تعد هشاشة العظام من الأمراض الشائعة خاصة عند كبار السن، وتحدث نتيجة نقص كثافة العظام، مما يزيد من خطورة التعرض للكسور، لذلك يبحث مرضى هشاشة العظام دائمًا عن كافة الحلول الممكنة لعلاج هشاشة العظام والوقاية من الكسور، وقد تلعب المكملات الغذائية دورًا هامًا في الوقاية من هشاشة العظام والتعايش معها.

لذلك سنتناول في هذا المقال الحديث عن أفضل مكملات غذائية لمرضى هشاشة العظام، وكيفية الحصول عليها.

ما هي أفضل مكملات غذائية لمرضى هشاشة العظام؟

يمكن أن تساعد بعض المكملات الغذائية على التعايش مع هشاشة العظام وعلاجها، وتشمل أهم تلك المكملات ما يلي:

الكالسيوم

يعد الكالسيوم أحد أهم العناصر الغذائية لصحة العظام، إذ يتم تخزين ما يقرب من 99٪ من الكالسيوم في الجسم في الهيكل العظمي، وعلى الرغم من أن الحصول على الكالسيوم من المصادر الغذائية المعروفة يفيد الأشخاص المصابين بهشاشة العظام أكثر من الحصول عليه من المكملات الغذائية.

كذلك يمكن أن يساعد تناول مكملات الكالسيوم على السيطرة على هشاشة العظام ولكن بشكل معتدل دون إفراط، وبعد استشارة الطبيب، حيث أشارت بعض الأبحاث التي أجريت بمركز ساوثهامبتون للبحوث الطبية الحيوية إلى أن تناول مكملات الكالسيوم بكثرة قد يزيد من خطر الإصابة بأمراض أخرى، مثل أمراض القلب.[1]

كذلك أشارت مراجعة واحدة لثمان دراسات بقسم علوم التغذية بالولايات المتحدة إلى أن استخدام مكملات الكالسيوم بالإضافة إلى فيتامين د يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بالكسور بنسبة تتراوح بين 15-30٪، وأظهرت هذه النتائج فعالية المكملات في تقليل خطر الكسور لدى المرضى وخاصة كبار السن.[2]

اقرأ أيضًا: الكالسيوم وصحة العظام

يحصل معظم الأشخاص عادة على كمية تتراوح بين 500 و600 ملغ من الكالسيوم في نظامهم الغذائي يوميًا، ولذلك يوصى عمومًا بتناول مكمل يوفر ما بين 500 إلى 1000 مجم إضافية من الكالسيوم يوميًا، بجدر بالذكر ضرورة ألا تتجاوز الجرعة الفردية 500 مجم، وهو الحد الأقصى لامتصاص الكالسيوم في وجبة واحدة.[3]

كذلك يتوفر الكالسيوم في عدة أشكال مختلفة، وأكثر هذه الأشكال شيوعًا هو كربونات الكالسيوم، وسيترات الكالسيوم، ويمكن امتصاص سيترات الكالسيوم بشكل فعال بغض النظر عما إذا تم تناولها مع الطعام أو بدونه، في حين يجب تناول كربونات الكالسيوم مع الطعام لتحسين الامتصاص.[3]

فيتامين د

يتمتع فيتامين د بدور لا يقل أهمية عن الكالسيوم في الحفاظ على صحة العظام، فعندما تكون مستويات فيتامين د في الجسم أقل من المطلوب، مثلما في حالات نقص فيتامين د، يتعذر على الجسم امتصاص الكالسيوم بشكل جيد، مما يؤدي إلى فقدان العظام وزيادة خطر الإصابة بنقص الكالسيوم.[1]

كذاك يلعب فيتامين د دورًا هامًا في إعادة تشكيل العظام، لذا إذا كان المريض يعاني من نقص فيتامين د، فإنه يكون أكثر عرضة للإصابة بمرض هشاشة العظام .[1]

