم من أن معدلات تساقط الشعر بسبب الشيخوخة تحددها العوامل الوراثية إلى حد كبير، ولكن مع التقدم في العمر تحدث تغيرات هرمونية وجسدية بشكل طبيعي، ومنها ضمنها تساقط الشعر أو الصلع.
يمكن أيضًا أن تسبب العناية الخاطئة بالشعر حدوث التساقط، وتشمل أهم تلك العادات الخاطئة تسبب تساقط الشعر لدى النساء ما يلي:[2]
- تصفيف الشعر بطرق تشده من الجذور، مثل تصفيفة ذيل الحصان المشدودة، وفي حال تلف بصيلات الشعر يمكن أن يكون التساقط الناتج دائماً.
- استخدام المواد الكيميائية في تصفيف وتنعيم الشعر.
- الإفراط في تمشيط الشعر واستخدام أنواع من الأمشاط أو الفراشي غير مناسبة.
- تعريض الشعر للمجففات الحرارية باستمرار.
اقرأ أيضاً: اخطاء العناية بالشعر ونصائح لتجنبها
علاج تساقط الشعر عند النساء
يعتمد علاج مشكلة تساقط الشعر على علاج المسبب، وهناك أيضاً بعض العلاجات التي تحفز نمو الشعر من جديد، ومنها:[1]
- مينوكسيديل (بالإنجليزية: Minoxidil)، ويتوفر من هذا الدواء محلول تركيز 2% أو تركيز 5%، ولكن يجب استشارة الطبيب أو الصيدلاني حول تعليمات استخدامه. كما يجب عدم استخدامه أثناء الحمل والرضاعة أو في حال التخطيط للحمل.
- الليزر منخفض الإضاءة، وهو علاج معتمد من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لعلاج تساقط الشعر الأنثوي.
- حقن البلازما للشعر.
- جراحة زراعة الشعر.
اقرأ أيضاً: طرق علاج تساقط الشعر
الوقاية من تساقط الشعر عند النساء
قد يصعب منع تساقط الشعر بسبب العوامل الوراثية، أو الشيخوخة، ولكن مما يساعد في تقليل خطر تساقط الشعر الناتج عن بعض الأسباب ما يلي:[1]
- اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن.
- استخدام منتجات عناية بالشعر مناسبة وغير مضرة.
- ممارسة الرياضة أو اليوغا التي تساعد في تقليل التوتر والإجهاد النفسي.
- التوقف عن التدخين.
- معرفة وتشخيص سبب تساقط الشعر على نحو مبكر وتلقي العلاج المناسب.