أصبح مما لا شك فيه ارتباط أعداد كبيرة من الناس بالمشروبات الغازية بأنواعها، وتعلقهم بها، حتى أن الكثير منهم قد يروون عطشهم بمشروبات الصودا بدلاً من الماء والعصائر الطبيعية. من المعروف أن الإفراط في تناول السكر يؤثر سلباً على الصحة، قد تكون بعض مصادر السكر من العصائر والمشروبات عالية التحلية أسوأ من غيرها، ولكن تعد المشروبات الغازية الممتلئة بالسكر هي الأسوأ على الإطلاق.
يعد استهلاك المشروبات الغازية مساهماً رئيسياً في حدوث بعض الأمراض المزمنة، مثل السمنة، ومرض السكري، وأمراض القلب والأوعية الدموية، وغيرها من المشكلات الصحية، وخاصةً بالنسبة للرياضيين الذين قد يعتمدون على الطاقة المستمدة من الكافيين والسكر الموجودان بالصودا بالمشروبات الغازية، قبل وبعد ممارسة الرياضة، دون إدراك أن الأضرار المؤكدة تفوق الفوائد المحتملة. تعرف في هذا المقال على تأثير المشروبات الغازية على صحة الرياضيين، وما هي بدائلها الصحية.
المشروبات الغازية وصحة الرياضيين
تعد أضرار المشروبات الغازية على صحة الرياضيين عميقة، يلجأ بعض الرياضيين إلى تناول المشروبات الغازية أو مشروبات الصودا قبل التمرين، بهدف التزويد بالطاقة التي تمكنه من أداء رياضته على أكمل وجه، والبعض يحاول أن يستمد تلك الطاقة عن طريق أخذ فنجان من القهوة، وخاصةً العدائين وراكبي الدراجات، الذين قد يقضون ساعات بسباق الماراثون، أو غيرها من الرياضات التي تحتاج إلى أداء مكثف ومزيد من الطاقة.
تحتوي المشروبات الغازية على نسبة عالية من سكر الفركتوز، الذي ثبت أنه يزود الرياضيين بالطاقة اللازمة قبل التمرين، وكذلك بعد التمرين، حيث يساعد على استعادة مخزون الجليكوجين المستنفذ في الكبد، والمسؤول عن هذه الوظيفة هي الإلكتروليتات المضافة للقليل من أنواع المشروبات الغازية، بينما معظم المنتجات تكون بدون الكتروليتات بالإضافة للمحتوى العالي من السكر.
وفي حين كانت هذه النسبة من السكر يمكنها أن تكون مفيدة إلى حد ما، فيما يخص الرياضات الشاقة والتي تستمر لساعات، فإنها لا تقدم أي فائدة بالنسبة للشخص العادي الذي يمارس رياضته اليومية خلال ساعة أو نصف الساعة، بل على العكس يسبب الاستهلاك العالي لسكر الفركتوز أضراراً عدة، كما سنرى في السطور التالية.
اقرأ أيضاً: كمية الكافيين في المشروبات
تأثير المشروبات الغازية على وزن الجسم
لا يقلل سكر الفركتوز المضاف إلى المشروبات الغازية من نسبة إفراز هرمون الجريلين، وهو الهرمون المسؤول عن الشعور بالجوع، ولا يحفز إحساس الشبع بنفس طريقة سكر الجلوكوز، الذي يتكون عند هضم النشويات، وبالتالي عند استهلاك السكر في هذه الصورة السائلة، تضاف إلى إجمالي السعرات الحرارية، كما تدفع الشخص لاستهلاك المزيد من السعرات، لتعزيز الشعور بالشبع، وهذا ما يفسر الارتباط الدائم بين تناول المشروبات والصودا المحلاة بالسكر وبين زيادة الوزن، وهو ما يتعارض مع الأهداف الحياتية للأشخاص الرياضيين بشكل خاص.
تأثير المشروبات الغازية على الكلى
يتكون السكروز وشراب الذرة عالي الفركتوز -الذي يضاف إلى المشروبات الغازية- من كميات متساوية تقريباً من الجلوكوز والفركتوز، بالنسبة للجلوكوز فيمكن استقلابه من قبل كل خلية في الجسم، بينما يكون استقلاب الفركتوز من قبل عضو واحد فقط وهو الكبد. يؤدي تناول المشروبات الغازية إلى استهلاك كميات كبيرة من سكر الفراكتوز، مما يسبب حملاً ثقيلاً على الكبد، يتحول مع مرور الوقت إلى دهون، تحول بعضها إلى دهون ثلاثية عبر الدم، بينما يظل الباقي منها في الكبد. يمكن أن يساهم ذلك مع الوقت في مرض الكبد الدهني.
