يعد الالتهاب الرئوي هو أحد الأمراض التنفسية الشائعة التي تحدث إما بسبب عدوى بكتيرية، أو فيروسية، أو فطرية، أو نتيجة لاستنشاق مواد ضارة بالرئتين، مما يؤدي التهاب مجرى الهواء، وقد تمتلئ الحويصلات الهوائية بالسوائل.
تتراوح أعراض الالتهاب الرئوي ما بين الخفيفة إلى الشديدة، وفي كافة الأحوال يمكن أن يؤدي إلى حدوث مضاعفات قد تكون مهددة للحياة، ما لم يتم الاهتمام بتلقي العلاج المناسب والالتزام بتعليمات الطبيب.
سنتناول في هذا المقال الحديث عن مضاعفات الالتهاب الرئوي، وكيفية التعامل معها.
ما هي مضاعفات الالتهاب الرئوي؟
يتم غالبًا علاج الالتهاب الرئوي بنجاح دون حدوث مضاعفات، لكن يزداد احتمال الإصابة بمضاعفات الالتهاب الرئوي عند بعض الأشخاص نتيجة لوجود بعض عوامل الخطر التي تشمل ما يلي:[1][2]
- مرض الانسداد الرئوي المزمن.
- أمراض القلب والأوعية الدموية.
- الربو.
- داء السكري.
- التدخين.
- ضعف المناعة.
كذلك تزداد فرص الإصابة بمضاعفات الالتهاب الرئوي عند الأطفال أقل من عامين، أو كبار السن أكبر من 65 عامًا.[2]
وتشمل أهم مضاعفات الالتهاب الرئوي ما يلي:
تسمم الدم والصدمة الإنتانية
يمكن أن تصل البكتيريا المسببة للالتهاب الرئوي إلى دم المريض، خاصة في حال عدم تلقي العلاج في الوقت المناسب، مما يؤدي إلى حدوث مشكلة تسمى تجرثم الدم.[2]
يمكن أن يؤدي تجرثم الدم إلى حالة خطيرة أخرى تعرف باسم الصدمة الإنتانية، وهي بمثابة رد فعل للعدوى التي تصل إلى الدم، تتسبب هذه الحالة في انخفاض ضغط الدم إلى مستوى خطير، وقد يسبب هذا الانخفاض في ضغط الدم عدم قدرة القلب على ضخ الدم الكافي إلى أعضاء الجسم، مما يؤدي إلى توقفها عن العمل، وبالتالي قد تكون الصدمة الإنتانية خطيرة ومهددة للحياة.[2]
تشمل أهم أعراض تسمم الدم كلًا من:[3]
- حمى.
- سرعة دقات القلب.
- زيادة معدل التنفس.
- قشعريرة.
- انخفاض ضغط الدم.
- اضطرابات في المعدة، مثل الغثيان، أو الألم، أو القيء، أو الإسهال.
- الارتباك.
الانصباب الجنبي
الانصباب الجنبي هو حالة تنتج عن تراكم السوائل بين الرئة وجدار الصدر، حيث يتسبب الالتهاب الرئوي في تراكم السائل النضحي، وهو إفراز مائي ناتج عن تسرب الأنسجة بسبب الالتهاب أو التلف الخلوي.[2]
ينتج الانصباب الجنبي عادة عن الالتهاب الرئوي البكتيري، وتشمل أهم أعراضه ما يلي:[2]
- حمى.
- ألم في الصدر.
- سعال جاف.
- ضيق في التنفس، خاصة عند الاستلقاء.
انهيار الرئة
يعرف انهيار الرئة أيضًا باسترواح الصدر، ويعد من مضاعفات الالتهاب الرئوي النادرة، حيث يخرج الهواء من الرئة ويتم احتجازه في التجويف الجنبي، مما يؤدي إلى زيادة الضغط وبالتالي يعيق قدرة الرئة على التمدد والامتلاء بالهواء عند التنفس.[2]
يكون الشخص الطويل النحيف عادة أكثر عرضة لخطر الإصابة بانهيار الرئة، وتشمل أهم أعراض تلك الحالة ما يلي:[2]
- زيادة معدل التنفس.
- تسارع ضربات القلب.
- ضيق في التنفس.
- تعب عام.