أجريت دراسة بجامعة طهران بإيران على 400 من كبار السن، أفادت أن الأشخاص الذين يعانون من هشاشة العظام هم أكثر عرضة لنقص فيتامين د، وتم ربط استهلاك مكملات فيتامين د بانخفاض معدل الإصابة بهشاشة العظام خلال فترة 8 أسابيع، لذا يمكن أن تحسن مكملات فيتامين د كثافة العظام للأشخاص المصابين بمرض هشاشة العظام.[2]

لكن يجب الالتزام فقط بالجرعات المطلوبة من فيتامين د، ووفقًا لتعليمات الطبيب، حيث أوضحت دراسة أجريت بمعهد ماكيج لصحة العظام والمفاصل على 311 بالغًا لا يعانون من هشاشة العظام، أن تناول جرعات عالية من فيتامين د على مدى ثلاث سنوات أدى إلى انخفاض طفيف في كثافة العظام، ولكن لم تكن هناك دلائل واضحة على حدوث أضرار.[1]

اقرأ أيضًا: كيف يمكن الحصول على فيتامين د

مكملات المغنسيوم

يعد الماغنسيوم من أكثر المعادن الهامة في الجسم، وذلك لكونه عنصرًا أساسيًا في تعزيز قوة العظام، وينصح عمومًا بتناول مكملات الماغنسيوم بمقدار 250-400 ملغ يوميًا للبالغين، وتعد جلايسينات الماغنسيوم وغلوكونات الماغنسيوم أفضل صيغ من حيث سهولة الامتصاص، وأقل احتمالية لحدوث آثار جانبية، مثل التأثير الملين الذي يمكن أن يحدث مع أكسيد المغنيسيوم أو سترات المغنيسيوم.[3]

تشير بعض الدراسات التي أجريت بجامعة كامبريدج إلى أن تناول مكملات المغنيسيوم قد يحسن كثافة العظام، ومع ذلك لا بد من إجراء المزيد من الأبحاث للتأكد مما إذا كانت مكملات المغنيسيوم تقلل من مخاطر الكسور لدى الأشخاص المصابين بهشاشة العظام.[1]

اقرأ أيضًا: علاج هشاشة العظام طبيعيًا

فيتامين ك

يلعب فيتامين ك دورًا حاسمًا في الحفاظ على قوة العظام والوقاية من الكسور، إذ يرتبط انخفاض مستويات فيتامين ك بزيادة خطر الإصابة بكسور العظام وانخفاض كثافة العظام، وقد تم تحديد الاحتياج اليومي من فيتامين ك، حيث يبلغ 90 ميكروغرام يوميًا للبالغات من النساء اللاتي تزيد أعمارهن عن 18 عامًا، و120 ميكروغرام يوميًا للبالغين من الرجال.[2]

اقرأ أيضًا: مصادر فيتامين ك الطبيعية

مكملات الأيسوفلافون الصويا

يعد الأيسوفلافون الصويا من المغذيات العضوية الدقيقة التي تنتمي إلى فئة البوليفينولات، ويتوفر في فول الصويا وبعض النباتات الأخرى، وعند تناول الأيسوفلافون الصويا يعمل بشكل مماثل لهرمون الإستروجين في الجسم، حيث يتفاعل مع بعض مستقبلات هرمون الإستروجين.[2]

لذلك يرتبط انخفاض مستويات هرمون الإستروجين بزيادة خطر تطور هشاشة العظام لدى النساء بعد سن انقطاع الطمث، إذ أظهرت الأبحاث التي أجريت بقسم علوم الأغذية بأمريكا، أن الايسوفلافون الصويا قد يساهم في تقليل فقدان العظام، وتعزيز تكوين العظام في الجسم، مما يمكن أن يؤدي إلى زيادة كثافة العظام لدى الأشخاص المصابين بمرض هشاشة العظام.[2]