يشعر الشخص بالفزع الشديد حين يستيقظ صباحاً ويلاحظ قطرات من الدماء على الوسادة أو على وجهه نتيجة لحدوث نزيف من الأنف، ورغم المشهد المقلق، إلا أن نزيف الأنف أثناء النوم ليس خطيراً وهو حالة شائعة ومنتشرة، ولا تدعو للتوتر.
يكثر وجود عدد من الأوعية الدموية السطحية في الأنف، بالإضافة إلى موقع الأنف الذي يتوسط الوجه، تسهل كل تلك العوامل من حدوث نزيف الأنف أثناء النوم مع أي صدمة.
نناقش بالمقال أسباب نزيف الأنف أثناء النوم عند الكبار والأطفال، وطرق العلاج.
نزيف الأنف اثناء النوم
يتمزق أحد الشرايين المغذية للأنف أو الأوعية الدموية الأصغر خاصة القريبة من سطح الجلد، نتيجة عدد من العوامل، فيحدث نزيف الأنف، ويتحرك الدم غالباً إلى الأسفل لخارج الأنف، لكن قد يتحرك إلى الخلف أيضاً من تجويف الأنف إلى تجويف الحلق، فيشعر المصاب بطعم الدم في الحلق.
يزداد معدل نزيف الأنف اثناء النوم عن الصباح، نظراً للعادات الخاطئة التي يفعلها المريض وهو نائم وقد اعتاد عليها، أو لأسباب أخرى نتعرف عليها لاحقاً في المقال. (2)
للمزيد: نزيف الأنف، الأعراض والعلاج خطوة بخطوة
سبب نزيف الانف اثناء النوم
عادة لا تختلف أسباب نزيف الأنف أثناء النوم عنها طوال اليوم أو خلال النهار، نذكر تالياً سبب نزول الدم من الأنف: (3) (2)
جفاف الأنف
يصيب الجفاف نتيجة عوامل الطقس الجافة، أو سوء التغذية الأنف بالجفاف، وكما باقي أعضاء الجسم الأخرى، يسبب الجفاف تشقق الأنسجة في بطانة الأنف، مما يؤدي إلى النزيف، يعد الجفاف من أشهر أسباب نزيف الأنف أثناء النوم.
ترتفع حساسية الأوعية الدموية في الأنف للجفاف بدرجة عالية، لذا إذا كان جو غرفة النوم غير رطب نتيجة تشغيل مكيفات الهواء، أو لطبيعة الطقس، أو عدم شرب كميات كافية من الماء والسوائل، أو ممارسة التنفس من خلال الفم، فإن نسب جفاف الأغشية المبطنة للأنف تزيد مسببة تمزق الأوعية الدموية ونزول الدم.
للوقاية من نزيف الأنف اثناء النوم بسبب الجفاف، يوصى باستعمال أجهزة الترطيب الليلية خاصة في الأيام الجافة بفصل الشتاء، حيث تنخفض الرطوبة في الجو، مع استعمال كريم مرطب أو فازلين داخل الأنف قبل النوم. (3) (1)
التقشير
يعد التقشير أو الالتقاط من داخل الأنف سبب لنزيف الأنف أثناء النوم للأطفال وأحياناً الكبار، حيث تمثل عادة بالنسبة إلى الطفل، يسبب إدخال الإصبع داخل الأنف ومحاولة الالتقاط من داخله، تمزق أوعية الأنف الدموية بسبب الأظافر أو حركة الالتقاط ذاتها، مما يهيج الأنف ويؤدي إلى النزيف.
للوقاية من نزيف الأنف اثناء النوم بسبب عادة التقشير من الأنف يوصى بالتالي:
- ارتداء قفازات قبل النوم.
- التعود على غسل الأيدي في كل مرة يوضع بها الإصبع داخل الأنف، مما يؤدي إلى الحد من تلك العادة.
- استخدام المناديل الورقية ووضعها بالقرب من الفراش، فهي أكثر طراوة على الأنف من الأيدي والأظافر.
- الحفاظ على الأظافر قصيرة ونظيفة دائماً.
- استعمال بخاخات المحلول الملحي للأنف وهي غير دوائية، أو جيل الأنف، مما يجعل المخاط ليناً، والأنف رطب دائماً وسهل التنظيف عن طريق النفخ البسيط، فتقل الحاجة إلى إدخال الإصبع للالتقاط. (3)
البرد والحساسية
ترفع الإصابة بنزلات البرد والحساسية من معدل العطس والنفخ من الأنف، في محاولة للتخلص من المخاط وسيلان الأنف، تؤدي تلك العوامل إلى تمزق أوعية الدم الرقيقة في الأنف، تزداد الأعراض في الليل ووقت النوم، مما ينتج عنه نزيف الانف خلال النوم.
تحتقن الأنف أيضاً أثناء الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي العلوي، فتتسع الأوعية الدموية وتضعف فيسهل تمزقها ونزول الدم، بالإضافة إلى الإحساس المتزايد بالحرقة في الأنف مما يثير الحكة، فيجرح مريض البرد نفسه بأصابعه أثناء حك الأنف.
تساعد أيضاً علاجات الحساسية مثل بخاخات الأنف الاستيرودية في رفع معدل جفاف الأنف، مما يسهل حدوث نزيف الانف اثناء النوم لدى الاطفال والكبار أيضاً.
للوقاية من نزيف الأنف اثناء النوم بسبب الإصابة بالبرد والحساسية، ينصح بالتخلص من المخاط برقة واستخدام المناديل الرطبة لذلك، واستبدال علاجات البرد الاستيرودية بغيرها من المحاليل الملحية فقط، حتى لا تتسبب في جفاف الأنف. ينصح أيضاً بتجنب مسببات الحساسية مثل الغبار، وشعر الحيوانات، والعطور القوية، وغيرها. (4)
اقرأ أيضاً: ما هو شرى البرد وعلاجه
العمر
يؤثر العمر تأثيراً قوياً في الإصابة بالرعاف أو نزيف الأنف، حيث نجد أن نسب نزيف الانف اثناء النوم لدى الاطفال ترتفع جداً في العمر ما بين عامين و10 أعوام، بينما هي تقريباً منعدمة عند الرضع أقل من عامين.
ينخفض معدل نزيف الأنف أثناء النوم عند الكبار والمراهقين، ليعود ويرتفع بعد سن 65 عاماً، وقد يصل إلى زيارة غرف الطوارئ بصورة متكررة عند المتقدمين في العمر فوق 85 عاماً. (2)
أسباب أخرى لنزيف الأنف أثناء النوم
يوجد عوامل أخرى أقل شيوعاً تتسبب هي من أسباب نزيف الأنف من فتحة واحدة أثناء النوم أو من الفتحتين، وهي كالتالي:
- التقاط العدوى.
- النوع ذكر أو أنثى.
- التلوث البيئي والتعرض للكيماويات.
- الآثار الجانبية للأدوية.
- تناول المشروبات الكحولية.
- التدخين بأنواعه مثل السجائر، والأرجيلة وغيرهم. (1)(2)(4)