- ألم في الصدر عند التنفس العميق، وعادة يكون الألم في جانب واحد من الصدر.
اقرأ أيضًا: أعراض التهاب الرئة
خراجات الرئة
يمكن أن يتسبب الالتهاب الرئوي في بعض الأحيان في تراكم القيح في الرئتين، ويعد الرجال وكبار السن هم أكثر عرضة للإصابة بهذه الحالة، كذلك يزداد احتمال الإصابة بخراجات الرئة في الحالات التالية:[3]
- الإصابة بأمراض اللثة في السابق.
- تجرثم الدم.
- ضعف المناعة.
- تعاطي الكحول.
تشمل أهم أعراض خراج الرئة ما يلي:[3]
- حمى.
- سعال صديدي.
- تعرق ليلي
- عدم الشعور بالجوع.
- فقدان الوزن غير المبرر.
- تعب عام.
يمكن تشخيص خراجات الرئة من خلال اختبار المخاط أو الصديد في الرئتين للبحث عن العدوى، كذلك يمكن إجراء فحص بالأشعة السينية أو التصوير المقطعي المحوسب للرئتين، ويتم علاج خراج الرئة عادة باستخدام المضادات الحيوية.[3]
الفشل التنفسي
فشل الجهاز التنفسي هو حالة طبية طارئة، قد تحدث فجأة أو على مدى فترة طويلة من الزمن، ويمكن أن يؤدي تأثير الالتهاب الرئوي على الرئتين إلى إبطاء عملية توصيل الأكسجين إلى الأنسجة الحيوية وتسبب تراكم ثاني أكسيد الكربون، مما يؤدي إلى إتلاف الأنسجة والأعضاء، وهو ما يعرف بالفشل التنفسي.[2]
يعد الفشل التنفسي من مضاعفات الالتهاب الرئوي المهددة للحياة، لذلك يجب الانتباه جيدًا إلى الأعراض واللجوء إلى الطبيب على الفور عند ملاحظتها، وتشمل أهم أعراض الفشل التنفسي ما يلي:[2]
- التعب الشديد.
- الارتباك.
- الشعور بعدم القدرة على الحصول على ما يكفي من الهواء.
- تحول الشفاه أو الأصابع إلى اللون الأزرق.
- قراءة أقل من 90٪ لمقياس التأكسج النبضي المحيطي.
الوقاية من مضاعفات الالتهاب الرئوي
تشمل أهم طرق الوقاية من مضاعفات الالتهاب الرئوي ما يلي:
تناول اللقاحات
تساعد اللقاحات على تعزيز المناعة ضد العديد من البكتيريا والفيروسات الشائعة التي تسبب الالتهاب الرئوي، وتتضمن أهم اللقاحات كلًا من:[2]
- لقاح فيروس كورونا.
- لقاح المستدمية النزلية من النوع ب.
- لقاح الإنفلونزا.
- لقاح مرض الحصبة.
- لقاح السعال الديكي.
- لقاح المكورات الرئوية.
- لقاح الحماق.
الاهتمام بالنظافة الشخصية
يعد الاهتمام بالنظافة الشخصية من أفضل الطرق للوقاية من التهابات الجهاز التنفسي بشكل عام، وتتضمن ما يلي:[2]
- غسل اليدين بانتظام بالصابون والماء الدافئ لمدة 20 ثانية على الأقل.
- تنظيف وتطهير الأسطح التي يتم لمسها باستمرار باستخدام المنتجات التي تحتوي على الكحول.
- السعال أو العطس في منديل ورقي أو في المرفق.
- الحد من التعرض للتدخين السلبي.
- الإقلاع عن التدخين.
- العناية المناسبة بالحالات المرضية المزمنة، مثل الربو، والسكري، وأمراض القلب.
اقرأ أيضًا: الوقاية من التهابات الجهاز التنفسي
تعزيز المناعة
يساعد الاهتمام بتقوية الجهاز المناعي على الوقاية من مضاعفات الالتهاب الرئوي، وتشمل أهم طرق تعزيز المناعة ما يلي:[2]
- الابتعاد عن التدخين.
- الاعتماد على نظام غذائي صحي، يحتوي على الفواكه والخضروات.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
- الحفاظ على وزن صحي.
- الحصول على قسط كاف من الراحة والنوم.
- الابتعاد عن القلق والتوتر.