اقرأ أيضاً: فوائد واضرار مشروبات الطاقة
دور المشروبات الغازية في مقاومة الانسولين
يعمل هرمون الأنسولين على دفع الجلوكوز من الدم إلى خلايا الجسم، ومع الاستهلاك الزائد للصودا السكرية بالمشروبات الغازية، تزداد مقاومة الخلايا للأنسولين، مما يدع البنكرياس لإنتاج المزيد من الأنسولين، لإزالة الجلوكوز من مجرى الدم، وهذا يرفع مستويات الأنسولين في الدم. تسمى هذه الحالة مقاومة الأنسولين، والتي هي السبب الأساسي لحدوث متلازمة التمثيل الغذائي، وهو ما قد يمهد أيضاً للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
المشروبات الغازية خالية من العناصر الغذائية
لا تحتوي المشروبات الغازية على المغذيات الأساسية التي يحتاجها الرياضيين، مثل الفيتامينات، والمعادن، والألياف، أي أنها لا تقدم سوى كميات من السكر المضاف، والمزيد من السعرات الحرارية، التي لها تأثير سلبى على وزن الجسم، بالإضافة إلى تراكم الدهون في منطقة البطن.
المشروبات الغازية قد تسبب الادمان
تؤثر المشروبات السكرية بشكل عام على عقل الإنسان، وخاصةً الصودا السكرية بما تحتويه من نسبة عالية من السكر والكافيين، عند امتصاص خلايا الجسم للكافيين، تتسع حدقة العين ويرتفع ضغط الدم، ويبدأ الجسم في إفراز هرمون الدوبامين، الذي يتحكم في مراكز المتعة والمكافأة في الدماغ. يسبب الإفراط في استهلاك السكر على صورة المشروبات الغازية إلى السعي الدائم للمزيد من السكريات والأطعمة السريعة، إنه تأثير مشابه للهروين.
للمزيد: إدمان المشروبات الغازية
المشروبات الغازية والقلب
المشروبات الغازية وخطر الإصابة بأمراض القلب والسرطان، يرتبط دائماً الاستهلاك المفرط للسكر بخطر الإصابة بأمراض القلب، بسبب ارتفاع نسبة السكر والدهون الثلاثية في الدم، كما أن السكريات العالية، مثل تلك المضافة إلى المشروبات الغازية يمكنها أن تسبب بعض أنواع السرطانات، مثل سرطان البنكرياس، وسرطان الرحم، وسرطان القولون والمستقيم.
المشروبات الغازية والاسنان
يعد تأثير السكريات والأحماض بالمشروبات الغازية على صحة الاسنان كبيراً، حيث تحتوي الصودا السكرية بالمشروبات الغازية -بالإضافة إلى الكم الهائل من السكر- على أحماض، مثل حمض الفوسفوريك وحمض الكربونيك، والتي تؤدي بمساعدة السكر إلى إلحاق الضرر بالأسنان، والتعرض لتسوس الأسنان والتهابات الفم، حيث تجعل الأحماض بيئة الفم شديدة الحموضة، كما يجذب السكر البكتيريا الضارة ويغذيها.
للمزيد: أثر المشروبات الغازية على الأسنان واللثة
الوقاية من التأثير السلبي للمشروبات الغازية
ينصح باستخدام الماء الفوار كبديل للمشروبات الغازية السكرية، مع ضرورة التأكد من أنها خالية من السكر أو المحليات الأخرى. يمكن كذلك استبدالها بالمشروبات الكربونية ذات الفقاعات الفوارة، التي تحتوي على نكهات الفواكه دون سكريات مضافة.
تشمل بدائل الصودا المتاحة الماء، والحليب، والشاي، والقهوة، والمياه الفوارة، وعصائر الفاكهة غير المحلاة بالسكر باعتدال. يجب التأكد دائماً من خلو المنتج من الكافيين، أو الصوديوم، أو السكريات المضافة، أو المحليات الصناعية، من خلال الاطلاع على المحتويات المدونة على الملصق التجاري.
تذكر دائماً أن أفضل خيار لإرضاء العطش هو الماء، الماء مفيد لصحة الإنسان، ويساعد على:
- حفظ درجة حرارة الجسم المعتدلة.
- تليين المفاصل.
- التخلص من الفضلات والسموم بالجسم عن طريق التبول، والتبرز، والعرق.
- الحفاظ على صحة الكلى ومنع تكون الحصوات.
ينصح الأشخاص الرياضيين بتحضير مشروب صحي باستخدام الماء، لتزويدهم بالطاقة اللازمة، دون التعرض لخطر الصودا والسكريات، واتباع التالي: